الصوت الحر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الصوت الحر

(( نور الوطن ضيائنا .. مج ـــد الوطن طريقنا ))
 
الرئيسيةاغلاق كاملأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أشهر سجين سياسي في مصر

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
طارق المصرى
PR!NCE OF S!TE
PR!NCE OF S!TE
طارق المصرى


رقم العضوية : 74
النوع : ذكر
الدولة : أشهر سجين سياسي في مصر Eg10
عدد المساهمات : 2577
نقاط المكتسبه : 34330
التقييم : 69
المزاج : الحمد لله
الأوسمة :
أشهر سجين سياسي في مصر 10010

أشهر سجين سياسي في مصر 20010

أشهر سجين سياسي في مصر 200010

أشهر سجين سياسي في مصر Empty
مُساهمةموضوع: أشهر سجين سياسي في مصر   أشهر سجين سياسي في مصر Emptyالجمعة يناير 07, 2011 1:57 pm

أشهر سجين سياسي في مصر 36482
شهر سجين سياسي في مصر يلقبه الإسلاميون بـ«مانديلا» الحركة الإسلامية.. عبود الزمر ضابط المخابرات الحربية السابق وزعيم تنظيم الجهاد الذي خطط ونفذ أشهر عملية اغتيال سياسي في تاريخ مصر المعاصر، راح ضحيتها الرئيس أنور السادات عام 1981.

عبود تدهورت الآن حالته الصحية ووصلت إلى مرحلة متأخرة، بحسب زوجته أم الهيثم التي زارته الأسبوع الماضي في محبسه بسجن دمنهور، وقالت: «فوجئت بأنه يعانى من ارتفاع في ضغط الدم، ولديه مشكلات في القلب والكلى والكبد، فضلا عن إصابته بنزيف حاد استمر ثلاثة أيام دون أن يعرف الأطباء السبب.

وأضافت أم الهيثم أن «زوجي كثيرا ما واجه حالة صحية صعبة، لكن حالته هذه المرة هي الأصعب، وغير كل مرة وربنا يسترها».

وعلى إثر هذه الحالة المتدهورة قرر عبود أن يودع وصيته التي كتبها في النيابة العامة بصفتها الجهة الأمينة التي يمكن أن تقوم على إنفاذها.

قضى عبود الزمر حتى الآن 29 عاما في السجن تنفيذا لحكم المؤبد الذي صدر ضده عام 1981 في قضية اغتيال الرئيس المصري الراحل أنور السادات، وقضية الجهاد الكبرى.

ومنذ عام 2001 يخوض الزمر وابن عمه طارق المسجون بحكم قضائي في القضيتين ذاتيهما صراعا قانونيا شرسا مطالبين بإطلاق سراحهما استنادا إلى أنهما قضيا العقوبة الصادرة بحقهما، لكن السلطات المختصة لم تبت في طلبيهما حتى الآن.

وينتظر عبود منذ عدة سنوات أن تحدد محكمة النقض موعدا لنظر طلب إطلاقه من السجن والنظر في أسباب استبقائه رهن محبسه على الرغم من انتهاء مدة العقوبة منذ 8 سنوات.

«الشروق» تنفرد بنشر وصية عبود الزمر بعد أن تسلمتها من أسرته وتنشرها كاملة دون تصرف، مع الاحتفاظ بحق الاختلاف مع ما جاء فيها من أفكار تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط.

مقدمة بقلم (أم الهيثم) زوجة عبود الزمر

بين يديك أيها القارئ الكريم كلمة لعبود الزمر بعنوان ما قبل الخاتمة أراد فيها أن يقدم النصح ما استطاع من خلال عرض لبعض المواقف الحياتية التي عاشها سواء أخطأ فيها وأراد التصويب أو تمنى أن يفعل وفاته ذلك العمل..

وهذا كله من قبيل المصارحة مع النفس وتوجيه الشباب إلى ما ينفعهم وتحذيرا من تكرار الوقوع في مثل هذه الأشياء التي تعرض لها في مقاله والذي كتبه منذ سنوات كجزء من وصيته.. أقدمها اليوم أملا في ثواب الله تعالى وقناعة منى أن هذا يريح صدر عبود الزمر ويرفع عن كاهله مسئولية كان يخشى أن تبقى في رقبته ما لم يعلن عنها على هذا النحو.

ولقد أعطيت حق نشرها لجريدة «الشروق» لترى هذه الكلمات النور لأول مرة على صفحاتها الطيبة والله الموفق.

ما قبل الخاتمة

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله يعيش المسلم حياته طالت أم قصرت وهو يرجو ثواب الله تعالى وحسن الخاتمة لذا فإنه من الضروري أن يقف مع نفسه في كل يوم وقفة بل وقفات يحاسب فيها نفسه ويراجع أعماله ويصوب مواضع الخطأ ويسد أماكن الفراغ فإن هو فعل ذلك يبيت ليلته وهو مطمئن الجانب قد أدى حق ربه وأنصف من نفسه العباد.

ولا شك أن زحام الحياة بما فيها من مشكلات وأعباء وهموم قد تعطل أحيانا عن النظر إلى النفس والتفتيش في أحوال القلب فيغفل عن المحاسبة فتبقى في عنقه حقوق لله والعباد وهنا يلزم المسارعة إلى رد الحقوق إلى أصحابها والوفاء بما عليه من واجبات قبل أن ينتهي أجله وتقوم قيامته.

ومن هذا الباب وجدت نفسي مدفوعا لكتابة هذه الكلمات إبراء للذمة بعد توبتي من الذنب والندم على فعله وعزمي ألا أعود إلى معصية أبدا.

ولقد رأيت أن أعلن شيئا من ذلك حتى تتحقق الإفادة لجيل راغب في التعرف على خبرات الآخرين ممن سبقوه وتصويبا لأشياء معلنة من آرائي يلزم في تصحيحها العلانية فكان هذا الموضوع الذي أتناوله في شقين:

أولا: أشياء تمنيت ألا أكون قد فعلتها لو عادت بي الأيام وتتلخص في النقاط التالية:

التدخين

١ ــ بعد أن تخرجت وذهبت إلى الجبهة وجدت عددا من زملائي يشربون السجائر وكنت لا أشرب معهم وبدئوا في مناوشتي لتحريضي على التجربة فلما أخذت النفس الأول أصابني السعال ولكنى واصلت التدخين حتى أصبح معدل تدخيني علبة كاملة في اليوم والليلة وبقيت معي هذه العادة السيئة عشر سنوات كاملة كنا نفكر ونحن ندخن وكأن الأفكار الجيدة لا تأتى إلا من خلال النظر إلى حلقات الدخان وهو يتصاعد ويملأ الحجرة برائحته المقززة!!.

فلما أكرمني الله بالالتزام طالعت بعض فتاوى العلماء حول حرمة التدخين وكنت أحسب أن المسألة مكروهة فقط فلما علمت بالتحريم عزمت على الانتهاء تماما من ذلك فقمت بالتخلص من باقي السجائر التي في العلبة سحقا بالأقدام.. ولقد أعانني الله على ذلك إذ سبقت تلك العزيمة قرارات عجزت عن التنفيذ لأن الأسباب كانت للمحافظة على الصحة أو توفير المال ولكن حين كان القرار من أجل الالتزام بشرع الله كانت عزيمتي أقوى والتثبيت من الله جاء داعما لي فنجحت والحمد لله عام 79 وكنت أتمنى ألا أخوض هذه التجربة لأن ظروفي الأولى كانت جيدة حيث حرص والدي رحمة الله عليه أن يبعدنا عن كل هذه الأشياء حتى تم تخرجي وخرجت من تحت السيطرة الأبوية إلى ميدان العمل..

ولذلك فإنني أذكر الشباب المدخن أن يقلع عن هذه العادة السيئة لما فيها من التحريم حيث إن مفاسدها على الصحة وعلى المال كثيرة وظهرت أسباب الوفاة متعددة من آثار التدخين على القلب والرئتين.. ولا يصح الالتفات إلى بعض الأقوال التي كانت تقول بالكراهة فلم يكن يعلم أحد أن التدخين يودى بحياة الإنسان. والآن ظهرت الأبحاث الطبية التي تؤكد ذلك.. فعلى الشباب أن يتجنب هذا منذ البداية ولا يدخل في التجربة التي ثبت خطؤها أو حرمتها ولا شك أن وجود البيئة الصالحة سواء في الصحبة باختيار الأصدقاء من غير المدخنين أو في منهج الدولة وسياستها لمنع انتشار هذه الظاهرة التي أودت بحياة الكثير وتطورت إلى شرب أنواع أخرى من المقترات ليصل الحال إلى أن هناك من تشربن من النساء الشيشة والبانجو والحشيش وانطلقوا إلى ما هو أخطر من ذلك مثل الحقن والشم وكل هذا يحول الشباب إلى قطاع من المساطيل لا يدرون ما يجرى من حولهم ونحن في وقت تتكالب علينا فيه الأمم وترجو هزيمتنا في معتقداتنا بكسر عقيدة التوحيد في صدورنا وصرف الشباب عن الواجبات المنوطة به فلزم أن تتنبه الحكومات إلى رعاية المجتمع خاصة الشباب في هذا الباب وتعمل على سد الثغرة حفاظا على ذخيرة الأمة التي تتعرض اليوم لكل هذا الانتهاك في مجالات الفساد الأخلاقي المتنوعة ولا حول ولا قوة إلا بالله.

التصويب على القطط

٢ ــ كنت أجرب بعض الأسلحة أثناء وجودي على الجبهة فصوبت تجاه عدد من القطط فقتلت بعضها وكان من الممكن أن أصوب على قطعة من الخشب أو علبة من الصفيح أو نحو ذلك ولكنى ندمت بعد ذلك حين طالعت حديث (دخلت امرأة النار في هرة حبستها لا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض) فكيف بمن قتل عدة قطط.. ففزعت لذلك ثم تبت إلى الله وأسأل الله أن يتقبل ويعفو ويصفح وأناشد الشباب والكبار الرحمة بالطير والحيوان (ففي كل كبد رطبة أجر) بمعنى أن من يطعم أي حيوان أو طائر له عند الله أجر.. ولقد حذر الشرع من اتخاذ ذوات الروح غرضا يرمونه وهو ما يحدث دائما عند الأطفال حيث قد يربطون قطا أو يعلقون عصفورا ثم يتبارون في إصابته بالنبل أو البنادق الرش...

وهذا كله لا يجوز فلزم التنبيه لتنشئة الأبناء على ذلك أما من فعل عليه الاستغفار والتوبة والإكثار من أعمال الخير (إن الحسنات يذهبن السيئات) هذا ولا يفوتني أن أستثنى الفواسق التي أمر الشرع بقتلها في الحل والحرم كما جاء في الحديث الصحيح عن عائشة رضي الله عنها (خمس فواسق تقتلن في الحل والحرم، الحية والغراب الأبقع والفأرة والكلب العقور والحديا) وجاء في حديث آخر رواه الإمام مسلم (من قتل وزغة في أول ضربة كتب له مائة حسنة وإن قتلها في الضربة الثانية فله كذا وكذا حسنة وإن قتلها في الضربة الثالثة فله كذا وكذا حسنة).

الثعبان

٣ ــ أيام كنت على الجبهة في عام 70 شاهدت ثعبانا يعبر أحد الترع الصغيرة فأمسكت بعود من الشجر وأخرجته من الماء فوجدت طوله نحو خمسة وثمانين سنتيمترا، وكنت مدربا على التعامل مع الثعابين من خلال حصولي على فرقة الصاعقة فأزلت أسنانه ثم هدأ وبدأ يعتاد الحياة معي.. ولكن الذي حزنت له وتمنيت ألا أفعله هو أنني كنت أضع الثعبان في جيبي وأذهب إلى قاعة الطعام مع زملاء لي ثم بعد تناول الطعام أقف عند أحواض غسيل الأيدي وأطلب من أحد الزملاء إخراج المنديل من جيب جاكيت كنت أرتديه فيمسك هذا الزميل بالثعبان فيفزع ويرتبك وهذا لا يليق بالمسلم حيث لا يجوز له أن يروّع أخاه المسلم فندمت على ذلك خاصة أنني طالعتُ بعد ذلك أحاديث صحيحة منها (لا يحل لمسلم أن يروع مسلما) رواه الإمام أحمد وصححه الألباني.

تشجيع الأهلي

٤ ــ كنت في المدرسة السعيدية وكان الكثير من أصدقائي وجيراني يشجعون النادي الأهلي فتأثرت بذلك وكنت أتمنى أن يفوز النادي الأهلي ولكن هذا الأمر لم يستمر معي كثيرا حيث التحقت بالكلية الحربية وانشغلت على الجبهة بعد ذلك فلم أهتم أو أتابع كرة القدم.. والحمد لله تبت بعد ذلك من هذا لأن نظام التشجيع عموما فيه من التجاوزات الشيء الكثير ويُحدث الضغائن والنفرة والشقاق بين المسلمين وبالتالي ينبغي على المسلم ألا ينساق وراء مثل هذا وعليه أن يمارس الرياضة بنفسه ولا يتحول إلى شخصية متفرجة على الأنشطة المختلفة فالرياضة بشكل عام مفيدة للجسد والعقل وتفرغ الطاقة الغضبية من الإنسان فيصفو صدره للأعمال الحسنة بعد ذلك.. وأنني أؤكد أن التشجيع الكروي الآن بين الأندية والذي يترتب عليه المشاجرات والألفاظ الخارجة عن الأدب العام محرم شرعا.. ولو علم المسلم ما وراءه من المهام ما وقف أبدا أمام مثل هذه الأمور التي لا تفيد. وهل ينفع دوله نامية حصولها على كئوس في الكرة وهى فاشلة على مستوى البنية الصناعية والتكنولوجية؟!

الشطرنج

٥ ــ لقد تعلمت لعبة الشطرنج وأخذت من وقتي الكثير حيث أحضرت الكتب الخاصة باللعبة وبدأنا نطبق الخطط المرسومة في الكتاب ونتعرف على أساليب وأفكار جديدة في اللعبة تمت من خلال بطولات عالمية.. وبالرغم من أن بعض الفقهاء قد أجاز للعسكريين لعب الشطرنج كنوع من أنواع التدريب الذهني بشروط إلا أن هذه الشروط تحطمت في خضم الانشغال بحل المواقف الشطرنجية فصارت تعطلنا عن أمور كثيرة وكان من الأصوب أن نهتم بمطالعة الكتب للاستفادة وكذلك فإن معرفة سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعاركه وكذلك فتوحات المسلمين كانت ستفيدنا من النواحي الإيمانية والعسكرية فشعرت بالندم لضياع الوقت فيها خاصة أنها كانت تلهى عن الصلاة وعن الواجبات المهمة فلزم التنبيه على الشباب بعدم مزاولة هذه الألعاب (الشطرنج والكوتشينة والطاولة) ونحو ذلك من الأشياء التي لا نفع فيها ولا فائدة من ورائها مع الاهتمام بمراشد الأمور التي تفيد المسلم في حياته وتضيف إليه علما جديدا أو حكمة يتعلمها أو درسا يتقنه ولا شك أن المسلم مطالب بحفظ أوقاته فيما ينفعه (فمن علامة المقت إضاعة الوقت) فالذي يضيع وقته هباء يعلم أن الله غير راض عنه.. فنحن فى صراع مع الوقت لكي نؤدي فيه أكثر الأعمال الصالحة فائدة ونقدم الأهم على المهم وكذلك الواجب على المندوب وعلى المباح.. وذلك تحقيقا لأعلى الدرجات (وفى ذلك فليتنافس المتنافسون).

السينما

٦ ــ أيضا من بين الأمور التي تمنيت ألا أفعلها هي مسألة مشاهدة الأفلام السينمائية والقصص الدرامية حيث أضاع الكثير من وقتي وفى النهاية لم أشعر بفائدة تذكر من جميع الأفلام التي شاهدتها في التلفاز، بل اكتشفت بعد مطالعتي في النواحي الشرعية أن هذه المشاهد فيها تجاوزات في التصوير من جانب ومن ناحية أخرى وجدت أن كثيرا من المعالجات خاطئة بشكل كبير ومن أمثلة هذه المخالفات:

١ ــ المشاهد الخليعة التي تثير الغرائز وتفتح أبواب الشر أمام الشباب.

٢ ــ عدم احترام الآباء بالخروج على نصائحهم ومجافاتهم دون نكير.

٣ ــ التعدي على الأساتذة والمعلمين والاستهتار بالجوانب التعليمية والعلوم بشكل عام.

٤ ــ نشر أفكار حول الجريمة وأساليب مبتكرة في مجال الانتقام وإيذاء الآخرين بما يمثل خطرا على الشباب المقلد والمحب للمغامرات.

٥ ــ تبسيط وجود علاقات محرمة بين الرجال والنساء بدعوى الصداقة واللياقة والتقدم والرقى بما يميت النخوة لدى الرجال ويقود إلى الفاحشة.

٦ ــ تمثيل عقد الزواج بين رجل وامرأة مع وجود الشهود وهذا باطل لأن المرأة قد تكون متزوجة من ناحية والأمر الثاني هو أنه لا هزل في ذلك شرعا فالزواج يقع إذا كانت المرأة خالية من الزوج (ثلاثة جدهن جد وهزلهن جد الزواج والطلاق والعتاق) ووردت الرجعة أيضا في أحاديث أخرى أي رد الرجل لامرأته المطلقة ليس فيه مزاح فإن تم شيء من هذا وقع العقد وتم.

٧ ــ ظهور الكثير من الممثلين يشربون الدخان والشيشة كأنها شيء يزيدهم إلهاما وتسديدا في التفكير لحل المشكلات وهو سلوك يؤدى إلى التقليد الأعمى ونشر المعالجات الخاطئة.

٨ ــ ارتداء بعض الفنانات لملابس خليعة لا تليق على أساس أنها موضة حديثة فتقلدها الفتيات ويسارعن إلى شراء هذه الأزياء فضلا عما يضعونه من مساحيق على الوجوه وكل هذا لا يليق ولا يجوز أن نسمح له بالانتشار والمحاكاة.

٩ ــ انتشار ظاهرة التنصت على الآخرين حيث نشاهد في كثير من الأفلام وقوف الشخص خلف الباب يسمع ما يدور داخل الغرفة ثم يدخل إلى الغرفة دون استئذان ويؤكد أنه سمع كل شيء وعرف الحقيقة وهذا لا يجوز شرعا.

١٠ ــ عرض لمسرحيات هزلية بها من الأكاذيب والمواقف الساذجة والكلمات الخارجة والنابية ما يعجز اللسان عن الوصف وهذا كله يحرض الشباب على التقليد بما يمسخ الشخصية ويحول قضايانا الأساسية إلى نوع من الهزل والتهريج الذي لا يليق بطبيعة المسلم الجادة حيث وراءه من الأمور الشيء الكثير واكتفى بهذا القدر من الأمثلة ولكن في النهاية تبقى لي نصيحة للمسئولين عن الإعلام أن يفسحوا المجال أمام تصويب ونقد ما يتم طرحه من أشياء في وسائل الإعلام غير المسيطر عليها وذلك بأن يقوم فريق من المؤهلين سواء في الجوانب الشرعية أو الواقعية بمعالجة هذه الكوارث وتحذير الشباب من المفاهيم الخاطئة وهذا لا يمكن حدوثه بشكل جيد إلا إذا قامت الحكومة من جانبها بمحاصرة هذه التجاوزات التي فاقت كل الحدود وأصبحت تمثل خطرا على مستقبل الشباب وعلى مستقبل البلاد بشكل عام.

ومثل مشاهدة الأفلام مطالعة القصص التافهة حيث كانت تنشر تحت عنوان روايات الجيب منها ما هو بوليسي ومنها ما هو غرامي وكل هذا مضيعة للوقت لم أشعر بأي استفادة منها فحرى بالمسلم العاقل أن يعزف عن مثل هذا ويطالع في الكتب المفيدة التي ترفع من مستواه وتضيف إليه ما ينفعه.

وجدير بالمسئولين عدم إنفاق ميزانية الدولة على مثل هذه الأعمال التي لا تفيد وتكلف الخزانة أموالا طائلة تحت بند أجور وتكاليف ممثلين وإنتاج ممثلين مسلسلات ونحو ذلك.

التوجهات الفكرية

(7) لقد كتبت بعض التوجهات الفكرية في بداية الثمانينيات.. وكنت أتمنى ألا أكتب حيث إنني لم أكن قد اكتملت شرعا ولازلت لم أكتمل فلزم التنبيه إلى ذلك حتى لا يسارع الشباب إلى الكتابة ظنا منهم أن الجميع قد تقاعس عن قولة الحق فصار من الواجب عليه أن يتصدى وهذا خطأ لأنه حين يفتقد الإنسان منا التأهيل اللازم للقول في المسألة فإنه لا يجب عليه الحديث بدعوى تقصير الآخرين بل الواجب في حقه الصمت أو مطالبة العلماء بالحديث في مثل هذه المسائل التي يقف أمامها عاجزا أو يحتاج إلى شفاء الغليل فيها.

ولكن الذي يسرى عنى أنني حين تكلمت في بعض الأمور تحت ضغوط مطالبتي بالحديث فيها أعلنت أن كلامي هذا لابد من عرضه على السادة أهل العلم والاختصاص فإن أقروه فاعملوا به وإن رفضوه فأنا بريء منه ولا تنقلوه عنى.. هذا ومن رحمة الله أبى أنني حين كنت أتحرك قبل عام 1981 كنت أستفتى أهل العلم على التصورات والخطط والأعمال ولم أتحرك إلا ومعي السند الشرعي منهم وبالتالي فإنني مستريح لأن ذلك لم يكن اجتهادا شخصيا منى بل اجتهاد عالم معتبر شرعا فإن أصاب فله أجران والحمد لله وإن أخطأ فله أجر ولله الفضل والمنة.

كما أن تغير الفتوى بتغير الزمان والمكان لا يطعن في صحة الفتوى الأولى من حيث المشروعية حتى وإن ثبت خطؤها فهذا الاجتهاد كان على أساس سليم ووقوع الخطأ بعد ذلك أو ظهور نتائج أخرى أو إعادة النظر في رؤية جديدة لواقع جديد لا تعود على الفتوى الأولى بالإبطال.. ولكن الفتيا تجددت بتجدد الأحوال والمعطيات.. ونسأل الله التوفيق والعصمة من الزلل والزيغ برحمة منه وفضل.

الإخوان

(8) ومما ندمت عليه ورجعت عنه هو اعتراضي على الإخوان المسلمين في ترشيحهم لانتخابات مجلس الشعب في الثمانينيات وكان اعتراضي لعدم الجدوى لوقوع تجارب عديدة لم يتحقق من خلالها شيء وحين طالعت بعد ذلك أقوال بعض أئمة السلفية أمثال الشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ بن عثيمين والشيخ أحمد شاكر وكذلك الشيخ الألباني رحمهم الله جميعا وجدت أن المسألة محل اجتهاد معاصر بهدف مدافعة الشر ومقاومة الفساد وليس طريقا واحدا لإقامة الدين وكذلك فإن تدريب الكوادر والتعرف على ما يدور في دهاليز أجهزة الحكم مطلوب حتى تحقق الخبرة بمثل هذه الممارسات فكان من الواجب علىّ الآن أن أرجع عن قولي بل وقدمت برنامجا لأعضاء مجلس الشعب من عشرة نقاط خلال الانتخابات الخاصة بالمجلس عام 2005 حتى أؤكد هذا التوجه الجديد وأعالج ما سبق أن حذرت منه بل ودعمت الإخوان المسلمين في هذا الباب ودعوت إلى انتخابهم على نطاق واسع والحمد لله رب العالمين.

محكمة عسكرية

(9) عندما كنت برتبة الرائد ترأست محكمة عسكرية مركزية عدة مرات لمحاكمة بعض الجنود الذين تغيبوا عن وحداتهم العسكرية مدة طويلة وطبيعة قانون الأحكام العسكرية لا يقيم وزنا للأعذار التي تعترض حياة الجندي أو الضابط إلا أن يكون قد رخص له طبيب المستشفى العسكري بإجازة مرضية فيتم اعتمادها وإلغاء مدة الغياب أما ما يتعلق بموت أحد الأقارب فاضطر الجندي المجند إلى أن يتغيب للقيام ببعض المهام الضرورية فليس لذلك أي اعتبار بل يلزمه العودة إلى وحدته وطلب ترخيص جديد بإجازة.. ولقد وضع القانون واللوائح العسكرية نظاما معينا يقضى بالحكم مده تساوى مدة الغياب على الأقل وربما زادت إلى الضعف في حالة تكرار الغياب.. ولقد طبقت القانون على من قدمته النيابة العسكرية دون أن أحقق في صحة الأعذار لأنها من وجهة نظر القانون غير معتبرة وكانت هناك حالات وفاة الآباء واضطرار المجند إلى البقاء فترة لرعاية أرض أو أسرة نحو شهر من الوقت حتى تستقر أسرته وبالطبع لم ألتفت لهذه الأعذار تنفيذا للقانون وهذا أراه الآن من أخطائي التي تبت إلى الله منها حيث كان ينبغي أن أحكم بالبراءة حتى لو أدى ذلك إلى إعادة محاكمته مره أخرى أمام دائرة جديدة أو أتنحى عن تولى مثل هذه المحاكم نظرا لأنه من الضروري أن تكون هناك تحريات عن حقيقة الأعذار ولابد أن يُعطى القانون الحق للقاضي بالنظر في هذا وليس إلزامه بالحكم على المجند بالحبس مده مساوية أو مدة مضاعفة لمدة الغياب.. وهنا فإنني أوصى أن يعاد النظر في مثل هذا حتى لو أضيفت مدة الغياب إلى مدة التجنيد بعد انتهاء المجند من أصل المدة المقررة ولكن لا ينبغي حبس المجند ولديه عذر يمكن قبوله.. ولهذا فإنني أقدم اعتذاري لكل من عاقبتهم وهم عدد قليل من المجندين وأسأل الله أن يعفو عنى وعنهم وأن يوفق المسئولين إلى اعتبار واعتماد هذه النصيحة ولعلها تكون في ميزان حسناتي وحسنات من يحمل على عاتقه تعديل قانون الأحكام العسكرية واللوائح بما يتفق وروح الإسلام في التعامل مع العسكريين ولا شك أن عرض القوانين على العلماء لإقرار اتفاقها مع الشريعة سيكون الحل الصحيح في هذه المشكلة.

الانتخابات

(10) تمنيت ذات يوم أن ينجح أحد أقاربي في انتخابات مجلس الشعب وكان في الحزب الحاكم ولم أنظر وقتها إلى الشخصية المنافسة له وهى بالتأكيد كانت أفضل منه وأنفع للبلاد.. والحمد لله تبت إلى الله من هذه الوقفة والدعم القائم على أساس القرابة العائلية وليس الكفاءة والنفع للوطن وهنا يلزمني أن أنصح المواطنين أن ينظروا في أحوال المرشحين ومناهجهم ويختاروا الشخصية التي تعلى كلمة الله تعالى وتنشد رضاه وتؤدى الدور الصحيح في مسيرة الإصلاح السياسي ولا تسمح بتمرير مجموعة من القوانين المقيدة للحريات والمتعارضة مع شريعة الإسلام لأن المرء محاسب يوم القيامة إذا قدم شخصا لعمل ويوجد في الناس من هو أفضل منه.

ولا شك أن الحكومة المصرية وحزبها يسيران في اتجاه يبتعد عن الطريق الصحيح فيلزم حشد الجهود لاختيار القادرين على قيادة العمل وإدارة شئون البلاد على النحو النافع للأمة العربية والإسلامية.

ثانيا: أشياء فاتتني وتمنيت حدوثها

فاتني حفظ القرآن الكريم في الصغر.. إذ إنني حفظت عدة أجزاء في كُتاب عمى الشيخ توفيق ــ رحمه الله ــ قبل دخولي المدرسة الابتدائية ثم انتقل بنا الوالد من القرية إلى الجيزة حيث أقمنا هناك فترة التعليم فلم تتح لي فرصة استكمال حفظ القرآن ولما أكرمني الله بالالتزام مع إخواني أردت أن أتم الحفظ فعجزت عن ذلك لتقدمي في السن وقتها وكنت قد تجاوزت الثلاثين واقتربت من الأربعين وهنا أود أنصح الشباب بإنجاز المحفوظات وإتقانها في سن صغيرة خاصة القرآن لأن من حفظه لم ينحرف عند كبره ومقامه عند الله عظيم يوم القيامة فمقامه عند آخر آية حفظها فكلما كان كثير الحفظ ارتفعت مكانته عند الله تعالى.. وينبغي على الآباء مراعاة ذلك عند تعليم أطفالهم وتعويدهم على المراجعة الدائمة لأن القرآن يتفلت كتفلت الإبل، أي يهرب من الإنسان ما لم يداوم على التسميع.. وإنني ذكرت ذلك حتى لا يظن بي الناس مكانا أعلى من قدري البسيط.

وفاتني مجالسة أهل العلوم الشرعية من الأئمة لأن ظروفي الأولى عند الالتزام لم تسمح لي بالحضور إلى المساجد والتردد على المشايخ.. فتمنيت أن يكون قد تيسر لي ذلك لما في ذلك فائدة ذلك من الضبط الشرعي.. لأن المطالعة في أبواب العلم منفردا قد تضر بصاحبها حيث ربما فهم أشياء على غير حقيقتها فالتلقي لابد وأن يكون على يد الأشياخ ومن هنا جاءت مقولة {لا تأخذوا العلم من كتبي ولا القرآن من مصحفي}.. أي لا تتعلموا ممن حفظ القرآن من المصحف بلا شيخ يضبط قراءته..

ولا تأخذوا العلم من أشخاص تعلموا بمفردهم من الكتب دون شيخ يوضح لهم ويضبط فهمهم للمسائل المختلفة.. ولهذا فإنني لا استغنى أبدا عن مشورة العلماء في أي شيء أكتبه فإنني أؤكد على أهمية مراجعة أهل العلم لكلامي فإن رأوا فيه خيرا أقروه وإن رأوا غير ذلك ردوه وأنا راجع عنه فلزم التنبيه على هذه الجزئية حتى يتضح للكافة أنى لم أبلغ درجة الاجتهاد والاستقلال بل مازلت في أول الطريق وعلى أعتاب الصرح الشامخ لعلماء الأمة حفظهم الله لنا ذخرا.

فاتني أن أؤدي فريضة الحج مبكرا وأنا في سن الشباب وقبل أن أتعرض للسجن عام 1981 وكانت الفكرة السائدة هي تأجيل الحج إلى سن أكبر من ذلك لكون الواجب موسعا بمعنى أنه لا يلزم الحج على الفور وكان بإمكاني عرض جزء من أرضى الزراعية للبيع بالرغم من أن أسعار بيع الأراضي المؤجرة يكون على النصف من الأراضي الخالية وكان المستأجرون هم أشبه بالملاّك فلا يستطيع أحد أن يبيع أرضا إلا بعد موافقته وتنازله وإذا باعها مع وجود المستأجر عليها كان ثمنها بخسا، وطبعا كان هذا القانون مخالفا للشريعة الإسلامية حتى صدر التعديل في التسعينيات وأمكن للملاك استعادة أراضيهم.. واليوم بعد أن تقدمت بي السن أردت أن أحج وأنا في السجن فرفعت قضية حتى أتيح لنفسي قضاء الفريضة وأفسح المجال أمام المسجونين لأداء هذه الشعيرة الواجبة على المستطيع وهكذا أكون قد وضعت المسئولية على عاتق الحكومة لإصدار تشريع يعطى هذا الحق مرة واحدة للمسجون.. وأسأل الله القبول..

فاتني الالتزام المبكر في سن الشباب وتمنيت أن أكون ضمن الشباب الذين نشئوا في عبادة الله حيث يظلهم الله يوم القيامة بظله يوم لا ظل إلاّ ظله.. وكانت هناك فرصة عام 1965 أيام محنة إعدام الشهيد سيد قطب.. ولكنى لم أتنبه إلى قضية الإسلام على النحو الذي فهمته بعد ذلك فمر علىّ الحدث سريعا في خضم انشغالاتي الواقعية بالحياة.. وكنت أتمنى أن تبلغني الدعوة إلى المشروع الإسلامي في عام 1974 أيام أحداث الفنية العسكرية حتى أستوعب المطلوب من أبناء الأمة الإسلامية ولكن الحدث مرَّ علىّ بسرعة بعد إعدام الشيخ صالح سرية ــ رحمه الله ــ والشيخ كارم الأناضولي ــ رحمه الله ــ وأحسبهما عند الله من الشهداء.. إلى أن شاء الله بالتزامي في الموعد الذي بدأت فيه الانخراط في العمل الإسلامي وأحمد الله تعالى على الهداية وأسأله الثبات على الحق حتى النهاية..

فاتني الشهادة عام 1981 مع إخواني الخمسة محمد عبد السلام وخالد الإسلامبولي وعطا طايل وعبد الحميد عبد السلام وحسين عباس أحسبهم عند الله من الشهداء.. لقد تمنيت أن أكون معهم حين جاء وقت التنفيذ في الخامس عشر من أبريل عام 1982 وقبل موعد استلام سيناء بنحو عشرة أيام فقط.. لقد شعرت أن درجتي الإيمانية أقل منهم بكثير ولذلك لم أكن من بين المختارين لهذه المكانة العظيمة وبقيت سجينا.. ولكن رضيت بقضاء الله وقدره وكان تأثري كبيرا بما قاله الدكتور عمر عبد الرحمن حفظه الله وفك أسره حين علم أن بعضا منا حزين لعدم نيله الشهادة قال لقد بعتم في سبيل الله تعالى وخرجت أنفسكم بالبيع في مقابل الجنة فليس لمن باع وخرج البيع من ملكيته أن يشترط على الله شيئا فلعل الله ادخر القوم إلى ما هو أفضل.. فحمدت الله تعالى على ما جرى ورضيت وعزمت أن أعطى وأبذل ما في وسعى لتحسين درجتي عند الله وسألته ألاّ يحبط عملي بطول المكث في السجون وتقلب القلوب وإقبال الدنيا بفتنتها ونعوذ بالله من السلب بعد العطاء ومن الغواية بعد الهداية..

فاتنى أن أتعلم من خبرات والدي العمدة الحاج عبد اللطيف ــ رحمه الله ــ عليه حيث كانت لديه خبرات حياتية واسعة باعتبار وظيفته وتدخله فى حل المشكلات بين العائلات وإدارة شئون القرية، وكان والدي ــ رحمه الله ــ حريصا على عدم إدخالنا في مشكلات كي نتفرغ للتعليم في المدارس ثم التحقت بالكلية الحربية في سن الثامنة عشرة وبعد تخرجي أخذت موقعي على الجبهة منذ عام 1968وحتى معركة 73 ثم عدت عام 1975 ولقد توفى والدي ــ رحمه الله ــ قبل معركة أكتوبر بنحو أسبوعين فقط، والخلاصة أنني لم أتمكن من الاستفادة من هذه الخبرات.. ولقد لاحظت أنه يتمتع برؤية مستقبلية واستشعار حول المتوقع من الشخصيات المختلفة.. وكان من بين ذلك أنه كان يتولى منصب العمدة حين قامت ثورة يوليو 1952 فقدم استقالته على الفور وانتقل إلى الجيزة ليبدأ معنا مسلسل التعليم ولكن مأمور المركز استدعاه وناقشه في الاستقالة وأكد له أن سمعته طيبة وأن الثورة لن تقترب من أمثاله من العمد الشرفاء ولكنه صمم على الاستقالة ولما سأله بعض أقاربي عن السبب قال إن الثورات عادة لا تحترم أحدا، خاصة أن متوسط أعمارهم قليلة وخبراتهم محدودة وبالتالي لم يستسلم لضغوط مأمور مركز إمبابة ولم يسحب استقالته. وموقف آخر شهدته بنفسي وكان ذلك فى أعقاب هزيمة يونيو والتي عرفها الناس بحرب الأيام الستة.. حيث علق بقوله إن مصر لابد أن تستعد لحرب خاطفة وسريعة لتحقيق النصر في ست ساعات فقط !!.. ومن العجيب أن ذلك حدث بالفعل بعد كلمته بسنوات وبعد وفاته حيث أطلق العسكريون على حرب أكتوبر.. أنها حرب الساعات الست والمقصود من ذلك أن المعركة استمرت ست ساعات حاسمة من الثانية بعد الظهر إلى الثامنة مساء يوم 6 أكتوبر عام 1973 حيث تم اقتحام خط بارليف وعبور القوات وتركيب الكباري ونقل مدرعات ومدفعيات ومجنزرات إلى الضفة الشرقية للقناة فصدق ما قاله الوالد ــ رحمة الله عليه، والذي أريد أن أذكره أن يهتم الشباب بأخذ خبرة جيل الآباء وعدم تفويت هذه الفرصة لما فيها من فوائد كبيرة توفر على الإنسان تجارب في الحياة كما أنني ألاحظ أن جيل الأبناء حاليا يتمرد كثيرا على جيل الآباء ويعتبر أن ما لديهم من خبرات لا مكان لها في عالم الواقع الجديد ولكنى أؤكد للشباب أنه لن يعرف الطريق الصحيح نحو المستقبل إلا بالتعرف على تجارب الآخرين خاصة الآباء لأنهم أحرص الناس على إفادة أبنائهم ويتمنون لهم دائما التوفيق..

أمنيات قبل الممات

ليس كل ما يتمناه المرء يدركه.. فالإنسان له في الحياة أمنيات يحقق منها ما قدره الله له فيأخذ حظه من الدنيا وتفوته أشياء يعجز عن تحقيقها مهما بذل من جهد في سبيلها.. وتلك حكمة الله وله في خلقه شئون وهكذا تسير الحياة بين أرحام تدفع وقبور تبلع وبين فرحة لاستقبال مولود وحزن على وداع مفقود.

والذي أتناوله ليس في مجال تحصيل ثروات فاتت أو نزوات ماتت فقد قارب العمر على الانصرام وصنعت الأكفان واستعد القبر لاستقبال ضيف جديد بعد انقضاء عمر مديد.

وإنما أتكلم اليوم عن أمنياتي حول قضايا مهمة وددت لو رأيتها قد تحققت قبل رحيلي وتتلخص في الآتي:

اجتماع الأمة الإسلامية تحت راية التوحيد تؤدى دورها في الحياة كخير الأمم (كنتم خير أمة أُخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله).
تحرير أراضى الإسلام من أيدي الغاصبين والمحتلين واستعادة حكم الإسلام وإعلاء كلمه الله تعالى فوق الجميع.

توبة حكام المسلمين وعودتهم إلى تحكيم شرع الله والتزام منهجه وإيقاف حالة الانقياد لنظام الحياة عند الغرب التي هي الفوضى بعينها وتضر بمجتمعاتنا بل وتهدم في صرح تاريخنا وحضارتنا..

أن أرى علماء الأمة الأفاضل يصدعون بكلمة الحق غير هيابين يصححون العقائد وينشرون الفضائل ويدعون إلى الله على بصيرة أن تحقق الأمة الإسلامية الاكتفاء الذاتي من الاحتياجات فلا تكون بعد ذلك تابعا لأحد يضعف من إرادتها أو يؤثر على قرارها السياسي.

أن أشهد نهاية عهد الأمية في العالم العربي والإسلامي لتصبح الأمة على دراية كاملة بأهدافها وما يدور حولها فتعرف العدو من الصديق لأن بقاء الأوضاع الحالية على ما هي عليه يأتي على شخصية المسلم ويطمس معالمها ويفصلها عن جذورها وتاريخها العريق.

أن أرى اهتمام الأمة الإسلامية بما يفيدها وتترك ما لا يعنيها (فمن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه) ومن العجائب أن ترى كثيرا من الخلق يهتمون بتاريخ لاعب كرة قدم وخلافاته مع ناديه أو مدربه أو زيجات الفنانين وصراعاتهم الداخلية والشخصية ونحو ذلك من سخاف الأمور في الوقت الذي ينشغل فيه أعداؤنا بكيفية القضاء على الإسلام الذي نحمله في صدورنا..

اختفاء روح الانتقام التي تنتشر بين المسلمين واعتماد قاعدة الدفع بالتي هي أحسن والعفو والصفح والتسديد والتقريب فكل ذلك من المقامات العالية التي ينبغي أن تسمو إليها نفسية المسلم الراغب في ثواب الله وحسن الخاتمة.

الإفراج عن جميع المسجونين والمعتقلين السياسيين في العالم العربي والإسلامي وتحويل السجون إلى معسكرات مفتوحة ومصحات لتأهيل المرضى المدمنين للمخدرات بأنواعها وإعادتهم إلى المجتمع في ثوب نقى جديد بعد أن كانوا مساطيل يتسكعون في الشوارع ويتعرضون للمارة بالإيذاء..

أن تمتلك الأمة العربية القوة والسلاح الفعال الذي يردع إسرائيل التي تعيث في الأرض فسادا وتهدد كل يوم باستعمال القوة المفرطة والسلاح النووي في مواجهة الشعب الفلسطيني والأمة العربية بوجه عام.

أن تنحسر قوى الشر في النظام الدولي الذي أصبح في حالة من الفوضى اختلفت فيها المقاييس وتعددت الموازين وانتهكت الحرمات وتبددت دعاوى حقوق الإنسان أمام مجرمي الحروب في مواضع كثيرة من العالم.

أن تتوحد الجماعات الإسلامية في إطار حركي أو تحالف يؤدى كل فصيل دوره بلا تقاطع مع حركة الآخرين وأن يكف الجميع عن التناول الإعلامي البشع في النقد الخارج عن حدود آداب النصيحة الشرعية وأن يكلل الله سعى الجميع بالنجاح من أجل دعوة راشدة على طريق سلفنا الصالح رضي الله عنهم.

أن يهدى الله عصاة المسلمين إلى التوبة النصوح وترك المنكرات وفعل الخيرات فيبدل الله سيئاتهم حسنات ويختم لنا ولهم بالعمل الصالح إنه الموفق إلى الطريق المستقيم.

أن تكون لنا إستراتيجية إعلامية تمثل الأمة وتحافظ على عقيدتها وهويتها ويتضح من خلالها الأداء الإعلامي المتميز الذي تختفي فيه مظاهر الكذب والتشهير بالخصوم والبرامج الساقطة والصور الخليعة والشخصيات التافهة التي تقدم على أنها قدوة للشباب.

أن أرى أصحاب القوة والشوكة يساندون مواقف الحق والعدل لا يقفون إلى جوار حكومات تخرج عن المنهج الرباني وترعى الفساد وتصمت عن الظلم وتنتهك حرمات الشعوب وحرياتهم.

عودة الأمان إلى الشارع العربي والإسلامي بوقف التفجيرات العشوائية التي تضر أكثر ما تنفع وإنهاء ظاهرة تكفير عصاة المسلمين التي ظهرت كرد فعل للتجاوزات الصارخة للسلطات لأن القول الفصل في هذه المسائل موكول لأهل العلم والاختصاص دون غيرهم.

انتهاء المشكلات الخطيرة داخل المجتمعات الإسلامية التي تتمثل في البطالة وتأخر سن الزواج والإسكان والبذخ الحكومي في الإنفاق وأن يتحقق لكل مواطن في المجتمع المأوى والمأكل والملبس والرعاية الطبية بما يليق بإنسانيته.

أن أرى الملاهي الليلة والخمارات قد تحولت إلى أنشطة تجارية أخرى مفيدة وكذلك المقاهي إلى منتديات ثقافية والجامعة إلى مكان لتلقى العلم فحسب وليس صالة لعرض الأزياء الخليعة واللقاءات المحرمة.

أن يحترم الأبناء جيل الآباء وينزلونهم أقدارهم ويتعلمون منهم الحكمة وخلاصة التجارب ولا ينقطعون عن مشاورتهم وأن تختفي عندهم لغة (الروشنة) التي وردت على قاموس الشباب في خطابه فهدمت القيم في مجال الأخلاق والمعاملات.

أن تعود حالة الوئام بين الرجل والمرأة ووقف حملات تعبئة النساء ضد الرجال بزعم استرداد حقوق ضائعة فكل ذلك من مكائد أعداء الإسلام لتدمير الأسرة المسلمة التي تتمتع بقدر كبير من الاستقرار والترابط الذي لا يوجد في أي مجتمعات الأخرى.

عودة المظهر الإسلامي إلى المجتمعات لنرى حركة الناس متوافقة مع المنهج فنشاهد حسن معاملة الناس بعضهم لبعض ورعاية حقوق الجار والرفق بالصغير واحترام الكبير وارتداء الحجاب والرحمة بالحيوان وأن يسود المعمار الإسلامي التخطيط الهندسي للمدن الجديدة لأن مجرد نقل معمار الغرب إلى مجتمعاتنا لا يتوافق مع مناخنا وتقاليدنا الإسلامية التي لا تزال تضرب في أعماقنا والحمد لله.

أتمنى أن أرى زعيما عربيا يقدم استقالته لفشل منهجه في معالجة مشكلات الواقع أو أنه رأى من هو أفضل منه أو أن شعبه لا يريده لعجزه عن تحمل المسئولية لسن أو مرض فيحظى بوصف الزعيم السابق ولكن زعماء اليوم يفضلون لقب الزعيم الراحل!!..

وإنني حين أقول هذه الكلمات وأتمنى هذه الأمنيات التي تم عرضها لا أكون مبالغا في أحلامي بل كان كل ذلك واقعا في دولة الإسلام أيام عزها ومجدها ولكن حين تخلى المسلمون عن دينهم ولجئوا إلى مناهج وضعية ينهلون منها دون وعى اتسع الرتق وماتت في الصدور الهمم وتناثرت على التراب العزائم وقعد الناس عن أهدافهم العليا ولا حول وقوة إلا بالله.

أخيرا

فإنني أطلب أن يسامحني إخواني في تقصيري في حقهم ومن ناحيتي فلقد سامحت الجميع إن كان عندهم حق لي.. وأشكر كل من واساني في محنتي وشد من أذرى داعيا الله للجميع حسن ثواب الآخرة ولا تنسوني من صالح دعائكم فإنني أحوج ما أكون إليه وأنا أسير بخطى سريعة نحو الآخرة فلقد اقتربت النهاية وأوشك العمر على الفناء «كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون».

وصلى الله وسلم على سيدنا محمد

عبود الزمر
تحرير محمد سعد عبد الحفيظ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Ashraf Ayman
Founder & Site Admin
Ashraf Ayman


رقم العضوية : 1
النوع : ذكر
الدولة : أشهر سجين سياسي في مصر Eg10
عدد المساهمات : 3717
نقاط المكتسبه : 37436
التقييم : 158
العمر : 32
الموقع : el7or.ahlamontada.com
العمل/الترفيه : medical records department
المزاج : good
الأوسمة :
أشهر سجين سياسي في مصر 10010

أشهر سجين سياسي في مصر 20010

أشهر سجين سياسي في مصر 200010

أشهر سجين سياسي في مصر Empty
مُساهمةموضوع: رد: أشهر سجين سياسي في مصر   أشهر سجين سياسي في مصر Emptyالسبت يناير 08, 2011 4:55 am

ههههههههههههههههه
حلوه قصه الحياه المصغره الي هوا كاتبها
ربنا ينتقم منوا ومن امثالوا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://el7or.ahlamontada.com
 
أشهر سجين سياسي في مصر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الصوت الحر  :: صوتك الي لازم نسمعه :: نقطة حوار-
انتقل الى: