بعد رفض دام لاكثر من 100 عام "برشلونة" يرضخ لسطوة الاعلان..مقابل 30 مليون يورو سنويا الزى الكامل لبرشلونة قبل وضع الاعلان
القاهرةـ أ ش ألم
يستطع نادى برشلونة الأسبانى الصمود أمام جاذبية "ملايين الدولارات" فبادر
بالتخلى عن أهم ما ميزه منذ تأسيسه فى نهاية القرن التاسع عشر و بالتحديد
فى عام 1899 وهو رفض وضع إعلان تجارى لأى راعى على قميص الفريق الذى يحمل
اللونين الأزرق و الأحمر الرمانى.فللمرة الأولى فى تاريخ برشلونة
ستحمل فانلة الفريق إعتبارا من يناير 2011 إسم "مؤسسة قطر" إلى جانب إسم
صندوق رعاية الطفولة التابع للأمم المتحدة " يونيسيف " وهو الإسم الذى وضع
على قميص برشلونة فى عام 2006 دون مقابل مادى كعمل خيرى من قبل النادى
الكتالونى تقديرا لمساهمة هذا الصندوق فى رعاية وحماية الأطفال حول العالم.
وترجع
موافقة نادى برشلونة على وضع إسم قطر على فانلة فريق الكرة مقابل الحصول
على 165 مليون يورو ( 1.2 مليار جنيه مصرى تقريبا ) خلال 4 سنوات فى سابقة
هى الأول فى تاريخ النادى إلى أربعة أسباب إقتصادية و سياسية أولهم ثقل
الديون التى بلغت فى يوليو الماضى 442 مليون يورو و ثانيا صعوبة تدبير
رواتب نجوم الفريق التى إرتفعت إلى عشرات الملايين من اليورو كل عام و
ثالثا ضرورة مواصلة سياسة شراء اللاعبين المميزين من صغار السن بعد إرتفاع
أسعارهم فى الأسواق الأسبانية و العالمية و أخيرا الإحتفاظ بالتفوق على
نادى ريال مدريد نادى العاصمة الملكى العريق على ضوء مطالبة إقليم
كتاتالونيا الذى تقع فيه مدينة برشلونة بالإنفصال عن أسبانيا.
وكان
نادى برشلونة قد أعلن فى العاشر من ديسمبر/كانون الاول عن توقيع إتفاق مع
مؤسسة قطر تقوم بمقتضاه المؤسسة بإنفاق 30 مليون يورو سنويا لمدة 4 سنوات
يضاف إليها 15 مليون للفترة من أول يناير 2011 إلى منتصف يوليو من نفس
العام .كما ينص الاتفاق على قيام الصندوق بتقديم مبلغ إضافى قدره 5 ملايين
يورو كل عام فى حال نجاح النادى فى تحقيق نتائج جيدة على المستويين المحلى و
الأوروبى و العالمى.
وذكرت مجلة " فرانس فوتبول " الفرنسية أن
تضحية مؤسسة قطر بهذا المبلغ الكبير يعود إلى أهمية نادى برشلونة فى
الترويج لإسم قطر فى العالم بعد أن أصبح النادى الكاتالونى بنجومه
العالميين و نتائجه المدوية الأكثر جذبا للصحافة والإعلام فى العالم لا
سيما على ضوء نجاح قطر فى تحقيق المستحيل بالفوز بتنظيم كأس العالم لعام
2022.
وفى المقابل فقد ساهم قيام مؤسسة قطر بتوقيع إتفاق عقد
الرعاية مع نادى برشلونة وليس الحكومة القطرية بنفسها فى رفع الحرج عن
إدارة برشلونة لإقناع محبى النادى بوجهة نظرها فى التراجع عن مبدأها الرافض
لوضع إسم رعاة على قميص الفريق رغم العروض العديدة السابقة التى تلقتها
على أساس أن مؤسسة قطر هى مؤسسة غير هادفة للربح مثلها مثل اليونيسف .
ويدافع
نائب رئيس نادى برشلونة "خافيير فاوس " على من ينتقدون تخلى إدارة النادى
عن مبدئها قائلا " العلامة التجارية لمؤسسة قطر ليست تجارية هى الأخرى
فمثلها مثل اليونيسيف التى تسعى للخدمات الإنسانية"
وتعد الديون
التى تثقل كاهل نادى برشلونة بسبب سياسة الإنفاق التى كان ينتهجها رئيس
النادى السابق خوان لابورتا من الأسباب الرئيسية التى دفعت برشلونة للتراجع
عن مبدئه الرافض لوضع إسم أى راع على قميصه.
ويعانى برشلونة بقوة
من أعباء هذه الديون التى تمتص نسبة غير قليلة من العائدات الكبيرة التى
يحققها النادى فى ظل تفوقه على المستويين المحلى والأوروبى والدولى .
العودة إلي أعلي
صعوبة تدبير رواتب نجوم الفريق ويأتى إرتفاع رواتب نجوم الفريق بشكل كبير على رأس الأسباب
التى دفعت أيضا إدارة برشلونة للتخلى عن مبدأها التاريخى المتوارث برفض وضع
إسم الرعاة على قميص الفريق.
ويكفى الإشارة هنا لإظهار مدى الأعباء
التى يتحملها النادى للوفاء بإلتزاماته تجاه نجومه العالميين إلى الكشف عن
راتب ثلاثة لاعبين فقط من نجوم الفريق هم ميسى و تشافى و أنيستا . فليونيل
ميسى أحسن لاعب فى العالم يحصل على راتب سنوى قدره 35 مليون يورو وهو أعلى
راتب يتقضاه لاعب فى العالم. أما تشافى فيحصل على 12 مليون يورو فيما يحصل
أنيستا على 9 ملايين يورو.
العودة إلي أعلي
شراء اللاعبين المميزين من صغار السن كما يعتزم نادى برشلونة إستغلال
ملايين الراعى القطرى فى تحقيق هدف فى غاية الأهمية وهو مواصلة سياسة شراء
اللاعبين الموهوبين من صغارالسن حتى يتمكن من الإحتفاظ بمستواه الحالى بعد
أن ثبت نجاح هذه السياسة التى مكنته من التربع على عرش الكرة الأسبانية
والعالمية رغم ثراء وتاريخ نادى ريال مدريد المنافس العنيد.
وتستهدف
سياسة برشلونة القائمة على شراء اللاعبين المتميزين من صغار السن تفادى
شراء النجوم العالميين بمبالغ فلكية كما يفعل نادى ريال مدريد . فقد أثبتت
هذه السياسة نجاحها خلال السنوات الماضية فبرز ميسى فى أشبال برشلونة بعد
أن إشتراه برشلونة من الأرجنتين فى سن صغيرة بمبلغ معقول بعد أن توسمت فيه
أعين خبراء النادى موهبة خارقة تحولت بالفعل إلى أفضل لاعب فى العالم بفضل
الإهتمام و الرعاية التى لقيها فى النادى .
كما قام برشلونة أيضا
بشراء مجموعة متميزة من نجومه و هم فى سن صغيرة لا يتعدون 17 عاما من أمثال
بويول و بيدرو و بوسكيه إلى جانب توفير رواتب مغرية لأشبال النادى من
أمثال أنيستا وتشافى .
وتؤكد مصادر مقربة من إدارة برشلونة أن
الأشبال المتميزين تحت 15 عاما الذين كانوا يباعوا منذ 3 سنوات فقط بعشرات
الآلاف من اليورو إرتفعت أسعارهم اليوم إلى مئات الآلاف بل إقتربوا من حاجز
المليون يورو بعد أن دخل العديد من السماسرة فى سوق بيع الأشبال و إرتفعت
أسعار النجوم العالميين إلى أسعار فلكية .
أما ريال مدريد نادى
العاصمة الذى يحظى بمساعدات من أثرياء مدريد رغم معاناته الإقتصادية مثل
باقى أندية أسبانيا فلا يكترث كثيرا بشراء الأشبال فسياسته تعتمد على شراء
النجوم العالميين ولا أدل على ذلك من قيام ريال مدريد فى موسم 2009 - 2010
بإنفاق نحو 250 مليون يورو فى شراء لاعبين يتمتعون بسمعة عالمية مدوية
بأسعار فلكية مثل كريستيانو رونالدو ( 94 مليون يورو ) و كاكا ( 65 مليون
يورو ) وكريم بن زيما ( 35 مليون يورو ) وشابى ألونسو ( 30 مليون يورو).
العودة إلي أعلي
الإحتفاظ بالتفوق على منافسه التقليدى ريال مدريد أماالسبب الأخيرالذى دفع برشلونة
إلى التخلى عن مبدئه الرافض لوضع إسم رعاة على فانلة الفريق فهو سبب يغلب
عليه الطابع السياسى ففريق برشلونة الرهيب يمثل الآن التميز الكاتالونى و
نقطة إلتقاء مشاعر العديد من الزعماء الإنفصاليين الكتالونيين المعارضين
للحكومة المركزية بالعاصمة مدريد .
فقد ساهم تفوق نادى برشلونة على
نادى ريال مدريد الملكى فى السنوات الأخيرة و مساهمة 7 لاعبين من الفريق فى
فوز أسبانيا بمونديال جنوب أفريقيا 2010 لأول مرة فى تاريخها فى زيادة
إعتزاز أبناء كاتالونيا بأنفسهم بل وبتأجيج مشاعر الإنفصال لدى العديد من
أبناء إقليم كاتالونيا الذى يتحدث اللغة الكتالونية قبل اللغة الأسبانية .
ولمعرفة
مدى الدور الذى يلعبه نادى برشلونة فى إعتزاز أبناء إقليم كاتالونيا
بأنفسهم و بلغتهم الكاتالونية يكفى الإشارة هنا إلى تصريحات المدير الفنى
لبرشلونة جوارديولا فى أعقاب إحدى مباريات الفريق خارج أسبانيا فى إطار
منافسات بطولة الأندية الأوروبية . فقد أصر جوارديولا على التحدث فى
المؤتمر الصحفى الذى أعقب مباراة برشلونة أمام دينامو كييف الأوكرانى
بأوكرانيا فى ديسمبر 2009 باللغة الكتالونية و ليس باللغة الأسبانية رغم
عدم وجود مترجمين من اللغة الكتالونية إلى اللغة الأوكرانية .
وقد
جاء رد جوارديولا على الصحفيين الذين إعترضوا على إصراره على التحدث باللغة
الكتالونية و ليس بالأسبانية رغم أن أحدا لا يفهم هذه اللغة خارج إقليم
كاتالونيا قائلا " هذه لغتنا الرسمية والخاصة و نحن دولة مستقلة بلغتها
الخاصة و حين نخرج من كاتالونيا نتحدث بلغتنا التى إعتندنا على إستخدامها
دوما فى أى
مكان" .
كما كان نهائى كأس ملك أسبانيا بين برشلونة و
نادى بيلباو بمدينة برشلونة فى 13 مايو 2009 دلالة خطيرة عن مدى رسوخ فكرة
الإنفصال لدى العديد من أبناء إقليم كاتالونيا ,فقد قامت الجماهير التى
ملأت جنبات ملعب برشلونة بالتشويش على النشيد الوطنى الأسبانى بإطلاق
صافرات الإستهجان .
وعكس أيضا عنوان صحيفة " البيريوديكو ديكتالونيا
" الصادرة عقب فوز أسبانيا بمونديال 2010 بفريق غلب عليه لاعبين من نادى
برشلونة مدى تزايد مشاعر الإنفصال لدى أبناء إقليم كاتالونيا . و قال
العنوان " الفوز بكأس العالم هو فوز كاتالونى فمتى إذا الإست.... دون أن
تكمل كلمة الإستقلال " .
أما صحيفة الموندو ديبورتيفو الكاتالونية
فقد خرجت بعنوان رئيسى بعد فوز أسبانيا بكأس العالم قالت فيه " لم يكن أحدا
ليستطيع إحراز هدف الفوز بالمونديال سوى أنيستيا كابتن برشلونة الكتالونى "
.
يشار إلى أن إقليم كاتالونيا يتمتع حاليا بحكم ذاتى واسع النطاق
منذ عام 1979 إلا أن الحكومة المركزية فى مدريد ترفض تماما مجرد التفكير فى
الموافقة على إنفصال كتالونيا أو حتى توسيع الحكم الذاتى الحالى بشكل أكبر
. كما ترفض تماما حكومة مدريد السماح لفريق برشلونة باللعب فى البطولات
الأوروبية و العالمية بأسم كاتالونيا و ليس بإسم أسبانيا .
يذكر
أن إقليم كاتالونيا الواقع فى شرق أسبانيا يتكون من أربعة مدن رئيسية هى
برشلونة و جيرون و ليادة و تاراجون . و تعد الدوافع الإقتصادية من أهم
الأسباب التى تدفع بعض أبناء إقليم كاتالونيا للتفكير فى الإنفصال عن
أسبانيا حيث يوفر الإقليم 23 فى المائة من الناتج القومى الإجمالى لأسبانيا
.
ويرى أبناء إقليم كاتالونيا أنهم سيظلوا مجبرين على تقاسم دخلهم
الكبير مع الأقاليم الأسبانية الأقل تطورا فى وقت تعانى فيه أسبانيا من
الأزمة الإقتصادية و البطالة التى بلغت 5ر4 مليون عاطل .
أما جمال
الطبيعة فى إقليم كاتالونياالبالغ مساحته 319 ألف كيلو متر مربع فيسأل عنها
العرب الذين فتحوا كاتالونيا فى عام 712 ميلادية فى أعقاب فتح الاندلس .
ويبقى
السؤال المهم و هو هل كان من الممكن فى ظل كل هذه الأسباب الرياضية
والإقتصادية و السياسية ألا يسيل لعباب نادى برشلونة أمام إغراءات مؤسسة
قطر فيبادر بوضع إسم الإمارة الجميلة على قميص الفريق فى سابقة هى الأولى
فى تاريخ النادى ? .
ويشار إلى أن معظم
الأندية الأسبانية مهددة بالإفلاس بعد أن كشف تقرير ألمانى نشره موقع "
ترانسفير ماركت" أن ديون أندية الدورى الأسبانى وصلت إلى 5 مليارات يورو . و
قد أدت هذه الديون إلى إشهار إفلاس 6 أندية أسبانية حتى الآن .