سمعت أصواتاً تقول لا تحاكموا مبارك من باب (ارحموا عزيز قوم ذل) وإذا كان لى أن أبدى رأياً فى هذا الموضوع فإنى أرى أن عزيز القوم هو الشريف فى قومه ومن صفات الشريف أنه لا يسرق.. لا يكذب.. لا يظلم، فإذا ذل ذلك الشريف أو العزيز، بمعنى إذا دارت عليه الأيام وتنكرت له الدنيا وضاقت به السبل وجب علينا أن نشمله بالرحمة، أما إذا كنا نطالب بعدم محاكمة مبارك فهذا أمر غريب لأنه ليس بعزيز القوم ولا شريفهم، فمن يسرق ويكذب ويظلم لا يمكن أن يكون عزيزاً أو شريفاً.
وفيما يلى نسوق أسبابا تجعل محاكمة مبارك أمراً شرعياً لا خلاف عليه:
الثابت عن رسول الله (ص) أنه قال فى حديث شريف
*يا أيها الناس إنما أهلك من قبلكم أنه كان إذا سرق فيهم القوى تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها*
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الثابت أن الفاروق عمر بن الخطاب أمر المصرى القبطى صاحب الشكوى أن يضرب ابن عمرو بن العاص والى مصر كما ضربه.. ولم يمنعه عزيز قوم أو رمز دولة. الثابت أن الفاروق أقام حد شارب الخمر على ابنه ولم يمنعه عزيز قوم أو رمز دولة.
أما من الناحية القانونية والسياسية، فإن محاكمة مبارك أمر استقرت عليه المبادئ القانونية والسياسية فى العالم.
وإليك أمثلة:
هذه فرنسا تقدم رئيسها السابق جاك شيراك ليحاكم أمام المحكمة الجنائية بباريس عن تهمة فساد مالى ارتكبها حينما كان عمدة باريس، ولم يغفر له أن تولى رئاسة فرنسا فترتين رئاسيتين، ولم يعفه من المحاكمة أنه رمز دولة أو عزيز قوم.
وتلك دولة إسرائيل العبرية اليهودية الغاصبة تحاكم رئيسها السابق موشيه كاتساف بتهمة اغتصاب بحكم 7 سنوات حبسا مع النفاذ وتهمة هتك عرض بحكم 3 شهور حبسا مع الإيقاف. ولم يعفه من العقاب أنه رمز دولة أو عزيز قوم.
وإيطاليا تقدم رئيس الوزراء الحالى (برلسكونى) للمحاكمة بتهمة تمس الشرف. وأخيراً.. أليس من العار علينا أن نترك مبارك بلا محاكمة؟؟