واشنطن بوست: الجيش وجه إنذارا لمبارك "تنح طوعا أو ستجبر على ذلك"
في خبر من مساء امس
السبت, 12-02-2011 - 8:03السبت, 2011-02-12 20:03 | الجزيرة
ذكرت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية أن مسؤولين بوكالة الاستخبارات المركزية ووزارة الدفاع تلقوا معلومات الأربعاء تفيد أن الجيش المصري وضع خطة لإعفاء مبارك من سلطاته الأساسية على الفور، لكن مبارك بدل نهاية الخطة في اللحظة الأخيرة كي يبدو متمسكا بمنصبه.
وأوضحت واشنطن بوست أن الجيش المصري أراد وضع حد للاضطرابات التي عصفت بالبلاد أكثر من أسبوعين من خلال تنحية الرئيس المخلوع حسني مبارك، لكن الأخير قرر في اللحظة الأخيرة مساء الخميس تغيير خاتمة الخطة من خلال إلقاء خطاب ظهر فيه بأنه متمسك بمنصبه.
ولم تكن الخطة تحدد مصير الرئيس بشكل واضح، حيث كان هناك سيناريوهان اثنان يتمثل أحدهما بأن يترك مبارك منصبه أو أن يقوم بنقل سلطاته، لكنه قام في اللحظة الأخيرة بتغيير ذيل الخطة، حيث فاجأ عديدين من مساعديه وآخرين بخطابه الذي ألقاء مساء الخميس حيث بدا فيه أنه متمسك بالسلطة.
ونسبت الصحيفة لمسؤولين بوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) ووزارة الدفاع (بنتاجون) قولهم إن خطاب الرئيس المصري فاجأ البيت الأبيض نفسه وأثار غضب المسؤولين الأميركيين وغضب الثورة الشعبية من أبناء وبنات الشعب المصري ودفع بالبلاد نحو الفوضى العارمة.
وأضافت واشنطن بوست أن المسؤولين بالجيش المصري واجهوا مبارك بإنذار نهائي "تنح طوعا أو ستجبر على ذلك".
وأشارت إلى أن القوات المسلحة المصرية أعلنت البيان رقم واحد الخميس، مما أثار حالة فرح وابتهاج لدى أبناء وبنات الشعب الثائرين، ومما جعل مدير وكالة (سي آي أي) ليون بانيتا يرجح بأن الرئيس المخلوع سيعلن في خطابه عن استقالته، لكن مبارك بدا في خطابه أنه متمسك بالسلطة برغم قيامه بتفويض بعض صلاحياته إلى نائبه المخلوع عمر سليمان، الأمر الذي خيب الآمال على كافة المستويات.
وأما السفير الأميركي السابق لدى القاهرة دانيال كورتزير فوصف خطاب مبارك بالكارثي وبأنه أثار غضب الثوار، وبأنه جعل الآلاف من الثائرين يتوجهون إلى القصر الرئاسي ومقار الإذاعة والتلفزيون مرددين بالهتاف "ارحل، ارحل".
كما أشارت واشنطن بوست إلى أن تأييد الجيش للرئيس المخلوع تراجع بشكل كبير إثر خطابه الأخير، وإلى أن سليمان انضم أخيرا إلى صفوف العسكريين.
كما أعلن سليمان مساء الجمعة 11 يناير الماضي في جملة مقتضبة بأن مبارك قرر التخلي عن منصب رئيس الجمهورية حيث يتولى المجلس الأعلى للقوات المسلحة إدارة شؤون البلاد، في ظل الثورة الشعبية العارمة التي استمرت 18 يوما حتى انتصرت وتمكنت من إسقاط مبارك ونظامه بالكامل.