الحقيقه

انطلقت يوما أبحث عن الحقيقة
فقلت من أين أبدأ ....فليس للحقيقة طرق تؤدي لها كما روما
تدحرجت خارج بيتي ليلا إلى خلوتي المعتادة
جلست أتأمل بين آفاق الكون العجيب...لعلي أراها مختبئة بين ثنايا قطعه
فلم أجد إلا كونا بدع خالقه في تصميمه فلم يترك لبسا بين جنباته
فهمت أن الحقيقة لن تكون في داك الكون الجميل
بل الحقيقة فينا نحن البشر..وجب علينا البحث عنها بين أحضاننا
فعدت خائبا أعد الخطوات لسريري بعد أن أعياني التفكير
الساعة الحادية عشر ليلا و سبع و أربعون دقيقة ...
وضعت رأسي على وسادة أحسست بأنينها من ثقل رأسي...
فتسمرت عيوني في سقف غرفتي التي حفظت جنباتها
غفت عيني فاستفقت بعدها على نداء ....بحثت عن مصدر الصوت
التفت لجنبات غرفتي ...فلمحت امرأة جميلة فاتنة فتأملت للحظات بها (النظرة الأولى لي طبعا.................)
فقلت لها ويحكي من أين دخلتي و كيف تعرفين أسمي .....
استعدت بالله من الشيطان ثلاثا و هممت بإخراجها قولا و عيني في الأرض خوفا من فتنة قد تقع بي، فأخرجتها من منزلي
أغلقت الباب حامدا ربي أني لم انزلق مع شهواتي
ما إن التفت للزاوية المقابلة لسريري حتى وجدتها قد عادت
ففهمت أنها ليست من البشر.....تركتها وحدها وعدت للنوم
ما إن غفت عيني حتى نادتني مرة أخرى
فقلت ما بك يا من لا أعرفك..مادا تريدين مني...
قالت و المكر يغمرها ...وجدتك حائرا مند قليل باحثا عن الحقيقة
فرق قلبي عليك و أردت إعانتك في إيجادها............
فقلت لو أنكي علمتي الحقيقة ما كنتي هنا بجنبي ..............
و ما كنتي هنا قائلة اياها لي....................
تبسمت ناظرة إلي فقالت و هل تعرفني من أكون........
فقلت مجيبا و ما يعنيني فأنت ها هنا وإنا منتظرون تقديم نفسك لنا
فقالت ...أنا الحقيقة المصاحبة لك و إني ولدت معك أو قد أولد بعد حين
و إني اتأتر بما تتأثر و أني أنمو كما تنمو
و لك أن تجعلني على أي هيئة تحب
و إن لكل إنسان حقيقته التي يعرفها بمنطقه الخاص
فكلما تغير منطقه و نظرته للحياة ، تغيرت معه
و إني بأوجه مختلفة تختلف باختلاف المجتمع و لست الوحيدة هنا
فتشكلت في حينها توائم كل بأوصافها الخاصة
فتكلمت كل واحدة عن خصوصياتها و لما هي بداك الشكل فلم أفهم قولا لهن .
أغمضت عيني و الدهشة لا تفارقني .
فقررت معرفة ماهية كل حقيقة على حدى.
الساعة الحادية عشر ليلا و ثمان و أربعون دقيقة
فتحتت عيني و العرق يتصبب مني .
..
........
.................
................................
نزلت عن السرير و كلي هم ...كيف أتعرف على كل تلك الحقائق
كل و مكان تواجدها ....جلست جلسة القرفصاء التي أحبها رغم آلام الركبة
فكرت قليلا ثم طرحت فكرة، على كل تلك الحقائق بأن تعرفني على نفسها
فقبلن الفكرة ......
فقامت الأولى فقالت أنا حقيقة نصفكم الضائع.... السليبة المحتلة
تعالى لترى معي و لتفهم الحقيقة.........
تحول ديكور غرفتي كليا كأننا في عالم ثلاثي الأبعاد
كأنها حارتنا التي تتضمن 22 منزلا كلها متقابلة مع بعضها
و أمام كل منزل يتواجد قط وحيد
فإذا بشخص قوي حامل كيسا، ولج الحارة و بدأ يعدو فيها وراء القطط
فمرة يضرب واحدا و مرة يفلت الآخر بجلد ...و ها قد أقض مضجعهم
فمنهم من يعود لمكانه بشجاعة و منهم من يتوارى عن الأنضار حتى إدا
ابتعد الرجل قليلا عادوا كلهم و أطلقوا عوائهم المزعج ....
لكن كأن الرجل نسي شيئا ....فتح الكيس و أخدا قطا سمينا و وضعه في مكان كان قد تركه قط خوفا على نفسه ....أخد مكانا و إستراح ....
رحل الرجل عن الحارة و ترك قطه ...........
ما إن إبتعد كثيرا حتى بدأت حرب هوجاء بين القطط فهم لم يعتادوا عليه .......
و بقي الحال على ما هو فهناك قطط تقاتله و أخرى لا تبالي .........
.
.
...
فقلت لها ربما أنت من تختارين هته المناظر
خداعا لي و إستغلالا لضعفي
ربما تلك حقيقتك أنت الخاصة بك
ربما أنت وهم تريدن إقناعي بما أرى
لكن عودا للوراء .............
من سمح للرجل القوي بالدخول ..............
من سمح للرجل بمهاجمة الحارة قبل القطط
و لكن من أنشأ هته الدور على هته الشاكلة
ما إن إنتهيت من كلامي حتى ظهرت أمامي فاتنة منهن
تريد الإستطراد تبريرا للحقيقة توأمها مما إقترفت من مغالطات
.
.
.و لكن ...
كيف قبلت -عن نفسي-بأن تفهمني هته المخلوقات حقيقة الحقيقة!!!!!
.
.
.
إبتسمت و قهقرة علت ..........
و هممت بالحديث ........بعد أن تغير الديكور كليا..لنعود لغرفتي
وقلت لهن ....
يكفيكن استهتارا فمهما قلتن فأنتن لستن سوى وهم
ظهرتم في حالة ضعفي ...أو أن الغير أرسلكم لي خصيصا
لتفهموني أشياءا لبست علي مند سنوات..........
فطبيعتي و طبيعة أي إنسان الأنجراف وراء الأوهام ....
فما علمت يوما أن الحقيقة تعرض خدماتها على الإنسان إلا إدا كانت أوهاما
فالأوهام أول الأشياء ولوجا للعاقل الباطن ............
و أوللها تصديقا من منطق العقل .............
أرتكبتي أكبر خطأ في وجودك المنعدم ...........
لكنكي أفهمتني عديد الأمور ............
.
.
.
..........
إقتربت من سريري ...فرحا بانتصاري الوهمي
أرتفعت عاليا لأرتمي على سريري و عيناي مغمضيتين
قتدكرت -و أنا معلق في لهواء-.....أني لم أبحث في الحقيقة الأولى و الاخيرة
هل أنا حي.......أم ميت ............فأنقلبت مشاهد الغرفة أمامي
ظهر أمامي رجلان ....واحد عرف نفسه على أنه الأنا الميت...و الآخر نقيضه الحي
فتكلم الأول فقال .....
ربما قد ولدت و لكن هل فعلا يوم صرخت سمعوك ..او فهموا معنى بكائك
فقلت عادي داك صراخ إعلان عن القدوم للحياة ...و به عرفوني إن كنت حيا أم ميتا
فإن لم أصرخ فأنا ميت لا محالة ......... حينها فهمت ....أن الصراخ لا يعني ما عنيت به
فالصراخ كان احتجاجا عن سلب وضع و تغييره بغيره .....أحتجاج على القمع الدي مورس
أبدلوه مكانا كان ينعم فيه بالراحة ..لا هم و لا كرب ....لا حر و لا قر ....فيه
ثاروا عليه و أخرجوه عنوة بعد التسع أو قبلا..فكيف لا يحتج ...بكاءا...فهو لا يدري سبيلا غيره
تدخل الثاني فقال ........
لو أن لنا كيسا ضيقا و آخر متسع فضفاض....به ما تريد و تَعُد......فما تختار
قلت لو لنا في الثاني صلاحا ..فبه نبدأ....و به المعاش.....
فقال أو لو نظرنا للدنيا بما فيها مما طاب لنا ..فهي أحلى من ضيق الحال
فقلت ...لكن ....لكن ليست المسرات فيها دائمة ....فكيف الهناء فيها
فقال ....الشيئ الكامل في حياة البشر غير دائم ....فكدالك الدنيا(-و الكمال لله وحده و المستثنى من حديثي -)
كانت كاملة خَلْقََا من خالقها .....و أفعال مكونات الدنيا تؤثر فيها
و لو كنا أمواتا لما كانت الدنيا و الأرض معها .....تحت خلافتنا نحن البشر
أختفوا فجأة و تركوني وحدي أقلب ما قالوا ..........
فانتهيت لخلاصة أننا مهما وجدنا نتائج منطقية فسنجد نقيضها و هي أيضا منطقية
فالنتيجة المطلقة لا محل لها في بحثي عن الحقيقة
لكن يبقى أن ما أصل اليه تشاركات لمفهومين متناقضين لبناء واحد بنيوي مفيد
فأنا لست ميتا ميتا و لا حيا حيا
فأفعالي تحكم علي .......أ ميت ..........ام حي
.
.
.
تدكرت أن تحتي سرير خشبي أخاف أن أكسره فلا يصلح...لكن قضي الأمر
.
.
.
كسر....كسر...... ..........كيف لم أفكر من قبل في هدا
نعم بالطبع كل شيئ قابل لللكسر ...فليس هناك قواعد ثابثة دائما
فعلى مر التاريخ وضع الإنسان قواعد يبني عليها بيته..حياته..مجتمعه...أسرته...نفسه
و غالبا ما تكون هته القواعد مطروحة من الغير
يتبعها من غير نقد ....او تفكير حر....
و بعض لوقت من حياته الضائعة كافية لفهم أن بعض القواعد
لم تكون لازمة في حياته ...او أن بعضها كان خاطئا
فالقواعد المتبعة يلزمها تمحيص دائم و تفكر عميق فيها
فجل القواعد لها ما ينفيها ...........أو يكسرها
فلقرون ظن الناس أن العالم مسطح....فأتى من نفى و كسر هته القاعدة
و لقرون ظن الناس أنهم لن يتجاوزوا عتبة العشر ثواني في المئة متر
فأتى من حطم هاته القاعدة تحطيما
فالقواعد لا تتبت دائما و تتغير بتغير الزمان و المكان
فكلما كانت قواعدنا- المتبعة من غير تعديل -مستوحاة من منبع واحد
كلما كانت نسبة الفشل -الكسر-أكبر ...في أي مجال اتبعنا فيه هته القواعد
فطبيعة الإنسان إبداعية لما ميزنا الله بها
فإنشتاين أخد بالقاعدة فعدل عليها عديد الأمور ..فكانت النسبية
و اليوم نرى من كسر قوعده .....فبين لنا 11 بعدا جديدا
فلم تكن هناك قاعدة مطلقة ....يتبعها الكل فتنجح تطبيقا
حقيقة أحببتها فل أجد نفسي قد طبقتها
فعدت لنفسي لألومها بأن اتبعت طريقا واحدا في البحث عن الحقيقة
.
فكان ما سيكون ............
.
.
.
يتبع .................
منقوووووووووووووووووووووووووووول