بسم الله الرحمن الرحيم {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ *لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ}
التدين المغشوش الذي أحال الدين إلى ترنيمة موت بعد أن كان أنشودة حياة أو قصره على جزء من الحياة دون آخر أو قصره على المسجد فإذا غادر أبوابه تغيرت سلوكه فكيف ينعكس التدين في الأداء وفي التحصيل وفي القلب واللسان مع الله والخلق بأجمعهم؟ وكيف يكون التدين للحياة كما لما بعد الموت؟ ولماذا يقف بعض المتدينين عند المظاهر والقشور؟ وما هي مشكلات التدين اليوم وكيف نعالجها؟
فالتعبد ده شيء أساسي ولكن التعبد يختلف من دين لآخر، بعض الأديان تهتم بالجوانب الطقوسية وهذه العبادة وبعضها يهتم بالجوانب السلوكية، الإسلام يعتبر العبادة أمر واسع كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية العبادة كل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال فتشمل العبادة الشعائر التعبدية مثل الصلاة والصيام والحج والعمرة وإلى آخره وتشمل الأعمال الصالحة التي يصلح بها الفرد وتصلح بها الجماعة وتصلح بها الروح ويصلح بها العقل ويصلح بها الإنسان فردا ومجتمعا، فهذا العبادة ولكن العبادة على كل حال يعني إذا نظرنا إليها من ناحية الشعائر جزء من الدين يمكن كلمة التدين وكلمة الالتزام يكادان يتفقان في المفهوم لأن التدين معناها هو أن تلتزم بما أمر به الدين وما نهى عنه الدين
التدين الحقيقي هو الذي يجعل الإنسان كله لله يعني الله سبحانه وتعالى لا يحب التبعيض إنه يأخذ بعض من الإنسان والبعض للطاغوت لا الإنسان لابد أن يكون كله لله {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي}
فالله يريد العبد الذي يكون خالص له لا يشرك به أحد ولا يشرك به شيء، فهذه يعني آفة المسلمين في عصرنا الحالي هو عملية الازدواج إن الواحد نصفه مسلم ونصفه غير مسلم، نصفه للدنيا ونصفه للآخرة، مسلم يعني في المسجد وإذا خرج من المسجد أصبح شأن آخر مسلم في رمضان وإذا خرج رمضان أصبح.
اخر
فتزويق الظاهر مع خراب الباطن هو هذا هو الغش وهذا يحدث أيضا في التدين إن واحد يتظاهر بالصلاح وبالتقوى ولابس عمامة ولحية طويلة أو ثوب قصير من الأشياء التي هي من مظاهر التدين أو المبالغة حتى في التدين ولكن هذا الشخص تجده من ناحية أخرى عاق لوالديه قاطع لرحمه مسيء إلى جيرانه غاش في بيعه وتجارته غير محسن لعمله فظ غليظ القلب مع الناس قاسي على الآخرين لا يرحم ولا يسامح يعني فيه الصفات السيئة ليس فيه أخلاق المؤمن.