توفى، أمس، المرجع الشيعى اللبنانى محمد حسين فضل الله، إثر نزيف داخلى حاد تعرض له، قبل أيام. وأعلنت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية أن «فضل الله ٧٥ عاماً» الذى دخل المستشفى، يوم الجمعة الماضى، وافته المنية بعد أن فشل الأطباء فى إيقاف النزيف الحاد الذى أصيب به. ويعانى الفقيد، منذ سنوات، من الإصابة بمرض السكرى، وارتفاع فى ضغط الدم، إلا أنه ليس من المعروف بعد سبب النزيف الداخلى المفاجئ.
ويحظى «فضل الله» بشعبية واسعة بين المسلمين الشيعة وسرعان ما امتدت شعبيته إلى دول آسيا الوسطى والخليج. كان يعتبر المرشد الروحى لحزب الله اللبنانى فى السنوات الأولى بعد تأسيسه عام ١٩٨٢، وكان أيضا من المؤيدين للثورة الإسلامية فى إيران. وفيما يتعلق بالوضع فى الشرق الأوسط فقد كان من أشد المنتقدين لسياسة الولايات المتحدة ولاسيما تحالفها مع إسرائيل.
أما عن آرائه الدينية، فقد كان معروفا بالانفتاح على التيارات الدينية الأخرى ويشتهر فى الأوساط الدينية الشيعية بالاعتدال فى وجهات نظره الاجتماعية، خاصة بشأن النساء. وتتميز فتاواه وأفكاره بمناقشة المسلمات، خصوصا فى الفكر الشيعى، مما أدى إلى معارضة قوية من بعض المراجع الشيعية وصلت إلى أن البعض لا يقرون له بالمرجعية، ويعتبرونه «ضالاً ومضلاً»، كما تعرض لعدة محاولات اغتيال.
ومن آرائه التى أثارت جدلا فى الأوساط الشيعية فتواه التى تحظر على الشيعة عادة ضرب الرؤوس بآلات حادة أثناء مراسم عاشوراء، إحياء لمقتل الإمام الحسين، وإنكاره قضية كسر ضلع السيد فاطمة الزهراء. فهناك رواية يؤمن بها أغلب المراجع الشيعية بأن سيدنا عمر بن الخطاب ضرب السيدة فاطمة الزهراء وكسر لها ضلعها خلال مبايعته بالخلافة وهى رواية تنفيها كتب السيرة للسنة.
ويرى «فضل الله» أنه فى ظل وضوح الرؤية لدى الفقيه ليس هناك مبرر له فى الاحتياط وقد أفتى بطهارة كل إنسان وبجواز تقليد «غير الأعلم» وباعتماد علم الفلك والأرصاد فى إثبات الشهور القمرية.
وولد «فضل الله» بمدينة «النجف» العراقية عام ١٩٣٥، قبل أن ينتقل للإقامة فى لبنان عام ١٩٦٦، وبعد انتقاله إلى لبنان قبل ٤٤ عاماً، أسس «حوزة المعهد الشرعى الإسلامى»، كما حصل على لقب «آية الله العظمى»، وهو لقب يطلق على كل من يحصل على درجة «الاجتهاد» فى «الفقه الشيعى»، وقد جمع فتاواه فى كتاب «فقه الشريعة» المكون من ثلاثة أجزاء.
ولفضل الله العديد من المؤلفات بينها ٨ كتب فقهية و١٦ كتابا إسلاميا و١٦ محاضرة و٥ كتب فى شرح القرآن الكريم و٥ كتب أدعية و٨ كتب تتناول سيرة أهل البيت و٤ كتب اجتماعية و٣ دواوين شعر وعشرة كتب جمع فيها فتاواه. وأسس «فضل الله» ٦ مدارس و٣ معاهد للتعليم الفنى والتربوى والصحى و٤ مبرات خيرية وقفية و٣ مستشفيات ومركزا صحيا و٣ مراكز لرعاية ذوى الاحتياجات الخاصة ومركزين ثقافيين دينيين.