بشار اليوم لا يسمع إلا صوت عقله المشوش الخائف، الذى يقول له بأنه سيلاقى مصيرا، طبعا ليس كمصير بن على الذى يبدو أنه الناجى الوحيد، بل كمبارك أو القذافى، فنجده فى خطابه الأخير مصعدا لا فاهما مثل بن على ولا مدركا ومحاولا التهدئة كمبارك ولا حتى فارا كالقذافى، بل يهدد ويتوعد وكأنه يملك المزيد من الوقت.. إلا أن نظاما كنظام الأسد ارتكب كل هذه المجازر وأسال كل هذه الدماء لابد له من إكمال مسيرته حتى النهاية حتى لو اضطره الأمر إلى إبادة النسل السورى عن بكرة أبيه فهو عنيد مستبد ظالم ومعروف عنه القمع الشديد والأذى، فكيف نتوقع منه أن يستسلم فى وجه أناس عراة إلا من إيمانهم بأن نصر الله قريب؟ وفى المقابل نستطيع القول بأن شعبا كالشعب السورى ضحى على مدى عقود بخيرة شبابه لابد له هو أيضا من أن يتابع انتفاضته حتى آخر رجل طفل وامرأة، إن الدماء التى سالت تعتبر حافزا ودافعا للأمام وليس العكس.. إذا لدينا فى سورية حاكم طاغ عنيد وشعب مؤمن بحقوقه وعنيد بذات قدر قائده، ولأن الشعوب أبقى من قادتها، ولأن الظلم لابد زائل، ولأن بعد الليل الطويل نهار