الصوت الحر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الصوت الحر

(( نور الوطن ضيائنا .. مج ـــد الوطن طريقنا ))
 
الرئيسيةاغلاق كاملأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تابع المعاني الواردة في آيات سورة البقرة -5

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم كمال
Progress | 10%
Progress | 10%
ابراهيم كمال


النوع : ذكر
الدولة : تابع المعاني الواردة في آيات سورة البقرة -5 Ye10
عدد المساهمات : 176
نقاط المكتسبه : 26606
التقييم : 5
المزاج : فل
الأوسمة :
تابع المعاني الواردة في آيات سورة البقرة -5 10010

تابع المعاني الواردة في آيات سورة البقرة -5 Empty
مُساهمةموضوع: تابع المعاني الواردة في آيات سورة البقرة -5   تابع المعاني الواردة في آيات سورة البقرة -5 Emptyالسبت يونيو 05, 2010 10:03 am



وأما قوله: {وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا...}

فإن الفوم
فيما ذكر لغةٌ قديمة (وهى) الحِنْطَة والخُبْز جميعا قد ذُكِرا. قال بعضهم: سمعنا
(العربَ من) أهل هذه اللغة يقولون: فَوِّموا لنا بالتشديد لا غير، يريدون اختبزوا
وهى فى قراءة عبدالله "وَثُومِهَا" بالثاء، فكأنّه أشبهُ المعنيين بالصّواب؛ لأنّه
مع ما يشاكله: من العَدَس والبَصَل وشِبْهه. والعرب تُبدل الفاء بالثَّاء فيقولون:
جَدَثٌ وجَدَفٌ، ووقَعوا فى عاثُور شَرٍّ وعافُور شرٍّ، والأَثاثىّ والأَثافىّ.
وسمعت كثيرا مِن بنى أسد يسمِّى (المَغافير المغاثير).
وقوله: {أَتَسْتَبْدِلُونَ
الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ...}
أى الذى هو أقرب، من
الدُّنُوِّ، ويقال من الدَّناءَة. والعرب تقول: إنه لَدنىٌّ [ولا يهمزون] يُدَنِّى
فى الأمور أى يتَّبِع خَسيسَها وأصاغرها. وقد كان زُهير الفُرْقُبى يَهْمِز:
"أَتَسْتَبْدِلونَ الّذِى هُوَ أدْنَأ بِالّذِى هو خيرٌ" ولم نر العرب تهمزُ
أَدْنَى إذا كان من الخِسّة، وهم فى ذلك يقولون إنه لَدَانِئٌ خَبِيثٌ [إذا كان
ماجنا] فيهمزون. وأنشدنى بعض بنى كلاب:
باسِلَةُ الوَقْعِ سَرَابِيلُها * بِيضٌ
إِلى دانِئِها الظَّاهِرِ
يعنى الدروع على خاصتها - يعنى الكتيبة - إلى الخسيس
منها، فقال: دانئها يريد الخسيس. وقد كنا نسمع المشْيَخَة يقولون: ما كنتَ دانِئاً
ولقد دَناتَ، والعرب تترك الهمزة. ولا أراهم رَوَوْه إلاّ وقد سَمِعوه.
وقوله:
{اهْبِطُواْ مِصْراً... }


كتبت بالألف، وأسماءُ
البُلدان لا تنصرف خَفَّت أو ثَقُلت، وأسماء النساء إذا خَفَّ منها شئٌ جرى إذا كان
على ثلاثة أحرْفٍ وَأَوْسَطُها ساكنٌ مثلُ دَعْدٍ وهِنْد وجُمْل. وإنما انصرفت إذا
سمّى بها النِّساء؛ لأنها تُردَّد وتَكثُر بها التّس‍مية فتخف لكثرتها، واسماء
البلدان لا تكاد تعود. فإن شئت جعلت الألف التى فى"مِصْرَا" ألفا يُوقَفُ عليها،
فإذا وصلتَ لم تنوِّن, كما كتبوا "سَلاَسِلاً" و "قَوَارِيراً" بالألف، وأكثر
القراء على ترك الإجراء فيهما. وإن شئت جعلت "مِصْرَ" غير المصر التى تُعرَف، يريد
اهبطوا مِصراً من الأمْصار، فإن الذى سألتم لا يكون إلا فى القُرَى والأمصار.
والوجه الأوّل أحبّ إلىّ؛ لأنها فى قراءة عبدالله "اهْبِطوا مِصْرَ" بغير ألف، وفى
قراءة أُبَىًّ: "اهْبِطُوا فَإنّ لَكُمْ ما سَأَلْتُم واسْكُنُوا مِصْرَ" وتصديق
ذلك أنها فى سورة يوسف بغير ألف: {ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللّهُ آمِنِينَ}.
وقال الأعمش وسئل عنها فقال: هى مصر التى عليها صالح بن على‍ّ.

{ وَإِذْ
أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُواْ مَآ ءَاتَيْنَاكُم
بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }

قوله: {خُذُواْ
مَآ آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ...}
يقول: بجدٍّ وبتأدية ما افترض عليكم
فيه.

{ فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا
وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ }

وقوله:
{فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً
لِّلْمُتَّقِينَ...}
يعنى المسْخة التى مُسِخوها جُعلت نكالا لما مضى من الذنوب
ولما يعمل بعدها: ليخافوا أن يعملوا بما عمل الذين مُسِخوا
فيُمْسخوا.

المعاني الواردة في آيات سورة ( البقرة
)


{ وَإِذْ قَالَ مُوسَى
لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً قَالُواْ
أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ
}

وقوله: {أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً قَالَ...}
وهذا فى القرآن كثيرٌ بغير
الفاء، وذلك لأنه جوابٌ يَستغنى أوّلُه عن آخره بالوَقْفَة عليه، فيقال: ماذا قال
لك؟ فيقول القائل: قال كذا وكذا؛ فكأنّ حُسنَ الّسكوتِ يجوزُ به طرحُ الفاء. وأنت
تراه فى رءوس الآيات - لأنها فصولٌ- حَسَناً؛ من ذلك: {قال فَمَا خَطْبُكُمْ
أَيُّها الْمُرْسَلونَ. قَالُوا إنّا أرْسِلْنا} والفاء حسنة مِثل قوله: {فَقَالَ
الْملأَ الّذِين كَفَروا} ولو كان على كلمة واحدة لم تُسقط العرب منه الفاء. من
ذلك: قُمْتُ ففَعَلْت، لا يقولون: قمت فعلت، ولا قلت قال، حتى يقولوا: قُلْتُ فقال،
وقُمْتُ فقام؛ لأنها نَسَقٌ وليست بآستفهام يوقف عليه؛ ألا ترى أنه: "قال" فرعون
"لِمَنْ حَوْلَه أَلاَ تَسْتَمِعُونَ. قال رَب‍ُّكم ورَبُّ آبائكم الأوّلين" فيما
لاأحصيه. ومثله من غير الفعل كثيرٌ فى كتاب الله بالواو وبغير الواو؛ فأما الذى
بالواو فقوله: {قُلْ أؤُنَبِّئُكُم بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلّذينَ اتَّقَوْا
عِنْدَ رَبِّهِمْ} ثم قال بعد ذلك: {الصّابِرينَ والصّادقينَ والْقَانِتينَ
والْمُنفِقينَ والْمُسْتَغْفِرِينَ بالأَسْحاِر}. وقال فى موضع آخر: {التّائِبُونَ
الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ} وقال فى غير هذا: {إِنَّ الَّذِيِنَ فَتَنُوا
الْمُؤْمِنينَ والْمُؤْمِنَاتِ} ثم قال فى الآية بعدها: {إِنّ الّذينَ آمَنُوا} ولم
يقل: وإنّ. فاعْرِفْ بما جَرى تَفْسيرَ ما بقى، فإنّه لا يأتى إلا علىالذى
أنْبَأتُك به من الفصول أو الكلام المكتفى يأتى له جوابٌ. وأنشدنى بعضُ
العرب:
لمّا رأيتُ نَبَطاً أنْصَارَا * شَمَّرتُ عن رُكْبَتِىَ الإزَارَا
*
كُنْتُ لها مِنَ النَّصارى جَارَا *


{ قَالُواْ ادْعُ لَنَا
رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ
فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذالِكَ فَافْعَلُواْ مَا تُؤْمَرونَ
}

وقوله: {لاَّ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ
ذالِكَ...}
والعَوانُ ليست بنَعْتٍ للبِكْرِ؛ لأنها ليست بهَرِمَة ولا شابَّة؛
انقطع الكلام عند قوله: {وَلاَ بِكْرٌ} ثم استأنف فقال: {عَوَانٌ بَيْنَ ذالِكَ}
والعَوان يقال منه قد عوَّنَت. والفارِضُ: قد فَرَضَت، وبعضهم: قد فَرُضَت (وأما
البكر فلم) نسمع فيها بفِعْل. والبِكر يُكْسر أوّلها إذا كانت بِكرْا من النِّساء.
والبَكْر مفتوح أوّلَه من بِكَارَة الإبل. ثم قال "بَيْنَ ذَلِكَ" و "بَيْن" لا
تصلح إلاّ مع اسمين فما زاد، وإنمّا صلحت مع "ذلك" وحْدَه؛ لأنّه فى مذهب اثْنيْن،
والفعلان قد يُجمعان بـ"ذلك" و "ذاك"؛ ألا ترى أنّك تقول: أظنُّ زيدا أخاك، وكان
زيدٌ أخاك، فلا بدّ لكان من شيْئَين، ولا بدّ لأظن من شيئين، ثم يجوز أن تقول: قد
كان ذاك، وأظنُّ ذلك. وإنما المعنى فى الاسمين اللذين ضَمَّهما ذلك: بين الهَرم
والشَّباب. ولو قال فى الكلام: بَيْنَ هاتَيْن، أو بين تَيْنِك، يريد الفارِضَ
والبِكْرَ كان صوابا، ولو أعيد ذكرهما (لم يظهر إلا بتثنية)؛ لأنهما اسمان ليسا
بفِعْلين، وأنت تقول فى الأفعال فتوحِّد فعلَهما بعدها. فتقول: إِقْبالُك
وإِدْبارُك يَشُقُّ علىّ، ولا تقول: أخوك وأبوك يزورُنِى. ومما يجوز أن يقع عليه
"بَيْن" وهو واحدٌ فى اللّفظ مما يؤدّى عن الاثنين فما زاد قوله: {لاَنُفَرِّقُ
بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ} ولا يجوز: لا نفرق بين رجل منهم؛ لأنّ أحدا لا يُثَنّى كما
يثنى الرجل ويُجَمع، فإن شئت جعلت أحدا فى تأويل اثنين، وإن شئت فى تأويل أكثر؛ من
ذلك قول الله عزّ وجلّ: {فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ} وتقول:
بَيْنَ أيِّهِم الْمَالُ؟ وبَيْنَ مَنْ قُسِم المالُ؟


فتجرى "مَن" و "أَىُّ"
مجرى أحد, لأنّهما قد يكونان لواحد ولجمع.

{ قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ
يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَآءُ
فَاقِعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ }

وقوله: {ادْعُ لَنَا رَبَّكَ
يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا...}
* الّلونُ مرفوعٌ؛ لأنك لم تُرِد أن تجعل
"ما" صلةً فتقول: بيّن لنا ما لونَها * ولو قَرأ به قارئٌ كان صوابا، ولكنه أراد -
والله أعلم -: ادع لنا ربك يُبَيِّن لنا أىُّ شىءٍ لونُها، ولم يصلح للفعل الوقوعُ
على أىّ؛ لأن أصل "أىّ" تَفَرُّق جَمْع مِن الاستفهام، ويقول القائل: بين لنا
أسوداءُ هى أم صَفْراء؟ فلما لم يصلح للتَّبَيُّن أن يقع على الاستفهام فى تفرّقه
لم يقع على أىّ؛ لأنها جمعُ ذلك المتفر‍ِّق، وكذلك ما كان فى القرآن مثله، فأعملْ
فى "ما" "وأىّ" الفعلَ الذى بعدَهما، ولا تُعمِل الذى قبلهما إذا كان مُشتقّاً من
العِلْم؛ كقولك: ما أعلم أَيُّهم قال ذاك، ولا أعلمنّ أَيُّهم قال ذاك، وما أدرِى
أَيَّهم ضربت، فهو فى العِلِم والإخبار والإنْباء وما أشبهها على ما وصفتُ لك. منه
قول الله تبارك وتعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَاهِيَهْ} {وَمَا أَدْرَاكَ ما يَوْمُ
الدَّينِ} "ما" الثانية رفعٌ، فرفعتَها بيوم؛ كقولك: ماأدراك أىُّ شئ يومُ الدّين،
وكذلك قول الله تبارك وتعالى: {لِنَعْلَمَ أَىُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى} رفعتَه
بأَحْصَى، وتقول إذا كان الفعل واقعا على أىّ: ما أدرى أَيَّهم ضربت. وإنما امتنعت
من أن تُوقع على أى الفعل الذى قبلها من العلم وأشباهه؛ لأنك تجِدُ الفعلَ غيرَ
واقع على أىّ فى المعنى؛ ألا ترى أنك إذا قلت: اذْهَبْ فاعلم أيُّهما قام أنك تسأل
غيرهما عن حالهما فتجد الفعل واقعا على الذى أعلمك، كما أنك تقول: سل أيُّهُمْ قام،
والمعنى: سل الناس أيُّهُمْ قام. ولو أوقعت الفعل على "أىّ" فقلت: اسأل
أيَّهُمْ


قام لكنت كانك تضمر أيّاً
مرّة أخرى؛ لأنك تقول: سل زيدا أيُّهُمْ قام، فإذا أوقعت الفعل على زيد فقد جاءت
"أىّ" بعده. فكذلك "أىّ" إذا أوقعت عليها الفعل خرجت من معنى الاستفهام، وذلك إن
أردته، جائز، تقول: لأضْرِبَنَّ أيَّهُم يقول ذاك؛ لأنّ الضرب لا يقع على [اسم ثم
يأتى بعد ذلك استفهام، وذلك لأن الضرب لا يقع على] اثنين، وأنتَ تقول فى المسألة:
سل عبدالله عن كذا، كأنك قلت: سله عن كذا، ولا يجوز ضربت عبدالله كذا وكذا إلا أن
تريد صفة الضرب، فأما الأسماء فلا. وقول الله: {ثُمَّ لَنَنْزِعَنّ مِنْ كُلِّ
شِيعةٍ أيُّهُم أشَدُّ على الرّحْمَنِ عِتيّاً} من نصب أيّاً أوقع عليها النزع وليس
باستفهام، كأنه قال: ثم لنستخرجن العاتىَ الذى هو أشد. وفيها وجهان من الرفع؛
أحدهما أن تجعل الفعل مكتفيا بِمن فى الوقوع عليها، كما تقول: قد قتلنا من كل قوم،
وأصبنا من كل طعام، ثم تستأنف أيّاً فترفعها بالذى بعدها، كما قال جلّ وعزّ:
{يَبْتَغُونَ إلى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أيُّهُمْ أَقْرَبُ} أى ينظرون أيُّهُم
أقرب. ومثله {يُلْقُونَ أقْلاَمَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ}. وأما الوجه،
الآخر فإن فى قوله تعالى: {ثم لَنَنْزِعَنّ مِنْ كلِّ شِيعَةٍ} لننزعن من الذين
تشايعوا على هذا، ينظرون بالتشايع أيهم أشدّ وأخبث، وأيهم أشدّ علىالرحمن عِتيّاً،
والشيعة ويتشايعون سواء فى المعنى. وفيه وجه ثالث من الرفع أن تجعل {ثُمّ
لَننْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ} بالنداء؛ أى لننادين {أيُّهُمْ أشدُّ على
الرّحْمَنِ عِتيّاً} وليس هذا الوجه يريدون. ومثله مما تعرفه به قوله: {أفَلَمْ
يَيْأَسِ الَّذِيِنَ آمنَوُا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لهَدَى النَّاس جَميعاً}
فقال بعض المفسرين {أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا}: ألم يعلم، والمعنى -
والله أعلم - أفلم ييأسوا علما بأن الله لو شاء لهدى الناس جميعا. وكذلك
"لَنَنْزِعَنّ" يقول يريد ننزعهم


بالنداء.
{ قَالَ
إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلاَ تَسْقِي
الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لاَّ شِيَةَ فِيهَا قَالُواْ الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ
فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ }

وقوله: {مُسَلَّمَةٌ لاَّ شِيَةَ فِيهَا...}
غير مهموز؛
يقول: ليس فيها لونٌ غير الصُّفرة. وقال بعضهم: هى صفراء حتى ظِلفها وقَرْنها
أصفران.

{ وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا
وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ }

وقوله: {وَإِذْ قَتَلْتُمْ
نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا...}


وقوله: {وَإِذْ وَاعَدْنَا
مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً} { وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ} يقول القائل:
وأين جواب "إذ" وعلام عُطِفت؟ ومثلها فى القرآن كثيرٌ بالواو ولا جواب معها ظاهرٌ؟
والمعنى - والله أعلم - على إضمار "واذكروا إذ أنتم" أو "إذ كنتم" فاجتزئ بقوله:
"اذكروا" فى أوّل الكلام، ثم جاءت "إذ" بالواو مردودةً على ذلك. ومثلُه من غير "اذ"
قولُ الله {وإِلى ثَمُودَ أَخَاهُم صَالحاً} وليس قبلَه شىءٌ تراه ناصباً لصالح؛
فعُلم بذكر النّبى صلى الله عليه وسلم والمُرسَل إليه أنّ فيه إضمارََ أرسَلْنا،
ومثله قوله: {ونُوحاً إِذْ نَادَى مِنْ قَبْلُ} {وذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ
مُغَاضِباً} {وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ} يجرى هذا على مثل ما قال فى
"ص": {وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وإِسْحَقَِ} ثم ذكر الأنبياء الذين من
بعدهم بغير "واذكر" لأنّ معناهم مُتّفق معروفٌ، فجاز ذلك. ويستدل علىأنّ "واذكروا"
مضمرة مع "إذ" أنه قال: {وَاذْكُرُوا إِذْْْْْْْْْْْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ
مُسْتَضْعَفُونَ فِى الأَرْضِ} {واذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلاً فَكَثّرََكُمْ}
فلولم تكن ها هنا "واذكروا" لاستدْلَلتَ على أنّها تُراد؛ لأنّها قد ذُكرت قبلَ
ذلك. ولا يجوزُ مثلُ ذلك فى الكلام بسقوط الواو إلاّ أن يكون معه جوابه متقدِّما أو
متأخِّرا؛ كقولك: ذكرتُك إذ احتجتُ إليك أو إذ احتجتُ ذكرتُك.

{ فَقُلْنَا
اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ
لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ }

وقوله: {فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ
بِبَعْضِهَا...}


يقال: إنه
ضُرِب بالفِخذ اليمنى، وبعضهم يقول: ضُرِب بالذَّنَب. ثم قال الله عزّ وجلّ:
{كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى} معناه والله أعلم {اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا}
فيحيا {كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى} أى اعتبروا ولا تجحدوا بالبعث، وأضمر
فيحيا، كما قال: {أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ البَحْرَ فانْفَلَقَ} والمعنى - والله
أعلم - فضرب البحر فانفلق.
{ ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِّن
بَعْدِ ذالِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ
الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا
يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَآءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ
خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ }

وقوله: {وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ
الأَنْهَارُ...}
تذكير {منه} على وجهين؛ إن شئت ذهبت به - يعنى "منه" - إلى أن
البعض حَجرٌ، وذلك مذكر، وإن شئت جعلت البعض جمعا فى المعنى فذكَّرته بتذكير بعض،
كما تقول للنسوة: ضربنى بعضُكنّ، وإن شئت أنثته هاهنا بتأنيث المعنى كما قرأت
القرّاء: "وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ" "وَمَنْ تَقْنُتْ" بالياء والتاء،
على المعنى، وهى فى قراءة أُبىّ: "وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ
مِنْهَا الأَنْهَارُ".

{ وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ
قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلاَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُواْ
أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَآجُّوكُم بِهِ عِنْدَ
رَبِّكُمْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ }

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تابع المعاني الواردة في آيات سورة البقرة -5
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تابع المعاني الواردة في آيات سورة البقرة -10
» تابع المعاني الواردة في آيات سورة البقرة -11
» تابع المعاني الواردة في آيات سورة البقرة -12
» تابع المعاني الواردة في آيات سورة البقرة -13
» تابع المعاني الواردة في آيات سورة البقرة -14

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الصوت الحر  :: صوتك الي لازم نسمعه :: إسلاميـــــــات-
انتقل الى: