مشاهد لجثث جنود متفحمة في موقع كتيبة الفضيل التابعة لأمن القذافي
دبي - العربية.نت
قُتل 10 مصريين بالرصاص في مدينة طبرق الليبية القريبة من
الحدود المصرية - الليبية، بحسب ما نقل شهود عيان عن طبيب مصري كان يحاول
التوجه إلى ليبيا، اليوم الاثنين 21-2-2011.
وقال الطبيب سيف عبداللطيف، وهو عضو في نقابة الأطباء المصرية، إنه كان
يحاول دخول ليبيا ضمن قافلة إغاثة نظمتها نقابته، عندما منعتهم قوات حرس
الحدود من عبور منفذ السلوم البري لكنها سمحت للسيارة المحملة بالمساعدات
بالمرور.
وأضاف "أثناء انتظار مرور سيارة المساعدات التقينا مجموعة من المصريين من
محافظة الشرقية كانوا عائدين من ليبيا على متن ثلاث باصات، وقالوا لنا إنهم
رأوا 10 مصريين مقتولين بالرشاشات الآلية في طبرق"، وهي مدينة ساحلية على
البحر المتوسط قريبة من الحدود المصرية.
وكانت العاصمة
الليبية شهدت عنفاً غير مسبوق منذ بدء الاحتجاجات الشعبية المطالبة بتغيير
النظام، ووصلت حصيلة ضحايا الاحتجاجات اليوم إلى أكثر من 160 قتيلاً.
وكان التلفزيون الرسمي الليبي عن سقوط "عدة ضحايا"، لدى قيام قوات الأمن
اللييبة بعملية استهدفت "الجهات التخريبية" في ليبيا، التي تشهد تظاهرات
عارمة للإطاحة بنظام معمر القذافي. وجاء هذا الرد الأمني استجابة مع إعلان
النظام الليبي عن تصميمه على القتال "حتى آخر رجل".
وقال التلفزيون إن قوات الامن "قامت بمداهمة اوكار التخريب والرعب المدفوع
بالحقد على ليبيا، وعلى الاخوة المواطنين التعاون لبسط الامن". كما دعا
المواطنين الى "الانتباه للعصابات التي تقوم بتخريب ليبيا وضرورة التعاون
مع قوات الامن والشرطة في كل مكان من ليبيا".
وترافقت هذه التطورات مع معلومات خاصة لـ"العربية" عن وصول طائرات تحمل
مسلحين أجانب تهبط في مطار بطرابلس، بينما انقطعت الاتصالات الهاتفية على
جميع الأراضي الليبية.
إلى فنزويلا؟ من جهته، قال
وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إن القذافي قد يكون في طريقه الى
فنزويلا، مشيراً الى "معلومات تشير الى انه متوجه" الى هناك. وصرح هيغ
للصحافيين في بروكسل انه ليست لديه معلومات او تقارير بأن القذافي في
فنزويلا، الا انه أضاف "لقد رأيت معلومات تشير الى انه في الطريق الى
هناك".
وجاءت تصريحات الوزير البريطاني للصحافيين عقب اجتماع لوزراء خارجية
الاتحاد الاوروبي تركز على الاحتجاجات التي تجتاح ليبيا وغيرها من دول
الشرق الاوسط وشمال افريقيا.
لكن الردّ جاء سريعاً من فنزويلا، التي نفت أن يكون القذافي في طريقه اليها.
سيطرة المتظاهرين وكانت مدن
ليبية عدة بينها بنغازي وسرت، سقطت بأيدي المتظاهرين إثر عمليات فرار من
الجيش، كما أكد الاتحاد الدولي لروابط حقوق الإنسان الذي أشار الى حصيلة من
300 الى 400 قتيل منذ بدء الانتفاضة في ليبيا.
وكانت احتجاجات الليبيين وصلت إلى وسط العاصمة الليبية، في الوقت الذي قام
فيه المتظاهرون بحرق مقرات رسمية وأقسام شرطة في العاصمة. فقد اشتعلت
النيران في مركز للشرطة بضاحية شرق بطرابلس. كما اندلعت النيران في مبنى
الحكومة الرئيسي بالعاصمة الليبية.
وجرى الحديث عن نهب مقر قناة "الجماهيرية الثانية" في شارع عمر المختار،
وكذلك قناة "الشبابية" الفضائية في منطقة قرقارش السياحية في العاصمة.
وقد أعلنت فرقة من الصاعقة انضمامَها إلى المحتجين في بنغازي، وأبلغت
الأهالي أنها حررت المدينة، التي شهدت مقتلَ أكثر من 250 شخصاً منذ بدء
الاحتجاجات، بحسب مصادر طبية. أما في شرق ليبيا فقد أعلن عدد من القبائل
أبرزُها قبيلة وِرْفَلة الانضمام الى الثورة.
واندلعت النيران أيضاً في قاعة الشعب، حيث تجري فيه معظم الفعاليات
والاجتماعات الرسمية. ويقع هذا المبنى في مكان غير بعيد عن وسط العاصمة عند
مدخل حي الاندلس السكني.
ردود فعل عربية ودولية كاثرين اشتون
وظهرت ردود فعل غربية وعربية
كثيرة تندد بما يحصل في ليبيا مما سمته قمعاً للمتظاهرين، معتبرة أن
الاحتجاج حقٌ شرعي لهم. فجامعة الدول العربية طالبت بوقف العنف، بينما
الولايات المتحدة وعلى لسان وزيرة خارجيتها اعترضت بشدة على سقوط عدد من
القتلى والجرحى. أما الاتحاد الاوروبي الذي يعتزم إجلاء رعاياه، فدعا على
لسان وزيرة خارجيته كاثرين آشتون الرئيس الليبي الى تلبية تطلعات شعبه
المشروعة كما سمتها آشتون.
بينما أبدت إسبانيا، على لسان وزيرة خارجيتها ترينيداد خيمينيث قلق بلادها
من العنف القائم في ليبيا. كما أعلنت فرنسا توقف العمل في المدارس
الفرنسية، وأبدى المتحدث باسم حكومتها عن تخوفات باندلاع حرب أهلية.
أما النمسا فأعلنت عن إرسال طائرة عسكرية الى مالطا لإجلاء محتمل لرعاياها
والرعايا الاوروبيين من ليبيا. بينما إيطاليا فكان موقفها مختلفاً إذ دعا
وزير خارجيتها الى ضبط النفس في النداءات المطالبة من أجل الاصلاح
الديمقراطي.