الصوت الحر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الصوت الحر

(( نور الوطن ضيائنا .. مج ـــد الوطن طريقنا ))
 
الرئيسيةاغلاق كاملأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تابع المعاني الواردة في آيات سورة البقرة -9

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم كمال
Progress | 10%
Progress | 10%
ابراهيم كمال


النوع : ذكر
الدولة : تابع المعاني الواردة في آيات سورة البقرة -9 Ye10
عدد المساهمات : 176
نقاط المكتسبه : 26646
التقييم : 5
المزاج : فل
الأوسمة :
تابع المعاني الواردة في آيات سورة البقرة -9 10010

تابع المعاني الواردة في آيات سورة البقرة -9 Empty
مُساهمةموضوع: تابع المعاني الواردة في آيات سورة البقرة -9   تابع المعاني الواردة في آيات سورة البقرة -9 Emptyالسبت يونيو 05, 2010 10:30 am



وقوله: {فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن
يَطَّوَّفَ بِهِمَا...}


كان المسلمون قد كرهوا
الطواف بين الصفا والمروة؛ لِصَنَمين كانا عليهما، فكرهوا أن يكون ذلك تعظيما
لِلصنمين، فأنزل الله تبارك وتعالى: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ
اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن
يَطَّوَّفَ بِهِمَا} وقد قرأها بعضهم "أَلاَّ يطَّوف" وهذا يكون على وجهين؛ أحدهما
أن تجعل "لا" مع "أنْ" صِلَة على معنى الإلغاء؛ كما قال: {ما مَنَعَك أَلاَّ
تَسْجُدَ إذْ أَمَرْتُك} والمعنى: ما منعك أَن تسجد. والوجه الآخر أن تجعل الطواف
بينهما يرخَّص فى تركه. والأوّل المعمول به.
وقوله: {وَمَن تَطَوَّعَ
خَيْراً...}
تنصب على (جهة فعل). وأصحاب عبدالله وحمزة "وَمَنْ يَطَّوَّعْ"؛
لأنها فى مصحف عبدالله "يتطوع".
{ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَآ أَنزَلْنَا
مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي
الْكِتَابِ أُولَائِكَ يَلعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ
}
وقوله: {أُولَائِكَ يَلعَنُهُمُ اللَّهُ
وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ...}
قال ابن عباس: "اللاعِنون" كلّ شىء على وجه
الأرض إلا الثَقَلين. [و] قال عبدالله بن مسعود: إذا تلا عن الرجلان فلعن أحدهما
صاحبه وليس أحدهما مستحِقّ اللعن رجعتِ اللعنة على المستحِقّ لها، فإن لم يستحقّها
واحد منهما رجعت على اليهود الذين كتموا ماأنزل الله تبارك وتعالى. فجعل اللعنة من
المتلاعنين من الناس على ما فسّر.
{ إِن الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا
وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ
أَجْمَعِينَ }
وقوله: {إِن الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ
أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ
أَجْمَعِينَ...}


فـ "الملائكة
والناس" فى موضع خفض؛ تضاف اللعنة إليهم على معنى: عليهم لعنة الله ولعنة الملائكة
ولعنة الناس. وقرأها الحسن "لعنة اللّهِ والملائِكةُ والناسُ أجمعون" وهو جائز فى
العربية وإن كان مخالفا للكتَاب. وذلك أن قولك (عليهم لعنة اللّهِ) كقولك يلعنهم
الله ويلعنهم الملائكة والناس. والعرب تقول: عجبت من ظلمك نفسَك، فينصبون النفس؛
لأن تأويل الكاف رفع. ويقولون: عجبت من غلبتك نَفْسُك، فيرفعون النفسَ؛ لأن تأويل
الكاف نصب. فابن على ذا ما ورد عليك.
ومن ذلك قول العرب: عجبت من تساقط
البيوت بعضُها على بعض، وبعضِها على بعض. فمن رفع رَدّ البعض إلى تأويل البيوت؛
لأنها رفع؛ ألا ترى أن المعنى: عجبت من أن تساقطتْ بعضُها على بعض. ومَنْ خفض أجراه
على لفظ البيوت, كأنه قال: من تساقطِ بعضِها على بعض.
وأجودُ ما يكون فيه الرفع
أن يكون الأوّل الذى فى تأويل رفع أو نصب قد كُنى عنه؛ مثل قولك: عجبت من تساقطها.
فتقول ها هنا: عجبت من تساقطها بعضُهاعلى بعض؛ لأن الخفض إذا كَنَيت عنه قبح أن
ينعت بظاهر، فردّ إلى المعنى الذى يكون رفعا فى الظاهر، والخفض جائز. وتعمل فيما
تأويله النصب بمثل هذا فتقول: عجبت من إدخالهم بعضَهم فى إثر بعض؛ تؤثر النصب فى
(بعضهم)، ويجوز الخفض.
{ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ
وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ
بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَآ أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَآءِ مِن مَّآءٍ
فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ
وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَآءِ وَالأَرْضِ
لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ }
وقوله: {وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ...}
تأتى
مرّة جَنُوبا، ومرّة شَمَالا، وقَبُولا، ودَبُورا. فذلك تصريفها.
المعاني
الواردة في آيات سورة ( البقرة )


{ وَمِنَ النَّاسِ مَن
يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ
آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً للَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ
الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ للَّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ
}
وقوله: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَاداً
يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ...}
يريد - والله أعلَم - يحبّون الأنداد، كما
يحبّ المؤمنون الله. ثم قال: {وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً للَّهِ} من
أولئك لأنداد.
وقوله: {وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ
الْعَذَابَ...}
يوقع "يرى" على "أن القوة لله وأن الله" وجوابه متروك. والله
أعلم. (وقوله): {ولَوْ أنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ به الجِبالُ أَوْ قُطِّعَتْ} وتَرك
الجواب فى القرآن كثير؛ لأن معانى الجنة والنار مكرر معروف. وإن شئت كسرت إنّ وإنّ
وأوقعت "يرى" على "إذ" فى المعنى. وفَتْحُ أنّ وأنّ مع الياء أحسن من كسرها.
ومن
قرأ "وَلَوْ تَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا" بالتاء كان وجه الكلام أن يقول "إن
القوة..." بالكسر "وإِن..."؛ لأن "ترى" قد وقعت على (الذين ظلموا) فاستؤنفت "إِن -
(وإنّ)" ولو فتحتهما على تكرير الرّؤية مِن "ترى" ومِن "يرى" لكان صوابا؛ كأنه قال:
"ولو ترى الذين ظلموا إذ يرون العذاب" يرون {أَنَّ الْقُوَّةَ للَّهِ
جَمِيعاً}.
{ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَآ أَنزَلَ اللَّهُ قَالُواْ
بَلْ نَتَّبِعُ مَآ أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَآءَنَآ أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ
يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ }
وقوله: {أَوَلَوْ كَانَ
آبَاؤُهُمْ...}


تَنصب هذه
الواو؛ لانها ولو عطفٍ أُدخلتْ عليها ألِفُ الاستفهام، وليست بـ (أو) التى واوها
ساكنة؛ لأن الألِف مِن أَوْ لا يجوز إسقاطها، وألف الاستفهام تسقط؛ فتقول: ولو كان،
أوَ لو كان إذا استفهمت.
وإنما عيَّرهم الله بهذا لِمَا قالوا
{بَلْ نَتَّبِعُ مَآ أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَآءَنَآ} قال الله تبارك وتعالى: يا
محمد قل {أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ } فقال "آباؤهم" لغَيبتهم، ولو كانت "آباؤكم"
لجاز؛ لأن الأمر بالقول يقع مخاطبا؛ مثل قولك: قل لزيد يَقُم، وقل له قُمْ. ومثله
{أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ}، {أَوَلَمْ يَسِيرُوا}.
ومَنْ سَكَّن
الواو من قوله: {أَوْ آبَاؤُنا الأَوَّلُونَ} فى الواقعة وأشباه ذلك فى القرآن،
جعلها "أو" التى تُثْبت الواحدَ من الاثنين. وهذه الواو فى فتحها بمنزلة قوله
{أَثُمَّ إِذا مَا وَقَعَ} دخلت ألفُ الاستفهام على "ثُمّ" وكذلك "أفلم
يسِيروا".
{ وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ
يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَآءً وَنِدَآءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ
}
وقوله: {وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ...}
أضاف
المَثَل إلى الذين كفروا، ثم شبَّههم بالراعى. ولم يَقُل: كالغنم. والمعنى - والله
أعلم - مثل الذين كفروا (كمثل البهائم) التى لا تفقه ما
يقول الراعى أكثر من الصوت، فلو قال لها: ارعَىْ أو اشربى، لم تَدْرِ ما يقول لها.
فكذلك مَثَل الذين كفروا فيما يأتيهم من القرآن وإنذار الرسول. فأضيف التشبيه إلى
الراعى، والمعنى - والله أعلم - فى المَرْعِىّ. وهو ظاهر فى كلام العرب أن يقولوا:
فلان يخافك كخوف الأسَد، والمعنى: كخوفه الأسَد؛ لأن الأسد هو المعروف بأنه
المُخوف. وقال الشاعر:
لقد خِفْتُ حتى ما تزِيدُ مخافتِى * على وَعِلٍ فى ذى
المَطَارة عاقِلِ


والمعنى: حتى ما تزيد
مخافة وعلٍ على مخافتى. وقال الآخر:
كانت فرِيضةَ ما تقول كما * كان الزِناءُ
فرِيضةَ الرَّجْمِ
والمعنى: كما كان الرجم فريضة الزناء. فيتهاون الشاعر بوضع
الكلمة على صحَّتها لاتّضاح المعنى عند العرب. وأنشدنى بعضهم:
إِن سِراجا لكرِيم
مَفْخَرُهْ * تَحْلَى بِهِ العينُ إِذا ما تَجْهَرُهْ
والعينُ لا تحلى به، إنما
يَحْلَى هو بها.
وفيها معنىً آخر: تضيف المَثَل إلى (الذين كفروا)، وإضافته فى
المعنى إلى الوعظ؛ كقولك مَثَل وَعْظ الذين كفروا وواعظِهم كمثل الناعق؛ كما تقول:
إذا لقيت فلانا فسلِّم عليه تسليمَ الأمير. وإنما تريد به: كما تسلّم على الأمير.
وقال الشاعر:
فلستُ مُسَلَّما ما دمْتُ حيّاً * على زيدٍ بِتسلِيم
الأمير
وكلٌّ صواب.
وقوله: {صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ
يَعْقِلُونَ...}
رَفْع؛ وهو وَجْه الكلام؛ لأنه مستأنفُ خبرٍ، يدلّ عليه قوله
{فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ} كما تقول فى الكلام: هو أصَمّ فلا يسمع، وهو أخرس فلا
يتكلّم. ولو نُصب على الشمّ مثل الحروف فى أوّل سورة البقرة فى قراءة عبدالله
"وتركهم فى ظلماتٍ لا يبصِرون صُمّاً بُكْماً عُمْياً" لجاز.
المعاني الواردة في
آيات سورة ( البقرة )
{ إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ
وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَآ أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ
بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }
وقوله: {إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ
وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ...}
نَصْب لوقوع "حرّم" عليها. وذلك أن قولك "إنّا" على
وجهين: أحدهما أن تجعل "إنّما" حرفا واحدا، ثم تُعْمِل الأفعالَ التى تكون بعدها
[فى] الأسماء، فإن كانت رافعة رفعت، وإن كانت ناصبة نصبت؛ فقلت: إنما دخلت دارَك،
وإنما أعجبتنى دارُك، وإنّما مالى مالُك. فهذا حرف
واحد.


وأمّا الوجه الآخَر فأن
بجعل "ما" منفصِلة من (إنّ) فيكون "ما" على معنى الذى، فإذا كانت كذلك وَصَلْتَها
بما يوصل به الذى، ثم يرفع الاسم الذى يأتى بعد الصلة؛ كقولك إنّ ما أخذت مالُكَ،
إِن ما ركبت دابَّتُك. تريد: إن الذى ركبت دابتُك، وإن الذى أخذت مالك. فأجْرِهما
على هذا.
وهو فى التنزيل فى غير ما موضع؛ من ذلك قوله تبارك وتعالى: {إِنَّمَا
الل‍ّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ}، {إِنَّمَا أَنْت نَذِيرٌ} فهذه حرف واحد، هى وإنَّ، لأن
"الذى" لا تَحسُن فى موضع "ما".
وأمّا التى فى مذهب (الذى) فقوله: {إنَّمَا
صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ} معناه: إِن الذى صنعوا كيدُ ساحرٍ. ولو قرأ قارِئ "إِنما
صنعوا كيدَ ساحِرٍ" نصبا كان صوابا إذا جعل إنَّ وما حرفا واحدا. وقوله {إِنَّمَا
اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللّهِ أَوْثَاناً مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ} قد نصب المودّة
قوم، ورفعها آخَرون علىالوجهين اللذين فسَّرت لك. وفى قراءة عبدالله "إنما مودَّةُ
بَيْنِكُمْ فِى الحياةِ الدنيا" فهذه حجَّة لمن رفع المودّة؛ لأنها مستأنفة لم يوقع
الاتّخاذ عليها، فهو بمنزلة قولك: إن الذى صنعتموه ليس بنافع، مودّة بينكم ثم تنقطع
بعد. فإن شئت رفعت المودّة بـ "بين"؛ وإن شئت أضمرت لها اسما قبلها يرفعها؛ كقوله
"سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا" وكقوله {لم يَلْبَثُوا إِلاَّ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ
بَلاَغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ}.
فإذا رأيت "إنَّما" فى آخِرها اسم من الناس وأشباههم
ممَّا يقع عليه "مَنْ" فلا تجعلنَّ "ما" فيه على جهة (الذى)؛ لأن العرب لا تكاد
تجعل "ما" للناس. من ذلك: إنَّما ضربت أخاك، ولا تقل: أخوك؛ لأن "ما" لا تكون
للناس.
فإذا كان الاسم بعد "إنَّما" وصِلتِها مِن غير الناس جاز فيه لك الوجهان؛
فقلت: إنَّما سكنت دارَك. وإن شئت: دارُك.


وقد تجعل
العرب "ما" فى بعض الكلام للناس، وليس بالكثير. وفى قراءة عبدالله "وَالنَّهَارِ
إِذا تَجَلَّى والذَّكَرِ والأُنْثَى" وفى قراءتنا "ومَا خَلَقَ الذَّكَرَ
والأُنْثَى" فمن جعل "ما خلق" للذكر والأنثى جاز أن يخفض "الذكرِ والأنثى": كأنه
قال والذى خلق: الذكرِ والأنثى. ومن نصب "الذكر" جعل "ما" و "خلق" كقوله: وخَلْقِه
الذكر والأنثى, يوقع خَلَق عليه. والخفض فيه على قراءة عبدالله حَسَن، والنصب
أكثر.
ولو رفعت "إنّما حَرَّم عليكم
الميتةُ" كان وجها. وقد قرأ بعضهم: "إنما حُرِّم عليكم المِّيتةُ" ولا يجوز هاهنا
إلا رفع الميتة والدم؛ لأنك إن جعلت "إنّما"حرفا واحدا رفعت الميتة والدم؛ لأنه فعل
لم يسمَّ فاعله، وإن جعلت "ما" على جهة (الذى) رفعت الميتة والدم؛ لأنه خبر
لـ"ما".
وقوله: {وَمَآ أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ...}
الإهلال: ما نودى
به لغير الله على الذباحَ [وقوله] {فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ}
[(غير) فى هذا الموضع حال للمضطرّ؛ كأنك قلت: فمن اضطرّ لا باغيا ولا عاديا] فهو له
حلال. والنصب ها هنا بمنزلة قوله {أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ إِلاَّ
مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّى الصَّيْدِ} ومثله {إِلاَّ أَنْ يُؤْذَنَ
لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ} و "غير" ها هنا لا؛ تصلح "لا" فى
موضعها؛ لأنّ "لا" تصلح فى موضع غير. وإذا رأيت "غير" يصلح "لا" فى موضعها فهى
مخالفة "لغير" التى لا تصلح "لا" فى موضعها.
ولا تحِلّ الميتة للمضطَرّ إذا عدا
على الناس بسيفه، أو كان فى سبيل من سُبُل المعاصى. ويقال: إنه لا ينبغى لآكلها أن
يشبع منها، ولا أن يتزوّد منها شيئا. إنما رُخّص له فيما يُمْسِك نَفْسه.
{
أُولَائِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ
بِالْمَغْفِرَةِ فَمَآ أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ }
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تابع المعاني الواردة في آيات سورة البقرة -9
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تابع المعاني الواردة في آيات سورة البقرة -10
» تابع المعاني الواردة في آيات سورة البقرة -11
» تابع المعاني الواردة في آيات سورة البقرة -12
» تابع المعاني الواردة في آيات سورة البقرة -13
» تابع المعاني الواردة في آيات سورة البقرة -14

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الصوت الحر  :: صوتك الي لازم نسمعه :: إسلاميـــــــات-
انتقل الى: