ابراهيم كمال Progress | 10%
النوع : الدولة : عدد المساهمات : 176 نقاط المكتسبه : 27616 التقييم : 5 المزاج : فل الأوسمة :
| موضوع: العلم بأن الدنيا فانية زائلة , وكل ما فيها يتغير ويحول ويفنى ويزول الأربعاء أبريل 21, 2010 7:45 am | |
| العلم بأن الدنيا فانية زائلة , وكل ما فيها يتغير ويحول ويفنى ويزول, لأنها إلى الآخرة طريق وهي مزرعة للآخرة على التحقيق , إنها ألم يخفيه أمل , وأمل يحققه بإذن الله عمل , وعمل يقطعه الأجل , وعندها يجزى كل امرئٍ بما فعل , إنها الدنيا إن حلت أوحَلت , وكست أوكست , ودنت أودنت , وكم من ملكٍ رفعت له علامات , فلما علا مات.هي الأيام لا يبقى عزيز ......... وساعات السرور بها قليلةإذا نشر الضياء عليك نجم ...... وأشرق فارتقب يوماً أفولهإن أضحكت قليلاً أبكت كثيراً , وإن سرّت يوماً أحزنت شهوراً , وإن متعت كثيراً منعت طويلاً , لا يبقى لها حبور و لا يدوم فيها ثبور .اليوم عندك دلّها وحديثها ....... وغداً لغيرك كفها والمعصمُقال تعالى: (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ).ما أدق التعبير القرآني ! عندما يشير إلى أن الحياة الدنيا يوم توزن بموازين الدنيا تبدو أمراً عظيماً هائلاً , لكنها حين تقاس وتوزن بموازين الآخرة تبدو شيئاً تافهاً زهيداً حقيراً، بل لعبة أطفال.ثم تأتي الصورة القرآنية لتصور الدنيا كزرع أعجب الزارع نباته ينمو شيئاً فشيئاً حتى يكتمل ثم يهيج فتراه مصفراً جاهزاً للحصاد , فهو موقوت الأجل ينتهي عاجلاً ويبلغ أجله قريباً ثم يكون حطاماً وينتهي شريط الحياة بمشهد الحطام ويا لها من نهاية.وأما الآخرة فلها شأن وأي شأن ؟ يستحق شأنها أن يحسب حسابه وينظر إليه ويستعد له , وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور.فهي لا تنتهي في لمحة كالحياة الدنيا وهي لا تنتهي إلى حطامٍ كالنبات البالغ أجله , بل حساب وجزاء ودوام يستحق الاهتمام (وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) فإنما يستمد قوامه من الغرور الخادع يلهي وينسي وينتهي بأهله إلى غرور خادع , فما أحوج المؤمن إلى الاستعلاء على الغرور الخادع ليحقق عقيدته ولو اقتضى أن يضحي بالحياة الدنيا جميعها , فما هي إلا حطام أو كظل وسراب.روى الترمذي وابن ماجه بإسناد حسن قال : قال صلى الله عليه وسلم:(مالي وللدنيا ؟ إنما مثلي ومثل الدنيا كراكب قال في ظل شجرة ثم راح وتركها).أحلام نوم , أو كظلٍ زائلِ ....... إن اللبيب بمثلها لا يُخدعُيقول بعض أهل العلم: (لنعم الله علينا فيما زوى عنا من الدنيا أفضل من نعمه فيما بسط لنا منها , ذلك لم يرضَ الله لنبيه بالدنيا , فلأن أكون فيما رضي الله لنبيه وأحبه له أحب إلي من أكون كما كره له وسخط).وأجمل بقول ابن القيم من قول يوم قال يشبه الدنيا يقول: (أشبه الأشياء بالدنيا الظل , تحسب له حقيقة ثابتة وهو في تقلصٍ وانقباض , تتبعه لتدركه فلا تلحقه , وأشبه الأشياء بالدنيا السراب): (وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ). وأشبه الأشياء بالدنيا المنام يرى فيه العبد ما يحب وما يكره , فإذا استيقظ علم ذلك أن لا حقيقة له.ترجو البقاء بدارٍ لا ثبات لها ......... فهل سمعت بظلٍ غير منتقل ؟حياتها رصد وشربها كدر ............ وعيشها نكدٌ وملكها دولُمن ذا الذي قد نال راحة فكره ؟ ..... في عسره من عمره أو يسره ؟يلقى الغني لحفظه ما قد حوى ........ أضعاف ما يلقى الفقير لفقرهفيظل هذا ساخطاً في قلّه ............. ويظل هذا ناصباً في كثرهسُن البلا ولكل شملٍ فرقة ............ يُرمى بها في يومه أو شهرهوالجن مثل الإنس يجري فيهمُ ........ حكم القضاء بحلوّه وبمرّهأوَ ما ترى الرجل العزيز بجنده ....... رهن الهموم على جلالة قدره ؟فيسرّه خيرٌ وفي أعقابه............... همٌ تضيق به جوانب صدرهوأخو التجارة لاهث متفكّر .......... مما يلاقي في خسارة سعرهوأبو العيال أبو الهموم وحسرة الر .... جل الوحيد كمينة في صدرهولرب طالب راحة في نومه ......... جاءته أحلام فهامَ بأمرهوالطفل من بطن أمه يخرج إلى ....... غصص الفطام تروعه في صغرهولقد خبرت الطير في أوكارها ....... فوجدت منها ما يُصاد بوكرهوالوحش يأتيه الردى في برّه ......... والحوت يأتي حتفه في بحرهولربما تأتي السباع لميت ............. فاستخرجته من قرارة قبرهتالله لو عاش الفتى في دهره ........... ألفاً من الأعوام مالك أمرهمتلذذاً معهم بكل لذيذة ............. متنعماً بالعيش مدة عمرهلا يعتريه النقص في أحواله .......... كلا ولا تجري الهموم بفكرهما كان ذلك كله في أن يفي ......... بمبيتِ أول ليلة في قبرهكيف الفعال أيا أخي في ما ترى ؟ .... صبراً على حلو القضاء ومرّهصبراً ! فغمسة في الجنة تنسي كل شقاء وهم وبلاء , وغمسة في النار والعياذ بالله تنسي كل لذة ونعيم.لكل شيء إذا ما تم نقصان ....... فلا يغرّ بطيب العيش إنسانهي الأمور كما شاهدتها دول ..... من سرّه زمن ساءته أزمانكم من مؤمل أدركه الموت قبل تحقيق أمله , وكم من زرع عاش , ومات زارعه.لما حضرت الوفاة سيبويه النحوي رحمه الله وضع رأسه في حجر أخيه ثم أغمي عليه فقطرت دمعة من دموع أخيه على خده فأفاق من غشيته متمثلاً بقول الشاعر:يؤمل دنيا لتبقى له ............ فمات المؤمل قبل الأملوبات يروّي أصول النخيل ..... فعاش النخيل ومات الرجلثم قال لأخيه :أخيّين كنا فرق الله بيننا ...... إلى الأمد الأقصى ومن يأمن الدهر ؟ثم لقي الله عز وجل.هذه هي الحياة الدنيا، والآخرة هي الحياة لو كانوا يعلمون.إنما الدنيا هبات ...... وعوارٍ مستردّةشدة بعد رخاءٍ ........ورخاءٌ بعد شدةتذكر ما في البلاء من لطائف وفوائد , منها على سبيل المثال:أولاً: تذكير العبد بذنوبه فربما تاب إلى الله عز وجل , فالتوبة لله تعالى أعظم عزاء له من كل شيء.يقول بعض السلف : إن العبد ليصاب بالمصيبة فيذكر ذنوبه فيخرج من عينه مثل رأس الذباب دمعاً من خشية الله فيغفر الله عز وجل له.ثانياً: زوال قسوة القلب مع حدوث رقة القلب وانكسار العبد لله عز وجل وذلك ملاحظ في المصائب , وذلك والله خير من كثيرٍ من طاعات الطائعين فانكسار المذنب خير وأعظم من صولة المطيع.ثالثاً: البلاء يوجب من العبد الرجوع إلى الله عز وجل والوقوف ببابه والتضرع له والاستكانة له والدعاء وهذا من أعظم فوائد البلاء، فببعض الأثر : إن الله ليبتلي العبد وهو يحبه ليسمع تضرعه ودعاءه.رابعاً: البلاء يقطع قلب المؤمن عن الالتفات إلى المخلوقين ,ويوجب له الإقبال على الخالق الذي لا شريك له، فالمشركون وهم مشركون حكى الله عنهم إخلاص الدعاء عند الشدائد: (فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ)، فكيف بالمؤمنين ؟خامساً: رحمة أهل البلاء ومساعدتهم على بلواهم فإن العبد إذا أحس بألم المصيبة رق قلبه لأهل المصائب والبلايا ورحمهم .وأخيرا: معرفة قيمة وقدر العافية , فإن النعم لا تُعرف أقدارها إلا بعد فقدها , فلا يعرف نعمة إلا من ذاق مرارة ضدها , وبضدها تتميز الأشياء , فمن تأمل هذه اللطائف زال ما به وانشرح صدره وانفرج همه بإذن ربه. | |
|