رقم العضوية : 74النوع : الدولة : عدد المساهمات : 2577نقاط المكتسبه : 34315التقييم : 69المزاج : الحمد للهالأوسمة :
موضوع: قصة «البقال» الباكستانى الذى خدع أمريكا وبريطانيا الأربعاء ديسمبر 08, 2010 11:31 pm
دخل القصر الرئاسى لكرزاى وخدع حلف الناتو فوضعوا الطائرات والأموال تحت تصرفه
الواقع الذى تعيشه المخابرات الأمريكية هذه الأيام فى أفغانستان، يكشف أنها خسرت كثيرا من المعارك الاستخباراتية لعدم معرفتها وداريتها بالواقع الأفغانى.
ومن أشهر قصص فشل الـ«سى آى إيه» التى جرت وقائعها منذ أيام، قصة البقال الباكستانى الذى استطاع خداع أقوى أجهزة الاستخبارات فى العالم بحصوله على آلاف الدولارات منهم لقبول التفاوض مع زعماء الحكومة الأفغانية، وقادة الجيش الأمريكى وقوات الناتو، فى مباحثات سرية لإنهاء الحرب، على أنه أحد زعماء حركة طالبان، ليصدمهم فى النهاية بأنه لم يكن سوى بقال بسيط يمتلك دكانا صغيرا بإحدى القرى الباكستانية.
فضيحة البقال الباكستانى ليست سوى واحدة من قصص الفشل الاستخباراتى للـ«سى آى إيه» وحلفائها، وهو ما كشفت عنه وثائق موقع ويكليكس.
كانت تقارير استخباراتية أمريكية قد رجحت أن الرجل أحد عناصر حركة طالبان بالفعل، وقدمته على أنه الملا أخطر محمد منصور، أحد أبرز قادة الحركة، الذى لولا وجوده «الوهمى» على طاولة المفاوضات لم تكن لتتم من الأساس، وذلك بهدف جس نبض الحكومة الأفغانية برئاسة حامد كرزاى والقوات الغربية المتواجدة فى أفغانستان بقيادة الولايات المتحدة وحلف الناتو ونواياها فيما يتعلق بالحركة وإنهاء الحرب.
«لم يكن هو»، هكذا أكد دبلوماسى غربى فى كابول على اطلاع وثيق بمجرى المفاوضات، مضيفا «ولقد منحناه الكثير من الأموال».
ومن جانبهم، أكد المسؤولون الأمريكيون أنهم تيقنوا أن هذا الرجل الأفغانى ليس «منصور»، ولا ينتمى حتى لصفوف زعماء الحركة.
وقال المسؤولون الأمريكيون ومسؤولو حلف الناتو إنهم عقدوا ثلاثة اجتماعات مع الرجل الذى جاء من باكستان، وتمكن المحتال من مقابلة الرئيس الأفغانى حامد كرزاى، بعدما صعد على متن طائرة خاصة تابعة للناتو، وسافر إلى كابول ليدخل إلى القصر الرئاسى.
وكشفت مصادر إعلامية أمريكية وبريطانية أن البريطانيين قضوا عاماً كاملاً فى تدريب ما وصفته بـ«أعظم زعيم أفغانى حتى الآن،» حتى يكون مصدراً لهم، ورغم تشكك وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية فى هوية الرجل، فإن الجنرال باتريوس صدق الخدعة، حتى أن الغرب وضع الطائرات تحت تصرفه، ودفعوا له كميات كبيرة من الأموال.
بينما أوضحت صحيفة الدايلى تليجراف البريطانية أن وحدة الاستخبارات البريطانية «MI6» دفعت له ما لا يقل عن 100 ألف دولار، إذ وصفته بأنه المفتاح الرئيسى لحل الصراعات بأفغانستان، وقد نقلته لعقد لقاءات مع مسؤولى الحكومة الأفغانية فى محاولة للتوصل إلى اتفاق بين الحكومة والمتمردين.
ووفقا للتقارير فإن الأفغانى الذى يعرف منصور الحقيقى كشف عن خطأ الاستخبارات واستطاع العودة إلى باكستان.
وسائل الإعلام الأمريكية وجدت الفرصة مرة أخرى لتوجيه صفعة للـ«سى آى إيه»، فشنت صحيفة «نيويورك تايمز» هجوما حادا على ما وصفته بانصياع المخابرات الأمريكية والأفغانية لخدعة رجل أفغانى انتحل شخصية زعيم طالبانى بارز، وجلس إلى طاولة المفاوضات مع أعضاء من الحكومة الأفغانية والمسؤولين الأمريكيين للتوصل إلى اتفاق سلام، واستنكرت فى مقال لمورين داود كيف أخفقت الولايات المتحدة فى العثور على أسامة بن لادن حتى الآن. وقالت الكاتبة إنه رغم إنفاق واشنطن مليارات الدولارات على المخابرات فى أفغانستان، فإنها فشلت فى تحديد هوية شخص استطاع بسهولة خداعها. ووصفت الكاتبة المأساة المستشرية فى أفغانستان بالمهزلة.
وجاء نفى الملا عمر، زعيم طالبان المختبئ خلف الجبال الحصينة، مشاركة حركته فى أى مفاوضات سلام لوضع حد للنزاع المستمر منذ تسع سنوات، واصفا هذه المعلومات بأنها «شائعات كاذبة» ليقضى على مزاعم أقوى جهازين للمخابرات فى العالم الـ«سى آى إيه» الأمريكية والـ«إم آى 6» البريطانية وسط تنبؤات عن إقصاء العديد من مسؤولى الاستخبارات فى الجهازين، عقب هذه الفضيحة المدوية التى شغلت وسائل الإعلام العالمية خلال الأيام الماضية.