الزعيم الحر Progress | | 20%
رقم العضوية : 21 النوع : الدولة : عدد المساهمات : 276 نقاط المكتسبه : 28372 التقييم : 6 المزاج : تفائلوا بالخير تجدوه الأوسمة :
| موضوع: علم النفس الكلى الأربعاء أبريل 28, 2010 10:24 pm | |
| تمهيد
هذا علم آخر من نتاج القوانين الكلية، وعلى ما يبدو لن يكون الأخير! فالقوانين الكلية تحتوي كل العلوم الأخرى وبالتالي تقوم بتطويرها جميعا، وعليه ليس العجيب أن نتفاجأ في كل مرة أقوم بتطوير علم جديد أو حتى أؤسس لعلم جديد، ولكن يصبح العجيب هو العكس!
والمقصود بتطوير العلوم الأخرى –تحديدا- هو تطوير نواة هذه العلوم أي أهم جزئية فيها أي القوانين الأساس خاصتها!
ولهذا من يتابع مقالاتي يلاحظ هذا الكم الكبير من تطوير العديد من العلوم بمجهود شخص واحد فقط! ولكم أن تتصوري كيف ستكون الأمور لو تدرب على هذه القوانين عدد كبير من الناس!
هذه المرة أعدكم بأن يكون علم خفيف على القلب والروح وليس فيه ذلك الكم من التعقيد المعهود والذي في العادة يلازم الكثير من مقالاتي!
وهو أيضا زاوية أخرى للتدرب على القوانين الكلية والتي من المفروض أن تكون فائدتها كلية بطبيعة الحال على البشرية جمعاء!
هذا الموضوع هو إهداء لكل عشاق علم النفس والذين لا يشبعون من سبر النفس البشرية!
********** البداية
"علم النفس الكلي" يعني أن هذا العلم مبني على القوانين الكلية! أي أننا سوف نحاول فهم النفس البشرية من خلال استخدام القوانين الكلية. فبهذا العلم سوف نفهم العديد من الظواهر النفسية بمنظور جديد يضاف إلى علم النفس. وفي الحقيقة لن أستطيع كتابة كل شيء يتعلق بهذا الموضوع للسبب الذي يتكرر كل مرة وهو الظروف غير المناسبة للبحث العلمي التي أعيشها!
كل شيء في هذا الكون هو منظومة، وكل منظومة في حالة تغير، وهذا التغير إما إلى زيادة أو إلى نقصان، وكل تغير له قيمة مضافة للمنظومة التي تغيرت، إما بالزيادة أو النقصان!
ولأن "التغير" سمة أساسية للكون فإن المنظومات المكونة له مجبورة ومفطورة في نهاية الأمر أن تمارس التغير إلى الزيادة، وإلا فإنها سوف تتناقص وبالتالي سوف تتلاشى!
فإذا تفرسنا في منظومات الكون سنجد أنها جميعا مركبة تركيبا علميا! فالذرة مركبة تركيبا علميا، النجوم والكواكب والمجرات كلها مركبة تركيبا علميا! الحياة البيولوجية مركبة تركيبا علميا. والمعرفة البشرية في نهاية الأمر هي أيضا مركبة تركيبا علميا!
بالتالي هذا التركيب العلمي له قيمة محددة، فإذا حدث التغيير "الإيجابي" عنى هذا الأمر أن هذه المنظومة زادت مركبتها العلمية!
لهذا نلاحظ أن كل مكونات الكون تجنح دائما إلى الزيادة في مركبتها العلمية حالما استطاعت إلى ذلك سبيلا!
فإذا اعتبرنا أن الإنسان في نهاية الأمر عبارة عن منظومة، فهو إذن عبارة عن مركبة علمية! وعليه فإن هذه المركبة العلمية تطمح دائما إلى زيادة قيمتها الكلية! فهي أصلا مجبورة على التغيير. لهذا لا مناص لها سوى التغيير الإيجابي أي زيادة مركبتها العلمية!
هذا هو جوهر قضية علم النفس الكلي! وهذه هي مركزية ونواة التفاعل خاصته!
*********
السعادة الحقيقية والسعادة الوهمية
تحدث الكثيرون عن السعادة، فهي بطبيعة الحال المطلب الإنساني الأهم! ولا شك أن البحث فيها أمر يهم الجميع، وهذا ما جعلني ابتدأ بها.
إن فهم السعادة من منظور جديد لا شك أنه أمر مثير وشيق! وإذا كان المنظور منظور -أيضا- علمي فمن المفروض أن يكون أمر مفيد أيضا.
فلو راقب الإنسان نفسه بقليل من التأمل للاحظ أن كل شيء ايجابي يحصل عليه ويعمل على زيادة مركبته العلمية يولد في نهاية الأمر شعور بالسعادة! وأن أي شيء سلبي ينقص من مركبته العلمية يولد لديه شعور بالتعاسة أو أي شعور سلبي آخر!
فالسعادة من منظور علم النفس الكلي مفهومها بسيط: إذا تمت الزيادة في المركبة العلمية حصل شعور السعادة..! وإذا حصل النقصان تولد شعور التعاسة وعدم الرضا!
الآن تأتي التفاصيل في هذه القضية أي قضية السعادة..!
قد يسأل سائل إذا كانت المسألة بهذا الشكل فما سبب تولد شعور السعادة عندما يخسر الإنسان أموال ليعطيها للآخرين من باب المساعدة... أليس من المفروض أن يتولد شعور بالتعاسة!
في الحقيقة ما حدث هو أن هذا الشخص قد خسر فعلا قيمة تغييرية ما ولكنه فالمقابل كون علاقة مع الطرف الآخر هي عنده لها قيمة أعلى بكثير من قيمة ما خسره ماديا! فتصبح قيمته الكلية المشتركة أكبر مما سبق (على الأقل نفسيا) فيتولد الشعور بالسعادة!
فهذا الأمر مشابه أيضا لمسألة الهاتف الخلوي. فالكثير منا يذكر كم كان هذا الجهاز جذاب جدا للنفس البشرية قبل أن يصبح أمرا اعتياديا والسبب مرة أخرى أن هذا الجهاز يكون مركبة مشتركة مع الآخر فتزيد قيمة الشخص الكلية..! فيتولد الشعور بالسعادة..!
ولكن ماذا عن قضية الشهرة...؟ لماذا الكثير من الناس يراها أمرا جذابا بغض النظر عن قضية المردود المادي....؟! مرة أخرى نفس السبب، فهذا الشخص يكون مركبات مشتركة مع جمهوره الواسع وبالتالي المركبة الكلية المشتركة لهذا الشخص تصبح أكبر وأعلى قيمة ويتولد الشعور بالسعادة..!
السعادة الوهمية:
منذ أن كنت صغيرا وأنا أتساءل... لماذا إبليس (حسب الدين الإسلام) يعمل دائما على تخريب العلاقات بين الناس... ما هي الفائدة الحقيقة التي يجنيها..!؟ فحسب قانون السعادة التابع لعلم النفس الكلي (حسب فهما له إلى الآن) لا تفسير لهذه القضية..! ولكن في الحقيقة التفسير موجود! فهذه السعادة في حقيقتها هي سعادة وهمية وهي كالآتي:
فمثلا أنا شخص ذو قيمة تركيبية ما. ولنقل أن قيمتي هي مئة نقطة. فإذا حصلت على منزل أو بيت أو سيارة أو زوجة فهذا يعني أن قيمتي الكلية قد زادت وبالتالي يتولد الشعور بالسعادة.
ولكن توجد حالة أخرى مشابه نوعا ما لهذه الزيادة... هي النقص عند الآخرين..! فإذا كانت قيمتي مئة نقطة ومعي شخص بقيمة مئة أو مئة وخمسين وفجأة نقصت قيمة هذا الشخص بخسرانه شيء ما ذو قيمة، فإن المسألة (وبما أن كل شيء نسبي ومتشابك) ستشبه كما لو أن قيمتي قد زادت..! فيتولد شعور وهمي وغير حقيقي بالسعادة..!
فإذا كان هذا الشخص عدو يتولد شعور "التشفي" بالعدو وهو شعور لذيذ بطبيعة الحال. وإذا كنت شخصا سيئا فسوف تغمرني السعادة بطبيعة الحالة كون هذا الشخص قد خسر شيئا مهما في حياته . وطبعا إذا كان هذا ا لشخص عزيز علي فسوف يتولد عندي شعور بالأسى تجاهه والسبب كما قلنا سابقا هو أنني مكون مع هذا الشخص مركبة علمية مشتركة نقصت بطبيعة الحال في مجموعها الكلي!
هذا ما يفسر سعادة إبليس ولهذا أسميتها أيضا بالسعادة الشيطانية. فهذه السعادة ليست سعادة حقيقية ولكنها وهمية فقيمة مركبة هذا الشخص لم تزداد في حقيقتها ولكنها بقيت كما هي! ولهذا فإن هذا الشعور الزائف سرعان ما يزول! وهذا ما يفسر مرة أخرى هوس إبليس في قضية التفريق بين الأحبة. فهو أشبه بحالة المدمن الذي لا يكفيه سوى المزيد من التخريب..!
هذا كله يفسر أيضا قضية "النميمة" مثلا ولماذا هي مسألة جنونية في المجتمعات! فالنميمة هي شعور وهمي بالسعادة. ولأنه شعور وهمي فسرعان ما يزول وتصبح المطالبة بالمزيد مسألة حتمية..! ولهذا نلاحظ أن الأشخاص الذين يمارسون النميمة الاجتماعية لا يشبعون أبدا.... لماذا!؟ لأنهم لا يأكلون أصلا! فهم أشخاص يلاحقون أوهاما سعيدة..... لا تزيد شيئا إيجابيا في حياتهم الحقيقية سوى مزيد من المشاكل مع الآخرين..!
ولكن السؤال الآن؛ لماذا هؤلاء الأشخاص يمارسون هذا النوع من الشر!؟ (وقد استخدمت كلمة شر كأحد تمظهرات القيمة السلبية). فهم بتصرفهم هذا يقطعون أي شكل من أشكال التركيب المشترك مع الضحية؛ أي أن الأمر في النهاية هو عبارة عن عمل سلبي تدميري ولهذا فهو شرير!
الأسباب عديدة ربما ولكن حسب تقديري أن من أهم الأسباب هو عجز هذه المنظومات العلمية أي هؤلاء الأشخاص لزيادة مركباتهم العملية خاصتهم..! فهم أشخاص عاجزين فكريا عن تحسين حياتهم بشكل عام، ولأن حاجة المنظومات للزيادة هي مسألة في صميم فطرة الكون؛ يجد هؤلاء الناس منساقين وشبه مجبرين ربما إلى الانقياد إلى هذا النوع من السعادة الوهمية..!
فلو كان هؤلاء الأشخاص ذو معرفة أعلى لما كانوا بهذا العجز أصلا.. ولكانوا أنجح في حياتهم وبالتالي لا يصرفون الوقت أصلا في أمور ليس منها فائدة حقيقة أصلا..!
فالمجتمعات ذات المعرفة الأعلى تصرف وقتا أقل في هكذا أمور عكس المجتمعات العاجزة فكريا..!
فالمجتمعات الأعلى معرفة مشغولة دائما بكل ما هو إيجابي في جوهره وفي حقيقته...! فالحقيقي هو المولد للسعادة الحقيقية في نهاية الأمر..!
كل ما سبق يفسر أيضا مسألة السعادة الدينية..! فلقد بينت الدراسات النفسية أن الأشخاص المتدينين أكثر سعادة من غيرهم.... لما لا وهم مكونين (حسب فهمهم للأمور) تواصلا مع أعظم شيء في الكون وهو الإله الذي يؤمنون به!
هذا الموضوع فيه الكثير من التأمل والتفكير والدعوة مفتوحة للجميع....
*********
الغضب
كما نعلم عندما يغضب الإنسان يمارس بعض الأمور والتي منها التكسير والشتم وغيرها من التصرفات غير المعتادة..!
ولكن لماذا...؟!
من منظور علم النفس الكلي تفسر هذه الأمور من منظور السعادة الوهمية..! فعندما يكسر الشخص شيئا ما فإنه يتولد عنده شعور مؤقت بزيادة مركبته العلمية بسبب تكسير ذلك الشيء ذو القيمة المعينة... فستمر في التكسير أكثر وأكثر للحصول على المزيد من شعور الارتياح! طبعا إلى جانب صرف الطاقة الزائدة المتولدة لديه!
كذلك الشتم والسباب على نفس الشاكلة. فعندما يغضب الإنسان ويشتم غيره فهو بطبيعة الحال يقلل من قيمة الآخر فيتولد عندها شعور بالارتياح..!
وعموما سرعة الغضب المزمن لأتفه الأسباب دليل على عدم استقرار نفسي. وبما أن السلوك هو نتيجة المعرفة المتواجدة في العقل. فبشكل عام المسئول الأول عن حالة الثبات وبالتالي الاستقرار هو المشتركات المعرفية كما بينا في مقالة "الأخلاق كيف يكون الالتزام بها"! ولهذا نجد أن المجتمعات ذات نسب القراءة العالية عنفها السياسي –مثلا- في أقل حالاته...!
*********
المفاخرة
المفاخرة هو شعور آخر يولد سعادة وهمية..! فالشخص الذي يتفاخر طوال الوقت يحاول أن يثبت لنفسه وللآخرين أنه أعلى قيمة منهم وهذا الأمر بطبيعة الحال يولد شعور وهمي بالسعادة..!
وفي الحقيقة هؤلاء الأشخاص هم آخر من لهم الحق في المفاخرة وذلك لسبب بسيط فانشغالهم المتواصل بالمفاخرة دليل على خلو فكرهم من أي عملية فكر بناء حقيقي..! فلو كانوا حقيقة أصحاب قيمة عالية حقا لانشغلوا طوال الوقت في كيفية تطوير أنفسهم ولما وجدوا الوقت الكافي لتلك القضية أي قضية المفاخرة..!
ولهذا عادة ما يكون العلماء متواضعين لأنهم أصلا لا يملكون الوقت الكافي لتلك الأمور..! ولو طلب من أحدهم من سبيل التجربة العلمية أن يمارس المفاخرة لظهر كالمغفل والسبب أنه لا يملك الخبرة الكافية التي تؤهله إجادة ذلك الدور..!
ولهذا فالشخص الذي يزعجك طوال الوقت بالمفاخرة هو بكل تأكيد شخص فارغ الفكر لأنه متخصص في قضية المفاخرة والتي لا طائل منها حقيقي... ولا يملك الوقت الكافي للقضايا الفكرية الحقيقية..! فخبرته هي التي سوف تفضحه...!
*********
الوعي
حار العلماء في تفسير الوعي..! ولمن يرغب بالمزيد من هذه الحيرة فمحركات البحث كفيلة بهذه المسألة!
ما يهمنا هنا هو كيف يفهم علم النفس الكلي الوعي..؟!
يعتبر علم النفس الكلي الوعي؛ أنه نواة المنظومة المسماة الإنسان! فكما نعلم أن كل شيء في هذا الكون هو عبارة عن منظومة ولكل منظومة نواة! وبالنسبة للإنسان فإن نواة الإنسان هي دماغه وبالتالي وعيه. فما هو الوعي من منظور أنه نواة الإنسان؟
الوعي هو "محصلة مجموع التوجهات العامة لمنظومة الإنسان التي توجد فيها والخادمة لها". إذ تتفاعل هذه التوجهات العامة وتتركب لتكون في النهاية الوعي الذي يدير ويحافظ على هذه المنظومة.
فالإنسان عندما يجوع يتناول الطعام دون أن يعلم بالضرورة تفاصيل العمليات الفيزيولوجية والكيميائية الحاصلة للطعام أثناء تناوله، المهم في المسألة هو التوجه العام وهو تناول الطعام حتى لا تموت منظومة الجسد! أيضا الإنسان عندما يشعر بالنعاس يذهب إلى النوم ومرة أخرى دون أن يعلم بالضرورة كل تفاصيل فيزيولوجيا النوم..! وهكذا...
فإذا جئنا بشخص وملأناه بكل التفاصيل المتخصصة المتعلقة بحياته وألغينا التوجه العام لكل قضية؛ لاعتبرنا ذلك الشخص شخص بدون وعي، وعبارة عن بنك للمعلومات فقط..!
بالتالي السؤال الآن كيف لنا ملء الوعي بالتوجهات العامة الأكثر فائدة وجودة حتى نحصل على أفراد واعين بشكل أفضل فيصبح المجتمع مجتمع واعي...؟!
التوجهات العامة يعني معلومات أكثر شمولا واحتواء... فكلما كانت هذه المعلومات أكثر احتواء وشمولا؛ كانت محصلة التوجهات العامة أفضل وأعلى دقة..!
فالمعلومات كما نعلم تنقسم إلى قسمين: معلومات متخصصة ومعلومات عامة مشتركة. وكما بينا أعلاه أن المعلومات المتخصصة لا تلعب الدور الرئيس في تشكيل الوعي، وهذا يعني أننا معنيين بالدرجة الأولى بالمعلومات المشتركة....! ويصبح محور تحسين الوعي هو البحث عن أفضل المعلومات المشتركة أي المعلومات التي يستطيع الإنسان تقبلها وفهمها دون الحاجة إلى التخصص..!
وبالتالي ومرة أخرى.. أين نجد أفضل أشكال المعلومات المشتركة...؟! في الكتب الثقافية طبعا كما بينا في العديد من المقالات السابقة...!
فالمعلومات المتواجدة في الكتب الثقافية العامة هي المعلومات الوحيدة القادرة على تشكيل وتطوير الوعي الفردي وبالتالي الوعي الجمعي..!
إذ يصبح الفرد المثقف أوعى بكثير من الشخص غير المثقف في معرفة وتمييز أفضل التوجهات العامة التي تخدم مصلحته..!
فأي منظومة معلومات تنقسم إلى قسمين: قسم مشترك عام وقسم متخصص. فعلى سبيل المثال علم الحاسوب ينقسم إلى قسمين من المعلومات، معلومات عامة مثل كيفية استخدام الحاسوب للأفراد وقسم معلومات متخصصة لا يحتاجها الأفراد الاعتياديين، فقط المتخصصين في الحاسوب..! كذلك الأمر في الطب –كمثال آخر- فالكثير من المعلومات الطبية على جميع الأفراد معرفتها.. ولكن الكثير أيضا من المعلومات الطبية لا تلزم سوى المتخصصين..!
بالتالي مجموع الأجزاء العامة للمنظومات العلمية المختلفة تشكل في النهاية الوعي الراقي المنشود...! وهذا المجموع الراقي العام نجده فقط في الكتب الفكرية الثقافية العامة....!
ولهذا لا مناص للمجتمعات البشرية بدون رفع نسب القراءة العامة. حتى تشكل الوعي الراقي الدقيق في تقديره للأمور، والمميز لأفضل التوجهات العامة..! فكلما زادت المعرفة زادت القدرة على التمييز...فلا يعتقد الجاهل أنه على صواب..!
*********
متعة القراءة
مشهد غريب... شخص يحمل كتاب يقرأ فيه لساعات.... وعندما تسأله ما هو شعورك... يقول لك أنه يشعر بالسعادة..!
كيف لنا أن نوصّف هذه الحالة علميا..!؟
صحيح كلنا يعلم أن القراءة فيها الكثير من المتعة، ولكن ما هو التوصيف العلمي لهذه الحالة....؟!
أي ما هي القوانين العلمية المبنية على الاستقراء والتي تستطيع شرح ما يحدث بناء على هذه القوانين...!؟
إنها مرة أخرى قوانين علم النفس الكلي أو علم النفس المنظومي (إن جاز التعبير)!
كما قلنا سابقا أن السعادة تتولد عندما تزداد قيمة منظومة الإنسان. وأي منظومة لها قمة وقاعدة على سلم التطور. فالقاعدة هي القاعدة المادية التكرارية! والقمة هي الرأس المركب علميا والفريد والمجرد..!
فالقاعدة تجنح نحو التكرار والمادية، في حين أن القمة وهي النواة تجنح نحو التعقيد والتركيب العلمي والفرادة والتجرد...! وهذه القضية بالمناسبة مشابه لنظرية المعلومات (Information theory)....!
ولهذا نجد أن الكون المادي تكراري بشكل لا يصدق... فكم الأجرام السماوية لا يمكن إحصاءه أصلا..! في حين أن الدماغ البشري والذي يعتبر أكثر صور الكون تعقيدا هو قمة في القلة مقارنة مع كم الكون المادي..!
بالتالي زيادة قيمة أي منظومة يعني الزيادة إما في قاعدة المنظومة أي في حجمها المادي أو زيادة في قمتها أي في تركيبها العلمي..!
ولهذا فتناول الطعام يسبب السعادة لأنه زيادة في قاعدة منظومة الإنسان.! وأيضا كذلك القراءة تسبب السعادة لأنها زيادة في المركبة العلمية لنواة هذه المنظومة..!
هذا ما يفسر المشهد الغريب الذي يظهر به شخص يحمل كتاب...! غريب خاصة على شخص غير قارئ!
أما لماذا البعض يكره القراءة؛ قد تكون أسباب وراثية! ولكن عندما نسمع أن بعض الشعوب قارئة جدا وبعضها غير قارئ حينها تصبح المسألة ليست فقط مسألة وراثة ولكن مسألة مكتسبه!
عند النظر للسبب من منظور علم النفس الكلي تصبح المسألة مسألة بسيطة! فلقد قلنا سابقا أن السعادة تأتي من زيادة المنظومة ولكن أيضا يجب الأخذ بالحسبان سلامة التسلسل على سلم التطور! فالانجذاب بين منظومتين لا يتشكل إذا كان بين الاثنين فجوة كبيرة على سلم التطور! فالمجتمع غير المثقف توجد بينه بين الأفكار الراقية في الكتب الثقافية العامة فجوة كبيره ولهذا فهي لا تجذبه بل وحتى تعذبه...!
*********
غلاء المهور
الكثير من الشعوب العربية تعاني من غلاء المهور خاصة في دول الخليج. إذ أصبحت القصص التي نسمع بها أشبه بالجنون أو بالهستيريا الجماعية كالتي نشاهدها في مباريات كأس العالم!
وربط الكثير من الباحثين بين غلاء المهور والعنوسة كأحد أهم أسبابها! إنها معضلة عجز الجميع عن حلها..!
ولكن ما علاقة علم النفس الكلي بغلاء المهور..؟!
قلنا في الفقرات السابقة أن قيمة أي منظومة تزداد عن طريق نوعين من أنواع الزيادة: زيادة مادية قاعدية تكرارية وزيادة علمية فريدة مجردة.
لهذا؛ فالشخص الذي يتلقى المعرفة المتواصلة المتزنة هو في الحقيقة شخص يتحول استيعابه للأمور إلى مزيد من التجرد!
فالعلم في حقيقته هو عبارة عن قوانين علمية، والقوانين العلمية مبنية على استقراء. ولكن ما هو الاستقراء أصلا...؟!
الاستقراء هو صفة مشتركة بين أمور مختلفة. وكلما كان الاستقراء أشمل لعناصر الطبيعة –أو بتعبير أدق لمنظومات الطبيعة- كلما كان أكثر تجردا..! ولهذا القوانين الكلية هي أكثر قوانين الطبيعة تجردا..!
إذن كلما زادت معرفة الإنسان كلما زاد تفكيره تجردا وبالتالي بعدا عن المادية والتفكير..!
فكلما كانت الشعوب أكثر ثقافة كلما كان تفكيرها أكثر تجردا وبالتالي تكون أبعد ما يكون عن المادية..! على الرغم من أن زيادة المعرفة يجلب المزيد من البناء المادي..!
هنا مربط الفرس الذي سوف تركب عليه العروس والتي سوف تزف إلى عريسها..!
فلكي يتخلص شعب ما من هوس غلاء المهور عليه أن يرفع من مستوى تجرده الفكري وذلك عن طريق رفع نسب القراءة الثقافية العامة.!
خلاف ذلك يكون تفكير هذا الشعب أقل تجردا وبالتالي أكثر مادية! أي تصبح القضايا المادية ذات حساسية عالية عنده ولا يستطيع فكاكا منها.!
ولن تساعد المعونات المالية الحكومية والتي تقدر بالملايين في حل هذه المعضلة.!
أنا شخصيا أقترح على الحكومات الخليجية تبني مشروعي الثقافي والذي من أهدافه النهائية رفع درجة التجرد الفكري للشعوب وبالتالي توفير ملايين الدولارات والتي تضيع هباء في حل قضية مستعصية على الحل! | |
|
tamer Progress | 10%
النوع : الدولة : عدد المساهمات : 166 نقاط المكتسبه : 27396 التقييم : 5 المزاج : رايق الأوسمة :
| موضوع: رد: علم النفس الكلى الأربعاء يونيو 09, 2010 10:24 am | |
| موضوع كبير اوي حاول تختصر شويه عشان نقرأ الفكره العامه حتي نعرف نرد | |
|