الصوت الحر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الصوت الحر

(( نور الوطن ضيائنا .. مج ـــد الوطن طريقنا ))
 
الرئيسيةاغلاق كاملأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تابع المعاني الواردة في آيات سورة البقرة -3

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم كمال
Progress | 10%
Progress | 10%
ابراهيم كمال


النوع : ذكر
الدولة : تابع المعاني الواردة في آيات سورة البقرة -3 Ye10
عدد المساهمات : 176
نقاط المكتسبه : 27616
التقييم : 5
المزاج : فل
الأوسمة :
تابع المعاني الواردة في آيات سورة البقرة -3 10010

تابع المعاني الواردة في آيات سورة البقرة -3 Empty
مُساهمةموضوع: تابع المعاني الواردة في آيات سورة البقرة -3   تابع المعاني الواردة في آيات سورة البقرة -3 Emptyالسبت يونيو 05, 2010 9:59 am



{ كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ
يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }

وقوله: {كَيْفَ
تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتاً...}


على وجه التعجُّب
والتوبيخ؛ لا على الاستفهام المحض؛ [أى] وَيْحَكم كيف تكفرون! وهو كقوله: {فَأَيْنَ
تَذْهَبُونَ}. وقوله: {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتاً}.
المعنى - والله أعلم - وقد كنتم، ولولا إضمار "قد" لم يجز مثله فى الكلام. ألا ترى
أنه قد قال فى سورة يوسف: {إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ}.
المعنى - والله أعلم - فقد كَذَبتْ. وقولك للرجل: أصبحتَ كَثُرَ مالُك، لا يجوز
إلاّ وأنتَ تريدُ: قد كَثُرَ مالُك؛ لأنهما جميعا قد كانا، فالثانى حال للأوّل،
والحالُ لا تكون إلا بإضمار "قد" أو بإِظهارها؛ ومثله فى كتاب الله: "أَوْ
جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ" يريد - والله أعلم - [جاءوكم قد حصِرت صدورهم].
وقد قرأ بعضُ القرّاء - وهو الحسن البصرِىّ - "حَصِرَةً صدورهم". كأنه لم يعرف
الوجه فى أصبح عبد الله قام أو أقبل أخذ شاة، كأنّه يريدُ فقد أخَذَ شاة. وإذا كان
الأوّل لم يَمْضِ لم يجز الثانى بقَدْ، ولا بغير قد، مثل قولك: كاد قام، ولا أراد
قام؛ لانّ الإرادة شىء يكون ولا يكون الفعل، ولذلك كان محالا قولك: عسى قام؛ لأن
عسى وإن كان لفظها على فَعَلَ فإنها لمستقبل، فلا يجوز عسى قد قام؛ ولا عسى قام،
ولا كاد قد قام؛ ولا كاد قام؛ لأن مابعدهما لا يكون ماضيا؛ فإن جئت بيكون مع عسى
وكاد صلح ذلك فقلت: عسى أن يكون قد ذهب، كما قال الله: {قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ
رَدِفَ لَكُمْ بَعْضُ الَّذى تَسْتَعْجِلُونَ}.
وقوله: {وَكُنْتُمْ أَمْوَاتاً
فَأَحْيَاكُمْ} يعنى نُطَفا، وكل ما فارق الجسد من شعر أو نُطْفة فهو ميتة؛ والله
أعلم. يقول: فأحياكم من النُّطَف، ثُم يميتكم بعد الحياة، ثم يحييكم
للبعث.

{ هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَّا فِي
الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَآءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ
سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }


وقوله: {ثُمَّ اسْتَوَى
إِلَى السَّمَآءِ فَسَوَّاهُنَّ ...}
الاستواء فى كلام العرب على جهتين: إحداهما
أن يستوِىَ الرجلُ[و] ينتهى شبابُه، أو يستوى عن اعوِجاج، فهذان وجهان، ووجه ثالث
أن تقول: كان مقبلا على فلان ثم استوى علىّ يُشاتمنى وإلىّ سَواءٌ، على معنى
أقْبَلَ إلى وعلىّ؛ فهذا معنى قوله: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَآءِ} والله أعلم.
وقال ابن عباس: ثم استوى إلى السماء: صعِد، وهذا كقولك للرجل: كان قائما فاستوى
قاعدا، وكان قاعدا فاستوى قائما. وكلٌّ فى كلام العرب جائزٌ.
فأما قوله: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَآءِ فَسَوَّاهُنَّ}
فإن السماء فى معنى جَمْع، فقال "فَسَوَّاهُنّ" للمعنى المعروف أنهنّ سبعُ سموات.
وكذلك الأرض يقع عليها - وهى واحدةٌ- الجمعُ. ويقع عليهما التوحيدُ وهما مجموعتان،
قال الله عز وجل: {رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ}. ثم قال: {وَمَا بَيْنَهُمَا}
ولم يقل بينهن، فهذا دليل على ما (قلت لك).

{ وَعَلَّمَ ءَادَمَ الأَسْمَآءَ كُلَّهَا ثُمَّ
عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَآءِ هؤلاء إِن
كُنْتُمْ صَادِقِينَ }

وقوله: {وَعَلَّمَ آدَمَ
الأَسْمَآءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ...}
فكان {عرضهم}
على مذهب شُخوصِ العالمين وسائر العالَم، ولو قُصِد قَصْد الأسماء بلا شخوص جاز فيه
"عرضهنّ" و"عرضها". وهى فى حرفِ عبدالله "ثم عرضهنّ" وفى حرف أبىّ "ثم عرضها"، فإذا
قلت "عرضها" جاز أن تكون للأسماءِ دون الشخوص وللشخوص دون الأسماء.

{
قَالَ يَآءَادَمُ أَنبِئْهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّآ أَنْبَأَهُمْ
بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَّكُمْ إِنِي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ
وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ
}


وقوله: {يَآءَادَمُ
أَنبِئْهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْْ...}
إن همزت قلت {أَنْبِئْهُمْ} ولم يجز كسر الهاء
والميم؛ لأنها همزة وليست بياء فتصير مثل "عليهِم". وإن ألقيتَ الهمزةَ فأثبت الياء
أو لم تثبتها جاز رفعُ "هِمُ" وكسرها على ما وصفت لك فى "عليهِم" و
"عليهُم".

{ وَقُلْنَا يَآءَادَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ
وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَاذِهِ الشَّجَرَةَ
فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ }

وقوله: {وَلاَ تَقْرَبَا هَاذِهِ
الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا...}
إن شِئتَ جعلتَ {فتكونا} جوابا نصبا، وإن شِئتَ
عطفتَه على أوّل الكلام فكان جزْما؛ مثل قول امرىء القيس:
فقلتُ له صَوِّبْ ولا
تَجْهَدَنَّهُ * فَيُذْرِكَ مِنْ أُخْرَى الْقَطاةِ فَتَزْلِقُ
فجزم. ومعنى
الجزم كأنّه تكرير النهى، كقول القائل: لا تذهب ولا تعرض لأحد. ومعنى الجواب
والنَّصْب لا تفعل هذا فيُفعلَ بك مجازاةً، فلمّا عُطف حرفُ على غير ما يشا كله
وكان فى أوّله حادثٌ لا يصلح فى الثانى نُصِبَ. ومثله قوله: {وَلاَ تَطْغَوْا فِيهِ
فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِى} و{لاَ تَفْتَرُوا علَىَ اللّهِ كَذِباً
فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ} و{لاَ تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا
كَالْمُعَلَّقَةِ}. وما كان من نفى ففيه ما فى هذا، ولا يجوز الرفع فى واحد من
الوجهين إلا أن تريد الاستئناف؛ بخلاف المعنيين؛ كقولك للرجل: لا تركب إلى فلان
فيركبُ إليك؛ تريد لا تركب إليه فإنه سيركب إليك، فهذا مخالف للمعنيين لأنه
استئناف، وقد قال الشاعر:
أَلَمْ تَسْألِ الَّرْبعَ الْقَدِيمَ فَيَنْطِقُ *
وَهَلْ تُخْبِرَنْكَ الْيَوْمَ بَيْدَاءُ سَمْلَقُ
أرد: ألم تسأل الربع فإنه
يخبرك عن أهله، ثم رجع إلى نفسه فأكذبها، كما قال زهير بن أبى سُلْمَى
المُزَنىّ:


قِفْ بِالدِّيارِ التى
لَمْ يَعْفُها القِدَمُ * بَلَى وغَيَّرها الأَرْواحُ والدِّيَمُ
فأكذب نفسه.
وأمّا قوله: {وَلاَ تَطْرُدِ الّذينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ والْعَشِىّ}
فإنّ جوابه قولُه: {فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمينَ} والفاء التى فى قوله:
"فَتَطْرُدَهُمْ" جواب لقوله: "مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَىْءٍ" ففى
قوله: "فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمينَ" الجزم والنصب على ما فسّرت لك، وليس فى قوله:
"فَتَطْرُدَهُمْ" إلا النصب، لأنّ الفاء فيها مردودة على محلٍّ وهو قوله: "مَا
عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ" و "عليك" لا تشا كل الفعل، فإذا كان ما قبل الفاء اسما
لا فعل فيه، أو محلاّ مثل قوله: "عندك وعليك وخلفك"، أو كان فعلا ماضيا مثل: " قام
وقعد" لم يكن فى الجواب بالفاء إلا النصب. وجاز فى قوله:
* فَيُذْرِكَ مِنْ
أُخْرَى الْقَطَاةِ فَتَزْلُقْ *
لان الذى قبل الفاء
يَفْعَل والذى بعدها يفعل، وهذا مشاكل بعضُه لبعض؛ لأنه فعل مستقبل فيصلح أن يقع
علىآخره ما يقع على أوّله, وعلى أوّله ما يقع على آخره؛ لأنه فعل
مستقبل.
{ فَأَزَلَّهُمَا
الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ
بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى
حِينٍ }

وقوله: {وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ
فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ...}


فإنه خاطب آدم وامرأته،
ويقال أيضا: آدم وإبليس، وقال: "اهبطوا" يعنيه ويعنى ذرّيته، فكأنه خاطبهم. وهو
كقوله:{فَقَالَ لَهَا وللأَرْضِ ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا
طَائِعِينَ}. المعنى - والله أعلم - أَتَيْنا بما فينا من الخلق طائعين. ومثله قول
إبراهيم: "رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ". ثم قال: {وَأَرِنَا
مَنَاسِكَنَاً} وفى قراءة عبدالله "وَأَرِهِمْ مَنَاسِكَهُمْ" فجمع قبل أن تكون
ذرّيته. فهذا ومثله فى الكلام مما تتبيّن به المعنى أن تقول للرجل: قد تزوّجتَ
ووُلِدََ لك فكثُرْتم وعَزَزتم.
{ فَتَلَقَّى ءَادَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ
فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ }

وقوله: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ...}
فـ
{آدَمُ} مرفوع والكلمات فى موضع نصب. وقد قرأ بعض القرّاء: "فَتَلَقَّى آدَمَ مِنْ
رَبِّهِ كَلِمَاتٌ" فجعلَ الفعلَ للكلمات، والمعنى - والله أعلم - واحد؛ لأن ما
لَقِيَك فقد لقينَه، وما نالك فقد نلته. وفى قراءتنا: "لاَيَنَالُ عَهْدِى
الظَّالِمين" وفى حرف عبد الله : "لاَيَنَالُ عَهْدِى
الظَّالِمُونَ".
{يَابَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي
أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُواْ بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ
فَارْهَبُونِ }

وقوله: {اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ [الَّتِي أَنْعَمْتُ
عَلَيْكُمْ]... }
المعنى لا تنسَوْا نعمتى، لتكن منكم على ذُكْر، وكذلك كل ما
جاء من ذكر النعمة فإن معناه - والله أعلم - على هذا: فاحفظوا ولا تَنْسَوا. وفى
حرف عبدالله: "ادَّكِروا". وفى موضع آخر: "وتَذَكَّروا ما فيه". ومثله فى الكلام أن
تقول: "اذكُرْ مَكانى مِنْ أبيك".


وأمَّا نصب الياء من
"نِعْمَتِى" فإن كل ياء كانت من المتكلم ففيها لغتان: الإرسالُ والسّكون، والفتح،
فإذا لَقيتْها ألفٌ ولام، اختارت العربُ اللغة التى حرّكت فيها الياء وكرِهوا
الأخرى؛ لان اللاّم ساكنة فتسقط الياء عندها لسكونها، فاستقبحوا أن يقولوا: نعمتِى
التى، فتكونَ كأنها مخفوضة على غير إضافة، فأخذوا بأوثق الوجهين وأبينهما. وقد يجوز
إسكانها عند الألف واللام؛ وقد قال الله: {يا عِبَادِى الّذِيِنَ أَسْرَفُوا عَلَى
أَنْفُسِهِمْ} فقرئت بإِرسال الياء ونصبها، وكذلك ما كان فى القرآن مما فيه ياء
ثابتة ففيه الوجهان، وما لم تكن فيه الياء لم تنصب. وأمَّا قوله: {فَبَشِّرْ
عِبَادِ. الّذِيِنَ يَسْتمِعُونَ الْقَوْلَ}. فإن هذه بغير ياء، فلا تنصب ياؤها وهى
محذوفة؛ وعلىهذا يقاس كل ما فى القرآن منه. وقوله: {فما آتَانِىََ اللّهُ خَيْرٌ
مِمَّا اتَاكُمْ} زعم الكسائىّ أن العرب تستحبُّ نصب الياء عند كل ألف مهموزة سوى
الألف واللام، مثل قوله: {إِنْ أَجْرِىَ إِلاَّ عَلَى اللّهِ} و {إِنِّىَ أَخَافُ
اللّهَ}. ولم أر ذلك عند العرب؛ رأيتهم يرسلون الياء فيقولون: عندِى أبوك، ولا
يقولون: عندىَ أبوك بتحريك الياء إلا أن يتركوا الهمز فيجعلوا الفتحة فى الياء فى
هذا ومثله. وأما قولهم: لِىَ ألفان، وبِىَ أخواك كفيلان، فإنهم ينصبون فى هذين
لقلتهما، [فيقولون: لىَ أخواك، ولِىَ ألفان، لقلتهما] والقياس فيهما وفيما قبلهما
واحد.
المعاني الواردة في آيات سورة ( البقرة )
{ وَآمِنُواْ بِمَآ أَنزَلْتُ
مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَكُمْ وَلاَ تَكُونُواْ أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلاَ
تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ }

وقوله:
{وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً...}


وكل ما كان فى القرآن من
هذا قد نُصِبَ فيه الثَّمَنُ وأدخلت الباء فى المبيوع أو المشترىَ، فإن ذلك أكثر ما
يأتى فى الشيئين لا يكونان ثَمَناً معلوما مثل الدنانير والدراهم؛ فمن ذلك: اشتريتُ
ثوبا بكساء؛ أيَّهما شئتَ تجعلْه ثَمَناً لصاحبه؛ لأنه ليس من الأثمان، وما كان ليس
من الأثمان مثل الرقيق والدُّور وجميع العُروض فهو على هذا. فإن جئت إلى الدراهم
والدنانير وضعتَ الباءَ فى الثَّمن، كما قال فى سورة يوسف: {وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ
بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ}؛ لأن الدراهم ثمنٌ أبدا، والباء إنما تدخل فى
الأثمان، فذلك قوله: {اشْتَرَوْا بآيَاتِ اللّهِ ثَمَناً قَلِيلاً}، {اشْتَرَوُا
الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ}، {اشتروا الضلالة بالهدى} {والعذاب بالمغفرة}،
فأدخِل الباء فى أىّ هذين شئتَ حتى تصير إلى الدنانير والدراهم فإنك تُدخل الباء
فيهن مع العُروض، فإذا اشتريتَ أحدهما [يعنى الدنانير والدراهم] بصاحبه أدخلت الباء
عى أيِّهما شئت؛ لأن كل واحد منهما فى هذا الموضع بيعٌ وثمنٌ، فإن أحببت أن تعرف
فرق ما بين العُروض وبين الدراهم، فإنك تعلم أن من اشترى عبدا بألفِ درهم معلومة،
ثم وَجد به عيبا فردّه لم يكن له على البائع أن ياخذ ألفه بعينه، ولكن ألفا. ولو
اشترى عبدا بجارية ثم وجد به عيبا لم يرجع بجارية أخرى مثلها، فذلك دليل على أن
العُروض ليست بأثمان.
وقوله: {وَلاَ تَكُونُواْ أَوَّلَ كَافِرٍ
بِهِ...}


فوحّد الكافرَ وقبلَه جمعٌ
وذلك من كلام العرب فصيحٌ جيدٌ فى الاسم إذا كان مشتقّاً من فِعْل، مثل الفاعل
والمفعول؛ يرادُ به ولا تكونوا أوّل مَن يَكْفُر فتحذف "مَن" ويقوم الفعل مقامها
فيؤدِّى الفعلُ عن مثل ما أدّتْ "مَن" عنه مِن التأنيث والجمع وهو فى لفظ توحيدٍ.
ولا يجوز فى مثله من الكلام أن تقول: أنتم أفضلُ رجلٍ؛ ولا أنتما خير رجل؛ لأن
الرجل يثنّى ويُجمع ويُفرد [فيُعرَف] واحدُه من جمعِه، والقائم قد يكون لشىء ولمَنْ
فيؤدّى عنهما وهو موحَّد؛ ألا ترى أنك قد تقول: الجيْشُ مقبلٌ والجُنْد منهزمٌ،
فتوحِّد الفعل لتوحيده، فإذا صرت إلى الأسماء قلت: الجيش رجالٌ والجند رجالٌ؛ ففى
هذا تبيان؛ وقد قال الشاعر:
وإذا هُمُ طَعِمُوا فَأَلأَمُ طاعِم * وإذا هُمُ
جاعُوا فشَرُّ جِياعِ
فجمعه وتوحيده جائز حسنٌ.
{ وَلاَ تَلْبِسُواْ الْحَقَّ
بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُواْ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ }
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تابع المعاني الواردة في آيات سورة البقرة -3
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تابع المعاني الواردة في آيات سورة البقرة
» تابع المعاني الواردة في آيات سورة البقرة -4
» تابع المعاني الواردة في آيات سورة البقرة -6
» تابع المعاني الواردة في آيات سورة البقرة -7
» تابع المعاني الواردة في آيات سورة البقرة -8

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الصوت الحر  :: صوتك الي لازم نسمعه :: إسلاميـــــــات-
انتقل الى: