بين الإسلام والمسيحية ود كبير، فعندما انهزمت الروم من الفرس حزن النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ذلك أن الروم أهل كتاب مثلهم، والفرس أهل وثنية وخفف عنهم هذا الحزن القرآن الكريم عندما نزل قوله تعالى: «غلبت الروم فى أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون فى بضع سنين»، وسرعان ما تحقق وعد الله فانتصر الروم على الفرس ففرح المسلمون.
ووصف النبى صلى الله عليه وسلم النجاشى لأصحابه عندما أمرهم بالهجرة الأولى «أنه لا يُظلم عنده أحد»، وكان النجاشى مسيحيا قبل دخوله الإسلام.
وذكرت كتب السير أنه صلى الله عليه وسلم سمح لوفد نصارى نجران بالصلاة فى المسجد ولم يجد فى ذلك حرجا، وقول الله تعالى: «وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم» وافترض الإسلام حسن الظن بهم كما جاء فى سورة آل عمران «ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك»، «ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى».
وتألق فقهاء الإسلام إذ جعلوا الخمر والخنزير بالنسبة لغير المسلمين مالا موقوتا لا يجوز إتلافه وله حرمته بالنسبة لهم.
لا يوجد فى نصوص الكتاب الكريم والسنة المطهرة أو فى أقوال العلماء الثقات ما يمنع الود والحب لغير المسلمين ماداموا لم يعتدوا، فما بالنا بإخوة لنا فى الوطن والمعيشة.
ألا فلينتبه شباب الأمة مما يفرح الأعداء ولنثبت للعالم عبقرية مصر، وأن عجائب الدنيا ثامنها تعانق الهلال مع الصليب، والحضارة المصرية قائمة على المحبة.
فلنصل فى المساجد والكنائس أن يحفظ الله لنا هذه الوحدة الوطنية. يقول المسيح عليه السلام فى موعظة الجبل:
«احذروا الأنبياء الدجالين الذين يأتون إليكم لابسين ثياب الحملان ولكنهم من الداخل ذئاب خاطفة، تعرفونهم من ثمارهم، يجنى من الشوك عنبا أو من العليق تينا».