الصوت الحر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الصوت الحر

(( نور الوطن ضيائنا .. مج ـــد الوطن طريقنا ))
 
الرئيسيةاغلاق كاملأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 لما الخلاف بين السلفيين والعلامانين

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
طارق المصرى
PR!NCE OF S!TE
PR!NCE OF S!TE
طارق المصرى


رقم العضوية : 74
النوع : ذكر
الدولة : لما الخلاف بين السلفيين والعلامانين Eg10
عدد المساهمات : 2577
نقاط المكتسبه : 34320
التقييم : 69
المزاج : الحمد لله
الأوسمة :
لما الخلاف بين السلفيين والعلامانين 10010

لما الخلاف بين السلفيين والعلامانين 20010

لما الخلاف بين السلفيين والعلامانين 200010

لما الخلاف بين السلفيين والعلامانين Empty
مُساهمةموضوع: لما الخلاف بين السلفيين والعلامانين   لما الخلاف بين السلفيين والعلامانين Emptyالجمعة أبريل 22, 2011 1:55 pm

هل يحتاج الوطن العربي إلى فتنة جديدة تزيده تقسيماً وتفتيتاً وتجزئة؟ وكيف يتم ذلك بأيدينا وليس بأيدٍ أجنبية، صهيونية؟ وفي نفس الوقت نقرأ تاريخنا ونعيب على أنفسنا وقوعنا في الفتنة الكبرى الأولى. وننعي لأنفسنا ضياع الأندلس نتيجة للحروب بين ملوك الطوائف، وسقوط الإمبراطورية العثمانية نتيجة للفتنة العرقية فيها بين الأتراك والأرمن والعرب ومختلف القوميات في أوروبا الشرقية.

إن الخصومة الدائرة الآن بين السلفيين والعلمانيين إنما تساهم في تفتيت الأوطان من الداخل، وهي في أشد الحاجة إلى التمسك بالوحدة ضد مخاطر التفتيت من الخارج، والوقوف أمام المخطط الأميركي الصهيوني لتفتيت الأوطان بداية بالعراق -وكما قرر الكونجرس الأميركي بجلسته أخيراً- إلى مناطق ثلاث، كردية في الشمال، وسُنية في الوسط، وشيعية في الجنوب. وهو ما يجري الآن بالنسبة إلى السودان وتقسيمه إلى شمال عربي إسلامي، وجنوب زنجي مسيحي، وغرب عرقي وشرق قبلي. والخطر مازال قائماً على بعض مناطق الخليج العربي وتقسيمه طائفياً ومذهبياً إلى سُنة وشيعة، أو عرقياً، والأمم المتحدة بالمرصاد تتلقى توجيهات الدول الكبرى باسم حقوق الإنسان وحقوق الأقليات. والخطر يهدد المغرب العربي كله وتقسيمه إلى عرب وبربر، وتشاد ومالي ونيجيريا إلى شمال عربي مسلم وجنوب زنجي مسيحي. ويهدد التقسيم لبنان إلى مسلمين وموارنة كما حدث في الحرب الأهلية، أو إلى "موالاة" و"معارضة" كما يحدث الآن. والخطر يهدد الأردن. ويهدد سوريا بتقسيمها إلى علويين في الحكم وسُنة في المعارضة. وقد تقع حروب أهلية بين السلفيين والعلمانيين لتهدد وحدة الأوطان كما يحدث في الجزائر دائماً وفي المغرب العربي أحياناً. وقد يقع الشقاق بين السلفيين والإصلاحيين كما يحدث في الكويت. وهو ما يهدد الأمن القومي في مصر في الفتنة النائمة بين المسلمين والأقباط بالرغم من ادعاءات الوحدة الوطنية ومظاهرها المفتعلة وقضايا التنصير والطلاق والزواج المشترك، وسلوك بعض الرهبان، والفتاوى الرنانة لبعض المشايخ بالنسبة لإرضاع الكبار، أو التوتر داخل الحزب الحاكم بين الرعيل الأول والرعيل الثاني أو بين الحكومة والمعارضة على كل المستويات، الحكم والخصخصة والفساد وآخرها حبس رؤساء تحرير الصحف.
وأخيراً برزت في مصر فتنة جديدة بين أبناء الوطن الواحد بين السلفيين والعلمانيين. العلمانيون يهاجمون السلفيين آراءً ومواقف وشخصيات وكأنه لا يوجد خطر في البلاد إلا منهم. ولا يهاجمون المطبِّعين مع إسرائيل والمتأمْركين باسم الليبراليين الجدد، ولا الأغنياء الجدد في "مارينا" وسواحل البحر الأحمر والأبيض، ولا احتكار الحديد والإسمنت، ولا بيع القطاع العام والمؤسسات والشركات والبنوك باسم الخصخصة، ولا تزوير الانتخابات، ولا قوانين الطوارئ أو قانون مكافحة الإرهاب، ولا حبس الصحفيين، ولا التفاوت الشديد بين الأغنياء والفقراء، ولا مظاهر الفساد الاقتصادي والسياسي، ولا الشللية وجماعات الضغط. ومن ثم يضع العلمانيون أنفسهم في نفس الخندق مع الحكومة التي تعتبر بعض الحركات الدينية عدوها الأول، وخندق الغربيين في اعتبار بعض حركات ما يسمى بـ"السلفية الجهادية" المتطرفة عدوهم الأول، والذي بمواجهته يجد المحافظون الجدد شرعية لوجودهم، وتبريراً لسياساتهم العدوانية على الشعوب، وذريعة لتكوين الإمبراطورية الأميركية الجديدة.

الصراع بين السلفيين والعلمانيين في حقيقته ليس صراعاً فكرياً. فهناك سلفية علمانية وهناك علمانية سلفية. هو صراع على السلطة، ونيل الحظوة.

والصراع بين السلفيين والعلمانيين في حقيقته ليس صراعاً فكرياً. فهناك سلفية علمانية وهناك علمانية سلفية. هو صراع على السلطة، ونيل الحظوة لدى الحاكم، والتسرب إلى أجهزة الدولة ومَواطن السلطة فيها اقتصادية وسياسية وثقافية واجتماعية بل وقضائية. وقد استثمر الحكام هذا الصراع على السلطة والتسابق إليها بالاعتماد على العلمانيين مرة لاستبعاد السلفيين أو بالاعتماد على السلفيين مرة أخرى لإقصاء العلمانيين حتى يضعف الجناحان ويقوى القلب ولا يكون هناك بديل آخر، لا "الإسلام هو الحل" ولا "العلمانية هي الحل" بل "الحكومة هي الحل".

والحقيقة أن الاستقطاب الحالي بين السلفيين والعلمانيين هو استقطاب مفتعل نظراً لوجود تيارات علمانية داخل الحركة السلفية تقول بالدولة المدنية وبأن السلطة للشعب، وتدافع عن التعددية السياسية، وتلجأ إلى صناديق الاقتراع. فالمسافة بينها وبين العلمانيين ليست كبيرة. والإطار المرجعي العام الإسلامي أو الغربي يلتقيان في المصالح العامة. فالمصلحة أساس التشريع. والشريعة وضعية كما قرر الشاطبي مثل القانون الوضعي. ومن العلمانيين من يسلم بأن الإسلام هو التراث القومي للأمة وثقافتها الوطنية. هناك إذن جسور التقاء بين السلفيين والعلمانيين تسمح بالحوار الفكري والوطني بينهما من أجل مواجهة العدو المشترك، القهر والفساد في الداخل والتبعية للخارج والاعتماد عليه. وحركة النهضة التي يعتز بها العلمانيون، الأفغاني، ومحمد عبده وقاسم أمين والطهطاوي وطه حسين والعقاد، جذورها ومنطلقاتها وأطرها المرجعية سلفية، في نظر كثيرين.

السلفية في النهاية، رد فعل طبيعي، يقول البعض، على الحركات العلمانية للتحديث التي تمت تجربتها في حياتنا المعاصرة من ليبرالية وقومية وماركسية. وكانت النتيجة مزيداً من الاحتلال. فقد ضاع نصف فلسطين في 1948 في العصر الليبرالي. وضاع النصف الثاني في 1967 في العصر القومي. وازدادت المسافة بين الأغنياء الجدد والفقراء الجدد. واشتد القهر. وضاعت قيم الحرية والعدالة معاً. وهي عند هؤلاء تبدو كما لو كانت صرخة احتجاج ضد مآسي العصر، تبعية بعض النظم وعجز الشعوب.

تشتعل الفتنة بالهجوم المستمر للعلمانيين على السلفيين وملء الصحف بالسخرية منهم. فيلجأ السلفيون إلى القضاء للثأر منهم. ويستصرخ العلمانيون حرية الرأي والتعبير دون الدعوة إلى الحوار الوطني بين فرقاء الأمة. ويستنجدون بالرأي العام بل وبالدولة لحمايتهم من أحكام القضاء ضدهم بالتعويض. وهو ما تتخذه القوى الأجنبية ذريعة للدفاع عن حقوق الإنسان وحرية الرأي والتبشير بالديمقراطية وبقيَم العالم الحُر. وينشغل الناس بالفتنة بين مؤيد لهذا الفريق ومناصر للفريق الآخر. فتنقسم الأوطان إلى فريقين متصارعين تاركين الصراع الحقيقي بين الداخل والخارج، بين الاستقلال الوطني والتبعية الخارجية. وتفتح جبهة جديدة تشتت الجهود، وتبعد الناس عن الجبهات الحقيقية في الداخل، حرية الصحافة والرأي ضد قانون حبس الصحفيين، مواجهة الفساد والقهر والتزوير، ومعارك العمال وإضراباتهم لنيل حقوقهم، والمخاطر التي تواجه سوريا ولبنان والسودان. وبدلاً من الهجوم في الصحف من العلمانيين واللجوء إلى القضاء من السلفيين هناك الحوار الوطني بين اتجاهات الأمة المختلفة. فالكل راد والكل مردود عليه. كلا الفريقين ضحية لعقلية "الفرقة الناجية". فالسلفيون يعتبرون أنفسهم الفرقة الناجية، والعلمانيين الفرق الضالة. والعلمانيون يعتبرون أنفسهم الفرقة الناجية والسلفيين الفرق الضالة. والحكومة تعتبر نفسها الفرقة الناجية والمعارضة ممثلة في بعض الجماعات الدينية واليسارية، هي الفرق الضالة. البنية واحدة في تكفير المخالفين في الرأي. وهو ضد الإسلام الذي يقر بحق الاختلاف وضد التعددية التي تقرها العلمانية باسم حرية الرأي والتعبير.

إن الفتنة نائمة. لعن الله من أيقظها. التناقض بين السلفيين والعلمانيين تناقض فرعي في الداخل. والتناقض بين الوطن وأعدائه في الخارج، أميركا والصهيونية، وفي الداخل، القهر والفساد تناقض رئيسي. إن الحرص على وحدة الأوطان مشروط بوحدة الداخل في مواجهة الخارج. وغاية السلطة ليست للحكومة أو للمعارضة بل للشعب والتاريخ.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
لما الخلاف بين السلفيين والعلامانين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» السلفيين لاتظلموهم وكفاكم وانا لست سلفى
» شيخ السلفيين بإمبابة: قصة الفتاة المسلمة المحتجزة بالكنيسة كذبة
» من احداث امبابه متبكيش يا امى ل مريم شحاته الى فتاه قبطيه ترد بقوة على السلفيين شاهد بنفسك

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الصوت الحر  :: صوتك الي لازم نسمعه :: نقطة حوار-
انتقل الى: