الصوت الحر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الصوت الحر

(( نور الوطن ضيائنا .. مج ـــد الوطن طريقنا ))
 
الرئيسيةاغلاق كاملأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 كشف شبهات الصوفية

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم كمال
Progress | 10%
Progress | 10%
ابراهيم كمال


النوع : ذكر
الدولة : كشف شبهات الصوفية Ye10
عدد المساهمات : 176
نقاط المكتسبه : 27616
التقييم : 5
المزاج : فل
الأوسمة :
كشف شبهات الصوفية 10010

كشف شبهات الصوفية Empty
مُساهمةموضوع: كشف شبهات الصوفية   كشف شبهات الصوفية Emptyالسبت يونيو 05, 2010 1:06 pm

[size=24]
كشف شبهات الصوفية 24235235





كشف شبهات الصوفية





أولا : الدعاء و الذبح
والنذر والاستغاثة بغير الله



* النذر نوع من
أنواع العبادة التي هي حق لله وحده ، لا يجوز صرْفُ شيء
منها لغيره ، فمن نذر لغيره فقد صرف نوعًا من العبادة ـ التي هي حق الله تعالى ـ لمن
نذر له ، وصرف نوعٍ من أنواع العبادة نذرًا أو ذبحًا أو
غير ذلك لغير الله يعتبر شركًا مع الله غيره داخلًا تحت عموم قول الله ـ: ﴿ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجـَنَّةَ
وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ
﴾ (المائدة : 72)وكل
من اعتقد من المكلفين المسلمين جواز النذر والذبح للمقبورين ؛ فاعتقاده هذا شرك
أكبر مخرج عن الملة.


* النذر لغير الله شرك ، والذبح لغير الله شرك ؛ لقول الله سبحانه: ﴿ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ
نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللهَ يَعْلَمُهُ
﴾ (البقرة :270)
وقال تعالى:﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلهِ
رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ
﴾ (الأنعام : 162، 163) الآية ، وقوله
ص: « لعنَ اللهُ مَن ذبحَ لغيرِ اللهِ » ( رواه مسلم).والنذر داخل في
قوله تعالى: ﴿وَنُسُكِي ﴾.


* إن الاستغاثة بالأموات أو الغائبين ودعاءهم من دون الله أو مع الله شرك
أكبر يخرج من ملة الإسلام ، سواء كان المستغاث به نبيًا أم غير نبي ، قال ـ: ﴿ وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللهِ إِلَهًا
آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ
الْكَافِرُونَ
﴾ (المؤمنون: 117) ، وقوله ﻷ: ﴿ ذَلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمـُلْكُ
وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ * إِنْ تَدْعُوهُمْ
لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ
يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ
﴾ (فاطر : 13، 14).



* أما من استغاث بالله وسأله سبحانه ـ وحده ـ متوسلًا بجاههم أو طاف حول قبورهم دون أن
يعتقد فيهم تأثيرًا وإنما رجا أن تكون منزلتهم عند الله سببًا في استجابة الله له فهو
مبتدع آثم مرتكب لوسيلة من وسائل الشرك ، ويخشى عليه أن يكون ذلك منه ذريعة إلى
وقوعه في الشرك الأكبر.


* التوحيد هو إفراد الله بالعبادة ، وهو دين الرسل الذي أرسلهم الله به إلى
عباده. فأولهم نوح ÷ أرسله الله إلى
قومه لما غلوا في الصالحين ودًا
وسواعًا ويغوث ويعوق ونسرًا ، وآخر الرسل محمد ص ، وهو الذي كسر صور هؤلاء الصالحين ، أرسله إلى قوم يتعبدون ويحجون ويتصدقون ويذكرون الله كثيرًا ، ولكنهم
يجعلون بعض المخلوقات
وسائط بينهم وبين الله.


يقولون: نريد منهم التقرب إلى الله ، ونريد شفاعتهم عنده ؛ مثل الملائكة، وعيسى، ومريم، وأناس غيرهم من الصالحين.


فبعث الله إليهم محمدًا ص يجدد لهم دين أبيهم إبراهيم ÷، ويخبرهم أن هذا التقرب والاعتقاد محض
حق الله لا يصلح منه شيء لغير الله لا لملك مقرب، ولا لنبي
مرسل فضلًا عن غيرهما، وإلا
فهؤلاء المشركون مقرون يشهدون أن الله هو الخالق وحده لا شريك له
وأنه لا يرزق إلا هو، ولا يحيي إلا هو،
ولا يميت إلا هو، ولا يدبر الأمر إلا هو،
وأن جميع السموات السبع ومن فيهن والأرضين السبع ومن فيها كلهم عبيده
وتحت تصرفه
وقهره.


فإذا أردت الدليل على أن هؤلاء الذين قاتلهم رسول
الله ص يشهدون بهذا
فاقرأ قوله تعالى :﴿قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء
وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ
الْم
ـَيِّتِ
وَيُخْرِجُ الْم
ـَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ
الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ
اللهُ
فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ﴾ ( يونس:31)
.


فإذا تحققْتَ أنهم مُقِرُّون بهذا وأنه لم يُدْخِلهم في التوحيد الذي دعاهم إليه رسول الله ص، وعرفت أن التوحيد الذي
جحدوه هو توحيد العبادة.ثم منهم من يدعو الملائكة لأجل صلاحهم وقربهم من الله
ليشفعوا له ، أو يدعوا رجلًا صالحًا
مثل اللات: أو نبيًا مثل عيسى وعرفت أن رسول الله ص، قاتلهم على هذا الشرك ودعاهم إلى إخلاص العبادة
لله وحده كما قال تعالى: ﴿
وَأَنَّ الْـمَسَاجِدَ
لِلهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَدًا
﴾ ( الجن:
18) وقال
تعالى: ﴿لَهُ دَعْوَةُ الْـحَقِّ
وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَجِيبُونَ لَـهُم بِشَيْءٍ إِلاَّ
كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْـمَاء لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ
وَمَا دُعَاء الْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ
﴾ (الرعد:14)
وتحققت أن رسول الله ص قاتلهم ليكون الدعاء كله
لله، والنذر كله لله ، والذبح كله لله ، والاستغاثة كلها لله ، وجميع أنواع العبادات كلها لله، وعرفت أن إقرارهم بتوحيد الربوبية لم يدخلهم في
الإسلام ، وأن قصدهم الملائكة
أو الأنبياء ، أو الأولياء، يريدون شفاعتهم ، والتقرب إلى الله بذلك هو الذي أحل دماءهم وأموالهم ، عرفت حينئذٍ
التوحيد الذي دعت إليه الرسل ، وأبى عن الإقرار به
المشركون ، وهذا التوحيد هو معنى قولك: لا إله إلا الله، فإن الإله هو الذي يُقصَد لأجل هذه الأمور ، سواء ملكًا، أو نبيًا، أو وليًا، أو
شجرةً ، أو قبرًا ، أو جنيًا ، لم
يريدوا أن الإله هو الخالق الرازق المدبر، فإنهم يعلمون أن ذلك لله وحده. فأتاهم النبي ص يدعوهم إلى كلمة التوحيد وهي (لا
إله إلا الله
) والمراد من هذه الكلمة معناها لا مجرد لفظها.


الرد على الشبهات من طريقين:: مجمل ، ومفصل.


أما المجمل فعن عائشة
م قالت
: تلا رسول الله ص هذه
الآية: ﴿ هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ
مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ
في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ
الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللهُ
وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ
رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ

(آل عمران
: 7 ) ، قالت : قال رسول الله ث
: « فإذا رأيتِ الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى اللهُ
فاحذروهم
».(رواه البخاري)


فحذرنا نبينا ص من الذي
يتبع المتشابه من القرآن أو من السنة وصار يُلَبِّس به على باطله فهؤلاء الذين
سماهم الله ووصفهم بقوله: ﴿فَأَمَّا الَّذِينَ في
قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ
﴾.


وكان سبب تحذير النبي ص
هو الخشية من أن يضلونا عن سبيل الله باتباع هذا المتشابه، فحذرنا من سلوك طريقهم،
وحذرنا منهم.


مثال
ذلك
: إذا قال لك:﴿ أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ
وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ
﴾(يونس:62) أو استدل
بالشفاعة أنها حق ،
وأن الأنبياء لهم جاه عند الله أو ذكر كلامًا للنبي ص يستدل به على شيء
من باطله، وأنت لا تفهم معنى الكلام الذي ذكره ، فجاوبه
بقولك: إن الله ذكر أن الذين في قلوبهم زيغ يتركون المحكم ويتبعون
المتشابه، والله ـ ذكر أن المشركين يقرون بالربوبية، وأن كفرهم بتعلقهم على
الملائكة والأنبياء والأولياء مع قولهم:﴿هَؤُلاء
شُفَعَاؤُنَا عِندَ
اللهِ ﴾(يونس:18) وهذا أمر مُحكَمٌ بَيِّنٌ، لا يقدر أحد أن يغير معناه، وما ذكرتَه لي من القرآن أو كلام النبي ص لا أعرف معناه ، ولكن أقطع أن كلام الله
لا يتناقض ، وأن كلام النبي ص لا يخالف كلام
الله ﻷ.


وأما الجواب المفصل: فإن لهم شبهات كثيرة ،منها:


الشبهة
الأولى
:قولهم: نحن لا نشرك بالله، ونشهد أنه لا يخلق
ولا يرزق ولا ينفع ولا يضر إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا صلا
يملك لنفسه نفعًا ولا ضرًا ، ولكننا مذنبون، والصالحون لهم جاه عند الله، ونطلب من
الله بهم.


الجواب:اعلم
أن الذين قاتلهم رسول الله ص واستباح
دماءهم ونساءهم مقرون بذلك، ومقرون بأن أوثانهم لا تدبر شيئًا، وإنما أرادوا الجاه
والشفاعة، ولم يُغْنِهم هذا التوحيد شيئًا.


وقد ذكر الله ﻷ في محكم كتابه: ﴿ وَمَاأَرْسَلْنَامِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَإِلاأَنَا فَاعْبُدُونِ ﴾ (الأنبياء:25).وقال
تعالى: ﴿ وَمَاخَلَقْتُالْجِنَّ وَالإِنسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ﴾ (الذاريات:56).وقال تعالى: ﴿ شَهِدَاللهُأَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ
الْعِلْمِ
قَآئِـمًابِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ (آل عمران:18).وقال تعالى: ﴿وَإِلَـهُكُمْإِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُالرَّحِيمُ﴾ (البقرة:163).وقال
تعالى: ﴿ فَإِيَّايَفَاعْبُدُونِ ﴾( العنكبوت:56) إلى
غيرها من الآيات الكثيرة الدالة على وجوب توحيد الله ﻷ في عبادته، وأن لا يعبد أحد سواه.


الشبهة الثانية:قولهم: إن الآيات التي ذكرتها نزلت فيمن يعبد الأصنام ، وهؤلاء
الأولياء ليسوا بأصنام.


الجواب :اعلم أن كل من عبد غير الله فقد جعل معبوده وثنًا فأي فرق بين من عبد
الأصنام وعبد الأنبياء والأولياء؟!


فالكفار منهم من يدعو الأصنام لطلب الشفاعة، ومنهم من يعبد الأولياء ،
والدليل على أنهم يدعون الأولياء قوله تعالى: ﴿أُولَـئِكَالَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُالْوَسِيلَةَ﴾(الإسراء: 57)(أي أن المعبودين يبتغون القربة إلى ربهم). وكذلك يعبدون الأنبياء
كعبادة النصارى المسيح ابن مريم والدليل قوله تعالى: ﴿ وَإِذْقَالَاللهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ
اتَّخِذُونِي
وَأُمِّيَإِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْأَقُولَمَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ
تَعْلَمُ مَا
فِينَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ
الْغُيُوبِ
﴾ (المائدة:116)، وكذلك يعبدون
الملائكة كقوله تعالى: ﴿وَيَوْمَيَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلائِكَةِأَهَؤُلاءإِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ ﴾ (سبأ:40).


فبهذا تبين تلبيسهم بكون المشركين يعبدون الأصنام وهم يدعون
الأولياء والصالحين من وجهين:الوجه الأول: أنه لاصحة لتلبيسهم ؛ لأن مِن أولئك
المشركين مَن يعبد الأولياء والصالحين.


الوجه الثاني: لو قدَّرنا أن أولئك
المشركين لا يعبدون إلا الأصنام فلا فرق بينهم وبين المشركين لأن الكل عبَد من لا
يغني عنه شيئًا.


وبهذا عرفنا أن الله كفَّر مَن قصد الأصنام، وكفر أيضًا من قصد
الصالحين وقاتلهم رسول الله ص على هذا
الشرك ولم ينفعهم أن كان المعبودون من أولياء الله وأنبيائه.


الشبهة
الثالثة
:قولهم: الكفار يريدون من الأصنام أن ينفعوهم أو
يضروهم، ونحن لا نريد إلا من الله والصالحون ليس لهم من الأمر شيء ، ونحن لا نعتقد
فيهم ولكن نتقرب بهم إلى الله ﻷ ليكونوا
شفعاء.


الجواب:اعلم أن هذا قول الكفار سواءً بسواء حيث قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَاتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلالِيُقَرِّبُونَاإِلَى اللهِ زُلْفَى﴾ (الزمر:3)وقوله
تعالى: ﴿هَـؤُلاءشُفَعَاؤُنَا عِندَ اللهِ﴾ (يونس:18).


الشبهة
الرابعة
:قولهم: نحن لا نعبد إلا الله ، وهذا الالتجاء إلى
الصالحين ودعاؤهم ليس بعبادة.


الجواب
:اعلم إن الله
فرض عليك إخلاص العبادة له وهو حقه على الناس، حيث قال تعالى: ﴿ ادْعُواْ
رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْـمُعْتَدِينَ﴾
(الأعراف:55).والدعاء
عبادة ، وإذا كان عبادة فإن دعاء غير الله شركٌ بالله ﻷ
والذي يستحق أن يُدعى ويُعبد ويُرجى هو الله وحده لا شريك له.


فإذا
علمنا أن الدعاء عبادة ، ودعونا الله ليلًا ونهارًا، خوفًا وطمعًا، ثم دعونا في
تلك الحاجة نبينًا صأو غيره
فقد أشركنا في عبادة الله غيره.


وقال
تعالى: ﴿
فَصَلِّلِرَبِّكَوَانْحَر﴾(
الكوثر:2) فإذا أطعنا الله ونحرنا له، فهذه عبادة
لله، فإذا نحرنا لمخلوق ـ نبي، أو جني أو غيرهما ـ فقد أشركنا في العبادة
غير الله.


والمشركون
الذين نزل فيهم القرآن، كانوا يعبدون الملائكة والصالحين واللات، وما كانت عبادتهم
إياهم إلا في الدعاء والذبح والالتجاء ونحو ذلك، وهم مقرون أنهم عبيد لله وتحت
قهره، وأن الله هو الذي يدبر الأمر، ولكن دعوهم والتجأوا إليهم للجاه والشفاعة
وهذا ظاهر جدًا.


الشبهة
الخامسة
:قولهم: أنتم تنكرون شفاعة
الرسول ص.


الجواب
:
نحن لا ننكر شفاعة الرسول ص ولا نتبرأ منها، بل هو ص ، الشافع المشفع ونرجو شفاعته،
ولكن الشفاعة كلها لله، كما قال تعالى: ﴿ قُل للهِالشَّفَاعَةُ جَمِيعًا ﴾ (الزمر:44).ولا
تكون إلا من بعد إذن الله كما قال ﻷ: ﴿ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ﴾ (البقرة:255)
ولا يشفع إلا من بعد أن يأذن الله فيه كما قال ﻷ:﴿وَلايَشْفَعُونَ إِلا لِمَنِ ارْتَضَى﴾(الأنبياء:28).والله لا يرضى إلا التوحيد كما قال ﻷ: ﴿ وَمَن يَبْتَغِغَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ ﴾ (آل عمران:85).


فإذا كانت الشفاعة كلها لله ، ولا تكون إلا من بعد إذنه،
ولا يشفع النبي ص ولا غيره في أحد حتى يأذن الله فيه، ولا يأذن إلا لأهل
التوحيد، فاطلب الشفاعة من الله، فقل: اللهم لا تحرمني شفاعة النبي ص ، اللهم
شفِّعْهُ فِيَّ ، وأمثال هذا.


الشبهة السادسة:قولهم: إن
الله أعطى النبي ص الشفاعة، ونحن نطلبه مما أعطاه الله.


الجواب :اعلم أن الله أعطى النبي صالشفاعة ونهانا عن هذا فقال:﴿ فَلاتَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا ﴾ (الجن:18).


واعلم أن الله سبحانه وتعالى أعطى النبي ص الشفاعة
ولكنه ص لا يشفع إلا بإذن الله ، ولا يشفع إلا لمن ارتضاه الله ،
ومن كان مشركًا فإن الله لا يرتضيه فلا يأذن أن يشفع له كما قال تعالى: ﴿وَلايَشْفَعُونَ إِلا لِمَنِ ارْتَضَى ﴾(
الأنبياء:28).


واعلم أن الله تعالى أعطى الشفاعة غير النبي ص ،
فالملائكة يشفعون، والأفراط([sup][1][/sup]) يشفعون،
والأولياء يشفعون.فهل نطلب الشفاعة من هؤلاء؟


فإن كنت تريد من الرسول ص الشفاعة
فقل: « اللهم شفع فيَّ نبيك محمدًا رسول الله ص ».وكيف
تريد شفاعة رسول الله ص وأنت تخالف أمره وتدعوه ص مباشرة ،
ودعاء غير الله شرك أكبر مخرج من الملة.


الشبهة السابعة:قولهم:
نحن لا نشرك بالله شيئًا ولكن الالتجاء إلى الصالحين ليس بشرك.فالشرك عبادة
الأصنام ونحن لا نعبد الأصنام.


الجواب:اعلم
أن عُبَّاد الأصنام لا يعتقدون أنها تخلق وترزق وتدبر أمر من دعاها، وإن القرآن
يكذب من قال أنهم كانوا يعتقدون غير ذلك. وأن عُبَّاد الأصنام هم من قصد خشبة، أو
حجرًا، أو بنية على قبر أو غيره ، يدعون ذلك ويذبحون له ويقولون :إنه يقربنا إلى
الله زلفى ويدفع الله عنا ببركته أو يعطينا.وأن فعلكم عند الأحجار والأبنية التي
على القبور وغيرها هو نفس فعلهم ، وبهذا يكون فعلكم هو عبادة الأصنام.


وقولكم: الشرك عبادة الأصنام ، هل هذا يعني أن الشرك
مخصوص بهذا، وأن الاعتماد على الصالحين ودعاءهم لا يدخل في ذلك؟فهذا يرده ما ذكر
الله في كتابه من كفر من تعلق على الملائكة أو عيسى أو الصالحين.


الشبهة الثامنة:قولهم: إن الذين نزل فيهم القرآن لا يشهدون أن لا إله
إلا الله، ويكذبون الرسول ص ، وينكرون البعث، ويكذبون القرآن ويجعلونه سحرًا، ونحن
نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ونصدق القرآن ، ونؤمن بالبعث ،
ونصلي ونصوم، فكيف تجعلوننا مثل أولئك؟


الجواب:اعلم أن العلماء أجمعوا على أن من كفر ببعض ما جاء به الرسول ص وكذَّب به، فهو كمن كذب بالجميع وكفر به، ومن كفر بنبي من الأنبياء فهو
كمن كفر بجميع الأنبياء لقوله تعالى: ﴿إِنَّالَّذِينَيَكْفُرُونَ بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ
بَيْنَ
اللهِِوَرُسُلِهِ وَيقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ
وَيُرِيدُونَ
أَنيَتَّخِذُواْ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا *أُوْلَـئِكَهُمُالْكَافِرُونَحَقًّا ﴾( النساء: 150-151) وقوله تعالى في بني إسرائيل: ﴿أَفَتُؤْمِنُونَبِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَنيَفْعَلُذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَالْقِيَامَةِيُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ﴾ (البقرة:85).


فمن أقر بالتوحيد وأنكر وجوب الصلاة فهو
كافر، ومن أقر بالتوحيد والصلاة وجحد وجوب الزكاة فإنه يكون كافرًا، ومن أقر بوجوب
ما سبق وجحد وجوب الصوم فإنه يكون كافرًا، ومن أقر بذلك كله وجحد وجوب الحج فإنه
كافر والدليل على ذلك قوله تعالى: ﴿ وَلِلهِعَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا
وَمَن
كَفَرَ( يعني من كفر بكون الحج واجبًا أوجبه الله على عباده )فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ﴾ (آل عمران:97).


ومن أقَرَّ بهذا كله، ولكنه كذب بالبعث فإنه
كافر بالإجماع لقول الله تعالى:﴿ زَعَمَالَّذِينَكَفَرُوا أَن لَّن يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ
ثُمَّ
لَتُنَبَّؤُنَّبِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ ﴾ (التغابن:7).


فإذا أقررت بهذا فاعلم أن التوحيد هو أعظم فريضة جاء بها
النبي ص وهو أعظم من الصلاة ، والزكاة ، والصوم والحج ، فكيف
إذا جحد الإنسان شيئًا من هذا الأمور كفَر ولو عمل بكل ما جاء به الرسول ص ؟ وإذا
جحد التوحيد الذي هو دين الرسل كلهم لا يكفر؟سبحان الله، ما أعجب هذا الجهل!فمنكر
التوحيد أشد كفرًا وأبين وأظهر.


وها هم أصحاب رسول اللهص قاتلوا بني حنيفة وقد أسلموا مع النبي ص وهم
يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله
ص ويؤذِّنون
ويصلون وهم إنما رفعوا رجلًا ، وهو مسيلمة الكذاب، إلى مرتبة النبي
ص،
فكيف بمن رفع مخلوقًا إلى مرتبة جبار السماوات والأرض ، يدعوه ويذبح له ويستغيث به
ويعتقد فيه النفع والضر؟أفلا يكون أحق بالكفر ممن رفع مخلوقًا إلى منزلة مخلوق
آخر؟!



وقد أجمع العلماء على كفر بني عبيد القداح(الفاطميين)الذين
الذين ملكوا المغرب ومصر وكانوا يشهدون أن
لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، ويصلون الجمعة والجماعات ويدَّعون أنهم
مسلمون، ولكن ذلك لم يمنعهم من حكم المسلمين عليهم بالردة حين أظهروا مخالفة
المسلمين في أشياء دون التوحيد حتى قاتلوهم واستنقذوا ما بأيديهم من بلدان
المسلمين.


وإذا كان الكفار الأولون لم يكفروا إلا حين جمعوا جميع
أنواع الكفر من الشرك والتكذيب والاستكبار فما معنى ذِكر أنواع من الكفر في (باب
حكم المرتد)؟كل نوع منها يُكَفّر حتى ذكروا أشياء يسيرة عند من فعلها مثل كلمة
يذكرها بلسانه دون قلبه ، أو كلمة يذكرها على وجه المزاح واللعب، فلولا أن الكفر
يحصل بفعل نوع منه وإن كان الفاعل مستقيمًا في جانب آخر لم يكن لذكر الأنواع
فائدة.


وقد حكم الله تعالى بكفر المنافقين الذين
قالوا كلمة الكفر مع أنهم كانوا مع النبي ص يصلون ويزكون ويحجون ويجاهدون ويوحدون، فقال الله تعالى فيهم: ﴿يَحْلِفُونَبِاللهِ مَا قَالُواْ وَلَقَدْ قَالُواْ كَلِمَةَالْكُفْرِوَكَفَرُواْ بَعْدَ إِسْلاَمِهِمْ ﴾ (التوبة:74).


وحكم الله تعالى بكفر المنافقين الذين قالوا
كلمةً ذكروا أنهم قالوها على وجه المزح ، فقال الله تعالى فيهم: ﴿ قُلْأَبِاللهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لاَتَعْتَذِرُواْ قَدْكَفَرْتُمبَعْدَ إِيمَانِكُمْ﴾ (التوبة: 96).


ومن الدليل على أن الإنسان قد يقول أو يفعل
ما هو كفر من حيث لا يشعر قول بني إسرائيل مع إسلامهم وعلمهم وصلاحهم لموسى عليه
الصلاة والسلام: ﴿ اجْعَللَّنَا إِلَـهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ ﴾ وقول أصحاب النبي ص: « اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط»
فقال: « الله أكبر إنها السنن قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل
لموسى:
﴿اجْعَللَّنَا إِلَـهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ
تَجْهَلُونَ
﴾ (الأعراف:
138) لتركبن سنة من كان قبلكم». (رواه الترمذي وصححه
الألباني). وهذا يدل على أن موسى
ومحمدًا ـ عليهما الصلاة والسلام ـ قد أنكروا ذلك غاية الإنكار.


الشبهة التاسعة:قولهم: في قول بني إسرائيل لموسى ﴿ اجْعَللَّنَا إِلَـهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ ﴾ وقول
بعض الصحابة للنبي ص:« اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط» إن الصحابة
وبني إسرائيل لم يكفروا.


الجواب:أن الصحابة وبني إسرائيل لم يفعلوا ذلك حين لقوا من
الرسولين الكريمين إنكار ذلك، ولا خلاف أن بني إسرائيل لو فعلوا ذلك لكفروا ،
وكذلك لا خلاف في أن الذين نهاهم النبي ص لو لم يطيعوه واتخذوا ذات أنواط بعد نهيه لكفروا.


الشبهة العاشرة:قولهم: إن
الناس يوم القيامة يستغيثون بآدم ، ثم بنوح ، ثم إبراهيم ، ثم بموسى
، ثم بعيسى ، فكلهم يعتذر حتى ينتهوا إلى رسول الله ص، فهذا
يدل على أن الاستغاثة بغير الله ليست شركًا.


الجواب: الاستغاثة بالمخلوق فيما يقدر عليه لا ننكرها، كما قال الله تعالى في قصة
موسى: ﴿ فَاسْتَغَاثَهُالَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ(القصص:15).


والناس لم يستغيثوا بهؤلاء الأنبياء الكرام ليزيلوا عنهم
الشدة، ولكنهم يستشفعون بهم عند الله ﻷ ليزيل هذه الشدة ، وهناك فرق بين من يستغيث
بالمخلوق ليكشف عنه الضرر والسوء ،
ومن يستشفع بالمخلوق إلى الله
ليزيل الله عنه ذلك ، وهذا أمر جائز
كما أن الصحابة ن يسألون
النبي ص في حياته أن يدعو الله لهم ، وأما بعد
موته فحاشا وكلا أنهم سألوه ذلك عند قبره ، بل أنكر السلف الصالح على من قصد دعاء
الله عند قبره فكيف بدعائه نفسه؟


ولا بأس أن تأتي لرجل صالح حي تعرفه وتعرف
صلاحه فتسأله أن يدعو الله لك ، وهذا حق إلا أنه لا ينبغي للإنسان أن يتخذ ذلك
ديدنًا له كلما رأى رجلًا صالحًا قال:ادع الله لي، فإن هذا ليس من عادة السلف ن ، وفيه اتكال
على دعاء الغير، ومن المعلوم أن الإنسان إذا دعا ربه بنفسه كان خيرًا له ؛ لأنه
يفعل عبادة يتقرب بها إلى الله ﻷ.


الشبهة الحادية عشرة:قولهم: أن
في قصة إبراهيم ÷ لما أُلقِي في النار اعترض له جبريل في الهواء فقال:
ألك حاجة؟ فقال إبراهيم: أما إليك فلا، دليل على أنه لو كانت الاستغاثة بجبريل شركًا
لم يعرضها على إبراهيم؟


الجواب:أولًا: قال
العجلوني في (كشف الخفاء:1136): «(حسبي من سؤالي علمه بحالي) ذكره البغوي في تفسير
سورة الأنبياء بلفظ:رُوِي عن كعب الأحبار أن إبراهيم
قال حين أوثقوه ليلقوه في النار :«لا إله إلا أنت سبحانك رب العالمين ، لك الحمد
ولك الملك لا شريك لك» ثم رموا به في المنجنيق إلى النار فاستقبله جبريل ، فقال:«
يا إبراهيم ألك حاجة ؟ »قال:« أما إليك فلا »، قال جبريل:«فسَلْ ربك» ، فقال
إبراهيم :«حسبي من سؤالي علمه بحالي» انتهى ، وذكر البغوي في تفسير﴿ قَالُوا
حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ
﴾ (الأنبياء:68) أن إبراهيم÷قال:« حسبي
الله ونعم الوكيل» حين قال له خازن المياه لما أراد النمرود إلقاؤه في النار: إن
أردتَ أخمدتُ النار ، وأتاه خازن الرياح فقال له: إن شئتَ طيرتُ النار في الهواء ،
فقال إبراهيم:« لا حاجة لي إليكم ، حسبي الله ونعم الوكيل» انتهى.


قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 74 ) :
(حسبي من سؤالي علمه بحالي ). لا أصل له. أورده بعضهم من قول
إبراهيم عليه الصلاة و السلام ، و هو من الإسرائيليات و لا أصل له
في المرفوع ، و قد ذكره البغوي في تفسير سورة الأنبياء مشيرًا لضعفه فقال : رُوِيَ
عن كعب الأحبار: أن إبراهيم عليه الصلاة و السلام
لما رموا به في المنجنيق إلى النار استقبله جبريل. ..


و قد أخذ هذا المعنى بعض من صنَّف في الحكمة على طريقة الصوفية
فقال : سؤالك منه ـ يعني الله تعالى ـ اتهامٌ له ، و هذه ضلالة كبري ! فهل كان الأنبياء
ـ صلوات الله عليهم ـ متَّهِمين لربهم حين سألوه مختلف الأسئلة ؟. .. و أدعية الأنبياء
في الكتاب و السنة لا تكاد تحصى. ..و بالجملة فهذا الكلام المعزو لإبراهيم عليه الصلاة
و السلام لا يصدر من مسلم يعرف منزلة الدعاء في الإسلام فكيف يصدر ممن سمانا المسلمين
؟ !


ثم وجدت الحديث قد أورده ابن عراق في ( تنزيه الشريعة المرفوعة
عن الأخبارالشنيعة الموضوعة ) و قال ( 1 / 250 ) : قال ابن تيمية موضوع ».انتهى
كلام الألباني (بتصرف).


* الذي في البخاري عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:«كَانَ آخِرَ
قَوْلِ إِبْرَاهِيمَ حِينَ أُلْقِيَ فِي النَّارِ حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ»


ثانيًا:على فرض ثبوت الأثر ـ وقد تبين لك أنه من الإسرائيليات ـ فإن
جبريل ÷ إنما عرض على إبراهيم ÷ أمرًا ممكنًا يمكن أن يقوم به فلو أذن الله لجبريل لأنقذ إبراهيم بما
أعطاه الله تعالى من القوة فإن جبريل كما وصفه الله تعالى: ﴿ شَدِيدُالْقُوَى﴾ (النجم:5) فلو أمره الله أن يأخذ نار إبراهيم وماحولها ويلقيها في المشرق
أو المغرب لفعل ولو أمره أن يحمل إبراهيم إلى مكان بعيد عنهم لفعل ولو أمره أن
يرفعه إلى السماء لفعل.


وهذا يشبه لو أن رجلًا غنيًا أتي إلى فقير فقال هل لك
حاجة في المال؟ من قرض أو هبة أو غير ذلك؟ فإنما هذا مما يقدر عليه ، ولا يُعَدُّ
هذا شركًا لو قال : «نعم لي حاجة أقرضني ، أو هِبْني »لم يكن مشركًا.


الشبهة
الثانية عشرة:
قال بعض أهل البدع الذين يَدْعُون أهل
القبور: كيف تقولون: الميت لا ينفع وقد نفعنا موسى ÷ حيث كان السبب في تخفيف الصلاة من خمسين إلى خمس؟



الجواب: الأصل في الأموات أنهم لا يسمعون نداء من
ناداهم من الناس، ولا يستجيبون دعاء من دعاهم ، ولا يتكلمون مع الأحياء من البشر
ولو كانوا أنبياء ، بل انقطع عملهم بموتهم ؛ لقول الله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ
تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ * إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا
يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ
الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ
﴾(فاطر:14)
وقوله: ﴿ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ﴾ (فاطر:22)وقوله:﴿وَمَنْ
أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى
يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ * وَإِذَا حُشِرَ
النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ
﴾ (الأحقاف:5-6)
وقول رسول الله ص: « إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من
ثلاث: صدقة جارية، وولد صالح يدعو له وعلم ينتفع به
» (رواه مسلم ).


ويستثنى من هذا الأصل ما ثبت بدليل صحيح، كسماع
أهل القليب من الكفار كلام رسول الله ص عقب غزوة بدر
، وكصلاته بالأنبياء ليلة الإسراء، وحديثه مع الأنبياء ‡ في السماوات حينما عرج به إليها ، ومن ذلك نصح موسى لنبينا ـ عليهما
الصلاة والسلام ـ أن يسأل الله التخفيف مما افترضه عليه وعلى أمته من الصلوات فراجَعَ
نبيُّنا ص ربه في ذلك حتى صارت خمس صلوات في كل يوم
وليلة ، وهذا من المعجزات وخوارق العادات فيقتصر فيه على ما ورد.ولا يقاس عليه
غيره مما هو داخل في عموم الأصل ؛ لأن بقاءه في الأصل أقوى من خروجه عنه بالقياس
على خوارق العادات ، علمًا بأن القياس على المستثنيات من الأصول ممنوع خاصة
إذا لم تعلم العلة
، والعلة في هذه المسألة غير معروفة ؛ لأنها من الأمور
الغيبية التي لا تعلم إلا بالتوقيف من الشرع ، ولم يثبت فيها توقيف فيما نعلم ،
فوجب الوقوف بها مع الأصل.


الشبهة
الثالثة عشرة:
1- ما رُويَ عن
عتبة بن غزوان عن نبي الله صأنه قال: «إذا ضل أحدكم شيئًا أو أراد عونًا
وهو بأرض ليس بها أنيس فليقل يا عباد الله أعينوني فإن لله عبادًا لا نراهم ».


الرد: قال الحافظ
الهيثمي: رواه الطبراني ، ورجاله وثقوا على ضعف في بعضهم ، إلا أن يزيد بن
علي لم يدرك عتبة
.


و قال الحافظ ابن حجر في (تخريج الأذكار ) :
«أخرجه الطبراني بسند منقطع عن عتبة بن غزوان مرفوعًا.و زاد في آخره
:« و قد جُرِّب ذلك». ثم قال الحافظ : « كذا في الأصل ـ أي الأصل المنقول منه هذا
الحديث من كتاب الطبراني ـ و لم أعرف تعيين قائله ، و لعله مصنف المعجم ، و الله
أعلم ».


قال الشيخ الألباني :و أما دعوى الطبراني / بأن الحديث قد جُرِّب ، فلا يجوز الاعتماد عليها ، لأن العبادات لا
تثبت بالتجربة.



2- ما رُويَ عن عبد الله ابن مسعود أنه قال
قال رسول الله ص: «إذا انفلتت
دابة أحدكم بأرض فلاة فليناد :يا عباد الله احبسوا يا عباد الله احبسوا فإن لله
حاصرًا في الأرض سيحبسه».


الرد: قال الحافظ
الهيثمي: رواه أبو يعلى والطبراني وزاد سيحبسه عليكم، وفيه معروف بن حسان وهو
ضعيف
.


3-ما رُويَ عن ابن عباسط أن رسول الله صقال:«إن لله ملائكة في الأرض سوى الحفظة يكتبون ما يسقط من ورق
الشجر فإذا أصاب أحدكم عرجة بأرض فلاة فليناد أعينوا عباد الله.



الرد: قال الهيثمي:
رواه الطبراني ورجاله ثقات.


قال الشيخ الألباني / في ( السلسلة الضعيفة و الموضوعة ) ( 2 / 109 ) : وأخرجه البزار عن ابن
عباس بلفظ :« إن لله تعالى ملائكة في الأرض سوى الحفظة يكتبون ما يسقط من
ورق الشجر، فإذا أصابت أحدكم عرجة بأرض فلاة فليناد : يا عباد الله أعينوني ».قال
الحافظ كما في ( شرح ابن علان ) ( 5 / 151 ) : «هذا حديث حسن الإسناد غريب
جدًا
، أخرجه البزار و قال : لا نعلم يروى عن النبي
ص بهذا اللفظ إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد ».و
حسنه السخاوي أيضا في ( الابتهاج ) و قال الهيثمي : « رجاله ثقات ».قلت (أي
الألباني): و رواه البيهقي في (الشعب ) موقوفًا كما يأتي....ثم قال الشيخ الألباني:
وقفت على إسناد البزاز في " زوائده " ( ص 303 ) : حدثنا موسى بن إسحاق :
حدثنا منجاب بن الحارث : حدثنا حاتم بن إسماعيل عن أسامة بن زيد ( عن أبان ) ابن
صالح عن مجاهد عن ابن عباس أن النبي ص قال : فذكره.قلت
: و هذاإسناد حسن كم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
طارق المصرى
PR!NCE OF S!TE
PR!NCE OF S!TE
طارق المصرى


رقم العضوية : 74
النوع : ذكر
الدولة : كشف شبهات الصوفية Eg10
عدد المساهمات : 2577
نقاط المكتسبه : 34235
التقييم : 69
المزاج : الحمد لله
الأوسمة :
كشف شبهات الصوفية 10010

كشف شبهات الصوفية 20010

كشف شبهات الصوفية 200010

كشف شبهات الصوفية Empty
مُساهمةموضوع: رد: كشف شبهات الصوفية   كشف شبهات الصوفية Emptyالسبت يونيو 05, 2010 3:13 pm

اخى الغاضل ابراهيم
اخى اولا تحياتى الحارة
وشكرا على مجهودك الرا ئغ المتميز
اخى
قلت فى عنوان الموضوع
الأخ / طارق المصري كشف شبهات الصوفية


اتمنى تعديلة
لتقول طارق المصرى يرد على من يدعون بكفر اهل التصوف
اخى ارحوك ان نمسك موضوع واحد ونتناقش فيه سويا بحجج وبراهين
ونترك النقل الكثير
والمواضيع الطويله التى اشك ان الاغلبيه يفهمون ما بها
اخى لتجعل موضوعك قصير ليستفيد منهالكل
واتمنى ان تناقشنى فى موضوع التصوف فى موضوع واحد ولاداعى لتشتينى فى مواضيع متعددة
ارجوك اخى
نريد ان يستفيد الاعضاء واستفيد انا ايضا
ارجوك
كتبت عن عمرو خالد ورديت عليك ولم ترد
وكتبت عن الصوفية ولم ترد
اخى رد
ارجوك
ليكن الرد فى الموضوغ فى مكان واحد
فانا ادعوك للنقاش فى موضوغين
عمرو خالد الداعية
والصوفية كفكر
ولنفرد لهم صفحتين منفصلتين
وشكرا على مجهودك دمت بكل خير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gena
New Member
New Member
gena


الدولة : كشف شبهات الصوفية Iq10
عدد المساهمات : 53
نقاط المكتسبه : 26515
التقييم : 15
المزاج : رائق

كشف شبهات الصوفية Empty
مُساهمةموضوع: رد: كشف شبهات الصوفية   كشف شبهات الصوفية Emptyالأحد يونيو 06, 2010 1:10 am

كلام جميل يا ابراهيم
وجزاك الله خير والمناقشه الفعاله دي الي احنا عايزينها
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gana
PR!NCE OF S!TE
PR!NCE OF S!TE
gana


رقم العضوية : 93
النوع : انثى
الدولة : كشف شبهات الصوفية Eg10
عدد المساهمات : 2069
نقاط المكتسبه : 32177
التقييم : 35
العمر : 28
الموقع : فى مصر
العمل/الترفيه : طالبة
المزاج : خايفه جدا
الأوسمة :
كشف شبهات الصوفية 10010

كشف شبهات الصوفية 20010

كشف شبهات الصوفية 200010

كشف شبهات الصوفية Empty
مُساهمةموضوع: رد: كشف شبهات الصوفية   كشف شبهات الصوفية Emptyالإثنين يونيو 14, 2010 1:59 pm

شكرا ليك استاذ ابراهيم على ذلك الموضوع الرائع
وارجوا اختصار الموضوع
بس عن جاد الموضوع جكميل
ارجوا تقبل مرورى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
كشف شبهات الصوفية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» هذه هي الصوفية
» دين الصوفية
» آلهة الصوفية
» شبهات حول الحكم بغير ما أنزل الله

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الصوت الحر  :: صوتك الي لازم نسمعه :: إسلاميـــــــات-
انتقل الى: