الف قتيل وثلاثة الاف جريح في مصراته بعد شهر ونصف من المعارك
2011/4/18 الساعة 13:45 بتوقيت مكّة المكرّمة
اكدت مصادر طبية سقوط نحو الف قتيل في غضون ستة اسابيع في مدينة مصراته التي يمسك بها الثوار وتحاصرها قوات العقيد معمر القذافي، في حين تراجعت حدة المعارك في ليبيا
بعد نحو شهر من بداية التدخل العسكري الدولي.
وقال مسؤول ادارة المستشفى الرئيسي في مصراتة الطبيب خالد ابو فلقة للصحافيين ان "80% من القتلى هم مدنيون"، مؤكدا ان أسرة المستشفى الستين يشغلها الجرحى الذين بلغ عددهم ثلاثة الاف بسبب المعارك المتواصلة منذ نهاية شباط/فبراير.
ويرقد محمد (10 اعوام) على سريره في قسم العناية المركزة، ورغم ان عينيه مفتوحتان فان الاطباء يشككون في ان يتكمن الطفل المصاب برصاصة قناص فائقة السرعة، من استعادة وعيه.
واوضح الطبيب عبد القادر المختار ان الطفل "اصيب برصاصة دخلت من الجانب الايسر من راسه وخرجت من الجانب الايمن".
وافاد مسؤول في المستشفى ان ما لا يقل عن 17 شخصا قتلوا وجرح 71 آخرون يوم الاحد وحده في هذه المدينة الساحلية الكبيرة التي تبعد 200 كلم غرب طرابلس.
واوضح الطبيب انه يتلقى منذ الاسبوع الماضي جرحى اصاباتهم بالغة وناتجة عن قنابل عنقودية، وذلك بعدما اتهم الثوار وهيومن رايتس ووتش قوات القذافي باستخدام هذه الاسلحة منذ الخميس.
ويتسبب استعمال تلك الاسحلة، التي تحظرها معاهدة دولية لما توقعه من اضرار بين المدنيين، في بتر اطراف العديد من الجرحى في مصراته، كما قال احد الاطباء.
من جانب آخر اشار المستشفى الى تزايد عدد المدنيين المصابين برصاص قناصة فائق السرعة.
واوضح الطبيب عبد القادر المختار ان معظم تلك الاصابات قاتلة وتستهدف خصوصا الرأس والعنق، الاماكن التي يصوب نحوها القناصة المتربصون.
وأجلت منظمة اطباء بلا حدود الى تونس السبت 99 جريحا منهم عشرة في حالة "خطيرة" بحرا، وهو الطريق الوحيد الذي يربط المدينة ببقية انحاء العالم.
ولا يزال عشرات الاف النازحين، ولا سيما مصريون ونيجيريون، ينتظرون اجلاءهم من مخيم اقيم في مرفأ مصراته حيث يعيشون في ظروف صعبة، بحسب منظمة الهجرة الدولية.
واعرب جيريمي هاسلام رئيس بعثة منظمة الهجرة الدولية في ليبيا عن خشيته من تدفق نحو 400 الف ليبي يقيمون في المدينة المحاصرة الى الخارج، الامر الذي يتجاوز قدرات المنظمة اللوجستية وكذلك قدرات قطر ومنظمة اطباء بلا حدود.
واستمرت المعارك في مناطق اخرى من البلاد ولا سيما في نالوت (غرب) واجدابيا (شرق) محور الطرق الاستراتيجي المؤدي الى معاقل الثوار في بنغازي (التي تبعدها ب160 كلم الى الشمال، وطبرق (327 كلم شرقا) بعد نحو شهر من بداية التدخل الاجنبي في 19 اذار/مارس.
وقصفت قوات القذافي الاحد ضواحي نالوت القريبة من الحدود التونسية، كما افاد شاهد.
واعلنت المفوضية العليا للاجئين في جنيف ان ثلاثة الاف ليبي فروا السبت من بلادهم غربا عبر الجبال نحو تونس قرب منطقة الرمادة والدهيبة.
وعادت قوات القذافي الاحد الى اقل من 20 كيلومترا من اجدابيا مرغمة بعض الثوار والسكان على الفرار، كما افاد مراسل فرانس برس. لكنها تراجعت بعد ذلك وظل الثوار يسيطرون على المدينة.
من جهة اخرى اعلن النظام الليبي ان "تورط تنظيم القاعدة في النزاع في ليبيا يثبت يوميا".
وصرح موسى ابراهيم المتحدث باسم النظام في مؤتمر صحافي "نعتقد انه من الخطير جدا ان يستقر هؤلاء في هذا البلد ويسيطروا على مستقبله وثراوته الضخمة قرب اوروبا".
وتدخل التحالف الدولي في 19 اذار/مارس بناء على قرار من مجلس الامن الولي لوضع حد للقمع الدامي للثورة ضد النظام التعسفي لمعمر القذافي الذي يحكم البلاد منذ 42 سنة، وتولى حلف شمال الاطلسي قيادة العمليات العسكرية في 31 اذار/مارس.
واعلن رئيس مجلس اوروبا هرمان فان رومبوي انه "يجب مواصلة الضغط العسكري" في ليبيا، مؤكدا ان رحيل معمر القذافي "هو الهدف الرئيسي" للتحالف الدولي.
من جانبه رجح وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغيه الاحد ان "يطول النزاع" في ليبيا.
اما رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون فكرر مجددا انه "من غير الوارد" نشر قوات احتلال في ليبيا، وقال "من غير الوارد ارسال قوات على الارض"، موضحا ان هذه القيود تجعل "الامور اصعب".