بيـــــان من الأزهــر الشريف
19 ابريل, 2011
ســـبق للأزهر الشريف أن أعلن في بيانات سابقة وقوفه إلى جوار الشعوب العربية المظلومة المقهورة، ومناشدته الحكام والرؤساء أن يوازنوا بين التضحية بمنصب الرئاسة والتضحية بدماء شعوبهم التي تراق صباح مساء على ثرى أوطانهم وبلدانهم، وتمنى عليهم لو بادروا بالاستجابة لمطالب شعوبهم التي منحتهم ثقتها عقوداً طويلة، وصبروا وحَلموا وانتظروا كثيراً .
والآن، وإزاء ما يجري في سوريا من مواجهات دموية بين السوريين المسالمين الذين ينادون بحقهم في الحرية والعدالة وديمقراطية العيش الكريم في دِرعا وبانياس واللاذقية وحلب وحمص ودمشق وغيرها من مدن سوريا الأبية .
وأيضاً ما يجرى في اليمن منذ أمد طويل في صنعاء والجنوبِ والشمالِ والشرق من أحداث مؤسفة ودماء تَنزف على مدار الساعة، وذلك رغم المبادرات العديدة الكفيلة بإسكات السلاح وإنقاذ الموقف .
وأيضاً ما يُمِضّ القلبَ في ليبيا من جراء قتل الأطفال والنساء والشيوخ، ومحاصرة المواطنين الآمنين بنيران الأسلحة الفتاكة وما تحدثه من موت ودمار وخراب .
إنني إزاء هذا كله أترحم أولاً على شهدائنا الأبرار، وأدعو ثانياً كافة المسلمين إلى إغاثة كل المحتاجين ومساندة كل المظلومين ودعمهم مادياً ومعنوياً حتى يكشف الله الكرب والغمة عن العرب والمسلمين .
وأناشد من جديد حكام هذه البلاد أن يوازنوا بين الأعراض الزائلة ومُّتع الدنيا الفانية، وبين حرمة دماء المسلمين التي عصمتها شريعتنا الإسلامية وقيمُنا العربية الأصيلة، وأن يضعوا نصب أعينهم قول النبي صلى الله عليه وسلم " لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم " ( رواه الترمذي ) رجاء أن يتقوا الله في شعوبهم وأوطانهم فالراحمون يرحمهم الرحمن ..
والأزهر إذ يناشد مملكة البحرين الشقيقة أن تواصل ما بذلته من جهود مشكورة في تأمين العدل والمساواة لكل مواطنيها، يُهيب في الوقت نفسه بجمهورية إيران الإسلامية أن تكف عن التدخل في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين والدول العربية، وأن تنظر إلى ما يحدث في العالم العربي من مشكلات على أنه شأن داخلي بحت تتكفل به شعوب هذه المنطقة، وأصحاب الشأن فيها، وذلك درءً للفتنة وحقناً للدماء، وحفظاً لحسن الجوار وحقوقه، ودعماً لمشروع الحوار بين السنة والشيعة والذي تحرص كل من إيران والأزهر الشريف على المضي فيه قدماً، أملاً في تحقيق وحدة المسلمين في العالم كله شرقاً وغرباً .
والله المــوفـق إلى سواء الســبيل ؛؛؛