ما المقصود بإدارة الذات؟
بجيبك عن ذلك الخبراء فيقولون:
إدارة الذات هي:
قدرة الفرد على توجيه مشاعره وأفكارهوإمكانياته نحو
الأهداف التي يصبو إلى تحقيقها، فالذات إذن هي ما يملكهالشخص من مشاعر
وأفكار وإمكانات وقدرات، وإداراتها تعني استغلال ذلك كلهالاستغلال
الأمثل في تحقيق الأهداف والآمال، وهذه القدرات فيها ما هو موجودفيك بالفعل، ومنها ما تحتاج أن تكتسبه بالممارسة
والمران لفنون الكفاءةوالفاعلية والتي منها:
كيف تحدد أهدافك؟
كيف تنظم وقتك؟
كيف تسيطر على ذاتك؟
كيف تكتسب الثقة بنفسك؟
كيف نقتن فن التركيز؟
كيف تفكر بطريقة صحيحة؟
كيف تتخذ قراراك؟
كيف تقوي ذاكرتك؟
كيف تحافظ على صحتك؟
كيف تكسب الآخرين وتقيم معهم علاقات ناجحة؟
كيف تفهم الشخصيات؟
كيف تدير عملك؟
كيف تدير اجتماعاتك؟
كيف تتعامل مع المشكلات؟
كيف ترفع إنتاجيتك؟
كيف تتقن فن التفاوض؟
كيف تخطط لعملك؟
كيف تطور عملك وتضع له رؤية مستقبلية؟
وغير ذلك من فنون إدارة الذات مما سنلتقي معه إن شاء الله على تلك
الصفحات.
صناعة الذات قبل إدارتها:
وها هنا تبرز مشكلة ضخمة عند كثيرممن بدئوا
مراراً في السير على درب إدارة الذات، وكلما حاولوا ممارسة بعضفنونها عادوا القهقرى بعد أن لم يظفروا بنتيجة
ملموسة مع نفوسهم، إنه منالسهل جدًا على سبيل
المثال أن أقول لك: إذا أردت أن تنظم يومك فعليك في كلصباح أن تدون
أعمالك ومهماتك في ورقة، ثم توزع أوقات يومك على تلكالواجبات،
وكلما أنجزت عملاً منها فقم بإسقاطه من تلك الورقة .. إلخ.
وكلنا حاولنا هذا من قبل وفشلنا في الاستمرار عليه بل تحقيقه لمرة
واحدة فقط وقس على ذلك في سائر فنون الفاعلية وإدارة الذات.
إن تحليل هذه الظاهرة لهو من الأهميةبمكان، إذ عليه
تتوقف بداية الانطلاقة السليمة في سبيل الحصول على الشخصيةالإدارية الفعالة، وفي تقديري أن ذلك يرجع أساسًا
إلى معوقات وسلبياتمتأصلة في نفوسنا، أفرزتها
تربية مجتمعاتنا بعدما كشفت عنها شمس الإسلام،وإلا فلو ترك
الإنسان لينمو ويترعرع على فطرته لغدا شخصية سوية فعاله،قادرًا على
إدارة ذاته وتحقيق أهدافه، ولعل هذا بعض ما نستنتجه من إشارةنبينا صلى الله عليه وسلم :
'كل مولود يولد
على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه'.
ويؤيد علماء النفس ذلك فيقولون:
إن كل إنسان يولد وفي تكوينه بذورالنبوغ
والعبقرية، والكفاءة والفاعلية، ويتوقف نمو هذه البذور أو موتها علىنوع التربية والرعاية التي يتلقاها الإنسان من
أسرته وبيئته ومجتمعه.
ونلخص مما سبق أن حل هذه المشكلةيكمن أولاً في
أن نعيد تلك النفوس إلى فطرتها ونزيح عنها ركام سنين منالصياغة
السلبية التي تملأ طريقها نحو الإنجاز والفاعلية بالعوائقوالعراقيل، وإلا فكيف نتقن فنون إدارة الذات ونحن أصلاً
نفتقر إلى تلكالذات السوية، القادرة على
تشرب تلك الفنون، ولهذا فلا بد أولاً من أن نرفعهذا الشعار: 'صياغة الذات
قبل إدارتها.
سبع خضر وأخر يابسات:
ولقد توصل أهل الاختصاص إلى عاداتسبع تمثل
المبادئ الأساسية للنجاح والفاعلية، إذا استطاع الفرد أن يكتسبهافإنه يخلع بإزائها من نفسه سبع عادات سلبية تمثل في
مجموعها المعوقاتالأساسية التي تعيق سيره
في طريق الحصول على الشخصية الفعالة القادرة علىإدارة ذاتها
وتحقيق أهدافها.
منظومة النجاح والفاعلية
1.
كن إيجابيًا وخذ بزمام المبادرة
2.
ابدأ وأهدافك واضحة لك
3.
رتب أولوياتك وقدم الأهم فالمهم
4.
فكر في المنفعة المشتركة لجميع الأطراف
5.
حاول أن تفهم الآخرين قبل أن تتحدث إليهم
6.
اعمل للمجموع وتعاون مع الآخرين
7.
جدد قدراتك باستمرار
منظومة الفشل والسلبية
1.
كن سلبيًا متواكلاً عديم الشعور بالمسئولية
2.
قم بأعمال كثيرة لا تدري لها هدفًا
3.
كن فوضويًا واعمل ما تشاء وقتما يحلو لك
4.
كن أنانيًا يهمه أن يكسب ولو خسر الآخرون
5.
لا يهم أن تفهمهم بل المهم أن يسمعوك
6.
اعمل لنفسك لا مع الآخرين
7.
ارضَ بواقعك ولا تحاول أبدًا أن ترتقي بنفسك
هم وأنا ونحن:
وتقوم هذه العادات السبع على تصورواضح للشخصية
الفعالة يتمشى تمامًا مع روح الفطرة وجوهر الشريعة، فالشخصيةالناجحة هي التي قطعت مراحل النضج الثلاثة والتي
تبدأ من مرحلة الاعتمادعلى الآخرين ثم مرحلة
القدرة على الاستقلال الذاتي والاعتماد على النفس ثمنصل إلى قمة هرم
النضج وهي مرحلة التعاون والتكامل مع الآخرين، ولنضرب هذاالمثال ليوضح ذاك المقال:
تأمل معنا واقع شباب الصحوة ممن يوصفون بأنهم أرباب الالتزام، كيف
يتصرفون حيال قضية العمل لهذا الدين؟
كثير منهم لا يحمل القضية ويظن أنالدعوة أو حتى
بناء نفسه وتربيتها هي مسئولية غيره ممن كان من الدعاةوالعلماء، وهذا
هو العاجز الذي 'أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني' ومازال يعيش
أسير مرحلة 'هم'.
وصنف ثان قطع أولى مراحل النضج،وأدرك أن {كُلُّ
نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ} [المدثر:38] {وَلاتَزِرُ
وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الأنعام:164] وأنه يمكن أن يقوم بنفسهبدور يعتمد فيه على ذاته في نصرة هذا الدين، ولكنه
ما زال في دائرة 'أنا' ولما يصل بعد إلى ما وصل إليه الصنف الثالث ممن
اعتمدوا على ذواتهموقدراتهم في واجب الدعوة،
ولكنهم أدركوا مع ذلك أن هناك أعمالاً يتطلبهاالأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر لا يتم إلا من خلال عمل جماعي قوامهالتعاون
والتعاضد والتكامل، فاكتمل نضجهم لما امتثلوا {وَتَعَاوَنُوا عَلَىالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى
الإثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة:2] ووصلوا سالمين إلى نهاية رحلة النضج بعد
أن استقروا في مرحلة 'نحن'.
ما لا يُدرك كله لا يُترك جُلُّه:
وهذه العادات أيها الهمام لا يؤخذ كلمنها على حدة،
بل هي منظومة متكاملة تتفاعل مع بعضها البعض لتضبط عجلاتقطار ذاتك على
قضبان الكفاءة والفاعلية، وترتقي بك عبر مراحل النضجالثلاثة،
فالعادات الثلاثة الأولى تصنع منك شخصية قادرة على الاستقلالالذاتي والاعتماد على النفس من 'هم' إلى 'أنا' والعادات
الثلاثة التاليةتجعل منك شخصًا قادرًا على
التعاون والتعاضد مع الآخرين من 'أنا' إلى 'نحن', ثم
العادة السابعة وهي الشحذ المستمر للقدرات الذاتية تمثل الإطارالعام الذي يجمع كل العادات السابقة، فكلما زادت
قدراتك الذهنية والبدنية،والروحية والاجتماعية كلما
وصلت إلى مستوى أعلم وارفع في ممارستك لبقيةالعادات السبع،
لذلك أيها الحبيب فاعلم أن أي خلل في تحصيل أحد أركان هذهالمنظومة السباعية سوف يؤثر بالضرورة على بقية
الأركان، ولعله يضعف إلى حدبعيد من الثمرة المرجوة
منها.
نهاية البداية:
ولعلك الآن يا صاحبي قد أدركت تفاصيلرحلتنا
المباركة في درب إدارة الذات، فلا بد أولاً أن نبدأ بإعادة صياغةذواتنا وفق مبادئ الإنجاز والفاعلية ثم نرتاد بعد
ذلك فنون إدارة الذاتلنزيد من كفاءتنا وفاعليتنا.
فإن صح منك العزم أيها الهمام علىالسير برفقتنا،
فدونك الميدان، أثر نقعه، وتوسط جمعه, وأعلن أن ثمن السيادةهجر الوسادة, وأن منازل الكرام لا تنبغي لأهل
المنام، واتبع سيرة سيد أولىالعزم من الرسل لما تحمَّل
االأمانة فدعي إلى الراحة، فقابلها بشعار: 'مضىعهد النوم يا
خديجة' واسمع لتلك الفائدة من فوائد ابن القيم ينبيك فيهاأنه: 'وإنما يقطع السفر ويصل المسافر بلزوم الجادة
وسير الليل، فإذا حادالمسافر عن الطريق ونام
الليل كله فمتى يصل إلى مقصده؟!'.
يجب علي كل شخص منا ان يصادق نفسه ليعرف ما هي انطباعاتها حتي يستطيع
ان يديرها بطريقه فعاله معها.
فيجب عندما يصادق ذاته يتعرف علي عيوبها قبل مميزاتها حتي يستطيع ان يتخطي
هذه العيوب قبل تنميته لمميزاته.
وأسفه جدا علي طول الموضوع بس كان لازم نتكلم في الموضوع ده والموضوع اصلا
طويل
ارجوا أن الموضوع يعجبكم وتستفادوا
منه