أستاذ فاروق جويده مصر الأن تطبع صفحات جديدة على جدران ذاكرة التاريخ صفحات أول سطورها سطرت بمداد دماء شهداء ميدان التحرير وبأصوات الأحرار الذين حطمو جدار الخوف وعبرو نهر الصمت الذي غرقنا فيه لسنوات طواليوم فقط نستطيع إحياء أحلامنا المصلوبة على الجدران بعد أن تنفسنا ذاك الهواء النقي الذي حرمنا منه كان للحرية ثمن كبير دفعه هؤلاء الفرسان الذي خرجوا دون إستفتاء من أجل الحبيبة التي تعذبت وسرقت ونهبت من أيدي حكامها لتتساقط اليوم أقنعة الشياطين وتتزين العروس بحلتها الجديدة بأيدي أبنائهااليوم يخبز في كل مكان رغيف الكلام من أجل الحبيبة تملء الأقلام بمداد الحب صاح فرسان الحرية صيحة كالبرق مدوية فانطلقت جند ( أحمس ) في كل مكان لبيكِ يا ابنة ( رع ) فالجهاد لا يحتاج لاستفتاء وأبحرت مراكب الشمس في السماء فسقطت كل الوجوه التي مارست لعبة الأقنعة هؤلاء المسربلون بالخطايا المشنوقون بذنوبهم وعادت الأرض طاهرة من آثام الغربان اليوم أراني أعدو على الحبر كما يعدو ملايين العشاق ومن نُخالة تلك الليالي يخبز رغيف الكلام لتتزين لياليها بفوانيس الشعر والأغاني وتعزف البلابل على الأغصان النضرة كي تنشد في الغسق الممتد أغانيَ عذبة تتدفّق ُ في الروح وتتلألأ الأحلام في كف الليل فتلد السماء غيوم سعادة ماطرة تغسل كل آهةِ حزن وتعيد البسمة لعشب النهار الحزين للولد النائم في جفن أبيه الشهيد ولكل الوجوه التي نقشت حكايتها على صفحات أيامنا المتعبة سيغزل التاريخ من تلك الأيام شالا ً على كتفي ذاكرة منتصرة واليوم عروس الملايين يزفها الشعب في مواكب الحرية مزينة بالورود وحناء الأناشيد ها همُ اجتمعوا وأحاطوها بالحب ترقص وتغني بغير هموم تحت قبعة الظلام ورذاذ المطر الناعم فاليوم أصبح للعصافير فضاء لأرض الحرية سماء اليوم تزغرد أرواح الشهداء وهي محلقة في جنان البرزخ وحدائق القلوب تشرع أبوابها لتستيقظ الورود وتتمطى الأزاهير ويفيض نيلُ عطرك يا مصر الغالية فيغمر الكون بأسره ويثمل أنفاس الخلائق
والسلام ليكم