سؤال يطرح نفسه، هل المواطن المصرى يفضل أن يطالب بحقوقه وحرياته، أم أنه يفضل الانشغال بالبحث عن رزقه وقوت يومه؟، سألت هذا السؤال لأناس كثيرون ممن أخالطهم فى الحياة اليومية، "يا عم الحاج أيهما تفضل أن تطالب وتنعم بحرية رأى وفكر وعقيدة، أم أنك تفضل أن تكون منشغلاً بقوت العيال، وتترك هذا الأمر للمهتمين بالسياسة وحقوق الإنسان؟" انقسم المجيبون إلى ثلاثة نماذج:
الأول قال، "يا بنى اعمل معروف خلينا نربى العيال" وهذا النموذج هو أبى وأبوك الذين اقتطف الكفاح من أجل لقمة العيش أعمارهم وصحتهم، وهناك نموذج آخر كانت إجابته مختلفة، تجده يجيبك وبجرأة يحسد عليها قائلاً، "طبعاً الديمقراطية" وأن أمارس حرية الفكر والرأى والعقيدة، ويا محلاها عيشة الحرية، ولكن هذا النموذج تجد قوله غير فعله، فتجده لا يمارس أى نشاط سياسى وإذا رأى رجل شرطة يمر بجانبه وأنت تحدثه عن السياسة يخفض صوته ويقول لك "خلى بالك".
والنموذج الأخير هو الذى نريده من كل مواطن، تجده مهموماً بالصالح العام، تجده يقف فى وقفة احتجاجية من أجل خالد سعيد، أو لمساندة البرادعى، وتراه عينيك مستيقظ مبكراً للذهاب إلى العمل، فهو يعلم أن الحياة الاقتصادية الكريمة "لقمة العيش" لا يمكن أن تأتى إلا فى ظل مناخ حر وديمقراطى شفاف ونزيه.
أو من منظور آخر، إن المواطن لن يهنأ "بلقمة عيشه" وبحياته الاجتماعية والاقتصادية إلا إذا كان يتمتع بكامل حقوقه وحرياته، فما الفائدة من "لقمة عيش" متاحة له وهو يخشى من اعتقال الشرطة له فى ظل قانون طوارئ ظالم، وما الفائدة من أن يدلى بصوته وهو يعلم أن صوته لن يقدم ولن يؤخر، لأن الانتخابات يتم تزويرها.
فى النهاية، هذا ما توصلت إليه، وقمت بالبحث عنه بين ثنايا المواطن المصرى، ويبقى سؤالى لك أنت أيهما تفضل، الديمقراطية أم لقمة العيش؟.