المؤرخ المسلم لسان الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن سعيد بن الخطيب - (لوشة، رجب 713 هـ/1313م - فاس، 776 هـ/ 1374م) درس الأدب الطب والفلسفة في جامعة القرويين بفاس. قضّى معظم حياته في غرناطة في خدمة بلاط بني نصر وعرف بذي الوزارتين: الأدب والسيف.
حياته
انتقلت أسرته من قرطبة إلى طليطلة بعد وقعة الربض أيام الحكم الأول، ثم رجعت إلى مدينة لوشة واستقرت بها. وبعد ولادة لسان الدين في رجب سنة 713 هـ انتقلت العائلة إلى غرناطة حيث دخل والده في خدمة السلطان أبي الحجاج يوسف، وفي غرناطة درس لسان الدين الطب والفلسفة والشريعة والأدب. ولما قتل والده سنة 741 هـ في معركة طريف كان مترجماً في الثامنة والعشرين، فحل مكان أبيه في أمانة السر للوزير أبي الحسن بن الجيّاب. ثم توفي هذا الأخير بالطاعون الجارف فتولى لسان الدين منصب الوزارة سنة 733 هـ. ولما قتل أبو الحجاج يوسف بن إسماعيل سنة 755 هـ وانتقل الملك إلى ولده الغني بالله محمد استمر الحاجب رضوان في رئاسة الوزارة وبقي ابن الخطيب وزيرا ثم وقعت الفتنة في رمضان من سنة 760 هـ، فقتل الحاجب رضوان وأقصي الغني بالله الذي انتقل إلى المغرب الأقصى وتبعه ابن الخطيب وبعد عامين استعاد الغني بالله الملك وأعاد ابن الخطيب إلى منصبه. ولكن الحسّاد، وفي طليعتهم ابن زمرك، أوقعوا بين الملك وابن الخطيب الذي هرب إلى فاس حيث دخل في طاعة السلطان المريني لكن ومع ذلك ظل ابن الخطيب مطاردا من طرف خصومه الأندلسيين الذين أوقعوا بينه وبين سلطان المغرب حيث تمّت محاكمته وتمّ احراق كتبه في فاس، واتّهم بالزندقة فزجه هذا الأخير في السجن ومات قتلا، حيث توفي خنقا في سجن فاس، ودفن بروضة أبي الجنود خارج أسوار فاس سنة 1374م 776 هـ.
تعرّف على العديد من عظماء ومشاهير عصره، وكانت له علاقة مميّزة مع ابن خلدون الذي التقى به في فاس ثم في غرناطة. ولما تعكّر صفو العلاقة بين السلطان محمد الخامس وابن خلدون وانتهى الأمر بابن خلدون إلى ترك غرناطة بقيت علاقة الصداقة متينة بين العلاّمة وابن الخطيب إلى آخر أيامه.
مؤلفاته
ترك ابن الخطيب آثاراً متعددة تناول فيها الأدب، والتاريخ، والجغرافيا، والرحلات، والشريعة، والأخلاق، والسياسة والطب، والبيزرة، والموسيقى، والنبات. ومن مؤلفاته المعروفة:
اللمحة البدرية في الدولة النصرية.
الإحاطة في أخبار غرناطة.
أعمال الأعلام فيمن بويع قبل الاحتلام من ملوك الإسلام
أوصاف الناس في التواريخ والصلات.
كناسة الدكان بعد انتقال السكان.
معاير الاختيار في معاهد الاعتبار.
مشاهدات لسان الدين بن الخطيب في المغرب والأندلس
مفاخرات مالقة وسلا
تحفة الكتاب ونجعة المنتاب.
وغيرها من المؤلفات التي تبلغ حوالي 60 مؤلف بين مطبوع ومخطوط ومفقود.
مهامه
وليّ مناصب سياسية عديدة وعرف بذي الوزارتين: الأدب والسيف.
كان وزيراً لدي محمد الخامس بن الأحمر سلطان غرناطة حيث التقيا عندما كان الأخير لاجئاً عند السلطان يعقوب بن عبد الحق المرينى
شارك في حملة المرينيين لاستعادة كل من غرناطة واشبيلية وأرسل إلى أبو يحيى الحفصي سلطان تونس يصف له انتصارات الحملة.
كان صديقاً مقرباً ل عبد الرحمن بن خلدون وقام بالتوسط له لدى أبو عنان المريني سلطان فاس ليخرجه من السجن ثم قدمه لمحمد الخامس بن الأحمر. ] وفاته
لقب لسان الدين بن الخطيب بذي الميتتين لأنه أثناء محاكمته بتهمة الزندقة وسلوك مذهب الفلاسفة في عام 1374، دس له بعض الأوغاد فدخلوا عليه السجن ليلا فخنقوه فدفن نصف دفنة أي لم يدفن كاملا. أصبح من الغد على شفير قبره طريحا. فجمعت له أعواد وأضرمت عليه النار فأعيد إلى قبره.