سذاجة الإخوان في سياسة الأوطان
تأسس حزب الإخوان المسلمون في نهاية عشرينات القرن الماضي , وكان ظاهره الإسلام وباطنه الله اعلم به , إلا أن حقيقة الإخوان تجلت واضحة من خلال تعاملهم مع الإحداث طوال فترة عمرهم فهم ليسوا حزبا سياسيا كالأحزاب السياسية الأخرى إذ ليس لديهم أهداف ثابتة ولا أسس راسخة كبقية الأحزاب الأخرى السياسية وغير السياسية , كما أنهم ليسوا حزبا إسلاميا وفق المعنى الإسلامي الحقيقي الذي يريده الله تعالى , فهم كما قال الحق سبحانه وتعالى [مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا ] النساء 143, فالإخوان لا يجمعهم إلا الاسم , إذ هم مختلفون في الأهداف والأفكار , فالإخوان أول من بارك ودعم الثورة الخمينية في إيران , وهم من وقف إلى جانب الشيوعيين في قتال أهل السنة في أفغانستان , وهم أول من بارك وساند الاحتلال الأمريكي للعراق , وبسبب كثرة الاختلافات وشدة التناقضات انقسم الإخوان انقساما ت كبيرة وتفرقوا إلى فرق كثيرة, وربما يكون الإخوان أول حزب في التاريخ يشهد كل هذه التناقضات والانقسامات فهم تأسسوا في مصر باسم الإخوان ثم اختلفوا وتفرقوا فتسموا بأسماء مستعارة في كل مكان , ليقولوا نحن لسنا بإخوان , فالإخوان هم الذين فرقوا الجزائر وضيعوا أفغانستان , وهم الذين أول من باع العراق وسلمه إلى أمريكا وإيران , واليوم وقد دار الزمن دورته وسيطر الإخوان على مصر, واعتلوا سدة الحكم هناك , فسادت الفوضى فيه , فتخوف الناس من مستقبل , تغلغل الإخوان فيه , حتى باتوا يسيطرون على كل شيء فيه , فهم الحكام والقضاة وهم المشرعون و المنفذون , وهم السلطة الرقابية العليا ,على الجهتين التنفيذية والتشريعية , فلم يسلم منهم القاصي ولا الداني ولا أصحاب الأقلام والأفكار الحرة الأبية , وسواء كانت هذه الأقلام حبريه أم رصاصية بل لم تسلم منهم حتى الأقلام المائية , فماذا بعد يا إخوان ؟ أتريدون وطنا بلا شعب أم تريدون شعبا بلا حرية , فهي كلها لكم إن لم تغيروا أفكاركم هذه القمعية الفئوية .
عقيل حامد .