ثورة الجياع ... على المقهى
حوار على دخان الشيشة
كان المقهى شبه خالي من الرواد عندما وقف أمامي الشاب المكلف بمتابعة حالة الشيشة وبادرني بالسؤال..
هو: هي الثورة هاتقوم إمتى ياباشا ؟
إنتبهت له متعجباً: ثورة إيه ؟؟
هو: ماهو يابيه .. الناس بقت فقيرة وجعانة وماحدش لاقي ياكل حاجة
أنا: آه .. تقصد ثورة الجياع
هو: الله أكبر .. والله أنا من الأول وأنا بقول عليك إنك مثقف .. أيوة ثورة الجياع .. هاتقوم إمتى دي بأه ؟
تقمصت دور المثقف وكأني في حالة حوار مثلما كان الحال بين الرجل العجوز والشاب الغاضب في مقالات إحسان عبد القدوس الشهيرة " على مقهى في الشارع السياسي" ، تركت الصحيفة جانباً ورددت عليه السؤال بسؤال
أنا: وتفتكر إنت إمتى ؟؟
هو: والله المفروض دي كانت تحصل من قبل كده ؟ بس أنا مش عارف العملية متأخرة ليه
إعتدلت في جلستي وأخذت وضعية المحاضر العالم ببواطن الأمور وقلت له
أنا: من يراجع التاريخ وينظر إلى كل ثورات الجياع التي قامت هنا أو هناك سوفيكتشف مثلك أننا تأخرنا كثيراً ،بالرغم من أن العوامل المسببة لتلك الثورةعندنا قد وصلت إلى مراحل تفوق المراحل التي كانت سبباً في الثورات السابقة ،وهذا لعدة أسباب
لم أدع لمضيفي الشاب فرصة للمقاطعة أو إلتقاط الأنفاس وإستكملت محدثاً إياه
أنا: ثورة الجياع ياصديقي لم ولن تأتي وهذا لعدة أسباب
أولاً : أحد أسباب ثورة الجياع هو ألا يستطيع دخل الفرد أن يسد قوت يومه ، وهذا غير واقع .. فلا تغرك الأرقام الهزيلة التي تسمعها عن الرواتب ، فلا أحد يستطيع ياصديقي أن يصمد أسبوعا واحداً بتلك الأرقام ، لذلك ظهر الفساد وظهرت الرشوة والسرقة المقنعة التي قامت بعمل توازن إجتماعي فأصبح الكل يتكسب من الكل .. وتحول الحرام إلى أمور مشتبهات والمشتبهات إلى حلال .. فنام الجميع غير جوعى .. لذلك لن تقوم ثورة الجياع
ثانياً: ثورة الجياع تقوم أثناء وجود فجوة أمنية ولو صغيرة ، ونحن في دولة أمنيةتزداد ترابطاً وتماسكاً يوماً بعد يوم حتى أصبحت وحشاً يفترس كل صوت عال ،فيزداد الناس خنوعاً وإستسلاماً ويخاف الجميع أن يهمس بالإعتراض متمنياًأن يقوم الآخر نيابة عنه بذلك ولكن هو لا... وثورة الجياع صوتها عال
ثالثاً : في الدول التي تقوم فيها ثورات جياع يكون هناك ثوريون لهم نزعات قيادية كاريزمية لها تأثير على الجميع ويلتف حولها الجميع وتكون قوة محركة ودافعة للجياع للتحرك ، ونحن للأسف ليس لدينا هؤلاء وإذا ظهرت بوادر تلك الزعامة في أحدهم فإنه يوؤد في المهد بالغيرة منه وتخوينه ، والزعيم في تلك اللحظة يجب ألا تشوبه أي شائبة وإلا تفرق الناس عنه
رابعاً : ثورة الجياع تقوم في الدول القمعية الديكتاتورية الكاملة ، ونحن مازال لدينا هامش بسيط من الحرية كافياً أن يمنع ثورة الجياع
كل هذه العوامل وغيرها مجتمعة توضح لماذا لم تقم ثورة الجياع ... ولن تقوم وبلاش دوشة بأه وغيّر الشيشة
ذهب غير مُعجباً وهو يَهزي بكلمات شبه مفهومة إلتقطت منها ثلاثة كلمات
قال مثقف قال..
هل اكتملت مقومات ثورة الجياع في مصر ؟؟ أم لم تكتمل ؟ أم منعتها ثورة 25 يناير من أن تكتمل ؟؟
لا أعلم ..ولكن دعونا نفتح كتاب التاريخ لنرى كم مرة تعرضت مصر لهذا النوع من الثورات ..
يحدثنا تاريخ مصر المحروسة الطويل عن العديد من الأزمات الاقتصادية والمجاعات، نتيجة تدهور الزراعة وإنهيار الصناعة وتفشي الفقر والبطالة وانتشار الفساد والمتاجرة بقوت الشعب، هذه الظروف أدت في أغلبها إلي ثورات قادها الجياع، ففي نهاية الدولة القديمة من العصر الفرعوني كان يحكم مصر حاكم ضعيف هو الملك بيبي الثاني الذي اعتلي العرش وعمره ست سنوات، ولمدة ٩٤ سنة، ولصغر سنه عرفت مصر في عهده الفساد والانحلال والانقلابات والحروب القبلية الأهلية،
وكانت الحكومة في تلك الأثناء ضعيفة، تحكم أحد كبار رجال البلاط ويدعي حرخوف في مقاليد الحكم لتفاهة وصغر عمر الملك، ويحكي أنه كان في مهمة خارج البلاد فعثر علي قزم يجيد الرقص فأخبر الملك بأنه سيأتي بهذا القزم إلي البلاط ليتسلي به الملك وقد كان في العاشرة من عمره فرد عليه يشكره كثيراً ويوصيه بأن يتولي رعايته جيداً حتي يصل سالماً ثم كافأه علي ذلك.. عيل بقي وكان ملهي عن شؤون الحكم!!
ما دّونه التاريخ عن الأحداث التي حدثت في عهده هو ما سجله الحكيم ايبور في كتاب «صرخة نبي» يخبر به الملك بيبي الثاني عن أحوال البلاد لعله يشعر بما وصل إليه حال شعبه.. قال: «إن الناس قد ماتت من الجوع، والذين عجزوا عن دفن موتاهم لغلاء أسعاره، كانوا يلقون بهم في النيل حتي أصبحت التماسيح ضخمة لكثرة ما تأكله، وانقلبت الأوضاع في المجتمع فلم يعد أحد يضحك، وحتي الأمهات لم يعدن ينجبن، والمرأة الثرية التي كانت ترتدي الكتان تمشي ممزقة، والتي كانت تملك المرايا لم تعد تري وجهها إلا علي سطح الماء، وكان الأطفال يقولون يا ليتنا ما ولدنا في هذا الزمان، وصار اللصوص أغنياء.
انتهت تلك المجاعة بثورة يحدثنا التاريخ أنها كانت بداية انهيار الأسرة السادسة الفرعونية، وتكررت علي أم الدنيا الأزمات، ففي زمن الخليفة المستنصر بالله الفاطمي مرت مصر بمجاعة كبري سميت بالشدة المستنصرية، وامتدت هذه الأزمة لمدة سبع سنوات متصلة، فضلاً عن السنوات السبع العجاف في عصر سيدنا يوسف وغيرها كثيرو كثير، وبالرغم من هذا كله قد تخطي الشعب الأصيل الشدائد، فربنا يحمي مصر المحروسة ويفرج أزمة الخبز، ما نرجوه أن يخرج علينا حكيم من حكماء هذا الزمان لا ينافق أحد ليبصر بما وصل إليه حالنا كما فعل
تعالوا لنتعمق أكثر في أول ثورة إجتماعية في التاريخ ..
1-ثورة الجياع في عصر الفرعون "بيبي الثاني"
من هو بيبي الثاني ؟؟
والله بيبي فعلا..
پيپي الثاني نفر كا رع (2278 قبل الميلاد سادت جيم - ج. 2184 قبل الميلاد)كان فرعون من السلاله السادسه في المملكه المصرية القديمة. بعد وفاة مري أن رع تولي الحكم أخوه الملك ببي الثاني. الذي ذكر عنه مانيتون أنه وصل الي العرش وعمره 6 سنوات بعد وفاة والده وانه حكم 94 عاما وأن امه كانت الوصية عليه كما أن خاله الامير "جاو" ووزير في نفس الوقت صاحب اليد العليا في تصريف أمور البلاد.
عموما بعد حكم پيپي الثاني أطول فترة حكم لعاهل في التاريخ 94 (2278—2184)، على الرغم من أن هذا الرقم متنازع عليه من قبل بعض علماء المصريات الذين يؤيدون عهد أقصر مدة 100 عاما.
كيف اشتعل فتيل تلك الثورة؟؟
ارتبط اسم هذا الملك بالحملات التي كان يرسلها الي الجنوب بقايدة حكام الفنتين. اشهرهم "حرخوف" و"بيبي-نخت" و"ميخو" كانت مصر في هذه الفترة في حاجة ألي الملك قوي يكون له من النفوذ والسلطان مايكبح بهما جماح حكام الأقاليم الذين ضعف ولاؤهم للحكومة المركزية وأصبح لاهم لهم ألا الحصول علي مزيد من السلطة والمال دون اهتمام بأحوال رعيتهم ولكن الملك بيبي لم يكن قويا وبالتالي لم يكن قادراً علي تصريف الامور واخذ حكام الأقاليم يسلبونه سلطاته ماأمكنهم ذلك. في ظل هذه الظروف عمت الفوضي أرجاء البلاد ولم يكن هناك من ضحية سوي العامل والفلاح الذين ذقوا الأمرين وما أن واتتهم الفرصة للتعبير عما تجيش به صدروهم حتي قاموا بثورة اجتماعية عارمة رافضين كل مافي المجتمع من ظلم وفساد.
إيبور يتحـدث عن الثورة ..ترى عن أي ثورة يتحدث إيبور؟؟؟
منذ أكثر من أربعة آلاف سنة سجل الأديب والحكيم المصري القديم إيبور أحداث أول ثورة في التاريخ, وكان تسجيله لها يركز علي أسبابها ونتائجها الأولية, وبالطبع لم يعش إيبور طويلا ليري خاتمة نتائج الثورة..
فالثورات بكل أنواعها سواء كانت مدفوعة بعوامل اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية أو دينية, تخرج الي النور لأسباب واضحة ويكون لها نتائج مباشرة تنقسم الي نوعين: نتائج مستديمة وأخري وقتية, وذلك علي المدي الزمني القريب من وقت حدوث الثورة, لكن نتائج الثورات في الأمم لا تظهر إلا بعد مرور سنوات, وذلك من وجهة نظر مؤرخ ودارس لعلوم الآثار, ومثال علي ذلك نجده في نتائج ثورة الشباب, حيث كانت النتيجة الفورية هي حدوث التغيير, وهي نتيجة ستظل دائمة ولن تتغير بحال من الأحوال.
أما النتائج الوقتية فهي ما علق بالثورة من انتشار أعمال نهب وسلب وبلطجة واختفاء للأمن, بفضل جماعة المجرمين الذين استفادوا بما حدث من اختفاء لدور رجال الأمن لسبب أو لآخر.. وسينسي التاريخ هذه النتائج اللحظية أو الوقتية في ظل نتائج أخري أهم وأقوي تأثيرا.
وعودا الي إيبور الراصد لتاريخ أول ثورة اجتماعية علي الأرض, فلو استدعيناه ليكتب ويسجل ثورة52 يناير, فمما لا شك فيه أنه كان سيصب تركيزه علي هؤلاء الذين يحاولون ذبح الثورة بتعطيل الحياة, وإخراج كل رموز الشر ليزرع الحقد والضغينة بين أفراد البلد الواحد, وكيل لي الاتهامات, ولكل الناس والتعريض بالشرفاء لزرع الإحباط في النفوس, وتلوين كل شئ بلون أسود كئيب.
هؤلاء هم أصدقاء إله الشر ست الذين حاربهم الفراعنة العظام, وتمسكوا بمبادئ الـ ماعت الحق والعدل والنظام.. إنه درس في عوامل بناء الأمم والحضارات, ولقد عاتب إيبور الملك الذي كان يحكم مصر أيامها لضعفه واستكانته الي بطانة الخراب فكانت النتيجة أن ثار الشعب عليه, وانقلبت الأحوال, واستغل المجرمون الفوضي, فصار الأمن حلما بعيد المنال, حتي أن الفلاح أصبح يذهب الي حقله ليزرعه وهو متسلح بدرعه وسيفه خوفا علي نفسه.. رأينا أبواق الشر تعلو يتحدث فيها من سرق المال واستحله لنفسه,, ومن سرق التراث وضيعه, بل من سرق العلم لينال لقبا لم ولن يكون أهلا له,, ولبس هؤلاء زي القاضي والجلاد في الوقت نفسه, فلقد اتهموا الناس وحققوا معهم وحكموا عليهم وعاقبوهم.. سبحان الله. كان إيبور يأمل في خروج البلاد من حالة الفوضي والضياع علي يد منقذ مخلص للبلاد وترابها, ولم يعمر إيبور طويلا ليري هذا المنقذ والذي هو الملك منتو حتب الثاني نب حبت رع الذي جاء من قلب الصعيد ومن منطقة الاقليم الرابع الجنوبي وعاصمته واست, وهي محافظة الاقصر الحالية لينتشل البلاد من التفكك, ويقضي علي دعاة الفتن وقادة الفوضي. ويعود الفلاح الي أرضه والصانع الي مصنعه والكاهن الي معبده,, لتشرق شمس الحضارة المصرية القديمة علي أرض كتب عليها الخالق أن تكون لبنة الحضارة الانسانية الأولي وستظل..
يقول لنا إيبور:
ليتني رفعت صوتي في ذلك الوقت كي أنقذ نفسي من الألم الذي أنا فيه.. لأن البؤس عم في هذا الزمان.. المتحلي بالفضائل يسير وهو محزون.. العدالة موجودة الآن في الأرض باسمها فقط.. وما يفعله الناس هو التعسف فقط والظلم..
لقد انبري اصحاب ست ليوقفوا الحياة ورصد إيبور ما فعلوه باقتصاد البلاد قائلا:
أصبح الناس لا يبحرون الي جبيل( لبنان) ولكن ماذا نصنع للحصول علي خشب الأرز اللازم لمومياواتنا!..
إنه يقول أصبح المجرمون يكممون في الأحراش والطرقات حتي يمر الغريب الذي دهمه الليل فيسلبوه ما يحمل ويجردوه مما معه, ويضرب بالعصا بل يذبح ذبحا شنيعا.. حقا أصبحت الارض تدور كعجلة صانع الفخار( تلف دون نتيجة..ونظام البلاد أصبح رأسا علي عقب.. من كان لصا صار الآن رب ثروة..
ونقول لـ إيبور حكيم مصر القديمة: لا تحزن فإن مصر قد نهضت بعد رحيلك عظيمة كما كانت, وكرر التاريخ أحداثه فقامت ثورات أخري, وأصبحت مصر أعظم وأعظم.. وما تحدثت عنه يا عمنا إيبور رأيناه تحت أحفادك اليوم, فإن اصدقاء الشر مازالوا يعملون بكل نشاط وهمه لنشر الفوضي, لكنهم لن ينجحوا وسيخبو نار حقدهم ويردوا الي قلوبهم مرة أخري, هي جولات مستمرة من صراع ابدي بين الخير والشر, ودائما النتيجة محسومة للخير مادام للحياة أنفاس تخرج.
رأينا في الايام السابقة الأغلبية الصامتة من المصريين بدأت تخرج عن صمتها وتتحدث بنصرة مبادئ ثورة الشباب, والوقوف ضد اصحاب ست إله الشر وأذياله كهذا الذي يمشي عكس الاتجاه بعربته, وآخر يرمي بمخلفات الهدم علي الطرقات وهؤلاء الذين استحلوا الأرض السوداء الخصبة, وشيدوا عليها بيوت القبح لمنافع مادية رخيصة, وكانت الطامة استحلال أرض الاجداد التي وضعوا بها مقابرهم وأهراماتهم وآثارهم, فلم يتورعوا عن جرفها باللوادر بزعم بناء مقابر لهم, أو مسجد وهم بكذبهم وافترائهم يفتنون, فما فعلوا ذلك إلا لكي يحفروا في تلك الاراضي بحثا عن الآثار لبيعها, وهم يجهلون أن بها لعنة ستصيبهم وأبناءهم.. فما من أحد حاول اغتصاب أثر من آثار الاجداد إلا وأصبح بفعلته نادما. ألم يتم الحكم علي اللصوص التسعة الذين تم ضبطهم ليلة الهجوم علي المتحف المصري بالسجن خمسة عشر عاما؟وكذلك صدر نفس الحكم علي اللصوص الثلاثة الذين تم ضبطهم أخيرا وبحوزتهم21 قطعة أثرية مع تغريم كل منهم نصف مليون جنيه, ونحن في انتظار نتيجة محاكمة اللصوص الثلاثة الآخرين الذين تم ضبطهم الاسبوع الماضي ومعهم خمس قطع أثرية, لكي يصبح عدد القطع التي مازالت مفقودة من المتحف هو73 قطعة أثرية.
سرعان ما ستكشف الغمة, وتمسح الثورة كل ما علق بثوبها الابيض, وتبقي نتائجها التي غيرت بالفعل وجه الحياة في مصر.. فلكل زمن طابع وروح, وليس هناك زمن كله شر, فحتي أحلك الأوقات تخرج منها طاقات نور وأمل, لابد أن نركز عليها لكي نبث الأمل في نفوس شبابنا الذي تمسك بحريته.. وعلينا مساندتهم وتعليمهم من دروس التاريخ والحضارة, لكي تهدأ نفوسهم, ويعلموا أن ما حدث بالأمس قد حدث مرات في تاريخ هذا البلد.. فعلينا ألا نحيد عن الطريق, وان نتمسك بـ ماعت وهي إلهة الحق والعدل والنظام.. أمة واحدة تعيش علي ارض واحدة يرويها نهر واحد, وتتحدث بلسان واحد وتؤمن بإله واحد.. فلنواجه الواقع بالعمل والعمل والعمل.. كلمة السر للنجاح.
لقد تحققت مكاسب عديدة علي مدي السنوات السابقة, فلنبن عليها, ولنحذر كل الحذر من هؤلاء الذين يقولون بضرورة هدم كل شئ للبداية من جديد, فهذه دعوة للخراب, دعوة الي ضياع ثروات البلاد, فلنتمسك بما تحقق ولنبن عليه.. التغيير لا يأتي في ظل تعليم منقوص, وإعلام نصف الكوب الفارغ, وإنما الامل في غد أفضل وحياة أرقي لكل المصريين لا فرق بين مسلم ومسيحي, قبلي أو بحري, بئس العصبية والقبلية, إنه واجب قومي علينا, وصمام أمن هذا الوطن.. دعونا نقول لأصحاب الشر: أبدا لن نتوقف عندكم ولن تجرونا إلي كهفكم المظلم.. بل سنبني ونظل نبحث عن مشروعنا القومي, لكي نلتف حوله مثلما نجح الفراعنة من قبل خمسة آلاف عام علي إيجاد هذه الروح.. روح العمل من أجل مشروع قومي للبلاد.. كان هو بناء الهرم, ونجح عبد الناصر في إحيائه بتشييد سد الأمن والأمان لمصر, وهو السد العالي.., ثم جاء السادات وجعله تحرير الأرض وتطهيرها.. والآن فما هو مشروعنا القومي؟
نسأل كل مصري أن يدلي برأيه في هذا الموضوع, علنا نخرج بفائدة لكي تهدأ نفس الحكيم إيبور ويعلم أن مصر أبدا لن تموت..