جمال مبارك.. صاحب مشروع «انهيار النظام»
تصوير تحسين بكر
رغم أن جمال مبارك تجاوز هذا العام، الذى كان من المفترض أن تجرى فيه انتخابات الرئاسة، 48 عاما، فإن النظام السابق كان يروج له بصفته رمزا للشباب الذى يحمل فكرا إصلاحيا فى الحياة السياسية والاقتصادية.
ظهر جمال للمرة الأولى على سطح الحياة السياسية عام 2000 عندما انضم للحزب الوطنى الديمقراطى، بعد عودته من لندن حيث كان يعمل مديرا لفرع بنك أوف أمريكا، وأراد وقتها أن يؤسس حزبا جديدا، لكن رجال الحرس القديم أقنعوه بالانضمام إلى الحزب الوطنى، فتولى أمانة لجنة الشباب وكون جمعية جيل المستقبل التى استقطبت شباب الجامعات، للانضمام إلى الحزب، وبعدها تدرج «جمال» بسرعة فى المناصب داخل الحزب حتى شغل منصبى الأمين العام المساعد، وأمين السياسات.
صعود جمال مبارك السياسى لم يواكبه أى صعود فى أسهمه لدى الشارع، إذ ظل بعيدا عن قلوب المصريين على العكس من أخيه علاء، ورغم محاولة الإعلام الحكومى والصحف القومية تحسين صورته، ومحاولاته لأن يكون أقرب إلى المصريين باهتمامه بملف كرة القدم والمنتخب القومى وظهوره المتكرر مع المنتخب الوطنى، خلال الاحتفال بإنجازاته فى أفريقيا، ومحاولته أن يبدو طبيعيا وشعبيا من خلال ظهوره فى غرف اللاعبين أثناء الاحتفال. جمال مبارك الذى لم يصرح يوما قبل سقوط النظام برغبته فى أن يشغل منصب الرئيس زاد شخصيته بعدا عن قلوب المصريين، الذين تشككوا فى نواياه، ما جعلهم يكررون التساؤل: «لماذ يفعل جمال كل هذا؟»، وزاد الأمر التباسا بقيام البعض بالترويج لجمال بدءا من الصحف القومية، مرورا بحملات دعم «جمال» للترشح للرئاسة فى 2011.
جمال الطامح فى الكرسى لم يستوعب غضبة الشعب فى 25 يناير، فتدخل وعدل من خطابات أبيه ولم يرض بأن يقدم «مبارك» بعض التنازلات للشعب، ورغم أن جمال أعلن استقالته من الحزب الوطنى - بوابة الرئاسة - فى 5 فبراير فإن خطاب الرئيس الأخير جاء مبتورا، ويؤكد المقربون أن جمال تدخل فى صياغة الخطاب وأضاف ما رآه هو مناسبا لإتاحة فرصة أخرى للصعود السياسى، أو الاندماج فى المجتمع على أقل تقدير دون أن يطالبه الثوار بالقصاص أو المحاكمة، وهو ما حدث بالفعل.