فى أول حديث له بعد خروجه من السجن وقضائه 30 سنة، قال محمد الأسوانى أقدم سجين سياسى فى مصر، الذى أصدر النائب العام قرارا بالإفراج عنه، إنه لو قدر له أن يحكم على الرئيس السابق محمد حسنى مبارك سيرسله إلى جهنم، ووجه لمبارك وحبيب العادلى قائلا "إن الله لا يملى الظالم حتى إذا أخذه لم يفلته".
وقال الأسوانى خلال المؤتمر الصحفى الذى نظمته لجنة حقوق اللإنسان بنقابة المحامين ظهر اليوم السبت، للاحتفال بخروج الأسوانى، إنه دخل السجن وعمره 23 سنة، وقضى بداخله 30عاما، ولكنه خرج من السجن وعمره ما زال 23 عاما، قاصدا أنه لا يحتسب الـ 30 سنة.
وأضاف: كنا مجموعة من الشباب عددنا قليل نريد إسقاط النظام، كما فعل شباب الثورة، ولكن لم يكن هناك تواصل بيننا وبين المجتمع، واستطاع النظام السابق أن يسحقنا تماما، ولكن شباب ثورة 25 يناير حققوا ما حلمنا بتحقيقه، مؤكدا أنه سينزل ميدان التحرير فى أقرب فرصة لمشاركة الشباب، وأنه كان ينوى نزول الميدان أمس الجمعة عقب خروجه من السجن لكنه أصيب بأزمة قلبية حادة.
وأكد الأسوانى أنه تعرض لكافة أشكال التعذيب داخل السجن، موضحا أنهم عندما نزلوا سجن أبو زعبل كان أمامهم خيارين، إما الركوع لصورة كبيرة لحسنى مبارك، وإما السير فى طرق كلها قمامة، ومياه مجارى فى حالة عدم الركوع، بعد التعرض لضرب شديد، بالإضافة إلى أنهم كانوا ينامون على ورديات لضيق الزنزانة التى بلغت مساحتها 1.5 متر، ومنعه من الزيارة لمدة 10 سنوات متواصلة، وأضاف قائلا "فى أول زيارة لأهلى رأيت فتاة تعرفنى على نفسها وتقول إنها أختى".
وأضاف الأسوانى أنه قبل قيام ثورة 25 يناير بسنة رأى فى منامه أن نهر النيل قد جف، وأن مياها غزيرة كست الطريق أمام ما سبيرو، وميدان عبد المنعم رياض، وميدان التحرير، وشارع القصر العينى، وأن هذه المياه، كانت صافية وشرب منها، موضحا أنه لم يصدق قيام الثورة وذهل عندما تأكد من سقوط نظام مبارك.
وتوجه الأسوانى وممدوح إسماعيل عضو مجلس نقابة المحامين إلى مكتب النائب العام عقب المؤتمر الصحفى، لتوجيه الشكر للمستشار عبد المجيد محمود والمستشار عادل السعيد النائب العام المساعد، وبعدها توجهوا للواء منصور العيسوى ووزير الداخلية لشكره أيضا.
وقال ممدوح إسماعيل إن النائب العام ومساعده والمستشار هشام الدرندلى المحامى العام لرعاية المسجونين ووزير الداخلية بذلوا مجهودا كبير ا فى سبيل الإفراج عن الأسوانى، خاصة أنه تلقى وعدا منهم منذ أسبوعين بالإفراج عنه وهذا ما تحقق بالفعل.