في واحدة من أطرف قضايا النصب والاحتيال
جمع أموال ومنح أرباح 25 % يومياً من أصل المبلغ , فطالبوه بأرباح وصلت لـ 23 مليون ليرة سورية
كشف فرع الأمن الجنائي بحمص عن واحدة من أطرف قضايا النصب والاحتيال التي جرت في المحافظة , والتي جمع من خلالها أحد الشبان مبالغ مالية وصلت لملايين الليرات السورية من عدد من التجار ,
الذين دهشوا بنسبة الأرباح التي قدمها لهم , والتي وصلت إلى 25 % من أصل المبلغ يومياً .
تفاصيل القضية والبداية مع أجهزة الخليوي المستعملة ...
" عماد . ح " شاب من مدينة حمص اعتاد على شراء أجهزة الخليوي المستعملة , بقصد صيانتها وتجديد ما يمكن تجديده فيها ثم إعادة بيعها مع ربح يكفيه لقوت يومه , ويوماً بعد يوم أخذ يزداد عدد الأجهزة المستعملة التي يشتريها عماد من خلال جولاته على محلات بيع أجهزة الهاتف الجوال في المدينة .
وبجولاته تعرف على عدد ممن لديهم محلات لبيع الجولات في حي دير بعلبة ( أحد أحياء المدينة الشرقية ) وقد استطاع " عماد " إقناع هؤلاء التجار بأنه " مندوب لشركة ( مابكو ) بمدينة حمص , وأن له من الشركة نسبة أرباح عالية جداً من خلال الحسم الذي يحصل عليه من أسعار الأجهزة
دهاء عماد وفطنته كانت الوسيلة الكافية للدخول إلى " شره " هؤلاء التجار للأرباح السريعة والكبيرة التي عرضها عليهم من خلال تشغيل أموالهم معه , فقد عرض عماد إعطاء " أرباحاً صافية تصل لنسبة 25 % عن كل يوم من أصل المبلغ المقدّم له , مع إعادة المبلغ وأرباحه يومياً " . الأمر الذي دفع التجار إلى تقديم مبلغ نصف مليون ليرة سورية كدفعة أولى له , من باب التجريب .
فتح حساب جاري مع خاله
أقدم عماد على شراء عدد من أجهزة الجوال بمبلغ أربعمائة ألف ليرة سورية , تاركاً معه مبلغ مائة ألف هي الربح المتفق عليه مع التجار حيث قدمها لهم ، ثم عاد وباع الأجهزة التي اشتراها بخسارة قاربت الخمسين ألف ليرة في نهاية اليوم الأول من عمله .
وكان في هذه الأثناء على تواصل مع خالٍ له ( يعمل بالتجارة برفقة شريك ) وقد " استطاع إقناع خاله بحاجته لمبلغ من المال لتوسيع أعماله في بيع الأجهزة وشراءها وبالتالي زيادة أرباحه " واعداً بدفع مبلغ 75 ألف يومياً كأرباح لهم
وبالفعل فقد أمّن له خاله مبلغ مليون ليرة سورية مقابل ربح صافي يومي قدره 75 ألف ليرة دون الدخول في تفاصيل الربح والخسارة .
وفي اليوم الثاني لمشروعه وبعد حصوله على مبلغ المليون ليرة قام عماد بإعادة المبالغ التي كان قد أخذها من تجار حي دير بعلبة وقدرها أربعمائة ألف مع أرباحها والتي تبلغ مائة ألف ليرة سورية , الأمر الذي عزز الثقة به عندهم وترك ارتياحاً كان كافياً لرفع المبلغ الموضوع لديه إلى مليون ليرة سورية . ومع حصوله على المبلغ قام بإعادة مبلغ المليون لخاله مع الخمسة والسبعين ألف المتفق عليها كأرباح .
وفي هذه الأثناء زاد التجار الذين أعطوه أموالاً تاجر من حي الحميدية بحمص , مما رتّب عليه دفع مبالغ مالية كبيرة كفائدة على الأموال التي معه , دون أن يكون قد حقق أي نسبة أرباح حقيقية برغم ما جمعه من أموال .
طالب عماد خاله برفع المبلغ الموجود معه بحجة توسيع تجارته مع تجار من حلب ودير الزور ولبنان , الأمر الذي دفع بخاله وشريكه لطلب لقاء أي أحد من موظفي شركة ( مابكو ) للتأكد من مصداقية عماد وحقيقة تجارته التي تحقق له أرباحاً تكاد تكون خيالية
لعبة قطع الرؤوس وتركيبها حسب الحاجة
استطاع عماد إقناع أحد موظفي الشركة , والذي يدعى " حسام " بلقاء " الخال مع شريكه " وإقناعهما بأنه " عميل مدلل لدى الشركة
بعد زيارة الخال وشريكه للشركة ولقاءهما بالموظف استطاع عماد إقناعهما بأن الأرباح تزداد كلما زاد رأس المال , الأمر الذي وافقا عليه , ليصبح المبلغ الموضوع لدى عماد خمسة مليون ليرة سورية
باشر عماد لحظة حصوله على المبلغ بدفع ما ترتب عليه من أرباح للتجار البقية , وكان المبلغ قد قارب المليوني ليرة مع أساس المبالغ , ثم اشترى سيارة سياحية , حيث دفع من ثمنها 700.000 ليرة سورية ( يقدر ثمنها بمليون ليرة سورية ) كما اشترى شقة سكنية على الهيكل دافعاً من ثمنها 500.000 ليرة سورية ( قدّر ثمنها بمليون ليرة سورية ) وكذلك اشترى سيارة سوزوكي دافعاً من ثمنها 200.000 ليرة سورية ( ثمنها أربعمائة ألف ليرة سورية ) وهذه الأخيرة قام بتأجيرها لأحد الأشخاص مقابل مبلغ خمسة آلاف ليرة سورية شهرياً , ثم أخذ من المستأجر مبلغ مائتي ألف ليرة واعداً بأرباح مقطوعة أسبوعياً قدرها / 35000 ل.س / وببقية المبلغ ( الخمسة مليون ) قام بشراء أجهزة خليوي وبيعها بأسعار مكسورة , أقل من سعرها الحقيقي , ليوهم التجار بأنه فعلاً يقوم بتجارة معينة يحقق من خلالها أرباحاً جيدة .
تجار دير بعلبة وبعد سماعهم بكسر أسعار الأجهزة طالبوا عماد بأموالهم , مما دفع بعماد إعادة أموالهم لهم مما تبقى معه من الأموال ( بعد بيع الأجهزة بسعر أقل من السعر الحقيقي ) , وهو ما عزز الثقة أكثر معهم فأعادوا له الأموال مع الأرباح .
ومع انتشار صيت عماد والأرباح التي يقدمها ازداد عدد المودعين لديه , بشرط الدفع اليومي للأرباح المستحقة لهؤلاء المودعين .
كما دفع الخال وشريكه مبلغ مليوني ليرة إضافية لعماد , حيث وزع قسماً منها كأرباح للمستحقين من التجار , واشترى سوزوكي ثانية ببقية المبلغ .
حقيقة تورط مدير الشركة بلعبة عماد
السيد " محمد .م " مدير فرع شركة مابكو بحمص , كان قد تعرف على عماد من خلال شراء الأخير لعدد من الأجهزة من الشركة المذكورة بصورة مستمرة تقريباً وبكميات متوسطة العدد .
طلب عماد من خاله رفع أساس المبلغ الموضوع لديه لزيادة الأرباح وهو ما دفعهما لطلب لقاء مدير فرع الشركة بحمص , للتأكد من حقيقة تجارة عماد .
أثناء اللقاء الذي جمع الخال مع شريكه بمدير فرع الشركة بحمص , طلب الخال من مدير الفرع التعامل مباشرة معه , مقابل الحصول على نفس نسبة الحسم التي يحصل عليها عماد من الشركة , فما كان من السيد محمد إلاّ القول " إن عماد عميل قديم للشركة وله حسم خاص , أماّ أنتم فسيكون لكم الحسم العادي الذي نقدمه للزبائن عادة
وهذه الإجابة كانت كافية لدفع الخال وشريكه , بزيادة الثقة مع عماد , ورفع المبلغ الموجود لديه مليوني ليرة إضافية , كانت كافية لتغطية الأرباح اليومية المستحقة الدفع على عماد للتجار , وببقية المبلغ قام بشراء سيارة موديل 2007 دافعاً من ثمنها مبلغ 300 ألف ليرة سورية ( قدّر ثمنها بمليون وسبعمائة ألف ليرة سورية )
ولتغطية العجز المترتب عليه في اليوم التالي قام باستدانة مبلغ / 750.000 ليرة سورية / حيث قام بتوزيعها على التجار .
وهكذا استمرت لعبة عماد حتى وصلت الأرباح اليومية المستحقة الدفع عليه مبلغ مليون ونصف ليرة سورية .
نهاية اللعبة وكشف المستور
مع ازدياد عجز عماد عن دفع ما عليه من مستحقات , أذاع بين التجار أن ثمة شحنة أجهزة كبيرة عائدة له راسية في الميناء , وهو ينتظر الإفراج هنا وتخليصها ليتسنى له بيعها وإعطائهم أموالهم ( مع حقيقة وجود مثل هذه الشحنة لأحد تجار الأجهزة ) .
قام الخال وشريكه بزيارة ثانية لشركة مابكو ولقاء المدير الذي " أنكر أي تعامل مالي سري مع عماد , أو وجود أي مبالغ لعماد عند الشركة على شكل أمانات "
ومع الكشف عن زيف اللعبة ووصول الموضوع لرئيس فرع الأمن الجنائي بحمص , وتكليفه لأحد الضباط للمتابعة , تم إلقاء القبض على عماد والحجز على السيارات التي اشتراها ووضع شارة رهن على الشقة السكنية التي كان قد اشتراها أيضاً , وتقديمه بعد التحقيق معه للقضاء بجرم النصب والاحتيال على المواطنين وجمع الأموال والتدليس عليهم
في حين وصلت المبالغ المستحقة عليه للتجار إلى قرابة الثلاثة وعشرين مليون ليرة سورية , مع العلم أن بعض التجار قد حصل أساس المبلغ الذي دفعه لعماد وبدأ يطالب بالأرباح المستحقة له .
الجدير ذكره أن عماد متزوج ولديه أولاد وكان يقطن مع زوجته وأطفاله بمنزل بالإيجار