الصوت الحر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الصوت الحر

(( نور الوطن ضيائنا .. مج ـــد الوطن طريقنا ))
 
الرئيسيةاغلاق كاملأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تابع المعاني الواردة في آيات سورة البقرة -10

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم كمال
Progress | 10%
Progress | 10%
ابراهيم كمال


النوع : ذكر
الدولة : تابع المعاني الواردة في آيات سورة البقرة -10 Ye10
عدد المساهمات : 176
نقاط المكتسبه : 27666
التقييم : 5
المزاج : فل
الأوسمة :
تابع المعاني الواردة في آيات سورة البقرة -10 10010

تابع المعاني الواردة في آيات سورة البقرة -10 Empty
مُساهمةموضوع: تابع المعاني الواردة في آيات سورة البقرة -10   تابع المعاني الواردة في آيات سورة البقرة -10 Emptyالسبت يونيو 05, 2010 10:32 am


وقوله: {فَمَآ
أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ...}
فيه وجهان: أحدهما معناه: فما الذى صبَّرهم على
النار؟. والوجه الآخر: فما أجرأهم على النار! قال الكسائىّ: سألنى قاضى اليمن وهو
بمكَّة، فقال: اختصم إلىَّ رجلان من العرب، فحلف أحدهما على حقّ صاحبه، فقال له: ما
أصبرك على الله! وفي هذه أن يراد بها: ما أصبرك على عذاب الله، ثم تلقى العذاب
فيكون كلاما؛ كما تقول: ما أشبه سخاءك بحاتم.
{ لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ
وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَاكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ
بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ
وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ
وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى
الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي
الْبَأْسَآءِ والضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَائِكَ الَّذِينَ صَدَقُواْ
وَأُولَائِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ }
وقوله: {لَّيْسَ
الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ...}
إن شئت رفعت "البِرّ" وجعلت "أن تولوا"
فى موضع نصب. وإن شئت نصبته وجعلت "أن تولّوا" فى موضع رفع؛ كما قال: {فَكَانَ
عاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِى النّارِ} فى كثير من القرآن. وفى إحدى القراءتين "ليس
البِرُّ بِأن"، فلذلك اخترنا الرفع فى "البِرّ"، والمعنى فى قوله {ليس البِرُّ بِأن
تولوا وجوهكم قِبل المشرِقِ والمغرِبِ} أى ليس البِرُّ كله فى توجّهكم إلى الصلاة
واختلاف القبلتين {وَلَكِنّ البِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ} ثم وَصَف ما وصف إلى آخر
الآية. وهى من صفات الأنبياء لا لغيرهم.


وأمَّا قوله: {وَلكِنَّ
البِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ} فإنه من كلامِ العرب أن يقولوا: إنما البِرُّ الصادق
الذى يصل رَحِمه، ويُخفى صَدَقته فيجعل الاسم خبرا للفعل والفعلَ خبراً للاسم؛ لأنه
أمر معروف المعنى.
فأمّا الفعل الذى جُعِل خبرا للاسم فقوله: {ولا يَحْسَبَنَّ
الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَهُمْ}
فـ (هو) كناية عن البخل. فهذا لِمن جعل "الذِين" فى موضع نصبٍ وقرأها "تحسبنَّ"
بالتاء. ومن قرأ بياء جعل "الذِين" فى موضع رفع، وجعل (هو) عِمادا للبخل المضمر،
فاكتفى بما ظهر فى "يبخلون" من ذكر البخل؛ ومثله فى الكلام:
هم الملوك وأبناء
الملوكِ لهم * والآخِذون بِهِ والساسة الأُوَلُ
قوله: به يريد: بالمُلْك، وقال
آخر:
إِذا نُهِى السفِيهُ جَرَى إليهِ * وخالف والسفِيه إِلى خِلافِ
يريد إلى
السفه.
وأما الأفعال التى جُعِلت أخبارا لِلناس فقول الشاعر:
لعمرك ما
الفِتيان أن تَنْبُت اللحى * ولكِنما الفِتانُ كُلُّ فتىً نَدِى
فجعل "أنْ" خبرا
للفتيان.
وقوله: {مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ} (من) فى موضع رفع، وما بعدها صلة لها،
حتى ينتهى إلى قوله {وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ} فتردّ "الموفون" على "مَنْ" و
"والموفون" مِن صفة "مَن" كأنه: من آمن ومن فعل وأوفى. ونصبت "الصابرِين"؛ لأنها من
صفة "مَنْ" وإنما نصبت لأنها من صفة اسم واحد، فكأنه ذهب به إلى المدح؛ والعرب
تعترض من صفات الواحد إذا تطاولت بالمدح أو الذمّ فيرفعون إذا كان الاسم رفعا،
وينصبون بعض المدح فكأنهم ينوون إخراج المنصوب بمدحٍ مجدّدٍ غير مُتْبَع لأوّل
الكلام؛ من ذلك قول الشاعر:
لا يَبْعَدَنْ قومى الذين هُمُ * سُمُّ العُدَاةِ
وآفة الجُزُرِ
النازِلِين بِكلّ معترَكٍ * والطَيِّبِينَ مَعاقِدَ
الأُزُرِ


وربما رفعوا (النازلون) و
(الطيبون)، وربما نصبوهما على المدح، والرفع على أن يُتْبَع آخِر الكلام أوّله.
وقال بعض الشعراء:
إلى الملِكِ القَرْمِ وابنِ الهُمَام * وليثَ الكتِيبةِ فى
المُزْدَحَمْ
وذا الرأى حين تُغَمُّ الأُمور * بِذاتِ الصليلِ وذاتِ
الُّلجُمْ
فنصب (ليث الكتيبة) و (ذا الرأى) على المدح والاسم قبلهما مخفوض؛ لأنه
من صفةِ واحدٍ، فلو كان الليث غير الملِك لم يكن إلا تابعا؛ كما تقول مررت بالرجل
والمرأة, وأشباهه. قال: وأنشدنى بعضهم:
فليت التِى فيها النجوم تواضعت * على كل
غثّ مِنهمُ وسَمينِ
غيوثَ الحَيَا فى كل مَحْلٍ ولَزْبَةٍ * أسود الشَّرَى
يحمِين كلَّ عَرِينِ
فنصب. ونُرَى أنّ قوله: {لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فى الْعِلْمِ
مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ
قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ} أنّ نصب
"المقِيمِين" على أنه نعت للراسِخِين، فطال نعته ونُصِب على ما فسَّرت لك. وفى
قراءة عبدالله "والمقِيمون - والمؤتون" وفى قراءة أبَىّ "والمقِيمين" ولم يُجتمع فى
قراءتنا وفى قراءة أُبَىّ إلا على صوابٍ. والله أعلم.
حدّثنا الفرّاء: قال: وقد
حدّثنى أبو مُعاوية الصرير عن هِشام بن عُرْوة عن أبيه عن عائشة أنها سئِلت عن
قوله: {إنّ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ} وعن قوله: {إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا والَّذِينَ
هَادُوا وَالصَّابِئُونَ} وعن قوله: {وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ وَالْمُؤْتُونَ
الزَّكَاةَ} فقالت: يا بن أَخِى هذا كان خطأ مِن
الكاتِب.


وقال فيه
الكسائىّ "والمقيمين" موضعه خفض يُرَدّ على قوله: {بِما أنزِل إليك وما أنزِل مِن
قبلِك}: ويؤمنون بالمقيمين الصلاة هم والمؤتون الزكاة. قال: وهو بمنزلة قوله:
{يُؤْمِنُ بِاللهِ ويُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ} وكان النحويّون يقولون "المقيمين"
مردودة على {بما أنزِل إِليك وما أنزِل مِن قبلك... إلى المقِيمِين} وبعضهم "لكِنِ
الراسِخون فِى العِلِم مِنهم" ومن "المقيمين" وبعضهم "من قبلك" ومن قَبْل
"المقيمين".
وإنما امتنع مِن مذهب المدح - يعنى
الكسائىّ - الذى فسَّرت لك لأنه قال: لا ينصب الممدوح إلا عند تمام الكلام، ولم
يتمم الكلام فى سورة النساء. ألا ترى أنك حين قلت "لكن الراسخون فى العلم منهم -
إلى قوله "والمقيمين - والمؤتون" كأنك منتظر لخبره وخبره فى قوله : {أُولئِك
سَنُؤْتِيهِمْ أَجْراً عَظِيماً} والكلام أكثره على ما وَصَف الكسائىّ. ولكن العرب
إذا تطاولتِ الصفةُ جعلوا الكلام فى الناقص وفى التامّ كالواحد؛ ألا ترى أنهم قالوا
فى الشعر:
حتى إِذا قَمِلت بطونُكُمُ * ورأيتُم أبناءكم شبُّوا
وقلبتم ظهر
المِجَنِّ لنا * إنّ اللئِيم العاجزُ الخِبُّ
فجعل جواب (حتى إذا) بالواو، وكان
ينبغى ألا يكون فيه واو، فاجتزئ بالإتباع ولا خبر بعد ذلك. وهذا أشدّ ما وصفت
لك.
ومثله فى قوله {حَتّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ
لَهُمْ خَزَنَتُها} ومثله وفى قوله {فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ
وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ} جعل بالواو. وفى قراءة عبدالله "فَلَمَّا
جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ وَجَعَلَ السِّقَايَةَ" وفى قراءتنا بغير واو. وكلٌّ
عربىّ حسن.


وقد قال بعضهم: "وآتى
المال على حبهِ ذوِى القربى - والصابِرِين" فنصب الصابرين على إيقاع الفعل عليهم.
والوجه أن يكون نَصْبا على نيَّة المدح؛ لأنه من صفة شىء واحد. والعرب تقول فى
النكرات كما يقولونه فى المعرفة فيقولون: مررت برجل جميل وشابّاً بعد، ومررت برجل
عاقل وشَرْمَحاً طُوَالا؛ وينشدون قوله:
ويَأوِى إلى نِسوةٍ بائساتٍ * وشُعْثاً
مراضِيعَ مِثل السَّعَالِى
(وَشُعْثٍ) فيجعلونها خفضا بإتباعها أوّل الكلام،
ونصبا على نية ذمّ فى هذا الموضع.
المعاني الواردة في آيات سورة ( البقرة )
{
ياأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى
الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ
لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَآءٌ إِلَيْهِ
بِإِحْسَانٍ ذالِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ
ذالِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ }
وقوله: {كُتِبَ
عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ
وَالأُنثَى بِالأُنْثَى...}
فإنه نزل فى حَيَّين من العرب كان لأحدهما طَوْل على
الآخر فى الكثرة والشرف، فكانوا يتزوّجون نساءهم بغير مُهُور، فقَتَل الأوضع مِن
الحيَّيْن من الشريف قَتْلى، فأقسم الشريف ليقتلنّ الذَكَر بالأنثى والحرّ بالعبد
وأن يضاعِفوا الجِراحاتِ، فأنزل الله تبارك وتعالى هذا على نبيّه، ثم نسخه قوله
{وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ} إلى آخر الآية.
فالأولى منسوخة لا يُحكَم بها.


وأما قوله: {فَاتِّبَاعٌ
بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَآءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ} فإنه رَفْع. وهو بمنزلة الأمر فى
الظاهر؛ كما تقول: مَنْ لقى العدوّ فصبرا واحتِسابا. فهذا نصب؛ ورفعه جائز. وقوله
تبارك وتعالى {فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ} رفع ونصبه جائز. وإنما كان الرفع فيه
وجه الكلام؛ لأنها عامَّة فيمن فعل ويراد بها من لم يفعل. فكأنه قال: فالأمر فيها
على هذا، فيرفع. وينصب الفعل إذا كان أمرا عند الشئ يقع ليس بدائم؛ مثل قولك للرجل:
إذا أخذت فى عملك فجِدّاً جِدّاً وسَيْرا سيرا. نصبت لأنك لم تنوِ به العموم فيصير
كالشىءِ الواجب على من أتاه وفعله؛ ومثله قوله: {وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ
مُتَعَمِّداً فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ} ومثله {فَإمْسَاكٌ
بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإحْسَانٍ} ومثله فى القرآن كثير، رفع كله؛ لأنها
عامّة. فكأنه قال: من فعل هذا فعليه هذا.
وأمَّا قوله: {فَضَرْبَ الرِّقَابِ}
فإنه حثَّهم على القتل إذا لَقُوا العدوَّ؛ ولم يكن الحثّ كالشىء الذى يجب بفعلٍ
قبله؛ فلذلك نصب، وهو بمنزلة قولك: إذا لقيتم العدوّ فتهليلا وتكبيرا وصِدْقا عند
تِلك الوقعة ( - قال الفرّاء: ذلك وتِلك لغة قريشٍ، وتميم تقول ذاك وتيكَ الوقعة -
) كأنه حثّ لهم، وليس بالمفروض عليهم أن يكبّروا، وليس شىء من هذا إلا نصبه جائز
على أن توقِع عليه الأمر؛ فليصم ثلاثة أيَّامٍ، فليمسك إمساكا بالمعروف أو يسرّح
تسريحا بإحسانٍ.
{ وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ ياأُولِي الأَلْبَابِ
لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }
وقوله: {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ...}
يقول:
إذا علم الجانى أنه يُقتصّ منه: إن قَتَل قُتِل انتهى عن القتل فحيى. فذلك قوله:
"حياة".


{ كُتِبَ
عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْراً
الْوَصِيَّةُ
لِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ
بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ }
وقوله: {كُتِبَ
عَلَيْكُمْ...}
معناه فى كلّ القرآن: فرِض عليكم.
وَقوله: {الْوَصِيَّةُ
لِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ...}
كان الرجل يوصى بما أحبّ مِن ماله لِمن شاء
من وارثٍ أو غيره، فنسختها آيةُ المواريث. فلا وصِية لوارثٍ، والوصيَّة فى الثلث لا
يجاوَز، وكانوا قبل هذا يوصى بماله كلّه وبما أحبَّ مِنه.
و "الوصِيَّة" مرفوعة
بـ "كُتِب"، وإن شئت جعلت "كُتِب" فى مذهب قِيل فترفع الوصية باللام فى "الوالدين"
كقوله تبارك وتعالى: {يوصِيكم الله فِى أولادِكم لِلذكر مِثل حظّ
الأنثيين}.
المعاني الواردة في آيات سورة ( البقرة )
{ فَمَنْ خَافَ مِن
مُّوصٍ جَنَفاً أَوْ إِثْماً فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ
اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }
وقوله: {فَمَنْ خَافَ مِن
مُّوصٍ جَنَفاً...}
والعرب تقول: وصيَّتك وأوصيتك، وفى إحدى القراءتين "وأوصى
بِها إبراهِيم" بالألف. والجنَف: الجَوْر. {فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ} وإنما ذكر
الموصِى وحده فإنه أنما قال "بينهم" يريد أهل المواريث وأهل الوصايا؛ فلذلك قال
"بينهم" ولم يذكرهم؛ لأن المعنى يدلّ على أن الصلح إنما يكون فى الورثة والموصَى
لهم.
{ ياأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ
كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }
وقوله:
{كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن
قَبْلِكُمْ...}


يقال: ما كُتب على الذين
قبلنا، ونحن نرى النصارى يصومون أكثر من صيامنا وفى غير شهرنا،؟ حدّثنا الفرّاء
قال: وحدّثنى محمد بن أبان القرشى عن أبى أُمَيّة الطنافِسىّ عن الشّعْبىّ أنه قال:
لو صمت السنة كلها لأفطرت اليوم الذى يُشَكّ فيه فيقال: مِن شعبان، ويقال: مِن
رمضان. وذلك أن النصارى فرض عليهم شهر رمضان كما فرض علينا، فحوّلوه إلى الفَصْل.
وذلك أنهم كانوا ربما صاموه فى القيظ فعدّوه ثلاثين يوما، ثم جاء بعدهم قَرْن منهم
فأخذوا بالثقة فى أنفسهم فصاموا قبل الثلاثين يوما وبعدها يوما، ثم لم يزل الآخِر
يستّن سُنَّة الأوّل حتى صارت إلى خمسين. فذلك قوله {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ
كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ}.
{ أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ فَمَن
كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى
الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ
خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ
}
وقوله: {أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ...}
نصبت على أن كلّ ما لم تسمِّ فاعله
إذا كان فيها اسمان أحدهما غير صاحبه رفعت واحدا ونصبت الآخر؛ كما تقول: أُعطِى
عبدُالله المال. ولا تبالِ أكان المنصوب معرفة أو نكرة. فإن كان الآخِر نعتا للأوّل
وكانا ظاهرين رفعتهما جميعا فقلت: ضرِب عبدالله الظريف، رفعته؛ لأنه عبدالله. وإن
كان نكرة نصبته فقلت: ضرِب عبدالله راكبا ومظلوما وماشيا وراكبا.
قوله:
{فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ...}
رفع على ما فسرت لك فى قوله "فاتباع
بالمعروفِ" ولوكانت نصبا كان صوابا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تابع المعاني الواردة في آيات سورة البقرة -10
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تابع المعاني الواردة في آيات سورة البقرة -13
» تابع المعاني الواردة في آيات سورة البقرة -14
» تابع المعاني الواردة في آيات سورة البقرة -15
» تابع المعاني الواردة في آيات سورة البقرة -16
» تابع المعاني الواردة في آيات سورة البقرة -5

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الصوت الحر  :: صوتك الي لازم نسمعه :: إسلاميـــــــات-
انتقل الى: