أفاض الكثيرين من المحللين والفقهاء والحكماءوغيرهم فى الحديث
عن كيفية الخروج من هذا المازق الراهن الذى يقبع
فيه الوطن الذى طفح به الكيل وتقطعت به السبل من
جراء هذا الحكم البالى الشمولى البوليسى الأستبدادى
المهلهل المنخور الفاسد الكاذب المخادع المضلل القاهر
لمواطنيه ،ولقد تناسوا جميعا"أن الدستور يقول فى
مادته الثالثة أن السيادة للشعب وحده هو مصدر السلطات
وأنه الآن يقول كلمته بكل الصدق والحق والعفوية ولن يتنازل
أو يتراجع أو يتخاذل بعد ان كسر كل حواجز القهر والخوف والضيم
والظلم والباطل وسعى بدماء الشهداء وجراح النازفين الى تغيير واقعه بيده
الى نور الحقيقة وشمس الحق ونسيم العدالة
والمساواة والحرية بعد طول غياب ،على الجميع أن ينصاعوا
وينصتوا الى هذا الشعب البطل الأبى النقى الطاهر الشريف الواعى
الجريء البريء الذى يسترد اليوم حقوقه المنهوبة وكرامته المسلوبةوكيانه
وحقوقه الضائعة ولن يستطيع أى ممن يمتلكون القوة أو السلطة او المال
ان يوقف هذا الفيضان الهادر القوى الهائل حتى يستجيب القدر ،أما الحديث
الآن عن ضرورة تواجد رأس
هذا النظام لأمكانية التغيير فهو حديث عابث غير صادق ولاجاد فشمس
الحقيقة لن تغيب بعد ان ولى الظلام وعرف الوطن طريقه القويم الى
العداله والحرية والكرامةوأصبحت له الكلمة الصادقةالتى
استمدها من روح الله وكلماته العليا السامية المقدسةفلقد
سقطت كل الأقنعة الزائفة وكل الشخوص المسيطرة
المحتكرة الفاسدة التى رعاها وباركها مايسمى بالنظام بعد
أن دبر لها وفكر وعصى وغوى ومرر و قبض ثمن الغوايه لأرضاء
شهوات شياطينه وأبالسة غوايته ،علينا الآن أن نضع دستورا"جديدا"طاهرا
"نقيا"يستمد شريعته وشرعيته من هذا المنهج القويم بين ايديناوصدورن
ا وعقولنا وكياننا والذى لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه،والذى
يحفظ حقوق الجميع مسلمين ومسيحيين وحتى كفّار ويحترم
انسانيتهم وعقائدهم وممتلكاتهم وروح الله فيهم ،وعلى
قضاتنا الشرفاء قيادة هذا الوطن الى بر أمانه وأستقراره
وعلى جيشنا النزيه الحر البطل أن يرعى هذا الوطن ويسهر
على كرامته وعزته وحقوقه ومتغيراته الق
سرية نحو الحريةوالكرامة والشرف
فالمشكلة الحقيقية لا تكمن فيمن هو الطرف الأجدر بشرف تمثيل
قوى الثورة للتفاوض مع رموز النظام القديم، وإنما فى فكرة التفاوض
نفسها. ولأن القضية الأساسية لا تتعلق بالتفاوض على حل وسط بين
طرفين متصارعين أو متخاصمين بقدر ما تتعلق بكيفية إدارة مرحلة انتقالية
مهمتها الأساسية بل الوحيدة إزالة معالم النظام القديم وبناء أسس
لنظام ديمقراطى جديد، من الأفضل التركيز على نوع الصفقة التى
يمكن أن يقبلها النظام للتوصل إلى «انتقال سلس للسلطة».
ذلك أن قيامه بإدارة المرحلة الانتقالية بنفسه هو أمر مرفوض من الأساس.
فى انتظار ما يمكن أن يطرحه النظام، سواء تطوعا من تلقاء
نفسه أو من خلال لجنة حكماء أو غير حكماء، أُفضّل شخصيا
أن تتفق كل أطياف المعارضة الحقيقية التى خاضت معركة
التغيير ضد النظام أن تتفق على تصور خاص لكيفية إدارة المرحلة الانتقالية
وليس فقط على مهامها. فقد يساعد هذا كثيرا على الخروج من المأزق الراهن.
موضوع: كيفية الخروج من كارثة خسارة الوطن