اهرة (ا ف ب) - شهد الدور الاول للانتخابات التشريعية المصرية الاحد اعمال عنف متفرقة واقبالا ضعيفا من الناخبين فيما تحدثت منظمات المجتمع المدني التي تراقب الانتخابات عن انتهاكات عديدة شابت عمليات الاقتراع.
واعلن التلفزيون المصري الرسمي الاحد اغلاق صناديق الاقتراع بعد انتهاء الدور الاول للانتخابات التشريعية المصرية التي شهدت اعمال عنف وانتهاكات واسعة.
واغلقت المكاتب في الموعد المحدد سلفا وهو 19,00 بالتوقيت المحلي (17,00 ت غ). وقال التلفزيون ان عمليات فرز الاصوات ستبدأ مع انتهاء عمليات التصويت.
واعلنت اللجنة العليا للانتخابات ان نتائج الدور الاول ستعلن الثلاثاء ولكن اللجان العامة في الدوائر ستعلن اولا بأول نتائج عمليات الفرز فيها.
واعلنت السلطات حصول اربع حالات وفاة اكدت انه لا علاقة لها بالانتخابات.
في المقابل قال التحالف المصري لمراقبة الانتخابات، الذي يضم 123 منظمة حقوقية مصرية ان "ظاهرة العنف برزت منذ اللحظات الاولى للعملية الانتخابية".
واكد في تقرير اصدره ان "الانتخابات شهدت جملة من الانتهاكات والتجاوزات تمثلت في المبادرة باستخدام العنف والقوة منذ الساعات الاولى لبدء العملية الانتخابية وهو امر يهدد العملية الانتخابية ويجعل العنف هو سلاح الانتخابات".
واكد التقرير انه سجلت "حالات منع لمراقبي المجتمع المدني من دخول مكاتب الاقتراع" كما اشار الى ان بعض المكاتب تم فيها "تسويد بطاقات الاقتراع لصالح مرشحي الحزب الوطني" اي ملأ الصناديق ببطاقات اقتراع مزورة.
من جهته، قال الائتلاف المستقل لمراقبة الانتخابات في تقريره الصباحي "ان الدوائر الامنية ترفض منذ السبت منح توكيلات لمندوبي المرشحين" وانه "لم يسمح لممثلي الاخوان المسلمين والمستقلين والمعارضة بالدخول الى مراكز الاقتراع" في المقابل "قام الحزب الوطني بالدعاية لمرشحيه داخل لجان الانتخاب".
واضاف "هاجمت قوات الامن ممثلي المرشحين ووسائل الاعلام والمرشحين. وتم استخدام بلطجية (مجرمين) ضد المرشحين وانصارهم".
واكد عزب مصطفى المرشح عن جماعة الاخوان المسلمين في الجيزة لوكالة فرانس برس ان "كل المؤشرات كانت تشير الى النتيجة التي نراها، منع مندوبي كافة مرشحي المعارضة من دخول اللجان رغم ان معهم توكيلات ولديهم احكام قضائية، السلطة التنفيذية منعت الجميع من الدخول".
وفي الاثناء قتل الشاب عمر سيد سيد (26 سنة) ليل السبت الاحد طعنا بسكين اثناء قيامه بلصق لافتات دعائية لوالده المرشح المستقل في دائرة المطرية (شمال شرق القاهرة)، بحسب مصادر طبية وافراد من اسرته.
وقال افراد من اسرة الشاب انه قتل في اطار الصراع الانتخابي في الدائرة وبينما كان يقوم بلصق لافتات دعائية لوالده سيد سيد محمد وهو مرشح مستقل لمقعد العمال في المطرية.
وقالت وزارة الداخلية ان عمر سيد قتل "بسبب قيامه بالتحرش بشقيقة احدهما ولم يتهم والده احدا من خصومه في الانتخابات".
واضاف اللواء طارق عطية المتحدث باسم الداخلية في الانتخابات انه في الاجمال سجلت اربع وفيات موضحا انه لا علاقة لها بالانتخابات.
وبحسب المصدر ذاته وعلاوة على قتيل المطرية توفي مواطن عمره 55 عاما في قرية كمشيش كان في طريقه للانتخاب "بازمة قلبية" كما توفيت سيدة عمرها 79 عاما في محافظة الاسكندرية حين كانت تدلي بصوتها "اثر اصابتها بازمة قلبية حادة وغيبوبة سكر". كما توفي مواطن في محافظة قنا اثر "خلافات عائلية واسرية".
كما اشار الى "تصادم بطريق عبد السلام عارف بين سيارتين يقود احداها المرشح محمود احمد شبيب وقد اصيب المرشح وتم نقله الى مستشفى بدر الا انه اتهم منافسه بارتكاب الحادث بسبب الانتخابات".
واشار المتحدث الى حدوث العديد من حوادث اطلاق النار والصدامات بين انصار مرشحين في نواحي متفرقة من البلاد.
غير ان المتحدث باسم الداخلية قال ان "الانتخابات جرت في جو ديمقراطي وساد الهدوء معظم الدوائر الانتخابية رغم بعض المناوشات والحوادث التي وقعت والتي تعتبر محدودة نسبيا بالنسبة للوضع التنافسي الساخن".
وقال المتحدث ان "انصار مرشحين مستقلين في مركز الحامول بكفر الشيخ اقتحموا مدرسة ام الشعور الابتدائية اعتقادا منهم ان هناك تجاوزات تحدث لصالح مرشح منافس (من الحزب الوطني) وقاموا بتحطيم 6 صناديق انتخابية".
واعلن النائب في البرلمان المنتهية ولايته حمدين صباحي، انسحابه من الانتخابات احتجاجا على "التزوير" لصالح مرشح الحزب الوطني عصام عبد الغفار.
ويعد حمدين صباحي وجها بارزا من وجوه المعارضة المصرية وهو يترأس حزب الكرامة الذي رفضت لجنة الاحزاب منحه ترخيصا رسميا. وابدى صباحي رغبته اكثر من مرة في الترشح في الانتخابات الرئاسية مطالبا بتعديلات دستورية لتمكين المستقلين من الترشح.
وقال امين التنظيم بالحزب الوطني احمد عز انه "لم يحدث تزوير" وان "عصام عبد الغفار في طريقه للفوز" بمقعد الحامول.
وفي كفر الدوار بمحافظة البحيرة تم تحطيم 13 صندوقا انتخابيا من قبل انصار بعض المرشحين.
واعلنت اللجنة العليا للانتخابات مساء الاحد انها قررت اعتبار الصناديق التي "تضررت في دائرة كفر الدوار بمحافظة البحيرة (جنوب الاسكندرية في دلتا النيل) لاغية" الا ان الانتخابات مستمرة في الدائرة.
وصرح رئيس اللجنة العليا للانتخابات عبد العزيز عمر للصحافيين ان "عددا من اللجان الفرعية في محافظات الفيوم والمنوفية شهدت توقفا جزئيا بعض الوقت بعد محاولة انصار بعض المرشحين اقتحام هذه اللجان وتدخل الامن لفرض النظام وعادت الامور طبيعية".
وفي بلدة سمنود بمحافظة الغربية (دلتا النيل) فرقت الشرطة بالقنابل المسيلة للدموع انصار مرشح الحزب الوطني امين محمد سعد الدين بعد ان حاولوا اقتحام لجنة معهد فتيات سمنود الازهري احتجاجا على عدم حصول مندوبيه على التوكيلات التي تتيح لهم مراقبة الانتخابات من داخل مكتب الاقتراع وفقا لما يقتضيه القانون.
وفي محافظة قنا (صعيد مصر على بعد حوالي 400 كيلومتر جنوب القاهرة)، اطلقت الشرطة كذلك القنابل المسيلة للدموع لتفريق انصار مرشح جماعة الاخوان المسلمين محمود السايح بعد تظاهرهم احتجاجا على منعهم من الوصول الى لجان الاقتراع للادلاء باصواتهم.
وفي الاسكندرية، قال مرشح الاخوان في دائرة الرمل صبحي صالح انه "تعرض لاعتداء اثناء جولة كان يقوم بها في منطقة ابيس".
وتأتي هذه الانتخابات بعد حملة انتخابية شهدت توترا شديدا بين السلطات وجماعة الاخوان التي اكدت انه تم اعتقال اكثر من الف من اعضائها وان مئات منهم ما زالوا قيد الاحتجاز.
ويختار الناخبون اليوم 508 نواب في المجلس بينهم 64 امراة لولاية تمتد خمس سنوات
حقوق الطبع والنشر © 2010 AFP. جميع الحقوق محفوظة