14- سلسلة دروس التوحيد والسنة:
الدرس التاسع عشر: الاستهزاء بالله أو بشرعه أو برسله
الاستهزاء بالله أو بشرعه أو برسله ردة عن الإسلام وكفر أكبر قال الله تعالى: [قُلْ أَبِاللَّهِ وَآياتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِؤُنَ (65)
لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ] التوبة 66.
هذه الآية : تدل على أن الاستهزاء بالله كفر وأن الاستهزاء بآيات الله كفر وأن الاستهزاء بأحد من الرسل كفر . والذين يستخفون بتوحيد الله تعالى ويدعون غيره من الأموات وإذا أمروا بالتوحيد ونهوا عن الشرك استخفوا بذلك هم كافرون . قال الله تعالى [وَإِذا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلاَّ هُزُواً أَهذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولاً (41) إِنْ كادَ لَيُضِلُّنا عَنْ آلِهَتِنا لَوْلا أَنْ صَبَرْنا عَلَيْها] الفرقان 42. وكان المشركون يعيبون الأنبياء ويصفونهم بالسفاهة والضلال والجنون إذا دعوهم إلى التوحيد , لما في أنفسهم من تعظيم الشرك . وهكذا تجد اليوم من فيه شبه منهم إذا سمع من يدعو إلى التوحيد استهزأ به لما عنده من استساغة الشرك . قال الله تعالى [وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ] الزمر 45. وتراهم يصفون دعاة التوحيد اليوم بالشدة والغلظة والفقه البدوي.
فهؤلاء الذين ألفوا اتخاذ القبور أوثانا , تجدهم يستهزؤون بالدعوة إلى توحيد الله وعبادته , ويعظمون ما اتخذوه من دون الله أولياء , ويحلف أحدهم اليمين الغموس كاذبا ولا يجترئ أن يحلف بشيخه كاذبا . وكثير من الطوائف يرى أن استغاثته بالشيخ عند قبره أنفع له من أن يدعو الله وحده في المسجد عند السَحر ويسمي ذلك تقربا إلى الله واستشفاعا إليه , وكثير منهم يهجرون المساجد ويعمرون المشاهد . فهل هذا إلا من استخفافهم بالله وبآياته ورسوله وتعظيمهم للشرك , وهذا كثير وقوعه في المنتمين إلى الإسلام اليوم ردهم الله إلى دينه الحق.
والاستهزاء على نوعين ك
النوع الأول :الاستهزاء الصريح كالذي نزلت فيه مثل قولهم : ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونا ولا أكذب ألسنا ولا أجبن عند اللقاء .
النوع الثاني: غير الصريح مثل الغمز بالعين وإخراج اللسان ومد الشفة استهزاء بمن أطاع الله أو التزم سَنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أمر بالمعروف أو نهى عن المنكر , أو نبز الذي يدعو إلى التوحيد والسنة وينكر عبادة القبور والأضرحة وما دون ذلك من البدع بأنه متشدد أو يريد أن يفرق جماعة المسلمين . أو أن الأولى محاربة القصور لا محاربة القبور , ونحو ذلك .
ادعاء علم الغيب :
المراد بالغيب : ما غاب عن مدارك الناس واختص الله تعالى بعلمه , قال الله تعالى :[ قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ] النمل 65. وقد يطلع رسله على ما شاء من غيبه لحكمه يعلمها , قال تعالى: [عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً (26) إِلاَّ مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ] الجن 26و27.وهذا يعم الرسل و من الملائكة ومن الناس . ولا يطلع غيرهم بدليل الحصر . فمن ادعى علم الغيب بأي وسيلة من الوسائل – غير من استثناه الله من رسله – فهو كاذب كافر , سواء ادعى ذلك بواسطة قراءة الكف أو الفنجان أو الكهانة أو السحر أو التنجيم أو غير ذلك . وهذا الذي يحصل من بعض المشعوذين والدجالين من الإخبار عن مكان الأشياء المفقودة والأشياء الغائبة , إنما هو من التدجيل أو استخدام الجن والشياطين في مقابل الكفر. وقد يذهب بعض الجهال وضعاف الإيمان إلى هؤلاء فيسألهم عن مستقبل حياته . ومن ادعى علم الغيب أو صدق من يدعيه فهو مشرك كافر , لأنه يدعي مشاركة المخلوق للخالق فيما هو من خصائصه عز وجل .
والنجوم مسخرة مخلوقة ليس لها من الأمر شيء , ولا تدل على نحوس ولا سعود ولا موت ولا حياة .
عقيل حامد