ت الساعات الأولى من صباح أمس كارثة فى منطقة سوق التونسى بالخليفة، عندما سقطت سيارة ملاكى من أعلى الكوبرى وانفجرت وتسببت فى حريق هائل، أسفر عن تفحم ٣ أشخاص داخل السيارة واختفاء معالم جثثهم وإصابة ١١ آخرين بإصابات مختلفة، وامتدت النيران إلى الأكشاك فى السوق، ودمرت محتوياتها وارتفعت ألسنة اللهب إلى السماء لمدة ٧ ساعات،
بينما تحاول قوات الإطفاء من القاهرة والجيزة مع القوات المسلحة السيطرة على الحريق، ورجح شهود عيان أن كشكاً مجاوراً لمكان سقوط السيارة كان مخصصاً لبيع أسطوانات البوتاجاز، انفجر بعد امتداد النيران إليه، وتوافد الأهالى ليشاهدوا ممتلكاتهم وبضاعتهم تحترق وعاشوا فى خوف وهلع ورعب حتى انتهت عمليات الإطفاء فى الثامنة صباحاً، وقدرت الخسائر المبدئية بقرابة ١٠ ملايين جنيه.
عقارب الساعة كانت تتخطى الثانية من صباح أمس، عندما اختلت عجلة القيادة فى يد سائق سيارة ملاكى «كيا» تعلو كوبرى التونسى، والرياح شديدة، دفعت السيارة لتسقط وتشتعل النيران فيها وتنفجر، بينما ألسنة اللهب تتطاير لتصل إلى الأكشاك المجاورة وأكثر من ٥٠ فرشاً لتجار فى السوق، عدد من الأهالى المقيمين جوار السوق، حاولوا السيطرة على الحريق بجهودهم الفردية وانتهت كل محاولاتهم بالفشل، واستنجدوا بقوات الحماية المدنية ووصلت فى البداية سيارة واحدة،
وقفت أعلى الكوبرى وبدأت فى محاولات الإطفاء، قبل دوى الانفجار فى المكان بسبب اشتعال النيران فى كشك مخصص لبيع «أنابيب البوتاجاز»، ليتحول السوق إلى كتلة من اللهب، وتصاعدت الأدخنة والنيران إلى السماء وسط حالة من الذعر والخوف بين سكان المنطقة الذين هرعوا إلى الشوارع الجانبية، وكانت ٤ سيارات إطفاء مدنى أخرى وصلت إلى المنطقة،
وفشلت فى السيطرة على الحريق، وتمت الاستعانة بـ١٥ سيارة أخرى عند الرابعة فجراً، وقفت على جانبى الكوبرى، وفى الشوارع الجانبية المحيطة بالسوق لتشمل عمليات الإطفاء المكان كله، وتحاصر مدافع المياه ألسنة اللهب من كل اتجاه، ويصل اللواء محمد نصير، مدير الإدارة العامة للحماية المدنية فى القاهرة، ويشرف بنفسه على ما يجرى، ويأمر باستدعاء سيارات أخرى من مطافئ الجيزة، وقوات الإطفاء التابعة للقوات المسلحة ويلجأ إلى السلالم الهيدروليكية لهبوط رجال الدفاع المدنى من أعلى الكبورى إلى وسط السوق، حيث تشتعل النيران بكثافة.
وفى الخامسة والنصف صباحاً بدأ أصحاب الأكشاك والمحال والفروشات فى الوصول إلى مكان الحادث، بعضهم حضر بعد اتصالات هاتفية من الأهالى يخبرونه فيها بأن محله دمرته النيران، وآخرون جاءوا فى الموعد المخصص لفتح الأكشاك، وفوجئوا بالكارثة، ومع محاولاتهم المشاركة فى عمليات الإطفاء وإنقاذ ما تبقى من محتويات الأكشاك، اضطرت قوات الأمن المركزى إلى فرض كردون أمنى حول المكان وحدثت بعض المشادات لتنتهى بتدخل القيادات الأمنية والسيطرة على الوضع ويهدأ الجميع فى انتظار السيطرة على النيران.
وفى السابعة صباحاً، تنجح قوات الإطفاء فى السيطرة على ألسنة اللهب وتبدأ عمليات تبريد وتقليب الأشياء المحترقة لمنع تجدد النيران أو اشتعالها مرة أخرى، واستمرت عمليات التبريد لمدة ساعتين كاملتين، ليسمح بعدها لأصحاب الأكشاك والمحال بالدخول إلى المكان لتفقد محتوياتها، وحصر خسائرهم وإنقاذ ما تبقى،
وحضر رجال المعمل الجنائى للمعاينة ورفع أى آثار تدل على أسباب الحادث، ليعثروا على السيارة التى تسببت فيه وبداخلها ٣ مجهولين تفحمت جثثهم بالكامل، ولم يتم التعرف على هويتهم، وأمرت النيابة العامة بنقل جثثهم إلى مشرحة زينهم، كما حضر مسؤولو محافظة القاهرة لحصر الخسائر والتلفيات وتدوين أسماء أصحاب المحال والأكشاك والباعة الجائلين الذين تضرروا.
فيما توقفت حركة السير لساعات طويلة فوق كوبرى التونسى واحتشدت السيارات فى جميع الشوارع التى تؤدى إليه، وأصيب طريق الأوتوستراد بـ«شلل تام» فى الحركة، حتى الحادية عشرة صباحاً، وأخيراً سمح للسيارات الملاكى بالعبور فوق الكوبرى على فترات متباعدة، نظراً لما أصابه من أضرار، ومنع مرور سيارات الميكروباص والنقل خوفاً من انهياره.