12- سلسلة دروس التوحيد والسنة
الدرس السابع عشر: الابتداع في الدين :
أ- تعريف البدعة : البدعة مأخوذة من البدع وهو الاختراع على غير مثال سابق , ومنه قول الله تعالى [بديع السموت والارض] البقرة 117.أي خالقها على غير مثال سابق .
والابتداع على قسمين :
1- ابتداع في العادات , كابتداع الأدوات والخدمات الحديثة , وهذا مباح لأن الأصل في العادات الإباحة .
2- وابتداع في العبادات , وهذا محرم , لأن الأصل [ ألا يعبد الله إلا بما شرع ], قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ] متفق عليه.
وفي رواية لمسلم: [من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد] .
ب- البدعة في الدين نوعان :
النوع الأول: بدعة قولية اعتقادية كمقالات الجهمية والمعتزلة وسائر الفرق الضالة واعتقاداتهم .
النوع الثاني : بدعة فعلية في العبادات : كالتعبد لله بعبادة لم يشرعها . وهي أقسام:
القسم الأول : ما يكون في أصل العبادة: بأن يحدث العبد عبادة ليس لها أصل في الشرع , كأن يحدث صلاة غير مشروعة أو يحدث أعيادا غير مشروعة أصلا كأعياد الموالد والإسراء والمعراج والهجرة وغيرها.
القسم الثاني: ما يكون من الزيادة في العبادة المشروعة , كما لو زاد ركعة خامسة في صلاة الظهر .
القسم الثالث: ما يكون في صفة أداء العبادة المشروعة بأن يؤديها على صفة غير مشروعة , وذلك كأداء الأذكار المشروعة بأصوات جماعية مطربة .
القسم الرابع: ما يكون بتخصيص وقت للعبادة المشروعة لم يخصصه الشرع كتخصيص يوم النصف من شعبان وليله بصيام وقيام .
القسم الخامس: ما يكون بتخصيص مكان للعبادة المشروعة لم يخصصه الشرع كغار حراء .
ج- حكم البدعة في الدين بجميع أنواعها :
كل بدعة في الدين فهي محرمة وضلالة , لقوله صلى الله عليه وسلم [ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ]أخرجه أبو داود في السنن وفي صحيح مسلم [ وشر الأمور محدثاتها , وكل بدعة ضلالة ] وقوله صلى الله عليه وسلم [ من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ] متفق عليه .وفي رواية:[ من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ] فدل الحديثان على أن كل محدث في الدين فهو بدعة وكل بدعة ضلالة مردودة . ومعنى ذلك أن البدع في العبادات والاعتقادات محرمة . ولكن التحريم يتفاوت بحسب نوعية البدعة فمنها : ما هو شرك أو كفر صراح كدعاء أصحاب القبور والاستغاثة بهم والذبح والنذر لهم . ومنها ما هو من وسائل الشرك , كالبناء على القبور والصلاة والدعاء عندها . ومنها ما هو فسق اعتقادي كبدعة الخوارج والمرجئة في أقوالهم واعتقاداتهم المخالفة للأدلة الشرعية.ومنها ما هو معصية كبدعة التبتل والصيام قائما في الشمس .
تنبيه هام جدا: من قسم البدعة إلى بدعة حسنة وبدعة سيئة فهو مخطئ ومخالف لما رواه مسلم وغيره من قول النبي صلى الله عليه وسلم [ كل بدعة ضلالة ] لأن الرسول صلى الله عليه وسلم حكم على البدع كلها بأنها ضلالة , وهذا يقول : ليس كل بدعة ضلالة , بل هناك بدعة حسنة . قال الحافظ ابن رجب في شرح الأربعين : [فقوله صلى الله عليه وسلم :كل بدعة ضلالة من جوامع الكلم لا يخرج عنه شيء , وهو أصل عظيم من أصول الدين, وهو شبيه بقوله صلى الله عليه وسلم :[ من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ] فكل من أحدث شيئا ونسبه إلى الدين ولم يكن له أصل من الدين يرجع إليه فهو ضلالة , والدين بريء منه , سواء في ذلك مسائل الاعتقاد أو الأعمال أو الأقوال الظاهرة والباطنة .
د- منهج أهل السنة والجماعة في الرد على أهل البدع:
منهجهم في ذلك مبني على الكتاب والسنة . وهو المنهج المقنع حيث يوردون شبه المبتدعة وينقضونها , ويستدلون بالكتاب والسنة على وجوب التمسك بالسنن والنهي عن البدع والمحدثات وقد ألفوا المؤلفات الكثيرة في ذلك .
عقيل حامد