التنبيه الهام إلى الخطأ الهدام
من المعلوم لدى الجميع أن اللغة العربية هي ألفاظ ومعاني ,وأن العرب تضع اللفظ ليدل على شيء مراد بذاته ,فمثلا لفظ السماء يدل على السماء التي نعرفها فوقنا ذات اللون الأزرق الصافي ,ولفظ الأرض يدل على الأرض التي نعيش عليها ونمارس عليها متطلبات حياتنا أليوميه ,ولفظ الماء يدل على الماء الذي نشربه وهو يشكل ثلاثة أرباع الكرة الأرضية وهو عديم اللون والطعم والرائحة وهكذا .........
وعلى أساس ما مضى يقال اجتمع العرب واتفقوا على أن يضعوا لهم لفظا يجمعهم ,ليدل على شيء ومعنى يريدونه ويقصدونه بذاته ,وبعد البحث والنظر والتفكير والتدبير قرروا أن يشكلوا مجلسا يجمعهم ,يمارسوا من خلاله حقهم المشروع في الحياة بما يكفل لهم حريتهم وأمنهم واستقرارهم في بلادهم ,فشكلوا مجلسا وسموه مجلس جامعة الدول العربية ,ليجتمع فيه قادة وملوك وأمراء الدول العربية ,ويناقشوا أحوال شعوبهم وأوضاعهم المادية والغذائية والصحية ,ويتخذوا من خلاله القرارات الجريئة والصائبة وبما يخدم شعوب وبلدان المنطقة ,والناظر إلى حال جامعة الدول العربية ومنذ أول يوم لتأسيسها والى يومنا هذا ,يجد أنها لم تتخذ أي قرار جريء وحاسم يفيد شعوبهم البائسة أو ينفع بلدانهم الغنية الفقيرة ,وإن كل القرارات التي اتخذوها تصب في الدرجة الأولى بمصالحهم الشخصية ,ولتثبيت كراسيهم التي هزها سونامي الشعوب وزعزعها زئير الأسود ,وكذلك في مصلحة الدول الغربية ,ولما رأوا الخطر قادم إليهم لا محالة بادروا بالعمل وتطبيق القاعدة الشرعية الطبية < الوقاية خير من العلاج > فسارعوا وجمعوا شملهم واتخذوا قرارهم وأصدروا أمرهم, بوجوب هروب زين العابدين من تونس, وبضرورة تخلي مبارك عن الحكم والقيادة ,ولا بد من إنهاء نظام معمر وأزالته من الوجود ,وفي اليمن تتبادل الأدوار, والبحرين جاءها رد حاسم قطع أذناب إيران ,أما سوريا الحبيبة فهي ترضخ في سجن الجلاد منذ عقود طوال ,ثم ورثه قاصر نصب المشانق فيها وأعلن الذبح كيف ما كان ,أب فاجر وابن عاهر تناصرا وتعاهدا على قتل أهل الشام ,فأقاموا فيها مذابح بشريه ,وهتكوا أعراضا تقيه ,وقصفوا مدنا أبيه ,ودمروا مساجد عصيه ,واستخدموا كل أنواع السلاح لذبح شعب اعزل ,فطائراتهم تقصف وبوارجهم ترمي ودباباتهم تهدم ,وقذائفهم تمطر في كل مكان ,ولم يكتفوا بذلك حتى استخدموا السكاكين في ذبح النساء والأطفال, وزادوا حقدا وإجراما حتى احرقوا الناس بالنار, وفي وسط هذه المذبحة العظمى والضجة الكبرى ,يقف العالم بكل صمت وعار ,يتفرج على ذبح أهل الشام ,وأخيرا اجتمعت جامعة الدول العربية واتخذت قرارات هي نفسها اتخذتها من قبل الدول الغربية ,ولم تقدم لأهل سوريا حلا لقضيتهم العصية أو تنهي مذابحهم الإجرامية أو على الأقل تخفف من أوضاعهم المأساوية ,فوقفت حائرا متأملا, ونظرت وفكرت ,فأبصرت اسم جامعتنا العربية ,وهو مكتوب على مقرها بألوان زهيه ومزخرف بأرقى النقوش العربية ,فأيقنت أنهم قد اختاروا ابرع مهندس ,وامهر معمار في العالم ,ليكتبوا اسم جامعتنا بهذه ألصوره البهية ,فعلمت حينها علم اليقين وعين اليقين وحق اليقين ,أن خطاطها كم كان رائعا ,وفنانا ماهرا, حتى أنه من شدة مهارته وروعته نسى أن يضع النقطة فوق عين العربية ,فقرئت العربية ,بدل الغربية ,حينها عرفت وزال العجب لماذا لم تقدم الجامعة لشعوبنا العربية أي نفع أو فائدة تذكر ,فهناك تسمى الدول الغربية وهنا أضافوا لها لفظ جامعة فأصبحت جامعة الدول الغربية وبهذا تشابه المظهر والجوهر وتطابق اللفظ والمعنى فيا شعوبنا العربية أفيقي وانتبهي لا جامعة لكم ولا قرارات تنفعكم ,فماذا ترجون من جامعة أسمها جامعة الدول الغربية ,وصفاتها مجهولة الهوية فهي عديمة اللون والطعم والرائحة ., فلا أسمها منكم أو يمت لكم بصله , ولا صفاتها تنفعكم, فصححوا أخطاء من سبقكم, لتصححوا مفاهيمكم ومفاهيم أجيالكم, لتنهضوا بأمتكم العربية.................
عقيل حامد