نحن نحتاج إلى تغيير طريقة تفكيرنا في الرياضة المصرية، وليس فقط تغيير مدرب أو تغيير لاعبين، فالمنظومة بكاملها تحتاج إلى إعادة هيكلة بقوانينها ولوائحها، (هذه ليست مقدمة الموضوع ولكنها أول اكلاشيه مصري رياضي نتمنى أن نكف عن ترديده)
فالاكلاشيهات المصرية المحفوظة التي تكتب على مدار سنوات على صفحات الجرائد وترطرط في برامج التليفزيون تحتاج منا إلى وقفة وتغيير قبل أن يخرج علينا الصحفيون والمحللون يدلون بدلوهم في كيفية التغيير للأفضل، فالأولى بهم أن يغيروا ما بأنفسهم ويكفوا عن ترديد هذه الاكلاشيهات الثابتة والتي بات القارئ المصري يتعامل معها على أنها حقيقة من كثرة ما تم ترديدها، والآن تعالوا نستعرض قائمة الهطل الإعلامي الرياضي عن طريق تحليل أشهر الاكلاشيهات الحمضانة والمفبركة والتي لا يخلو ملف أي صحفي من واحدة أو أكثر منها، وما يكتب بين الأقواس هو للتوضيح ليس أكثر:
1.الفريق يدرس المنافس بالفيديو ويطلب من السفارة المصرية توفير شرائط لمبارياته الأخيرة (وهذا الاكلاشيه يكتب عندما يلتقي فريق مصري مع فريق افريقي مجهول، وهو مانشيت يكتبه الصحفي وهو مغمض عينه وجالس في مكتبه من دون الاتصال بإداري النادي، وأكبر دليل على أن هذا المانشيت قديم ومفبرك ويتكرر منذ التسعينات أن الماتشات بتيجي دلوقتي على سيديهات .. نادي ايه ده إللي لسة عنده فيديو دلوقتي)
2.المدير الفني ينصح لاعبيه بعدم الاستهتار بالمنافس (وذلك عندما تلتقي مصر أو أحد أنديتها مع فريق ضعيف، وهو مانشيت في المضمون فهل يعقل أن المدير الفني سيتصل بالجريدة ليقول : الخبر كاذب فأنا نصحتهم بالاستهتار بالمنافس)
3.فلان يسابق الزمن للحاق بالمباراة وطبيب الفريق ينصحه بعدم استعجال العودة للملاعب (فاي صحفي قاعد على مكتبه يمكنه كتابة مثل هذا الخبر عن اي لاعب مصاب وهو مطمئن، فبديهي أنه يسابق الزمن للحاق بالمباراة وبديهي لن ينفي طبيبه الخبر ويقول: والمصحف انا قلتله يستعجل العودة عشان تتكرر الإصابة)
4.المدير الفني يعالج الأخطاء ويغلق ملف مباراة الأمس ويستعد للمرحلة المقبلة (وهذا المانشيت مفروض يوضع على مجلة حائط وليس في جريدة يومية، فالجرائد عندما لا تلحق طبعتها الأولى نشر نتيجة المباراة، يقوم الصحفي حاطط هذا العنوان، منه جاب سيرة الماتش الذي ينتظره قارئ الرياضة ومنه هرب بذكاء غبي عن تحليله أو ذكر نتيجته، وذلك عن طريق كلام عائم وأهبل يصلح في حالة خسارة الفريق أو فوزه، فطبعا كدة كدة المدير هيعالج الأخطاء وكدة كدة هيغلق ملف المباراة)
5.المدير الفني ينصح لاعبيه بإيقاف أفراح الفوز ويستعد للمباراة المرتقبة (وده اكلاشيه ينشر بعد اي فوز وفرحة لأي فريق دون أن يجهد الصحفي نفسه ويتصل بالمدير الفني بعد المباراة)
6.الفريق يتدرب على ركلات الجزاء قبل المباراة المصيرية (بكل اطمئنان فالصحفي في مكتبه ودون أن يتكبد عناء الذهاب لتدريبات الفريق يمكنه أن يرزع هذا المانشيت قبل اي مباراة قد تشهد الاحتكام لركلات المعاناة من نقطة الجزاء "يادي النيلة اديني انا كمان قلت اكلاشيه مصري شهير وهو ركلات المعاناة، منك لله يا ميمي يا شربيني")
بيقولك مرة مدير فني قال للاعيبته ملكوش دعوة بالهجوم وعايزكوا تقعوا في أخطاء دفاعية
7.مجلس الإدارة يحث اللاعبين على الفوز ويساند الجهاز الفني (اكتب اكتب ياعم الصحفي من غير ما تكلم حد، يعني مجلس الإدارة هيقولك: لأ احنا بنحث اللاعيبة ع الخسارة)
8.المدير الفني يعنف اللاعبين في غرفة خلع الملابس بعد الخسارة المفاجئة (يعني كنت واقف على الباب مثلا وسمعته؟)
9.المدير الفني يركز على الجانب الهجومي ويحذر من الأخطاء الدفاعية (سمعت النكتة دي: بيقولك مرة مدير فني قال للاعيبته ملكوش دعوة بالهجوم وعايزكوا تقعوا في أخطاء دفاعية)
10.المدير الفني للفريق يعالج الدوليين نفسيا بعد خسارة المنتخب (لا تعليق)
11.نقص الموارد يهدد التعاقدات الجديدة (هذا المانشيت يمكن كتابته وانت مغمض عن كل اندية مصر ما عدا الأهلي)
12.الاستغناء عن بعض اللاعبين لتوفير أماكن في القائمة للصفقات الصيفية يشعل الصراع داخل الفريق (هذا المانشت يمكن كتابته وانت مغمض عن النادي الأهلي فقط كل عام)
13.اللاعب يعيش حالة نفسية سيئة بعد هتاف الجمهور ضده (لا تعليق)
14.المدير الفني: المنافس لديه امكانات هجومية ودفاعية كبيرة (برضه مستحيل المدير الفني يرسل للجريدة تكذيب يقول فيه: المنافس ملوش فيها وانا هقلعه ملط في الماتش)
مستحيل المدير الفني يرسل للجريدة تكذيب يقول فيه: المنافس ملوش فيها وانا هقلعه ملط في الماتش
15. المدير الفني: مواجهة فريق منظم أفضل من مواجهة فريق يلعب كرة عشوائية (وهذا التصريح المضروب يحفظه الصحفي عن ظهر قلب ويكتبه دون الاتصال بالمدير الفني، وهو ينشر عندما يلاقي الفريق أحد الفرق أو المنتخبات الافريقية غير الكبيرة، لأن سلو بلدنا أن المباراة لازم تكون صعبة حتى لو لعبنا مع منتخب الرأس الأخضر ونبرر هذه الصعوبة بقولنا "اخطر حاجة الفرق العشوائية")
16.مدير الكرة: وقعنا في مجموعة الموت (عزيزي القارئ لقد جعلت الصحافة كل مجموعاتنا هي مجموعات موت، فإذا وقعنا "وده بديهي" مع الثمانية الكبار في افريقيا ستكون مجموعتنا مجموعة موت لأنهم كبار، وإذا شملت مجموعتنا فرق مثل مالي أو زامبيا أوتوجو أو ناميبيا أوبوركينا أو موزمبيق فإنها أيضا مجموعة موت بسبب الاكلاشيه الذي يقول ان الكرة الافريقية تطورت ومبقتش زي زمان وان الفرق دي تضم الكثير من المحترفين، وطبعا لو وقعنا مع تنزانيا أو اثيوبيا أو بنين أو تشاد سيكون الاكلاشيه الجاهز هو الاكلاشيه الموجود في النقطة رقم 15)
17.كابتن الفريق: تركيزي منصب على الفريق ولا أفكر في العروض الخارجية (بصراحة أنا لو من كابتن الفريق ارفع قضية على الصحفي الذي فبرك التصريح، ازاي يقول عليه مركز مع الفريق)
18. الشوط الأول خلص ولسة فاضل الشوط الثاني (ده تصريح مبقالوش 10 سنين يتردد على ألسنة المدربين المحنكين بعد تحقيق الفوز في مباراة الذهاب)
19. خد الكام جملة دول إللي بيملوا مساحات بيضا على ورق الجرايد: شهدت تدريبات الفريق التدريب على الكرات الثابتة وعلاج الأخطاء الدفاعية – شهدت التدريبات منافسة شديدة بين اللاعبين لحجز مكان في قائمة المباراة- ركز المدير الفني على تجربة اساليب لعب جديدة في التدريبات – وحذر المدير الفني من الاندفاع الهجومي لإحراز هدف مبكر، "وبالنسبة للفرق الصغيرة" يسعى المدير الفني لاستغلال الهجمات المرتدة – يلعب الفريق على غلق مفاتيح لعب المنافس وعلى التمركز الدفاعي للخروج بافضل نتيجة – وشدد المدير الفني على ضرورة امتصاص حماس المنافس الذي سيسعى لإحراز هدف مبكر.
20. الكام جملة دول ليسوا فبركة لتصريحات لم تقال أو فبركة لأحداث لم تحدث ولكنها تعبر عن حنكة لا يمل الصحفيون من استخدامها وهذه الجمل هي - المباراة لا تقبل القسمة على اتنين – المباريات القادمة مباريات كؤوس – تحت شعار لا بديل عن الفوز – الفريقان كتاب مفتوح.
21. أما اكلاشيهات المعلقين فبالملايين ولكننا سنذكر اكلاشيهاتهم القديمة قدم التنين- التسلل سلاح ذو حدين – لو لعب على التعادل هيخسر – أحسن وسيلة للدفاع هي الهجوم – "لو اللاعب صغير وقدم اداء جيدا يقول:" اللاعب جريء وعايز يثبت نفسه وعشان كدة بيقدم احسن ما عنده – "لو اللاعب صغير وفشل في اثبات ذاته يقول:" اللاعب جريء وعايز يثبت نفسه وعشان كدة محتاج الصبر عليه والنصيحة عشان هو عايز يعمل كل حاجة في الكورة).
المشكلة عزيزي القارئ أننا لا نعرف المشكلة، فهل العيب في الصحفيين "الضريبة" يعني اللي بيضربوا أخبار؟ أم أن هؤلاء "الضريبة" يعلمون جيدا أنهم حتى لو تكبدوا عناء الاتصال بالمصادر سيردون أيضا بجمل مثل: المباريات القادمة مباريات كؤوس واحنا هنلعب للفوز وبحذر دفاعي؟
تعالوا نطور المنظومة بأكملها بدءا من العاملين فيها والذين يكتبون عنها وحتى الذين يشجعونها، فالشعب المصري يعشق الساحرة المستديرة ويستحق أكثر من ذلك (شفت الاكلاشيه الأخير ده بتاع الساحرة المستديرة .. برضه منك لله يا ميمي يا شربيني)