10- سلسلة دروس التوحيد والسنة
الدرس الخامس عشر :- السحر والكهانة والعرافة والرقى والتمائم
1- السحر في اللغة : ما خفي ولطف سببه وسمي سحرا لأنه يحصل بأمور خفية لا تدرك بالأبصار وهو عزائم ورقى ونفث في العقد ونحو ذلك تسحر به الأعين والعقول فترى الأمر على غير حقيقته كما قال الله تعالى عن سحرة فرعون [ سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاءو بسحر عظيم ] الأعراف 116 .وقال تعالى عن موسى عليه السلام [ يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى ] طه 66 .
ومنه ما يؤثر بإذن الله الكوني القدري في القلوب والأبدان فيمرض ويقتل ويفرق بين المرء وزوجه وهو عمل شيطاني وكثير منه لا يتوصل إلا بالشرك والتقرب إلى الشياطين بما تحب والتوصل إلى استخدامها بالإشراك بالله ولهذا قرنه الشارع بالشرك حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم [ اجتنبوا السبع الموبقات ] قالوا وما هي ؟ قال [ الإشراك بالله والسحر ] رواه البخاري .
2- الكهانة والعرافة : وهما ادعاء ومعرفة الأمور الغائبة كالإخبار بما سيقع وذلك عن طريق استخدام الشياطين الذين يسترقون السمع من السماء قال تعالى [ هل أنبئكم على من تنزل الشيطين 221 تنزل على كل أفاك أثيم 222 يلقون السمع وأكثرهم كذبون 223 ] الشعراء وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم [ من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ] رواه أبو داود والترمذي في الجامع .
3- الرقى : جمع رقيه وهي العوذة التي يرقى بها صاحب الآفة كالحمى والصرع وغير ذلك من الآفات ويسمونها العزائم وهي على نوعين : النوع الأول ما كان خاليا من الشرك بأن يقرأ على المريض شيء من القرآن أو يعوذ بأسماء الله وصفاته أو يدعى له بالشفاء فهذا النوع مشروع لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد رقى وأمر بالرقية وأجازها فعن عوف بن مالك قال كنا نرقي في الجاهلية فقلنا يا رسول الله كيف ترى في ذلك ؟ فقال [ أعرضوا علي رقاكم لا بأس بالرقى ما لم تكن شركا ] رواه مسلم . قال السيوطي وقد أجمع العلماء على جواز الرقى عند اجتماع ثلاثة شروط : أن تكون بكلام الله أو بأسماء الله وصفاته وأن تكون باللسان العربي وما يعرف معناه وأن يعتقد أن الرقية لا تؤثر بذاتها بل بتقدير الله تعالى وكيفيتها أن يقرأ وينفث على المريض كما جاء عن رسول الله .صلى الله عليه وسلم والنوع الثاني ما لم يخل من الشرك وهي الرقى التي يستعان فيها بغير الله من دعاء غير الله والاستغاثة والاستعاذة بغير الله كالرقى بأسماء الجن أو بأسماء الملائكة والأنبياء والصالحين .وما كان منها بغير اللسان العربي أو بما لا يعرف معناه فهذا النوع محرم ولا يجوز فعله .
4- التمائم : وهي جمع تميمة وهي ما يعلق بالعنق لدفع العين وهو على نوعين النوع الأول ما كان من القرآن أو من أسماء الله وصفاته : فهذا النوع قد اختلف فيه العلماء على قولين القول الأول الجواز . والقول الثاني المنع : لقول الرسول صلى الله عليه وسلم [ إن الرقى والتمائم والتولة شرك ] رواه أبو داود في السنن .وهذا القول هو الصحيح لوجوه ثلاثة :
أ- عموم النهي ولا مخصص للعموم .
ب- سد الذريعة فإنها تفضي إلى تعليق ما ليس مباحا .
ت- أنه إذا علق شيئا من القرآن فلا بدَ أن يمتهنه المعلق بحمله معه في حال قضاء الحاجة والاستنجاء ونحو ذلك .
والنوع الثاني من التمائم ما كان من غير القرآن كالخرز والعظام والودع والخيوط والنعال والمسامير وأسماء الجن والطلاسم فهذا محرم قطعا وهو من الشرك لأنه تعلق وتوكل على غير الله سبحانه وأسمائه وصفاته وآياته وفي الحديث [ من تعلق شيئا وكل إليه ] رواه الترمذي . أي وكله الله إلى ذلك الشيء الذي تعلقه .وبعض الناس يعلق هذه الأشياء على نفسه وهو ليس في مرض حسي وإنما في مرض وهمي وهو الخوف من العين والحسد أو يعلقها على سيارته أو دابته أو باب بيته أو دكانه وهذا كله من ضعف الإيمان وهو المرض الحقيقي الذي يجب علاجه بمعرفة الدين الحق والعقيدة الصحيحة والتزامها ونبذ ما سواهما .
عقيل حامد