3- سلسلة دروس التوحيد وألسنه
الدرس السابع
ألسنه والمحبة والإتباع :-
يستغل أهل الأهواء وأصحاب النفوس المريضة جهل الناس بالمراد من قول الفقهاء هذا الأمر سنه وليس بواجب ليقللوا من شأن ألسنه وأهميتها في قلوب الآخرين ويصرفوهم عن إتباع ألسنه الحقيقية ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا ثم ينشروا أهواءهم وآراءهم الضالة المضلة فيتقبلها الناس بسرعة وسهولة بعد إن اغتروا بقائلها وخاصة إن كان قائلها ممن لبس ثوب الدين والعلم زورا وبهتانا .
واذكر إخواني الكرام بقول الرسول صلى الله عليه وسلم فمن رغب عن سنتي فليس مني فالمراد بالسنة في هذا الحديث الشريف ليس ما يريده الفقهاء بقولهم لأمر ما هذا سنه أي ما يقابل الواجب ولكن المراد بالسنة في هذا الحديث أي الطريقة والسيرة التي كان عليها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم .
شرح الحديث :-
فمن رغب عن سنتي أي من استغنى عن سنتي وترك هدي وإتباع قولي وفعلي . فهو ليس مني أي لم يتبعني حق الإتباع لأنه لم يحبني حق المحبة . ولم يستجيب لقول الله تعالى قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم فجعل الله تعالى دليل محبة النبي صلى الله عليه وسلم إتباعه فمن لم يتبعه كان كاذبا في ادعاءه لمحبته صلى الله عليه وسلم .وقد تفطن الرعيل الأول لهذه الآية الكريمة فسموها الفاضحة لأنها تفضح العباد وتميز بين المنافقين والمؤمنين فالمنافقون يقولون ما لا يفعلون والمؤمنون يقولون ويفعلون .
تنبيه هام :-
ذكر الفقهاء الأحكام الشرعية ومنها الركن والشرط والواجب وألسنه ليوضحوا للناس هذه الأحكام وما يبنى عليها من آثار وجودا أو عدما , فمثلا من ترك ركن متعمدا في عبادة فعبادته باطله وعليه الإعادة , ومن ترك واجبا متعمدا في عباده فعبادته باطله وهو آثم وعليه الإعادة ومن ترك سنه متعمدا في عباده فعبادته صحيحة وليس عليه أعاده ولكن فاته اجر تطبيق ألسنه .
فقول العلماء في أمر ما هذا سنه هو لتعليم الناس وإرشادهم بان من ترك سنه في عباده فعبادته صحيحة ولا شيء عليه وليس عليه أعاده ولكن إذا ترك ألسنه متعمدا فاته اجر إتباع النبي صلى الله عليه وسلم بتطبيق سنته وإذا تركها سهوا أو غير ذلك كتب الله له أجرها حسب نيته.
عقيل حامد