كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية، أن الكيان الإسرائيلي يستعد لفتح سفارة جديدة له في جنوب السودان بعد الانفصال, فيما كشفت أنباء أن حشد كبير من الخبراء الصهاينة في مختلف المجالات وصلوا إلى جوبا عاصمة الجنوب استعدادًا للسيطرة على الدولة الناشئة.
وقال معلق الشئون العربية بالصحيفة تسفي بارئيل: "إن إسرائيل تستعد إلى تطبيع العلاقات مع جنوب السودان في حال انفصاله", مؤكداً أنه "في القريب مع انفصال الجنوب وإقامة دولته المستقلة في أفريقيا سوف يكون بالفعل لإسرائيل ممثلون هناك".
وأضاف "أن التقديرات تشير إلى أن جنوب السودان سوف يصبح دولة مستقلة وصديقة مقربة إلى إسرائيل بالفعل".
وفي سياق متصل, كشف الكاتب المصري فهمي هويدي أنه وصل إلى جوبا عاصمة الجنوب حشد كبير من الخبراء الصهاينة في مختلف المجالات من الزراعة والتعدين والاقتصاد إلى الفنون والسياحة والإدارة. وقدر عددهم بنحو ألف خبير تقاطروا خلال الأسابيع الأخيرة.
كما كشف أن الكيان الإسرائيلي أقام جسرا جويا لنقل السلاح والعتاد من الأراضي المحتلة إلى بانجيه عاصمة أفريقيا الوسطى، ومنها تحمل على الشاحنات إلى جوبا, بحسب مقالته في جريدة "الشروق" المصرية.
وأشار هويدي إلى أن ذلك كان يحدث في الوقت الذي كانت تعقد فيه قمة السودان التي شارك فيها الرئيس السوداني عمر حسن البشير والرئيس المصري محمد حسني مبارك والزعيم الليبي معمر القذافي والرئيس الموريتاني محمد عبد العزيز ورئيس حكومة جنوب السودان سلفاكير ميارديت.
وكشف هويدي أيضاً أن الكيان الإسرائيلي استقبل خمسة آلاف عنصر من المتمردين في دارفور لتدريبهم عسكريًا، بعدما أقامت فصائل التمرد تحالفًا للتنسيق فيما بينها، استعدادًا للتعامل مع المرحلة التي تعقب الانفصال.
وأشار إلى أن أديس أبابا سارعت إلى إنشاء بنك إثيوبي جنوبي في جوبا، واستنفرت قواتها للتدخل لتثبيت الانفصال إذا لزم الأمر، في الوقت الذي أوفدت فيه مجموعة من المستشارين للعمل إلى جانب السلطة في الوضع المستجد.
وأوضح هويدي أنه حصل على هذه المعلومات "من مصادر على صلة بمتابعة المشهد السوداني، وهى تعني أن القادم بعد الانفصال سيكون أخطر وأبعد أثرا مما نتصور, وأنه عند الحد الأدنى- وهذا كلامهم- فإن الجنوب سيتحول إلى قاعدة عسكرية إسرائيلية".
وأشار هويدي إلى أن هذا "النموذج يراد له أن يتكرر في دارفور التي تستعد الآن للانتقال إلى تمثيل النموذج الجنوبي وتعيين مبعوث أمريكي للتعامل مع ملف دارفور إشارة واضحة إلى ذلك".
يشار إلى أن زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان التي تحكم إقليم الجنوب سلفاكير ميارديت أكد في تصريحات صحفية سابقة أنه لا يستبعد إقامة "علاقات جيدة" مع إسرائيل وفتح سفارة لها في جوبا عاصمة الإقليم، في حال اختار الجنوبيون الانفصال المقرر إجراؤه في يناير المقبل. واعتبر أن الكيان الصهيوني"هو عدوًا للفلسطينيين فقط، وليس عدوًا للجنوب".