سقط فيهما عشرات القتلى والجرحى
الزاوية ومصراتة تصمدان بوجه القذافي
صد الثوار في مدينتي مصراتة والزاوية الليبيتين مساء أمس هجمات عنيفة من الكتائب الأمنية الموالية للعقيد معمر القذافي، وأسروا عددا من أفرادها، في حين أوقعت الهجمات عشرات القتلى والجرحى من الجانبين.
وأكد الثوار في مدينة الزاوية غرب العاصمة طرابلس أنهم ما زالوا يحكمون سيطرتهم على المدينة وأنهم صدوا هجوما شرسا نفذته الكتائب الأمنية جوا وبرا في محاولة منها لاستعادة السيطرة على المدينة، سقط فيه قتلى وعدد كبير من الجرحى.
وأكد شهود عيان في المدينة تجمع قوات كتائب القذافي قرب جسر الزاوية عند مدخلها الشرقي وسط توقعات بمعاودة الهجوم، حيث إن المدينة -التي تبعد 50 كلم عن طرابلس- لا تزال مطوقة من عدة جهات.
الثوار انسحبوا مؤقتا من بلدة بن جواد قرب راس لانوف (رويترز)
قتلى وأسرىوذكر موقع صحيفة يوسبريدس الليبية المعارضة مساء الأحد أن الثوار في الزاوية استخدموا أسلوب قتال الشوارع حتى منتصف الليل، مما دفع كتائب القذافي للقيام بقصف بالمدفعية والدبابات بطريقة عشوائية حتى ساعات الفجر الأولى.
وأضافت الصحيفة أن كتائب القذافي توغلت داخل المدينة وقتلت العديد من المواطنين بعد مطاردتهم إلى حيث مقر سكناهم، وأنها استهدفتهم بالرشاشات وعن طريق الطائرات المروحية، في حين ذكر الصحفي أحمد علي في اتصال مع الجزيرة من الزاوية أن الثوار أسروا اثنين من الكتائب.
وفي مدينة مصراتة -الواقعة على بعد مائتي كلم شرقي طرابلس- أفاد الموقع نفسه بأن هجوم قوات القذافي على المدينة أدى إلى مقتل 19 شخصا، ثلثهم من المدنيين بينهم طفل، وأن الثوار استطاعوا قتل عشرة من المهاجمين وأسر 13 آخرين بعدما حاصروهم داخل المدينة في كمين محكم.
وبدورها نقلت وكالة رويترز عن شاهد عيان قوله إن مصراتة شهدت أعنف معركة منذ بدء الثورة استخدمت فيها القوات الحكومية الدبابات والمدفعية، وأضاف "جاؤوا من ثلاثة اتجاهات وتمكنوا من دخول البلدة من الغرب والجنوب، ولكن عندما وصلوا إلى قلب مصراتة صدهم الثوار".
وذكر أحد السكان أن الثوار أسروا عشرين جنديا من الموالين للقذافي واستولوا على دبابة، وأفاد طبيب في مستشفى مصراتة الرئيسي بأن 18 شخصا على الأقل قتلوا في الهجوم بينهم طفلة.
وقال مراسل الجزيرة إن الوضع في المدينة هادئ الآن بعد انسحاب كافة كتائب القذافي، في حين شكل الأهالي لجانا شعبية لحماية المدينة ونظافتها، منبها مع ذلك إلى أن الكتائب لا تزال تتمركز على أطراف المدينة، وقد تعيد كرتها في أي وقت بعد تلقيها الدعم الكافي.
الثوار الليبيون يخوضون معارك شرسة مع قوات القذافي (رويترز)
تجميع الصفوفومن جهة أخرى قالت وكالة رويترز إن سكان راس لانوف غربي البلاد بدؤوا يتركونها خوفا من تعرضها للقصف من لدن قوات القذافي، في حين انسحب الثوار من بلدة بن جواد للمرة الثانية بعد تعرضهم لقصف بالدبابات والصواريخ.
وذكرت تقارير أن الثوار يعيدون تجميع صفوفهم لمعاودة الهجوم صباح اليوم على بن جواد، التي شهدت يوم أمس معارك بين الثوار والكتائب الأمنية.
وقال الناشط السياسي عبد المولى العبيدي للجزيرة نت إن الكتائب الأمنية -أو من وصفهم بالمرتزقة- احتموا بالنساء والأطفال داخل البلدة لقصف الثوار الذين قتل منهم اثنان وأصيب عدد آخر بجروح، مما دفعهم إلى التراجع إلى راس لانوف.
وأوضح العبيدي أن الثوار يتأهبون في منطقة راس لانوف للزحف إلى مدينة سرت، التي لا تزال خاضعة لسيطرة القذافي، وتبعد نحو 160 كلم عن بن جواد.
وقال إن الثوار يجرون مفاوضات مع أهالي سرت لدخولها سلميا، مؤكدا أن هدفهم ليس سرت بحد ذاتها وإنما المرور بها سلميا في الطريق إلى باب العزيزية، القاعدة العسكرية جنوبي طرابلس التي تضم المقر الرئيسي للقذافي.
وأكد العبيدي أن الثوار تمكنوا من إسقاط طائرتين مقاتلتين وأخرى مروحية قرب بن جواد، وأنهم أسروا طيارين.