الصوت الحر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الصوت الحر

(( نور الوطن ضيائنا .. مج ـــد الوطن طريقنا ))
 
الرئيسيةاغلاق كاملأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تابع المعاني الواردة في آيات سورة البقرة -4

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم كمال
Progress | 10%
Progress | 10%
ابراهيم كمال


النوع : ذكر
الدولة : تابع المعاني الواردة في آيات سورة البقرة -4 Ye10
عدد المساهمات : 176
نقاط المكتسبه : 27616
التقييم : 5
المزاج : فل
الأوسمة :
تابع المعاني الواردة في آيات سورة البقرة -4 10010

تابع المعاني الواردة في آيات سورة البقرة -4 Empty
مُساهمةموضوع: تابع المعاني الواردة في آيات سورة البقرة -4   تابع المعاني الواردة في آيات سورة البقرة -4 Emptyالسبت يونيو 05, 2010 10:01 am



وقوله: {وَلاَ تَلْبِسُواْ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُواْ الْحَقَّ
وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ...}


إن شئتَ
جعلتَ "وتكتموا" فى موضع جَزْم؛ تريد به: ولا تلبِسوا الحقَّ بالباطل ولا تكتموا
الحقّ، فتُلقى "لا" لمجيئها فى أوّل الكلام. وفى قراءة أُبىٍّ: "وَلاَ تَكُونُوا
أَوّلَ كَافِرٍ بِهِ وَتَشْتَرُوا بِآيَاتِى ثَمَناً قَلِيلاً" فهذا دليلٌ على أنّ
الجزم فى قوله: {وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ} مستقيمٌ صوابٌ، ومثله: {وَلاَ تَأْكُلُوا
أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلى الْحُكّامِ} وكذلك
قوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِيِنَ آمَنُوا لاَ تَخُونُوا اللّهَ وَالرَّسُولَ
وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} وإنْ شئتَ جعلتَ هذه الأحرُفَ
المعطوفَة بالواو نصباً على ما يقولُ النحويّون من الصَّرْف؛ فإن قلتَ: وما
الصَّرْف؟ قلت: أن تأتى بالواو معطوفةً علىكلامٍ فى أوّلِهِ حادثةٌ لا تستقيمُ
إعادتُها على ما عُطِف عليها، فإذا كان كذلك فهو الصَّرْفُ؛ كقول
الشاعر:
لاتَنْهَ عنْ خُلُقٍ وتأتِىَ مِثْلُهُ * عارٌعليْكَ إذا فَعلتَ
عظِيمُ


ألا ترى أنه لا يجوز إعادة
"لا" فى "تأتى مثله" فلذلك سُمّى صَرْفاً إذْ كان مَعطوفاً ولم يستَقم أن يُعاد فيه
الحادث الذى قبلَه. ومِثلُه من الأسماء التى نصبتها العربُ وهى معطوفة على مرفوع
قولهم: لَوْ تُركتَ والأسدَ لأكلَك، ولَوْ خُلِّيت ورأيَك لَضَلَلْتَ. لمَّا لم
يحسن فى الثانى أن تقول: لو تُركت وتُرك رأيُك لضللت؛ تهّببوا أن يعطِفوا حرفاً لا
يستَقيمُ فيه ما حََدَثَ فى الذى قبلَه. قال: فإنّ العرب تجيزُ الرّفع؛ لو تُرك
عبدُالله والأسدُ لأكله، فهل يجوز فى الأفاعيل التى نُصِبت بالواو على الصَّرْف أن
تكون مردودة على ما قبلها وفيها معنى الصَّرْف؟ قلت: نعم؛ العرب تقول: لستُ لأبِى
إِنْ لم أقتُلْك أو تذهبْ نفسى، ويقولون: والله لأضربنّك أو تسبقَنِّى فى الأرض،
فهذا مردودٌ على أوّل الكلام، ومعناه الصَّرْف؛ لأنهّ لا يجوز على الثانى إعادة
الجزم بلم، ولا إعادة اليمين على والله لتسبقَنِّى، فتجد ذلك إذا امتحنتَ الكلام.
والصَّرْف فى غير "لا" كثير إلا أنا أخّرنا ذكره حتى تأتى مواضعُه.

{
وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ
مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ هُمْ يُنْصَرُونَ
}

وقوله: {وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي
نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً...}
فإنه قد يعود على اليوم والليلة ذِكْرُهما مرّة
بالهاء وحدها ومرة بالصِّفَة فيجوز ذلك؛ كقولك: لا تجزى نفس عن نفس شيئا وتضمر
الصفة، ثم تظهرها فتقول: لا تجزى فيه نفس عن نفس شيئا. وكان الكسائىّ لا يجيز إضمار
الصفة فى الصلات ويقول: لو أجزت إضمار الصفة ها هنا لأجزت: أنت الذى تكلمتُ وأنا
أريد الذى تكلمتُ فيه. وقال غيره من أهل البصرة: لا نجيز الهاء ولا تكون، وإنما
يضمر فى مثل هذا الموضع الصفة. وقد أنشدنى بعض العرب:
يارُبَّ يَوْم لو
تَنَزّاهُ حول * أَلْفَيْتَنى ذا عنزٍ وذا طول


وأنشدنى آخر:
قد
صَبَّحتْ صبَّحها السّلامُ * بِكَبِدٍ خالَطها سَنامُ
* فى ساعة يُحَبُّها
الطّعامُ *
ولم يقل يُحَبّ فيها. وليس يدخل على الكسائىّ ما أدخل على نفسه؛ لأن
الصفة فى هذا الموضع والهاء متّفق معناهما، ألا ترى أنك تقول: آتيك يومَ الخميس،
وفى يوم الخميس، فترى المعنى واحدا، وإذا قلت: كلمتُك كان غيرَكلّمتُ فيك، فلما
اختلف المعنى لم يجز إضمار الهاء مكان "فى" ولا إضمار "فى" مكان الهاء.
{ وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ
فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ }
وقوله: {فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ
فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ...}
يقال: قد كانوا فى شُغل من أَنْ
يَنْظُروا، مَستورينَ بما اكْتَنَفَهم مِن البحر أن يروا فِرعون وغرقَه، ولكنّه فى
الكلام كقولك: قد ضُرِبتَ وأهلُك يَنْظُرون فما أتَوْك ولا أغاثوك؛ يقول: فهم قريبٌ
بمرأىً ومَسْمَع. ومثله فى القرآن: {أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ
الظِّلَّ}، وليس ها هنا رؤيةٌ إنمّا هو عِلمٌ، فرأيت يكونُ على مذهبين: رُؤيةُ
العِلْم ورُؤيةُ الْعَيْن؛ كما تقول: رأيتُ فِرعَوْنَ أعْتَى الخلق وأخْبَثَه، ولم
تره إِنما هو بلغك؛ ففى هذا بيانٌ.

{ وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ
لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ
}

وقوله: {وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ
لَيْلَةً...}


ثم قال فى
موضع آخر: {وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاَثِينَ ليلةً وأتْمَمْناها بِعَشْرٍ فَتَمَّ
مِيقاتُ رَبِّهِ أرْبَعينَ ليلةً}, فيقول القائل: كيف ذكر الثلاثين وأتمّها بالعشر
والأربعون قد تكمل بعشرين وعشرين، أو خمسةٍ وعشرين وخمسةَ عشرَ؟ قيل: كان ذلك -
والله أعلم - أنّ الثّلاثين كانت عدد شهر، فذكِرت الثلاثون منفصلة لمكان الشَّهر
وأنّها ذو القعدة وأتممناها بعشر من ذى الحجة، كذلك قال المفسِّرون. ولهذه القِصَّة
خُصّت العشرُ والثلاثون بالانفصال.

{ وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى
الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ }

وقوله: {وَإِذْ
آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُون...}
ففيه
وجهان: أحدهما - أن يكون أراد {وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ} يعنى التوراة،
ومحمدا صلى الله عليه وسلم {الْفُرْقَانَ}، {لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُون}. وقوله:
{وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ} كأنّه خاطبهم فقال: قد آتيْناكم علمَ موسى
ومحمد عليهما السلام "لعلكم تهتدون"؛ لأن التوراة أُنزلت جملةً ولم تنزل مُفرّقة
كما فُرّق القرآن؛ فهذا وجه. والوجه الاخر - أن تجعل التوراة هدىً والفرقان كمثله،
فيكون: ولقدْ آتَيْنا موسى الهُدى كما آتينا مُحَمّدا صلى الله عليه وسلم الهدى.
وكلُّ ما جاءت به الأنبياءُ فهو هُدىً ونورٌ. وإنّ العرب لتجمعُ بين الحرفَيْن
وإنّهما لواحِدٌ إّذا اختلف لفظاهما؛ كما قال عَدِىّ بن زيد:
وقَدَّمَتِ
الأَدِيمَ لِراهِشَيْهِ * وأَلْفَى قَوْلَها كذِباً ومَيْنَا
وقولهم: بُعْداً
وسُحْقاً، والبُعد والسُّحق واحدٌ، فهذا وجهٌ آخرُ. وقال بعض المفسِّرين: الكتابُ
التّوراةُ، والفُرقان انْفِراقُ البحر لبنى إسرائيل. وقال بعضهم: الفرقان الحَلالُ
والحرامُ الذِى فى التَّوراة.
{
وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى
كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَاكِن كَانُواْ
أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ }

وقوله: {الْمَنَّ
وَالسَّلْوَى...}
بلغنا أن الَمنّ هذا الّذى يسقُط على الثُّمَام والعُشَر، وهو
حلو كالعسل؛ وكان بعضُ المفسِّرين يسمِّيه الَّتَرنْجَبين الذى نعرف. وبلغنا أن
النبىّ صلى الله عليه وسلم قال: "الكمأة من المنّ وماؤها شفاء للعين". وأما
السَّلْوَى فطائِر كان يسقط عليهم لما أَجَموا المنّ شبيهٌ بهذه السُّمَانَى، ولا
واحد للسَّلْوى.

{ وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُواْ هَاذِهِ الْقَرْيَةَ
فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً
وَقُولُواْ حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ
}

وقوله: {وَقُولُواْ حِطَّةٌ...}
يقول - والله أعلم - قولوا: ما أُمِرتم
به؛ أى هى حطة، فخالَفُوا إلى كلام بالنَّبطِية، فذلك قوله: {فَبَدّلَ الَّذيِنَ
ظَلَمُوا قَوْلاً غَيْرَ الَّذِى قِيلَ لَهُمْ}.
وبلغنى أنّ ابن عباس قال:
أُمِروا أن يقولوا: نستغفر الله؛ فإن يك كذلك فينبغى أن تكون "حِطّة" منصوبة فى
القراءة؛ لأنك تقول: قلتُ لا إله إلا الله، فيقول القائل: قلتَ كلمةً صالحة، وإنما
تكون الحكاية إذا صلح قبلها إضمارُ ما يرفع أو يخفض أو ينصب، فإذا ضممت ذلك كله
فجعلته كلمة كان منصوبا بالقول كقولك: مررت بزيد، ثم تجعل هذه كلمةً فتقول: قلت
كلاما حسنا * ثم تقول: قلتُ زيدٌ قائمٌ، فيقول: قلتَ كلاما. * وتقول: قد ضربتُ
عمرا، فيقول أيضا: قلتَ كلمةً صالحة.


فأما قول الله تبارك
وتعالى: {سَيَقُولُونَ ثَلاَثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ} إلى آخر ماذكر من العدد
فهو رفعٌ لأن قبله ضميرَ أسمائهم؛ سيقولون: هم ثلاثة، إلى آخر الآية. وقوله {وَلاَ
تَقُولُولُوا ثَلاَثَةٌ انْتَهُوا خَيْراً لَكُمْ} رفع؛ أى قولوا: الله واحدٌ، ولا
تقولوا الآلهةُ ثلاثةٌ. وقوله: {قَالُوا مَعْذِرَةً إِلى رَبِّكُم} ففيها وجهان: إن
أردت: ذلك الذى قلنا معذرةٌ إلى ربكم رفعتَ، وهو الوجه. وإن أردت: قلنا ما قلنا
معذرةً إلى الله؛ فهذا وجهُ نصْب. وأما قوله: {ويَقُولُونَ طاعَةٌ فإذا بَرَزُوا}
فإن العرب لا تقوله إلاّرفعا؛ وذلك أنّ القوم يُؤمَرون بالأمْر يكرهونه فيقول
أحدهم: سمعٌ وطاعةٌ، أى قد دخلنا أوّلَ هذا الدِّين على أن نَسمعَ ونُطيعَ فيقولون:
علينا ما ابتدأناكم به، ثم يخرجون فيخالفون، كما قال عز وجل: {فإذا بَرَزُوا مِن
عِندِك[بيَّتَ طائفةٌ منهم غير الذى تقول]} [أى] فإذا خرجوا من عندك بدّلوا. ولو
أردت فى مثله من الكلام: أى نطيع، فتكون الطاعة جوابا للأمر بعينه جازَ النصبُ،
لأنّ كلّ مصدر وقع موقع فعَل ويَفْعل جاز نصبُه، كما قال الله تبارَك وتعالى:
{مَعَاذَ اللهِ أَنْ نَأخُذَ} [معناه والله أعلم: نعوذ بالله أن نأخذ]. ومثله فى
النور: {قُلْ لاَ تُقْسِمُوا طاعّةٌ مَعْرُوفَةٌ} الرفع على ليكن منكم ما يقوله
أهلُ السَّمع والطاعة. وأما قوله فى النحل: {وَإذَا قِيلَ لَهُمْ ْمَاذَا أَنْزَلَ
رَبُّكُم قالوا أَساطِيرُ الأَوّلِينَ} * فهذا قولُ أهل الجَحْد؛ لأنهم قالوا لم
ينزل شيئا، إنما هذا أساطير الأوّلين * وأما الذين آمنوا فإنهم أقرّوا فقالوا: أنزل
ربُّنا خيراً، ولو رُفع خيرٌ على: الذى أنزله خيرٌ لكان صوابا، فيكون بمنزلة قوله:
{يَسْأَلُونَكَ ماذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ} و {قُلِ الْعَفْوُ} النّصبُ على
الفعل: يُنفقون العفوَ، والرفعُ على: الذى يُنفقون عفوُ الأمْوالِ. وقوله:
{قَالُوا


سلاماً قَالَ سَلاَمٌ}
فأما السلام (فقولٌ يقال)، فنُصب لوقوع الفعلِ عليه، كأنّك قلتَ: قلتُ كلاماً. وأما
قوله: {قَالَ سَلاَمٌ} فإنه جاء فيه نحن"سَلاَمٌ" وأنتم "قَوْمٌ مُنْكَرُونَ". وبعض
المفسرين يقول: {قَالُوا سَلاَماً قَالَ سَلاَمٌ} يريد سلّموا عليه فردّ عليهم،
فيقول القائل: ألا كان السّلام رفعاً كلّه أونصباً كلّه؟ قلت: السّلام على معنيين:
إذا أردتَ به الكلام نصبتَه، وإذا أضمرت معه "عليكم" رفعتَه.فإن شِئتَ طرحتَ
الإضمارَ من أحد الحرفين وأضمرتَه فى أحدهما، وإن شِئتَ رفعتَهما معا، وإن شِئْت
نصبتهما جميعا. والعرب تقول إذا التقوا فقالوا سلامٌ: سلامٌ، على معنى قالوا السلام
عليكم فرّد عليهم الآخرون. والنصب يجوز فى إحدى القراءتين "قَالوا سَلاَماً قَالَ
سَلاَماً". وأنشدنى بعضُ بنى عُقَيْل:
فَقُلْنا السَّلامُ فاتَّقَتْ مِنْ
أَمِيرِهَا * فَما كَانَ إِلاَّ وَمْؤُهَا بِالْحَواجِبِ
فرفع السَّلامُ؛ لأنه
أراد سلّمنا عليها فاتَّقَتْ أن تردّ علينا. ويجوز أن تنصب السلام على مثل قولك:
قلنا الكلام, قلنا السلام، ومثله: قرأت "الحمدَ" وقرأتُ "الحمدُ" إذا قلت قرأت
"الحمدَ" أوقعت عليه الفعل، وإذا رفعت جعلته حكاية على قرأتُ "الحمدُ
لله".

{ وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ
فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ
عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ كُلُواْ وَاشْرَبُواْ مِن رِّزْقِ
اللَّهِ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ }

وقوله: {اضْرِب
بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ
عَيْناً...}


معناه -
والله أعلم - فضَرَب فانفجرت، فعُرِف بقوله: "فَانفَجَرَتْ" أنه قد ضَرَب، فاكتفى
بالجواب؛ لأنه قد أدّى عن المعنى، فكذلك قوله: {أنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ
فَانْفَلَقَ} ومثله (فى الكلام) أن تقول: أنا الذى أمرتك بالتجارة فاكتسبت الأموال،
فالمعنى فتَجَرت فاكتسبت.
وأما قوله: {قَدْ عَلِمَ كُلُّ
أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ...}
فإن القائل يقول: وما حاجة القوم إلى أن يعلموا
مشاربهم ونحن نرى الأنهار قد أُجريت لقوم بالمنِّ من الله والتَّفضل على عباده، ولم
يقل: قد علم كل أناسٍ مشربهم، لغيرهم؟ وإنما كان ذلك - والله أعلم - لأنّه حجرٌ
انفجرت منه اثنتا عشرة عينا على عدد الأسْباط لكل سِبْطٍ عين، فإذا ارتحل القومُ أو
شَرِبوا ما يَكْفيهم عادَ الحجرُ كما كان وذهبت العيونُ، فإذا احتاجوا انفجرت
العيونُ من تلك المواضع، فأتّى كل سِبْطٍ عَيْنَهم التى كانوا يشربون
منها.
المعاني الواردة في آيات سورة ( البقرة )
{ وَإِذْ قُلْتُمْ يَامُوسَى
لَن نَّصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا
تُنْبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا
قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُواْ
مِصْراً فَإِنَّ لَكُمْ مَّا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ
وَالْمَسْكَنَةُ وَبَآءُو بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ
يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ
ذالِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ }

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تابع المعاني الواردة في آيات سورة البقرة -4
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تابع المعاني الواردة في آيات سورة البقرة -5
» تابع المعاني الواردة في آيات سورة البقرة
» تابع المعاني الواردة في آيات سورة البقرة -3
» تابع المعاني الواردة في آيات سورة البقرة -6
» تابع المعاني الواردة في آيات سورة البقرة -7

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الصوت الحر  :: صوتك الي لازم نسمعه :: إسلاميـــــــات-
انتقل الى: