عقيل حامد New Member
عدد المساهمات : 72 نقاط المكتسبه : 23094 التقييم : 4
| موضوع: حكم طاغية ولا ديمقراطية قاتلة الخميس مايو 09, 2013 8:25 am | |
| حكم طاغية ولا ديمقراطية قاتلة ! لو تبقى الشعوب عقودا من الزمن بل وقرون عدة تعيش تحت حكم طاغية يبني البلاد ويحفظ حقوق العباد ويصون الأعراض والممتلكات , لخير لهذه الشعوب من أن تعيش يوما واحدا في ديمقراطية لا تحفظ فيها الأعراض , ولا تصان فيها الحقوق والواجبات , فتسفك الدماء وتعم الفوضى والخراب البلاد , وهذه الحقيقة تجلت واضحة المعالم , وناصعة في البيان والبرهان على أن حكم طاغية يبني البلاد خير من حكم ديمقراطية تهدم الأخلاق والأمم وتُضيع العباد , هذه الحقيقة بانت للكثيرين منا ومع الأسف بعد أن قتل الآلاف وشرد الملايين من الناس وسلبت الحقوق وضاعت الواجبات , وخاصة في الدول التي شهدت ما يسمى بالربيع العربي والحق إنه ربيع خارجي , فالقائم به داخلي والآمر به خارجي فالتقى الداخلي والخارجي لتنفيذ مخطط خفي , يعلمه العقلاء من العلماء ويجهله غير العقلاء ولو كانوا علماء , فهذه تونس ماذا جنت من ربيعها الدموي ؟ فقد مضى على تغييرها أكثر من سنتين وهي تتراجع إلى الوراء ولم تتقدم ولو لخطوة واحدة نحو المستقبل , وهذه ليبيا الحبيبة فقد كان ربيعها أدمى وأدهى وأمر فماذا جنت بعد مقتل معمرها ؟ وهذه مصر أرض العرب ماذا جنت من حبس حاكمها المخادع المراوغ ؟ حليف إسرائيل أعداء الإسلام والعرب , وكذلك اليمن السعيدة ماذا جنت من حرق وطرد جلادها ؟ فقد تحالف المطرود مع الحوثيين الصعالكه ليقسموا أرض إيمان العرب , وماذا جنت الأرامل والأمهات وماذا جنا الفقراء والأيتام بل قل ماذا جنا حتى من قدم دمه وروحه رخيصة زكيه من أجل هذا التغيير ؟ فلم ولن تتقدم الشعوب التي شهدت التغيير ولو خطوة واحدة إلى الأمام بل على العكس تراجعت إلى الخلف خطوات وقرونا من الزمان , وكي لا يظن جاهل أو حاقد أني أرضى بحكم الطغاة فإني انبذ الظلم واكره الطغاة , ولكني أوازن وأقارن بين المصالح المرجوة والمفاسد المتحققة , فإذا تحققت المصالح العظمى والمنافع الكبرى وانعدمت أو قلت المفاسد والأضرار فمرحبا بهذا التغيير وهذا هو الربيع الحقيقي ربيع الثمار والأزهار , وإلا فلا فهو ربيع زائف يحمل القتل والدمار وينشر العداوات والثارات في البلد والجيران , فما اعلم واعدل واحكم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى عندما قال قبل نحو ثمانية قرون ( لئن يبيت الناس ستون سنة تحت حكم حاكم ظالم جائر خير لهم من أن يبيتوا ليلة واحدة من غير سلطان ) انتهى كلامه , لأن الحاكم وإن كان ظالما وجائرا يملك من السلطة والقوة ما يردع يهما الآخرين عن طغيانهم و ظلمهم لغيرهم , فحاكم ظالم واحد خير للعباد من أن يزول ويتحول الشعب كله أو أكثره إلى حكام وظلمة , فيرى كل فرد من أفراده أنه الأمام الذي تجب بيعته وعلى الآخرين السمع والطاعة , ولنعمل بالقاعدة الشرعية التي تقول ( ما لا يدرك كله لا يترك جله ) فظالم واحد خير من الملايين من الظلمة , ولا يفوتني أن اذكر أن التحول في سوريا والعراق إن تم بخير وسيتم بفضل الله وعونه وحده , هما الربيعان الحقيقيان اللذان يحققان المصلحتان الكبيرتان الهامتان الخاصة والعامة , الخاصة لشعبيهما والعامة لأمتنا العربية والإسلامية , فهما الربيعان الحقيقيان اللذان احمرت واصفرت واخضرت ثمارهما وقد اقترب بعون الله تعالى وقت جني ثمارهما . عقيل حامد . | |
|