سحابة* »القلق*« تسيطر علي أجواء مدينة أطفيح،* تلك البقعة التي تصدرت صفحات الصحف قبل شهرين بعد حادث كنيسة* »صول*« قد تعود قريباً* الي* »موقعها*« بعد الإفاقة علي كارثة إنسانية قد تهتز لها أرجاء الوطن*.. يومياً* بعد منتصف الليل*.. يخفت صوت البشر،،* تغلق الأبواب،* وتتسع السماء لـ»وابل الرصاص*«،* الذي* يهطل بغزارة حتي مطلع الفجر،* دون رادع من* »رجال الأمن*« وفي* غياب تام لـ»كبار عائلات البلدة*«.
أحداث القصة تعود الي ما* يقرب من أسبوعين أو* يزيد قليلاً،*..مشادة فردية بين شخصين من أبناء قرية منشأة سليمان،* دفعت بين عشية وضحاها الي خصومة بين عائلتين وتصاعدت الأمور الي تبادل اطلاق النار*.. حتي سقط أمس الأول أول الضحايا،* متأثراً* بطلقتين في قدمه،* العائلتان* »الوكيل ـ مطيط*«،* ترتبطان بعلاقات مصاهرة ونسب،* قادرة علي إذابة أي خلاف،* لكن* »الفتنة*« داخل مربع القرية تفعل ما تشاء*.
رغم حالة* »الهلع*« المسيطرة علي مدينة أطفيح،* لكن* »رجال الداخلية لا* يزالون قابعين تحت مظلة* »الانعزال*« عن الشارع،* سيل من البلاغات والشكاوي للجيش والشرطة لـ»إنقاذ ما* يمكن إنقاذه*« قبل وقوع كارثة إنسانية،* لكن الإجابة لم* يتدخل أحد*..
*»أطفيح*« التي* يعاني أهلها من استغلال سائقي الميكروباص،* وبائعي اسطوانات البوتاجاز،* وأصحاب أفران الخبز تحت سمع وبصر الأجهزة التنفيذية،* لا* يشغل بالهم الآن سوي عودة الأمن والأمان،* لكن أمنيات* »الاستقرار*« تتحطم علي صخرة»البلطجية*« ممن تسعدهم حالة الانفلات* غير المسبوق داخل القرية*..
أولياء الأمور تبخرت أحلامهم من ناحية تدخل المسئولين للقضاء علي أزماتهم،* في الوقت الذي تنتشر فيه تجارة السلاح علي مرأي ومسمع من جهاز الشرطة*.. وكأنه سلعة أساسية بالنسبة للمواطنين*.
المدهش في* »أزمة أطفيح*« أن القابعين تحت رايات الاصلاح عقب ثورة* يناير،* يغردون خارج السرب بمعزل عن أزمات المواطنين،* تاركين المجال مفتوحاً* أمام طلقات الرصاص،* واستغلال البسطاء،*.. وتوقف نضالهم عند تعليق اللافتات ذات العبارة الرنانة*.