[يا شعب مصر الذى علم العالم كيف يتحقق الحلم وكيف يكون التغيير، وكيف تعود الحقوق المسلوبة وكيف تزرع الكرامة وتحيا الهمم وتطيب النفوس يا من مزقت عن نفسك وعن إخوانك ثوب الخوف ولبست تاج الحرية يزين جبينك وصرت شعاراً يحلم به المقهورون ونبراساً للحرية فى العالم أرجوك أن تنسى مطالبك الفئوية الآن وأدى دورك الجديد وساند إخوانك فى ليبيا، فأنت الذى فتحب الباب أمامهم، هيا قف إلى جوارهم، وانفض عن صدروهم مارد الأدغال وذئب الجبال، فهذا واجبك الذى كان ومازال على مر العصور.
تمنى ألا يكتفى العرب بدور المتفرج فى العلن ودور المتآمر فى الخفاء وليفعل حكامه شيئاً واحداً يذكره لهم التاريخ يمحون به عارهم بعدما انتفضت شعوبهم وخلعت عن رقبتها طوق الذل ومزقت ثياب العار وارتفع صوتها تزأر بالحرية وتحلم أن تتنسمه كباقى البشر، وما عاد الخوف على العروش ينفعهم أو ملء الكروش يجدى معهم
واليوم تتكرر نفس المأساة ولم يتعلم العرب من دروس التاريخ، فهاهم يخافون ثانية على عروشهم ويتركون عراقاً آخر لصدام آخر، ثم لقوات التحالف مرة أخرى ولم يحركوا ساكناً ولم ينطقوا بكلمة تنقذ الشعب الليبى من براثن الطاغية الأبله.
[ولا نلوم الغرب الذى لبى نداء الإنسانية بأى غرض كان قد تكون "حاجة فى نفس يعقوب"، وقد تكون فرصة لن تضيعها قوات التحالف ولا إسرائيل كى تلتف حول القاهرة الفتية صاحبة الثورة الرائدة كى تكبلها من الشرق والغرب والجنوب لتصبح لقمة سائغة فى يد الضباع بعدما زرعهم العرب ثانية ومن جديد ليكونوا سهماً فى صدر الكنانة ورمحاً فى ظهرها.