الكلمة الحلوة
ليس الممثل وحده هو الذى يشعر بحاجة ماسة الى تصفيق الأستحسان فبغير الثناء والتشجيع قد يفقد اى واحد منا ثقته فى نفسه . فنحن جميعا فى حاجة الى ان يمتدحنا الآخرون وان نعرف كيف نمتدح الآخرين .
ثم ان للثناء على الغير اساليب لا بد من اتباعها ومثال ذلك انه ليس من الثناء فى شىء ان تمدح فى شخص ما ناحية بارزة من نواحى تفوقه ونجاحه . ولكن الأصح هو ان نعمد الى ابـداء الملاحظـة العابـرة مـع الأبتكار والتجديد .
ولا شـك فى ان الثناء يمس شفاف القلوب . يستوى فى ذلك اعلى الناس مقاما واتفههم قدرا . وفى هذا الأهتمام يلعب الأخلاص دورا اساسيا لأن الأخلاص الذى لا يشوبه احتمال المراءاة والنفاق هو الذى جعل للثناء اثرا فعالا فى النفوس .
وحينما يعود الرجل الى بيته بعد يوم طويل قضاه فى عمل مرهق فيرى اطفاله وقد الصقوا وجوههم بزجاج النافذة وارسلوا ابصارهم عبر الطريق يرتقبون عودته . فانه ينسى متاعب يومه ويلقاهم بروح غسلت الغبطة كل عنانها .
يقول فولتون اورسلر ان فن الثناء على الناس له قواعد بسيطة يمكن تلخيصها فى حاجة الناس اليها والثناء باخلاص وبتدريب انفسنا على البحث عن كل ما يستحق الأطراء والمساعدة على كسر الروتين اليومى واصدق ما ينطبق عليه هذا هو الزواج .
فاذا حرص الزوج أو الزوجة على قول العبارات الرقيقة المؤثرة فى الأوقات المنابة كان ذلك عاملا من اقوى العوامل فى نجاح الحياة الزوجية .
والأطفال على الأخص بحاجة ماسة الى ما يوحى اليهم الثقة بالنفس وافتقارهم الى التقدير الكريم قد يعرض نمو شخصياتهم للخطر بل قد يكون ظلا قاتما يلازمه طول حياتهم وينطبق نفس مبدأ استعمال الكلمة الطيبة على كافة العلاقات الأنسانية وكما يسعد الموسيقيون والرسامون وسائر الفنانين باعطائهم سائر الناس الوانا من الجمال .
كذلك الحال فيمن يتقنون فى الثناء على الغير . فهم سرعان ما يجدون ان الثناء يدخل السرور الى قلب مانحه .
بقدر ما يدخلها الى قلب من ينتقى الثناء انه يجلب البهجة والدفء .